أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لا ... ثم لا ياكويت لاتكوني سوريا ثانية















المزيد.....

لا ... ثم لا ياكويت لاتكوني سوريا ثانية


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استوقفتني أكثر من مرة كتاباته النقدية وجرأتها، كنت أحسد صحفيي الكويت وكتابهم على فسحة الحرية في التعبير والنقد ، التي يتمتعون بها في ديرتهم، وتنافس الصحف الواضح على السبق الصحفي واكتساب ثقة المواطن ونزاهة الموقف وقربه من ابن الشارع وطرحه للموقف الوطني السليم، ويثير القاريء تعدد وجوه النقد واختلافها وتنوعها الدال على ديمقراطية وليدة لكنها تبشر بالخير وخطوة واثقة تؤشر على حرية تفتقد لها معظم دور الصحافة والنشر في بلدان عربية أو شرق أوسطية..لكني فوجئت ، أن هذا الكاتب ، الذي أحدث قفزة نوعية تشهد له فيها أوساط كويتية واستطاع أن يحوز على ثقة ومحبة الناس واحترامهم لمواقفه وكتاباته الحريصة على وطن حر بعيد عن القمع والفساد والمحسوبيات التي طالت القضاء ودوره المفترض أن يحمل النزاهة والحياد وعدم التأثير عليه من قوى نافذة في السلطة ،هذا الكاتب صاحب موقع " ميزان" المواطن الكويتي الحقوقي ( محمد عبد القادر الجاسم)..نفاجأ صبيحة الحادي عشر من الشهر المنصرم بأنه ألقي القبض عليه، وسيقف اليوم بالذات وللمرة الثانية " الاثنين 7/6 أمام المحكمة بتهم تذكرك بتهم المحاكم السورية لسجناء الرأي والكليشات المعدة سلفاً لكم الأفواه والتضييق على حرية التعبير والابتعاد عن النقد، خاصة عندما يطال قيادات نافذة في السلطة...هل يعني هذا الأمر أن التشابه لم يأت عن عبث وأن الحكومات العربية تنسخ قوانينها عن بعضها لتحمي سلطتها بقبضة حديدية ولتحرم المواطن كاتباً كان أم قارئاً من حقه في التعبير أو حقه في الكلام والحوار ونقده لمسيرة الحكومة عندما تخوض في وحل الفساد وتبتعد عن المصلحة الوطنية العامة؟.
إنها لطمة وصدمة أصابتني كما أصابت كل مواطن يطمح للحرية والحق في قول مايريد والافصاح عما يحمله من فكر دون قيود وخطوط محذورة يفترض ألا يتعداها وإلا فإن القيد والقضبان هما مصيره المحتوم، ولم تتوقف الصدمة عند الاعتقال بل تعدتها للأسلوب في التعامل والكيفية ،التي تم بها اعتقال كاتب وحقوقي مثله،ومنع الصحف أو أي مسؤول التحدث أو التصريح بما يتعلق بهذا الاعتقال وظروفه، وصلت لدرجة تقييد يديه وقدميه، وإدخاله المشفى بعد إضرابه عن الطعام وتقييد قدميه بسرير المشفى !.
فقد نشر موقعه ميزان مامفاده:ــ
"ورغم ان النيابة منعت وسائل الاعلام من نشر اي اخبار عن الجاسم والتحقيق معه ومحاكمته، فقد أصدرت عائلته بيانا نشر في موقع الآن الذي يشرف عليه وزير الاعلام السابق الدكتور سعد بن طفلة. اشار البيان الى تعامل غير قانوني مع الجاسم، اذ تم حبسه بصورة غير قانونية في احد عنابر السجناء المحكومين في قضايا امن الدولة وليس في المكان الذي حدده قانون السجون لمن هم في مثل وضعه كسجين رأي .
وكان قرار النيابة العامة اتهم الجاسم بـ الطعن في حقوق الامير وسلطته وعاب في ذات الامير وتطاول على مسند الامارة ، وبأنه اذاع عمدا في الخارج اخبارا وبيانات واشاعات كاذبة ومغرضة حول الاوضاع الداخلية للبلاد، وكان من شأنها اضعاف هيبة الدولة و الاضرار بالمصالح القومية للبلاد . واذا مضت المحاكمة كما هو مخطط لها، فان الجاسم يواجه السجن لمدة تصل الى 18 عاما"
مساس بهيبة الدولة والشعور القومي وبمسند الإمارة !..نشر أنباء كاذبة في الخارج تشوه سمعة البلاد وتضر بالمصلحة الوطنية...إنها تهم منسوخة عن تهم النظام السوري ومحاكمه الصورية المستندة لقانون الطواري" إضعاف الشعور القومي والمساس بهيبة الدولة وإضعاف الوحدة الوطنية الداخلية!...ما أشبه اليوم في الكويت بالبارحة في دمشق!.
أرادت الحكومة الكويتية أن تعاقب كل الكتاب الناقدين ومن يسمحوا لأنفسهم بجرأة نوعية تسبب إزعاجاً لقيادات تريد أن تجعل من البلاد ملهاة ومزرعة للأسرة الحاكمة تفعل بها كما تشاء وتضر بمصالح البلاد وسياستها المناطقية وتقاربها المشبوه مع إيران خاصة، وعلى الرغم من اكتشاف شبكة تجسس تعمل في وزارات هامة كالدفاع والداخلية، ونقد الكاتب للأمير" الشيخ ناصر" رئيس مجلس الوزراء ، والذي طالب الكثير من أعضاء مجلس الأمة وفي أكثر من مناسبة سابقة مساءلته أمام البرلمان ، بل إقالته للشك بنزاهته وتدخله حتى بشؤون القضاء...لكن أمير البلاد لم يرضخ ولم ينصاع لكل هذه المطاليب وأبقى على نجله ناصر يصول ويجول ...وإلقاء القبض على الكاتب الجاسم جاء ليكون عبرة ودرساً يراد منه وضع حد نهائي لسقف النقد وحرية التعبير وتربية البقية الباقية من كتاب المدونات والصحف..وننقل لكم ماجاء على لسان موقعه " ميزان " وبقلم الكاتب نفسه في مقالاته:ــ
" وفي مقالين توجه بأحدهما الى الامير وبالآخر الى رئيس الوزراء وصف الجاسم عمليا ما يخطط له من قضية سياسية كيدية ، اذ سأل الشيخ صباح هل تقبل ان يطلب من مواطن كويتي، ولو من باب النصيحة، مغادرة وطنه الكويت لتحاشي الظلم ، وكتب أن صديقا نقل اليه رسالة من أحدهم مفادها الجماعة خلاص ناوين عليك وينصحك بمغادرة الكويت . وأضاف ان احد الوزراء من الشيوخ قال لبعض اصحابه خلاص القرار السياسي بحبس الجاسم اتخذ ، وان وزيرا آخر من الشيوخ ايضا قال قاعدين نحضّر قضية حق الجاسم وراح نركعه على ركبه . اما بالنسبة الى الشيخ ناصر فقد سأله في المقال: هل نتعرض لابتزاز طرف اجنبي؟ وكان مفهوما انه يعني ايران!.
أعتقد أن هذا الحكم سياسي بامتياز ...لكننا نأمل ألا يصل الأمر بالكويت ، التي أثارتنا في انتخاباتها ونجاح أربعة نساء في برلمانها، ومسيرتها نحو الديمقراطية الطفلة ألا تجهض هذه المحاولة وألا تقضي على الأمل لدى المواطن الكويتي من جهة والعربي من جهة أخرى ، بأن الأمل ممكن والاصلاح قادم وحتمية التاريخ لابد وأن تأخذنا نحو مساحة أكبر من الحرية ولنا الحق كباقي الشعوب بديمقراطية وبحق في التعبير دون أن تركب الحكومات أقفالاً على أفواهنا ، وتحدد لنا كمية الأكسجين وعدد المفردات اللغوية المسموح باستخدامها في كتاباتنا، وأن البشر في أوطاننا درجات وهناك من هم خارج حدود النقد وأكبر وأعلى من القانون..لانريد للكويت أن تصبح نسخة عن نظام القمع السوري ولا لقضائه أن يصبح استثنائيا...طوارئياً في أحكامه ، وأن يمنح هذا الكاتب وسام شرف الكلمة الصادقة الحريصة على الوطن، وأن هذا الحرص والمحبة العميقين كانا دافعه الأول والأساس في قول كلمة حق في سلطان جائر.
ألا يكفينا نظام نادر يثير الرعب والخوف ويحاصر المواطن ويقصيه عن حقه في صنع القرار والتعبير...؟ ألا يكفينا أحكام غريبة بحق سجناء الرأي ؟ فنكتشف أن بلداً صغيراً عرف عسف الاحتلال ومعنى الظلم أن يعمل على إعادة التاريخ للوراء والسير خلف نعش المواطن بعد قتله؟ ألا تكفينا حكومة سورية تعمل منذ خمسة عقود حسب قانون الطواريء ونظام مستبد يلقي بأعز كتابه وصحفييه ومثقفيه في غياهب السجون بتهم" إضعاف الشعور القومي والمساس بهيبة الدولة ونشر أنباء كاذبة" هل أعجبت النغمة والتهمة حكام الكويت فوجدوا بها منفذا وأسلوباً جديداً لقمع شعبهم والتضييق عليه، حري بكم أن تقتدوا ببلاد عرفت معنى الحرية وقوانين تفتح نوافذ التعبير على مصراعيها ، تسود ويتساوى أمامها جميع المواطنين دون أن يكون هناك ابن ست وابن جارية في الوطن الواحد!.
نطالب بإطلاق سراح الجاسم وعودته لموقعه بين أهله وقرائه ومحبيه ...معززا مكرماً وإلا فإن آمالنا في المستقبل تتلون بالأسود وتنذر بأخطار لن تبقي على أحد؟
ــ باريس 7/6/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الوقاية أم سياسة العلاج المتأخر؟
- ذاكرة وألم تتحدث عن علاقة الرجل الشرقي بالمرأة ...بالحب!
- الزيارات الإسعافية للنظام السوري، هل تحمل إنقاذاً أم حرباً؟
- بين التنوع والتسامح
- متى ينضج العرب سياسياً حسب العرف - الإيراني طبعاً-؟!
- آيات نسائية ( الجزء الأول )
- وجهان للقانون السوري، واحد للفساد وآخر للسياسة!
- بعض الكتاب من طينة - التي عملتها بالعين-!
- الحرية الفردية بمعناها اليومي البسيط بين الأمس واليوم
- لاجئون، نازحون، والآن...مهجَّرون!..ومتنزه باريسي باسم بن غور ...
- تربية وطنية على العلم والفن مبنية!
- من سِرت إلى القدس...سيروا تحفظكم أجسادنا!
- كيف نقرأ الانتخابات الإقليمية الفرنسية؟
- عويل وطن
- اغتيال وطن
- باقة من الورود البيضاء لفداء حوراني ولكل المناضلات في سورية ...
- في عيد المرأة ...نحتفل بها كضحية من ضحايا العنف!
- مراقبون داخل السجون وخارجها
- تلوث الثقافة وتلوث السياسة
- ألقي القبض عليه متلبساً...بالحب !


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لا ... ثم لا ياكويت لاتكوني سوريا ثانية