أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - الازدواجية أو تجزئة الاسلام













المزيد.....

الازدواجية أو تجزئة الاسلام


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 15:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يستطيع المسلم في أغلب الأوقات وعلى أغلب الظنون أن يأخذ بالاسلام كاملاً جملة وتفصيلاً دون أن يقوم بتجزئتة وتقطيعه إلى قطع غير متوازية الأضلاع , فلا بد من تجزيئ العقيدة الاسلامية لكي تتناسب مع ازدواجية وثنائية العقلية المسلمة ,واعتاد المسلمون على تجزيء حياتهم لأن الدين الإسلامي ليس وحدة متكاملة العضوية أو جنساً متجانساً, فمحمد مثلاً يسمح لصحابته بالزواج من أربع وهو 11 أو ... أو..إلخ , وكافة قواعدنا الاجتماعية اعتادت في أنماط تفكيرها على تجزئة حياتها , فمثلاً المسلم يتحدث مع ابنته عن أركان الدين والعقيدة والصيام والصلاة ولكنه لا يحدثها عن شهوتها الجنسية أو دورتها الشهرية وما بها من مشاكل وأفكار كانت قد أسست الفكر الديني البدائي وغير البدائي إلى اليوم ,وغالبية العائلات المسلمة يوافقون على تعليم المرأة في الجامعات ولكنهم يجزئون العلم فيسمحون لهن بدراسة الشريعة أو اللغة العربية فهذا التخصص هو العلم الوحيد أما الفلسفة وعلم الاجتماع فهن مكروهات علماً أن كافة الناس تقوم بتدريس البنات ولكن ما قلته هو رأي الغالبية حتى وإن خرجوا عن رأيهم بغير إرادتهم , ويسمحون لبناتهم أن يعملن مذيعات أخبار وبرامج ثقافية عادية ولكنهم لا يسمحون لهن بالتمثيل التلفزيوني أو الرقص أو الغناء , لذلك الازدواجية والتجزئة موجودة في حياة المسلم فهو أيضاً يجزأ الفنون منها ما هو حرام ومنها ما هو حلال أو مكروه أو مغضوب عليه , علماً أن هذه حالة فصامية ويجب أن لا نجزأ لا الدين ولا الفنون والإسلام يجزأ كل شيء حتى نفسه , والتجزيء للفن لا يجوز فإما أن نأخذ بالفن جملة وتفصيلا وإما نبذه جملة وتفصيلا وهذا ما يحدث عندما يحتار المسلم في نظرية الفن , ولاحظتُ وما زلتُ ألاحظ كلام غالبية العائلات عن الإنترنت أنه حرام إذا استعمله المسلم أو المسلمة في غير ما شرّع الله , وحين ظهر الستلايت كان بعض الشيوخ يفتون بحرمته إذا كان متعدد الأقمار أما على العرب سات فهو حلال 100% ولاحظتُ يوم الجمعة الماضي وأنا أمارس حقي في انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين فرع محافظة إربد عدم وجود أي جنس أنثوي أو نسوي لا للترشيح ولا للتصويت وقلتُ في نفسي أن الفن والثقافة بدون وجوه نسوية هو ساقط 100% لذلك أعتبر أصدقائي الذين أعطيتهم صوتي ونجحوا قد سقطوا سقوطاً بدوياً طالما أن الرابطة تخلو من النساء فما قيمة أي عمل ثقافي دون وجود وجوه نسوية تصنع الجمال كما خلقهن الرب على شاكلته ويقول الأمام محمد عبده : الرسم ضرب من الشعر الذي يُرى ولا يُسمع والشعر ضرب من الرسم الذي يُسمع ولا يُرى, وهذا التفسير يجب أن لا يكون مجزئاً للفنون الأدبية والفلسفية والغنائية فالفن فن حتى وإن تعرت المرأة بالكامل وهي تمارسُ فناً تمثيلياً سينمائياً أو غنائياً.

فإذا كان الشعر والقصة قد تسمح بخروج صوت المرأة العورة فهذا معناه أن ثقافتنا عورة وأن نضالنا دعارة وأن فنونا نجاسة ليس عليها طلاوة الطهارة التسوية.

ويقول الأستاذ محمد رشيد رضا : إن محمد الرسول كان ينام على وسادة مرسوم عليها او كما قال : عليها صورة , فإذا كان محمد ينامُ على وسادة مرسوم عليها صورة فهذا معناه أن الفن حلال وليس حرام , ولا ينبغي لنا تجزيء فنوننا الجميلة بحيث يكون هذا حلال وذاك حرام أو مكروه أو من الذنوب اللمم , الفن فن سواء أكان رسماً أو نحتاً أو غناء موسيقي هادئ أو صاخب ولا تجوز هذه الازدواجية .

وسمعتُ مرة من إحدى النساء المعجبات بالرقص والغناء أنها قالت : والله لو بنتي اتصير زي هيفا وهبي أو هذول الخالعات إني غير أفلخ أجريها فلختين , وهذه ازدواجية وتلك المرأة تعشق رقص وفن هيفا ونانسي وكل ما هو جميل ولكنها لا تتمنى لابنتها أن تصبح إحدى أهم الفنانات المحترمات , وحين ناقشتها قالت : إذا بتصير فنانه رسم أو نحت ما عنديش مانع بس إنها أصير عارية أو شبه عارية وترقص فهذا الشئ لا أقبل بت بتاتاً.

إن الفن لا يقبل التجزيء ولا يمكن أن يكسب جمالياته في المجتمعات التي تحتجبُ فيها النساء عن أعين العدسات الحساسة , ولا يمكن أن يكسب التطور تطوره والإنسان المدني مدنيته والمرأة محتجبة عن المشاركة العملية والذهنية في صنع الجمال والفن بكل أشكاله وألوانه وان المجتمعات العربية تكسب ذهنيا من الفنون بكافة أشكالها وخصوصا تلك التي تؤديها النساء بنفس الوقت الذي تكيل به الاتهامات للنساء أخلاقيا وعمليا وكل الرجال في قريتنا ومدينتنا يستمنون على أنفسهم وهم ينظرون لصور النساء وبعد أن تنتهي عملية الاستمناء يرجمونهن بالحجارة وبأقذع أنواع المسببات اللا أخلاقية وهذه الازدواجية هي من الازدواجيات المتعددة التي تمارسها المجتمعات العربية على اتساع قاعدتها , ومنذ إن خسرت المرأة مركزها الأدبي والفنون الأدبية بكافة أشكالها تخسر معها جنبا إلى جنب في خندق واحد , وهنالك تمييز بين الفنان وعمله وهو تمييز مصدره النظرة الكلاسيكية القديمة والتي كانت تقيم الصلوات أمام تماثيل الآلهة وبنفس الوقت تحتقر الفنانين الذين نحتوها فالمثالون الذين نحتوا تماثيل الآلهة كانوا أصلا من العبيد والحرفيين الصغار وكانت الناس تحترم بصدق تماثيل الآلهة وبنفس الوقت تنظر إلى المثالين - بتشديد الثاء- الذين نحتوها على أنهم طبقة وضيعة لا تستحق الاحترام وهذه النظرة مازالت إلى اليوم تؤخذ بعين الاعتبار ومن أسبابها الأولى :

- لاحظ الإنسان القديم أن اقترابه من المرأة أثناء الدورة الشهرية يصيبه كثيراً من المشاكل العضوية وأصبح لديه قناعة رسمية من أن الآلهة أيضاً تتضرر من وجود النساء في المعابد وحين طرد مجتمع الرجال النساء من المعابد من يومها كان وما زال محظور عليهن دخول المعابد للرقص أمام الآلهة وإقامة الطقوس الجنسية وبالتالي تحولت النساء إلى الرقص والغناء والسمر في بيوت خاصة ومع تراجع المراكز الأدبية للنساء تحولت هذه الظاهرة إلى مهن مشبوهة وأستغل مجتمع الرجال الحقير بتصرفاته مجتمع النسوة جنسيا لأغراض الدعارة بضغط من الدعارة الفكرية التي يمارسها مجتمع الرجال, والعذراء مريم شذّت عن هذه القاعدة وكانت تركع مع الراكعين متحدية مجتمع البداوة وقذارة تفكيره.

والذي ساعد على هذه الظاهرة احتجاب المرأة عن العمل وخروجها فارغة اليدين من خلف خطوط الإنتاج المهنية.

وحتى وقت قريب لم يسمح مجتمع الرجال بدخول الغوازي والعوالم إلى داخل منازلهم في المناسبات الرسمية الا إلى ساحة المنزل والساحات الخارجية لمنازلهم وباستطاعة القارئ إن يعرف هذا من خلال الحياة العامة للمجتمعات العربية الماضية والحاضرة , ومن يقرأ في السيرة الذاتية عن أم كلثوم وعبد الوهاب يجد أن بعض العائلات كانت لا تسمح لهم بدخول منازلهم للغناء بل يجعلونهم يقفون خارج المنزل وليس داخله , وسمعتُ مرة من عُمر الشريف : كانوا في الجوازات والسفر في مطار القاهرة يؤخرونا ويعاملونا بقسوة حين يعرفون أننا فنانون .

وعلى صعيدنا الشرقي ما زال الغالبية إلى اليوم نحترم الأعمال الفنية بنفس الوقت الذي ننظر به نظرة ازدراء واحتقار إلى الممثلات والممثلين ونتهمهم باتهامات باطلة أخلاقية سيئة وبنفس الوقت أيضا نهز به الخصر والرأس والقدمين طربا لفنهن الجميل ونستمني على أنفسنا وثيابنا من حسن مظهرهن ونشرب من بئرهن ونلقي به حجرا .

وقبل 100عام من هذا التاريخ كانت العائلات تهدد أفرادها المتجهون إلى الفن بقطع العلاقات الاجتماعية معهم ما لم يتخلوا عن الفن والأدب وهذه النظرة اتهم بها الرجال والنساء الممارسون للفنون بكافة أشكالها , ولما تزوج الموسيقار : عبده الحامولي من الفنانة -: الماظه - المصرية كان قد اشترط عليها إن تترك الفن والغناء والطرب وقد رضيت بذلك وآثرت الحب على الفن ولم تستطع كتم غيضها لذلك ماتت على ذلك قهرا واكتئابا ولم تتجاوز 36 سنة من عمرها علما إن عبده الحامولي غنى في يوم عرسه وعرسها لوحده ولم يسمح لها بالغناء والطرب وحرم نفسه والناس من فنها .

ومن اللافت للنظر إن المجتمعات العربية تقول عن الفنانة المعتزلة للفن أنها تابت وللرجل انه اعتزل وهذا يفضح النظرة للمرأة وكأن الفن هنا دعارة علما إن الدعارة الفكرية هي اخطر بكثير من الدعارة الجنسية .

وكانت وما زالت المجتمعات العربية تستمتع جنسيا في المرأة وفنيا ومن ثم يتوعدونهم بصب وسكب الأنك والنحاس في آذانهم يوم القيامة .

وقد عانى محمد عبد الوهاب من هذه الازدواجية وكذلك الموسيقار سيد درويش حين كان الفن في أيامهم اكثر خجلا من هذا اليوم .

الإباحة العمومية هي : الأصل في قواعد التحريم وتشترك الديانة اليهودية مع الديانة الإسلامية بهذه الخصوصية والإسلام واليهودية ليسا ضد الفن التشكيلي من نحت او تصوير او رسم وإنما هما ضد الانحرافات السلوكية الخاطئة والخطأ الكبير في الإسلام أنه يقوم بتجزيء فكره ونشاطه وهذه التجزئة كانت وما زالت تعيق تنظيمهم الاجتماعي , وتاريخ البشرية بعمومه يشهد على نفسه في رسم المنحوتات التي تعبر عن أفكاره ومعتقداته فكان مثلا تمثال ربة الينبوع وهو بحق درة التحف الشرقية شاهد على الخصوبة والنماء الذي تصوره الآلهة عشتار وهي تحمل جرة فخارية وثدييها بارزين كتعبيرعن الأمومة والحنان الأنثوي الذي تمتاز به الأنثى عن الذكر .

ولما بدأ الوحي بالنزول على الساميين الرعاة كان قد التزم بالثقافة الرعوية ومبادئها غير الإخصابية باعتبار إن الخلق قد تم بفعل الكلمة وليس بفعل الرحم وقد اغتصب الآلهة الذكور من ألآلهة الإناث هذه الصفات والصقوها بآلهتهم باعتبار الخالق ذكراً وليس أنثى .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللمسة الذهبية
- ازدواجية الفكر الاسلامي1
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس


المزيد.....




- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - الازدواجية أو تجزئة الاسلام