أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الجهاد الإسلامي بين الأنموذج الأردوغاني والأنموذج البن لادني















المزيد.....

الجهاد الإسلامي بين الأنموذج الأردوغاني والأنموذج البن لادني


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 13:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يخفى على ذي لب الخلفية الإسلامية للحكومة الأردوغانية التي كانت العلمانية الأتاتورية سبيلها للوصول إلى سدة القرار في شبه القارة الطورانية، ويعتقد، بالمطلق، وإلى حد كبير بأنها-الخلفية- كانت وراء التحول الجذري في السياسات التركية حيال الدولة العبرية، فبين الإسلام واليهودية ما صنع الحداد. غير إن إحدى أهم القراءات لتظاهرة الأرمادا التركية الاستعراضية، هي إعادة شيء من ماء الوجه لبعض العرب، وللحركات السلفية العربية، عموماً، بعد أن اختطفت واحتكرت وتزعمت إيران للدور المقاوم في المنطقة وسط صمت يتخلله إحراج كبير لعرب الاعتدال، الذين لم يكونوا فقط في موقع المتفرج أو الحيادي فيما يخص أحداث المنطقة، بل كان قسم كبير منهم في موقع التواطؤ والتآمر في قضايا حساسة مثل العراق وأفغانستان، وإن الانتفاضة التركية الأخيرة، قد خطفت الأضواء الجهادية الإسلامية، وإن بشكل سلمي، من يد الملالي الإيرانيين الذين بدوا حتى اللحظة أسياد المقاومة بلا منازع في سماء المنطقة، واحتكروا الخطاب الجهادي المقاوم، بينما كان "سكان الجنة"، والمبشرين بها، من عرب الاعتدال، والمتقاعسين عن نصرة غزة، العاطلين عن أي عمل في الدار الدنيا، لأنهم قد وفروا كل طاقاتهم الذهنية إن وجدت، و"الجنسية" من أجل الاستمتاع بالحوريات والغلمان، ويكتفون بأضعف الإيمان، ألا وهو سب إيران وتخوينها، وإطلاق القنوات الفضائية كي يمرروا من خلالها فتاوى الإرضاع التهريجية، نقول اكتفوا بالفرجة من بعيد على ما يجري في المنطقة وكأن الأمر لا يعنيهم.

وفي إحدى قراءات الحدث، وبصرف النظر فيما إذا كان التنظيم الدولي، "إياه"، يقف خلفه ويموله، فهو في النهاية ليس أكثر من تبديل لأساليب الصراع ربما بسبب العجز عن استخدام وسائل علاج أخرى في ظل وضع دولي وإقليمي معقد ومتشابك قد لا يخدم الخيارات القديمة، كما يبدو الحدث كمحاولة من عدة أطراف إقليمية ودولية، ذات مصالح وتوجهات متباينة، لتعويم أي دور "غير إيراني" همد واستكان تاريخياً، فيما يتعلق بالصراع، ولو عن طريق تركي بعد أن يئس العالم من دور عربي نشط، ولاسيما بعد أن خرج معظم العرب ونفضوا أيديهم من القضية، في مقابل دور إيراني "شيعي" ، فاعل ومتنام، لإعادة تركيا، ومعها العرب المهاجرين من حلبة الصراع، إلى واجهة الحدث ربما للعب دور مستقبلي ريادي مقبول على الصعيد الإقليمي بعد أن فشل من يسمون بالعرب في القيام بأي دور إيجابي لصالح ما يسمى بقضاياهم. وأصبح يحق لبعض العرب "المسالمين" من "ركاب" الأسطول، التباهي والتفاخر، اليوم، بالحدث وتبني القضية، تماماً كما يفعل ملالي إيران الذين يظهرون لوهلة، ومن خلال دعمهم المطلق واللا محدود لحماس وحزب اله، بأنهم أصحاب القضية الفعليين، فيما العرب منشغلون بفتاوي التهريج.

ومهما كانت التفسيرات والتأويلات والخلفيات للحدث الغزاوي، فإنه ولا شك أنموذج جديد، وفعال، على المدى البعيد، من النضال والمقاومة السلمية المطلوبة، والتي أفلحت في غير مكان، كما هو الحال بالنسبة للنضال السلمي الهندي ضد الاستعمار البريطاني، والنضال الجنوب إفريقي ضد سياسات الأبارتهيد والفصل العنصري والتي أفلحت في تبوء أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا في تسعينات القرن الفارط، ولا ننسى الثورات البرتقالية والقرمزية السلمية الأخرى في غير مكان. إن هذا النمط من النضال والمقاومة السلمية مطلوب إلى حد كبير، وقد أفلح في فضح إسرائيل، وكسر هيبتها وشوكتها، أكثر من آلاف الصواريخ الكرتونية العشوائية التي كانت تطلق بين الفينة والأخرى محدثة ضجيجاً أكثر مما تحدث من إيلام لإسرائيل. وبما أن أصحاب "التظاهرة"، الأرمادية الأتراك هم من خلفية إسلامية، فهل نحن أمام تحول جديد في الرؤية إلى مفهوم الجهاد الإسلامي الذي لم يعد "لهم" ما استطاعوا من قوة، بقدر ما استطاعوا من حشد إعلامي ومعنوي وبواخر، هو أقوى بكثير في عالم تحمكه، وتتحكم به وسائل الإعلام أكثر مما تتحكم به الرشاشات والبساطير. لقد كان الحدث التركي بحق، واحداً من أكثر المبادرات النضالية في تاريخ ما يسمى بالصراع العربي الإسرائيلي. (لأنه ليس صراعاً حقيقياً بين مصالح وطنية وتطلعات إنسانية بقدر ما هو صراع بين أصوليات وأساطير دينية وشوفينية ضيقة على كلا الجانبين من أجل الاستيلاء على، وإثبات ملكية حائط المبكى وبعض من صخور وحجارة أخرى).

وشتان ما بين هذا النمط الجهادي الذي يبدو أنه أتى أكله، وطرق أسماع العالم، وجهاد ابن لادن، ورهطه وصحبه الميامين، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، الذي أضر وأساء لصورة من يسمون بالعرب والمسلمين في أصقاع الأرض. وبات جهاد بن لادن، ومن والاه، مصدر حرج وضرر للقضايا التي يقولون بأنهم يدافعون عنها، من خلال الأنموذج البدوي الصحراوي الدموي الفظ في مقابل ما يبدو جهاداً تركياً مدنياً سلمياً عصرياً أبيضاً أحرج إسرائيل ومن ورائها من سدنة النهب الإمبريالي. (طبعاً هم يقولون، وغيرهم يقول ما يحلو لهم، ولكنا، وعذراً، غير ملزمين ولنا حرية الخيار في تصديق أي كان فيما يقول).

لا فرق بين قاتل وآخر وأياً تكن الذرائع، وحين يقتل البعض، وبدم بارد، وكما يفعل الإسرائيليون فهؤلاء جميعاً في ذات التصنيف، ولكل شعاراته ومبراراته. فلم يعد القتل، الذي هو عقيدة وأسلوب حياة بالنسبة للبعض، مرحباً به في عالم اليوم الصغير، كما لم يعد القتلة في مأمن من القضاء الدولي، وإن تهرب مسؤولين إسرائيليين كبار من مطارات أوروبا، وخشيتهم من زيارتها، دليل على تنامي دور كبير لقوة الرأي العام التي تلاحق القتلة والمجرمين. وإن مجابهة إسرائيل، أو غيرها من "الأعداء" المفترضين، وعلى مستوى أية قضية، وبنفس أساليبها الدموية والإجرامية ما هو، لعمري، إلا سقوط في فخ الإجرام وسفك الدم المدان وانجراف نحو همجية أفلحت إسرائيل وأمريكا، تاريخياً، في جر من يسمون بالعرب إليه، وكسبت معها إسرائيل تعاطفاً وتأييداً دولياً، غير مسبوق، في سالف الأيام، لكنه يبدو اليوم في موقع التراجع والخفوت والتضاؤل الملحوظ، فحتى أعتى مؤيدي إسرائيل بدا محرجاً في تبرير فعلتها الشنعاء تجاه مدنيين عزل ومسالمين أتوا بصدور وأيد عارية، وفي المياه الدولية، للدفاع والتضامن وفك لحصار عن شعب مسكين جائع وفقير.

فهل وصلت الرسالة لأساتذة الأصولية الدولية؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لإرضاع الهندي الفقير
- العرب والسطو على التاريخ
- أيهما أهم الأخلاق أم الأفكار؟
- الأساطير الدينية تحت الاختبار: إنتاج أول خلية حية والإنسان ا ...
- هل يعتذر البدو الغزاة ويدفعون تعويضات لضحاياهم؟
- من أين ستأتي الخليجيات باللبن الكافي لإرضاع هنود الخليج؟
- متى ينسحب البدو العرب الغزاة كما انسحبوا من إسبانيا؟
- هل يمازحنا فضيلة الشيخ القرضاوي؟
- زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟
- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين فقط!!
- هل كان لدى البدو حمّامات في الصحراء؟
- التعليم الديني للصغار كنمط للإكراه في الدين
- لماذا لا نستبدل حصص التربية الدينية بحصص الموسيقى والفن والب ...
- البورنو الديني في مدن الظلام: وثقافة الجن والعفاريت
- ثقافة الوأد وافتراس الأحياء والصغيرات: آباء أم ذئاب؟
- لا حضارة من غير بشر حضاريين
- طلاق الصغيرات
- هزيمة النقاب ومشروع بدونة أوروبا
- لول: وأعداء الضحك والابتسام
- أجب عن الأسئلة التالية: امتحان كتابي لإرهابي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الجهاد الإسلامي بين الأنموذج الأردوغاني والأنموذج البن لادني