أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - وضرب لنا مثلاً..














المزيد.....

وضرب لنا مثلاً..


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 10:46
المحور: المجتمع المدني
    


يحفل موروثنا الشعبي بالعديد من الأمثال التي نستشهد بها كلما تعرضنا لموقف ما أو أردنا أن نسدي نصيحة لأحد، بما حوّلها من مجرد تجربة شخصية مرّت بفرد إلى نص فيه قداسة ملزمة -أحياناً- يفرضها وعينا وذاكرتنا الجمعية، وكل من خالفها يعد شاذاً لا يمتلك حكمة ولا يستفيد من عبر الجماعة وتجاربها التي أثبتت الأيام صحتها وجدواها، على الرغم مما في هذه الأمثال -في غالب الأحيان- من مفارقة وتعارض شديدين..
يقول صاحب المثل: (اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب)، ويقول صاحب آخر: (الفلس الأبيض ينفع في اليوم الأسود)، وهناك العشرات من نمط هذه الأمثال التي يتعكز عليها الناس في اتخاذهم القرارات على وفقها دون الانتباه أو تجاهل تعارضها.
الخطير في الأمثال ليس بكونها خلاصة لتجربة مرّ بها فرد ما في زمان ومكان معينين، إنما الخطر-كل الخطر- حين تستقطع من زمنها ومكانها والتكوين النفسي والعقلي لقائلها، لتصبح -بفعل قداسة الماضي- قانونا نسترشد به، وننصح من هو أقل حكمة ووعيا منا في تطبيقه والأخذ به، خصوصاً من لا يتمتعون -مثلنا- بالجلوس في الدواوين العشائرية ومجالسها التي فيها يتعلم الرجال!!
ننصح الشاب المتحدي الذي يرفض الذل والخنوع (الباب التي تجي منه الريح، سده واستريح)، ولمن يقف بوجه الطاغية والظالم (الايد الما تگدر تلاويها، بوسهه وادعي عليها بالكسر)، لا نكتفي بذلنا وخنوعنا إنما نريد من الجميع أن يحذوا حذونا (الياخذ أمي يصير عمي)، ونثبط من همة الطموح الساعي الى التغيير والثورة على واقعه المزري (مد رجلك على گد غطاك).. يريد منا أبو المثل الذي لم يدع تفصيلا صغيراً الا وقال فيه شيئاً أن نكون متشابهين جميعا في كل شيء فـ(المصيبة إذا عمت طابت) و(الحشر مع الناس عيد)...إلخ.
أن مجتمعاً يؤمن بقداسة المثل، ويتخذه حكمة تسيطر على حياته وتسيرها، غير قادر على حكم نفسه وتغيير حاضره ومستقبله إلى الأفضل فالأفضل، مجتمع لا يستطيع -غالباً- صناعة أفراد متميزين فيقمع الطموح والمتفرد الذي يحاول إلقاء حجر في المياه الراكدة.. مجتمع ينسى أن الثورات العظمى التي غيرت من حاضر ومستقبل وتاريخ الأمم والشعوب جاءت بفعل أفراد وشخصيات متميزة استطاعت بحكمتها ووعيها وتفردها الخاص والاستثنائي أن تتحدى قيماً وأعرافاً كانت راسخة ومقدسة.. فلو كان النبي الأعظم (ص) أغلق الباب التي أتت منها الريح لما كان الإسلام وما كنا مسلمين، ولو أن الحسين (ع) قد رضي أن يقبل يد الطاغية -حاشاه- واكتفى بالدعاء عليها لاندثر دين عظيم أو تشوه..
قال جلّ وعلا: (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ومادامت حياتنا تسير على هدي وحكمة أمثال تدعونا وتأمرنا بالخنوع والخضوع والاستسلام، فإننا باقون كما كان ماضينا وحاضرنا، هدفاً سهلاً لكل غاز يغتصب ثرواتنا وينتهك حرمنا، ولكل طاغية يستحل دماءنا ويتلذذ بعذابنا وفقرنا وجهلنا.. باقون إلى أن تحين ساعة الأجل نتجاهل عد أيام وشهور العمر التي تتسرب كحبات الرمل من بين الأصابع دون أن تكون لنا في هذه الأيام والأشهر والسنين أي (خبزة).



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وطن لمن لا بيت له
- معاهد وكليات لإنتاج العاطلين!
- حصة الفقير!!
- إجراءات مشددة!!
- أحلامنا ودول الجوار
- دماء العراقيين..فقاعة!!
- أنت سياسيي،اذن أنت...
- وددت لو أني لم أنتخب
- مفتاح الحكومة..أخضر!!
- قبيل الإنتخابات..أمنية صغيرة
- الانتخابات وجوائز الأوسكار
- الفساد المالي..زينة وخزينة!!
- لا يليق ببغداد الا النور
- كل الجديد تحت المطر
- سنفور غضبان!!
- الامن المفقود والصحّافون الجدد
- الطائفيون يغيرون جلودهم!!
- الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها
- الطفيلي الجميل!!
- محمد لن يهجر بيته مرة أخرى


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - وضرب لنا مثلاً..