أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فهد ناصر - البدائل السوداء... (أمارة الجنوب الاسلامية) نموذجاَ















المزيد.....

البدائل السوداء... (أمارة الجنوب الاسلامية) نموذجاَ


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 922 - 2004 / 8 / 11 - 11:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هدد مجلس محافظة ذي قار(الناصرية)بالانظمام الى محافظتي البصرة وميسان(العمارة) والانفصال عن العراق في حالة عدم أنسحاب القوات الامريكية من مدينة النجف إإإ

من المؤكد أن تهديدات كهذه لم تأتي من فراغ،بل هي تحصيل حاصل مرحلة من العمل المشترك بين عدة قوى سياسية وجميعها أسلامية تكن بالولاء المطلق لايران واعلنت عن عزمها وان كان بشكل مرتبك وخجول في أعلان أمارة الجنوب الاسلامية التي تضم المحافظات الثلاثة(ذي قار،البصرة،ميسان)وعقدت مؤتمرلها في الناصرية وان تضاربت عنه الانباء لكن الحقيقة التي تعمل هذه القوى من اجل تكريسها وفرضها بقوة السلاح والولاء والدعم الايراني،انها لن تتردد وفي اول فرصة تسنح أمامها عن أعلان امارتها الاسلامية في مدن جنوب العراق إإإ

القوى الاسلامية التي تعمل على فصل المدن الثلاث هي قوى كانت ممثلة في مجلس الحكم المنحل وتشغل في الحكومة المؤقتة مناصب رفيعة المستوى و عدة وزارات.

مساعي هذه القوى أذا كانت توضح حقيقة ما فأنها توضح المصير الذي ينتظر ملايين المحرومين والمنكوبين في العراق،مصير ملايين النساء والشباب الحالم او المتطلع لحياة خالية من القهر والاضطهاد السياسي والديني،هذه الملايين التي عاشت عقود من الرعب والقهر البعثي الفاشي والاعدامات والسجون والتشرد،يكشف المصير الذي سيواجه آمال وتطلعات ملايين الناس الساعين لتحقيق مجتمع خال من قيود وعبودية الدين وتقاليد العشيرة والمعايير الطائفية والقومية،المتطلعون لمجتمع حر وأنساني،مجتمع مدني يعترف بالانسان ويحترم حقوقه الاساسية وحرياته الفردية والمدنية غير ان كل تلك التطلعات الانسانية المشروعة قد بدأت تتحطم على جدران الممارسات البشعة والارهابية للقوى الاسلامية التي كشفت عن اقصى درجات رجعيتها السياسية والاجتماعية ونهجها الطائفي والمعادي لكل ماهو أنساني.

أنها ليست المرة الاولى التي تدخل فيها القوات الامريكية الى مدينة النجف من أجل مواجهة العصابات الارهابية من أتباع مقتدى الصدر،غير القوى الاسلامية الرجعية وبعد ان اطمأنت الى جدية الدعم الذي يقدمه نظام الارهاب والدم والتوحش الاسلامي في ايران الطامح الى ضم مدن الجنوب العراقي كأمارة تابعة له،وبعد ان تأكدت أنها قادرة على ممارسة ضغوط ما وتحت مسميات كثيرة،فأنها أتخذت من دخول القوات الامريكية مدينة النجف ذريعة لتكشف عن نواياها الحقيقة في أقامة أمارة الجنوب الاسلامية وليس لمجرد التهديد او فرض ضغوط ما على قوى الاحتلال الامريكي.

هذا هو العراق الذي يريدون ،عراق ما بعد صدام والبعث القومي الفاشي،عراق لا يعرف على اساس هوية ما،أنسانية أقصد،بل على أساس الانتماءات القومية والطائفيةالبشعة،مدن وأمارات تدين بالولاء لاكثر الحكومات رجعية وارهاباَ او الولاء لمشاريع قومية ابسط ما يقال عنها انها لا أنسانية وتتنافى مع ابسط تطلعات الانسان للعيش في عالم خال من القيود التي تسعى الكثير من القوى القومية والاسلامية والعشائرية لتكبيله بها وتهميش مكانته ودوره.
منذ سقوط النظام البعثي الفاشي وحتى هذه اللحظة فأن القوى الرجعية في العراق بمختلف أشكالها تسعى لتحقيق أهدافها ومصالحها السياسية متجاهلة وضاربة عرض الحائط ما يريده الملايين من المواطنين في العراق وطموحاتهم ومستعدة لممارسة كل اشكال الارهاب والتهديد والاتكاء على أعتى الانظمة القومية والاسلامية في المنطقة.
أن التطلع للحرية والمساواة والعدالة والعيش في مجتمع حر وانساني هي تطلعات أساسية لدى العراقيين وان كل هذه النعرات والصراعات القومية والطائفية بكل اشكالها كانت وما زالت مثار رفض وأستهجان الانسان في العراق مهما كان مستوى وعيه وادراكه لحقائق الامور والوضع السياسي القائم.

أن علينا أن نتصوركيف سيكون الحال لو اقيمت أمارة الجنوب الاسلامية واصبحت حقيقة واقعة،كيف سيكون حال المرأة والطفل والتربية والتعليم والمناهج الدراسية،كيف سيكون حال غير المسلمين والعلمانيين والشيوعيين واليساريين ؟لا أكون متشائما لو قلت ان المشانق وساحات الاعدام التي رقصت مذبوحة و مقتولة فيها أجساد مئات الالاف من أبناء المدن الثلاثة في زمن حكم البعث الاجرامي ،قد تكون قليلة أذا ما قورنت بما سينفذه حكام أو أمراء أمارة الجنوب الاسلامية أو أتباع أقذر الانظمةالارهابية وأكثرها دموية وبربرية في العالم أقصد نظام الجمهورية الاسلامية في ايران.

أن مقدمات أقامة الامارة الاسلامية قد بدأت منذ سقوط نظام المجرم صدام حسين،تشديد الخناق على المسيحيين وحرمانهم من دخول كنائسهم،أرغام النساء والاطفال على ارتداء الحجاب،تفجير وحرق دور السينما ومحلات بيع الاشرطة الغنائية والموسيقية،تدمير متاجر بيع المشروبات الكحولية وقتل اصحابها،الممارسات اليومية لطقوس العزاء الدامي واللاأنساني على الحسين واتباعة تحت شعار( كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء)،الحرب السافرة ضد القوى الشيوعية والعلمانية واليساريةأطلاق يد التجمعات والمنظمات الاسلامية وتعزيز مكانة العشائرية مدعومة بالولاءات الطائفية.

أن الملايين الطامحة للعيش بكرامة بعيدا عن كل أشكال القهر والاستبداد والرجعية لابد و ان تكسر صمتها، فها هو المصير المر في العراق الديمقراطي والمحرر من الدكتاتورية والاستبداد إإإ قد بدأت ترسم ملامحه بيد قوى لا تمت بأية صلة لآمال وتطلعات الملايين التي لا يراد لها ان تنفض غبار سنين القمع والارهاب والتعسف والاجرام البعثي ،اذا كانت القوى الرجعية من الاسلاميين قد حددت أهدافها ومساراتها السياسية والعملية وأقروت بديلها الاسود في مدن جنوب العراق،فأن القوى اليسارية والشيوعية والعلمانية وقوى المجتمع المدني ،الشخصيات السياسية والفكرية المستقلة،الادباء والفنانون والمثقفون عليهم جميعا ان يحددوا أهدافهم أيضا َوان تكون بمستوى المسؤولية السياسية والتاريخية الراهنة والعاجلة التي يجب ان يتحملوها.
أن وضع حد لكل هذه المشاريع المدمرة والمرعبة مرهون ببروز بديل قوى التحرر والمساواة وقيادة نضال ملايين الساعين لحياة اخرى دون قيود او تقسيم طائفي او عرقي ودون معايير وقيم رجعية ولاأنسانية.



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبداع التوريث
- الآباء القتلة
- مشايخ الازهر...عودة محاكم التفتيش
- الاختطاف والقتل رسالة الارهابيين السوداء
- المجلس القومي لمناهضة حقوق الانسان
- حين أكل عرفات ناجي العلي
- حمى التسلح...حمى القتل
- الانسان والشيوعية ..الجسارة والامل
- أسمنت عربي لجدار الفصل العنصري
- دعاية وأعلان
- أمنيات طفل على بوابة الحكومة الجديدة
- منصور حكمت أعاد للشيوعية وجهها الانساني
- مواسم الامراء
- سكاكين و غزل
- مايكل مور فهرنهايت السياسة الامريكية
- سقوط الامام - ...في مواجهة فتوى الازهر
- مقتدى الصدر والرهان الايراني في العراق
- جيمس أنهوف..تجليات اليمين الامريكي المتطرف
- قمة المنبوذون
- كرامة الانسان من يعوضها؟


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فهد ناصر - البدائل السوداء... (أمارة الجنوب الاسلامية) نموذجاَ