أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - نحو مقاربة تعريفية جديدة للقضية الفلسطينية














المزيد.....

نحو مقاربة تعريفية جديدة للقضية الفلسطينية


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 14:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


وحده إنهاء الانقسام واستعادة الوضع الوطني الفلسطيني لعافيته الكفاحية، ما يمكن أن يعيد غزة إلى فلسطين، منهيا حصارها الشامل ومن كل الجهات، كونها جزء من الكل الفلسطيني، وهي وحدها لا تختزل كل القضية، إلاّ إذا دارت "سكرة الهيمنة" دورتها كاملة لدى البعض المهيمن "وبالقوة" على رمزية ما تمثله غزة في إطارها الطبيعي؛ كجزء من الجغرافيا والديموغرافيا والسياسة الفلسطينية، لينحرف بها ومعها نحو مآلات غير تلك التي تريدها الأكثرية الكاثرة من الشعب الفلسطيني. الشعب – الكل الذي من الطبيعي أن تتمحور حوله، وحول قضيته – الأصل وليس الفروع، أو ما تفرع من تلك القضية من جزئيات هنا أو هناك، كل نأمة وكل حركة في استهدافها التعبير عن تضامنها ومساندتها للقضية الفلسطينية وحركتها الوطنية؛ ذلك التضامن الذي يجري توجيهه للأسف، باتجاهات فئوية مؤدلجة، فالمتضامنون من كل المشارب قد لا تستهويهم الأيديولوجيات الفئوية الضيقة، على ما يذهب بعض "المحليين" من المتضامنين، وهم من يفترض بهم أنهم أبناء القضية، أو أشقاء خلص لأبناء القضية، عبر رفعهم لشعارات فئوية ضيقة، تدين أناسا يشاركوننا التضامن وفعاليات تضامنية وكفاحية عدة، داخل الوطن ومن الخارج أيضا.

ومن أسف أن أولئك "المحليين"، إنما هم جمهور تلك السلطة المهيمنة على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007، دون أن تدرك أو يدركوا أن يهودا يشاركوننا أهداف الكفاح ضد كيان الاستيطان والاغتصاب الصهيوني لبلادنا، وأن مسيحيين وغيرهم من ديانات أخرى وممن لا دين لهم، هم أكثر تقدما في تضامنهم معنا عبر العديد من الأشكال، الأجدى والأنفع من شعارات لفظية لا تسمن ولا تغني، بل هي قد تستعدي بعض أطراف التضامن من اليهود ومن قوى اليسار تحديدا.

صحيح أن الجريمة الإسرائيلية مدانة بكل المقاييس، لكن بالمقابل، مطلوب وبكل المقاييس كذلك أن يذهب تضامننا مع أنفسنا، أقصى حدود المسؤولية والانحياز إلى ناس القضية وقضايا الناس، فهي الأبقى والأجدى والأنقى؛ أما الرهان على موقف أميركي أو أوروبي من هنا أو هناك، فذلك مؤشر للتشبث بالمواقف الإنقسامية إياها، تلك التي أوردتنا وأوردت قضية الشعب الفلسطيني موارد تهلكة، باتت تستدعي رؤى أوسع من تلك الرؤى الفصائلية أو الفئوية الأضيق.

الآن.. ونحن في اليوم التالي للجريمة، وبعد أن خمدت حرارة المواقف العاطفية وردود الأفعال وما أشاعته من توترات، وتوقفت المزايدات عند حدود الشعارات المستفزة أحيانا، والتي دائما ما تكرر ذاتها في لحظات التأزم وفي احتداد واحتدام الصراع، وخروجه عن نمط طالما اعتدنا على معايشته والتأقلم معه، وسط هذا الخراب، ينبغي العودة إلى "كلام العقل" والمواقف العقلانية، قبل أن تذهب بها رياح العنتريات الأرضية المتضمنة في خطابات البعض الذي لا يرى في مآسينا ومصائبنا سوى "انتصارات" وهمية، "انتصارات إلهية"، طالما جرى ويجري توظيفها في تقنيع هزائمنا، وأوضاعنا المتردية، وأحوالنا التي لا تسر صديقا. لذا تعالوا نعيد للعقل سلطته الوازنة، سلطة العقل الرائية إلى عمق الصراع، كونه نتاج الوقائع والمكونات المادية للمسألة اليهودية – الصهيونية التي نشأت بالأصل في أوروبا، وعبر تداعيات ما خلقته عندنا من مقاربة أو معادلة القضية النقيض، على ما أمست تجسده القضية الفلسطينية، قضية أرض وشعب ووطن، بعيدا عن أيديولوجيات التوظيف الاستعمالي – من أي جهة أتت – هذه القضية والصراع عليها ومن أجلها، تحتم اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إدراكا واعيا وإدارة خلاقة، لا تسمح بترك أي فراغ في خطوط الصراع، وإلاّ صار البعض أداة من أدوات صراع إقليمي أو صراعات أيديولوجية قوموية وإسلاموية، جل ما يستهدفه أصحابها أن يؤول إليهم القرار السياسي بمواصفاته المصلحية.

ولئن انتهت أو تنتهي الآن جولة من جولات الاحتشاد التضامني مع غزة، فإن المعركة من أجل فلسطين؛ كقضية وطنية تختص بشعب كامل، عانى ويعاني مرارات اللجوء والتشريد منذ العام 1948، مستمرة، وينبغي أن تبقى كذلك، دون الخضوع لآوهام مفاوضات عبثية، أو اعترافات وهمية بسلطة فئوية هنا، أو سلطة غير مكتملة الشرعية هناك.

إن احتشادا تضامنيا أوسع وأشمل، ممكن في القادم من الأيام، وإمكانيته بالتأكيد أعلى في ظل العودة عن خطوات الانقسام السياسي والجغرافي، والتسليم بأهداف الوطنية الفلسطينية ومشروعها الكفاحي التحرري الذي يعاني اليوم جناية تغييبه، والتلهي بمشاريع سلطوية كرست وتكرس مصالح اجتماعية وطبقية نخبوية طفيلية وزبائنية.

ومهما تكن السياسات اليومية التي تجعل من أهدافها أولوية لخدمة المشروعات السلطوية، لتصب ماءها في هذا الطاحون أو ذاك، فإن الخروج من حلقة الانقسام، يؤكد اليوم راهنية ضرورة العودة للاحتكام إلى القانون الأساس للنظام السياسي الفلسطيني، من قبل القائمين على وجهي عملة السلطة، بالعودة إلى الانتخابات كوسيلة أو أداة هامة لإعادة وحدة قوى المشروع الوطني. أما الرهان على وهم "مفاوضات مجدية" من هنا، ووهم جدوى "ممانعة" من هناك؛ تزين لها اتصالاتها واحتشاداتها التضامنية، وكأنها الخطوة ما قبل الأخيرة في المسار الكفاحي الطويل، أو انتظار وقوع إسرائيل في منزلقات أخطاء جديدة كمبرر لإدانتها، ورفع الصوت عاليا ضدها؛ هذا كله لا يخدم سوى الأهداف الفئوية والنرجسية لهذا الطرف أو ذاك، فيما قضية الشعب الفلسطيني الوطنية تبقى في مهب الريح، تتطلب مقاربة جديدة، وإعادة التأكيد على تعريفها؛ كونها قضية تحرر وطني من احتلال تنبغي إزالته، لا التعايش أو التأقلم مع وجوده جاثما فوق كامل الوطن، أو في جزء منه.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الطبائع المتلونة للاستبداد الآسيوي
- ابتذالات الانقسام الفلسطيني وأضراره الانحطاطية
- اليونان.. نموذجا وضحية أولى للأزمة
- وطن النكبة.. الأرض التاريخية للشعب الفلسطيني
- الفلسطينيون ومأزق التفاوض على المفاوضات!
- مفاوضات لا تعد إلاّ بالفشل
- مفاوضات التقارب وترياق الوعود العرقوبية
- رقابات تفتيش فسطاطية تتناغم و-حسبات- تكميم الأفواه
- تهويد القدس والتصدي لمشاريع أسرلتها
- المقاومات الحلولية والوطن المغيّب
- قناع الترانسفير الجديد والمهمات المتجددة
- ستارت 2 : آمال التوقيع ومنغّصات المصادقة
- حتى توراتيا لم يكن هناك -قدس يهودية موحدة-
- حذار لعنة تديين الصراع
- ماذا بعد فشل مباحثات -انعدام الثقة- الأميركية - الإسرائيلية؟
- فلسطينية الأرض ومحددات الصراع على هويتها
- عالم يتغيّر وقمم لا تبدّل ولا تغيّر
- بلدوزر الاستيطان الاسرائيلي حين يرسم حدود التفاوض وتعقيداته
- الانتفاضة الثالثة: حاجة ذاتية ودوافع موضوعية
- فرض التسوية و -الأيقونة المقدسة-


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - نحو مقاربة تعريفية جديدة للقضية الفلسطينية