أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الماركسيون ليسوا يساريين















المزيد.....

الماركسيون ليسوا يساريين


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 20:24
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسيون ليسوا يساريين

عُرف اليسار أول ما عرف في فرنسا. ففي أول انتخابات للجمعية الوطنية التشريعية بعد الثورة الفرنسية 1789 جلس النواب المطالبون بالحرية الإقتصادية كما بالحرية السياسية بعيداً عن تدخل الدولة، ومنهم روبسبير وميرابو ودانتون، على يسار المجلس فسموا باليساريين مقابل الذين جلسوا على يمين المجلس مطالبين بتدخل الدولة لتقنين كل النشاطات السياسية والاقتصادية وسموا باليمينيين. أولئك اليساريون الأوائل لم يكونوا يعلمون بالطبع أن الحريات الإقتصادية التي طالبوا بتشريعها حينذاك ستفضي بعد عقود لأبشع نظام في استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، إلى نظام رأسمالي امبريالي يثير الحروب ويحول دماء الشعوب إلى ذهب وفضة. لم يكونوا يعلمون أنهم إنما كانوا يطالبون بالمجهول وبما لم يرغبوا فيه، بل بما يعاكس كل طموحاتهم.

لم يتعلم اليساريون اليوم الدرس من روّادهم زعماء الثورة الفرنسية اليساريين قبل أكثر من قرنين، فاليساريون ما زالوا حتى اليوم يناضلون بقوة من أجل التغيير دون أن يعلموا إلى أين سيفضي بهم مثل هذا التغيير، تماماً مثلهم مثل يساريي الثورة الفرنسية. ولأنهم كذلك، فاليمينيون هم دائماً وأبداً أفضل بكثير من اليساريين وليس أدل على ذلك من اليمينيين في كل من سوريا والعراق في خمسينيات القرن الماضي واليساريين الذين انقلبوا عليهم واستولوا على السلطة. تمتع الشعب السوري بقسط وافر من الحريات السياسية والإقتصادية أثناء ولاية الأحزاب اليمينية، الحزب الوطني (شكري القوتلي) وحزب الشعب (ناظم القدسي). كانت سوريا حينذاك تتقدم جميع الدول العربية في مختلف وجوه التنمية، بينما هي اليوم في المؤخرة تحت ولاية حزب البعث اليساري الذي يحكم سوريا حكماً شاملاً منذ العام 1963 لصالح فئة محدودة تستولي على كل مقدرات الشعب السوري حتى بات السوريون يذكرون أيام الإستعمار الفرنسي بكل خير! كما بات الشعب العراقي يترحم على عميل الإنجليز نوري السعيد بعد أن ذاقوا الأمرين على يد اليساريين، صدام وعصاباته البعثية. نرى اليوم الشعبين في كل من سوريا والعراق وهما من أغنى البلدان العربية في الثروات، نراهما بعد نصف قرن من حكم البعث اليساري الإشتراكي يطحنهما الجوع والفقر والحرمان حتى من الخدمات الأساسية في حياة الإنسان ومنها الأمن وهو الشرط الأول للحياة، عداك عن الماء النظيف والكهرباء المستمرة والخدمات الصحية المقبولة والتعليم المنهجي السليم.

اليساريون يثورون من أجل التغيير دون أن يعرفوا مسبقاً ماذا يريدون من التغيير، ولن يعرفوا لاحقاً لأن ما كان يدور في أذهانهم قبل التغيير إنما هو مجرد تصورات رغبوية لا تمت إلى الواقع بصلة، ولأنهم قبل هذا هم جميعهم من طبقة البورجوازية الوضيعة العريضة جداً في المجتمعات العربية والتي لا تمتلك أي أسلوب للإنتاج المادي عدا الفلاحين، بعكس الماركسيين الذين يثورون من أجل التغيير ولديهم برنامجهم الكامل المعروف لتطبيقه فيما بعد التغيير. يغير الماركسيون ويسلمون كل السلطة للبروليتاريا. دولة دكتاتورية البروليتاريا، التي كان قد اشترطها كارل ماركس لإنجاز الثورة الإشتراكية، هي صمام الأمان الذي يوجه دفة السكان إلى حيث يجب أن تكون في الوجهة الصحيحة. إنها نجم الشمال الذي لا يخطئ. كثيرون هم الذين يسفّون في المحاججة وفي المناكفة فيدّعون أن الشيوعيين البلاشفة أقاموا دولة دكتاتورية البروليتاريا في العام 1917 فكانت النتيجة في العام 1991 التدمير التام للمجتمع ولكل القيم الإنسانية. من يحاجج بهذه الحجة، ومنهم عدد غير قليل من الشيوعيين من ذوي الأصول البورجوازية الوضيعة، هم إمّا مخادعون أو أنهم أغبياء ولديهم عجز فاضح في قراءة التاريخ. مثل هذه الحجة بالتحديد هي حجة للشيوعيين الماركسيين على غير الماركسيين الذين منهم أعداد من الشيوعيين سابقاً. دولة دكتاتورية البروليتاريا التي أقامها حزب البلاشفة بقيادة لينين صنعت المعجزات التي تعجز أي دولة أخرى عن صناعتها. ففي عامها الأول 1918 حققت انتصاراً عسكرياً على كل قوى الرجعية والقيصرية والبورجوازية مجتمعة في ثلاث جبهات حربية كبرى، وفي السنوات الثلاث التالية مباشرة، 1919 ــ 1921 سحقت تسعة عشر جيشاً أجنبياً أرسلتها إلى أراضي دولة العمال الوليدة أربع عشرة دولة بما فيها الدول الكبرى، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليابان والإمبراطورية النمساوية والسلطنة العثمانية، وكانت سياسة وزارة الحرب البريطانية المعلنة بلسان وزيرها ونستون تشرتشل هي . . " يجب خنق البولشفية في مهدها ". في العام 1922 وقد انتهت الحروب التي تواصلت فوق الأراضي الروسية لثمان سنوات، وأصبح ستالين على رأس السلطة بسبب مرض لينين، كانت شعوب الإتحاد السوفياتي " تبيت على الطوى " بكلمات لينين نفسه. أما بعد عشر سنوات فقط أي في العام 1932 وبعد أن جال الأديبان البريطانيان الكبيران برنارد شو واتش جي ويلز أنحاء روسيا وتعرفا عن كثب على الحياة السوفياتية صرحا للصحافة العالمية بالقول .. " أن طموح الإنسانية هو أن تبني حياة كالحياة السوفياتية ". وفي العام 1936 كانت الصحافة الأميركية تهاجم الإدارة الأميركية كون الشعب الأمريكي ما زال يصطف بطوابير الجوع بينما الشعوب السوفياتية تنعم برغد العيش. في العام 1941 كان الإتحاد السوفياتي قد تجاوز كل الدول الأوروبية في الصناعة والتقنيات وهو ما أهلة وحيداً لسحق ألمانيا الهتلرية مدعومة بكل موارد القارة الأوروبية المادية والبشرية، وخروجه بالتالي من الحرب في ربيع عام 1945 كأقوى قوة في الأرض. تفجّر ثورة التحرر الوطني بعد الحرب مباشرة 1946 ــ 1972 إنما كان بالإعتماد على هيبة وجبروت دولة دكتاتورية البروليتاريا السوفياتية، ويبرز بقوة في هذا السياق إنذار بولغانين الرهيب في 6 نوفمبر 1956 وقد هدد دول العدوان الثلاثي على مصر بقصف عواصمها بالصواريخ البالستية إذا لم يتوقف العدوان قبل الساعة الثانية عشرة تلك الليلة. فكان أن صدع المعتدون الثلاثة للأمر بعد أن أكد لهم الرئيس الأميركي إيزنهاور أنه لا يستطيع حمايتهم من التهديد السوفياتي وهو الذي كان يحمي العدوان من الخلف. ثم يعود الإتحاد السوفياتي في العام 1958 لينذر الولايات المتحدة وبريطانيا بلسان وزير خارجيته ديمتري شبيلوف في مجلس الأمن في 25 تموز يوليو بوجوب سحب قواتهما خلال يومين من لبنان والأردن، التي كانت قد أنزلت في البلدين في 16 تموز توطئة للعدوان على الثورة العراقية في 14 تموز، وبخلاف ذلك سيضطر الإتحاد السوفياتي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حدوده الجنوبية. وقد فسّر المراقبون آنذاك تلك الحماية باحتلال كل من تركيا وإيران المواليتين للغرب والعضوين في حلف الأطلسي وحلف السنتو. وكتبت الصحف في اليوم التالي أن الحدود الإيرانية والتركية مع الاتحاد السوفياتي لم تشهد الليل بفعل ضوء مناورات الجيش الأحمر. رضخت الولايات المتحدة وبريطانيا للتهديد وقد أدركتا جديته وخطورته ووافقتا على سحب قواتهما خلال شهرين وليس يومين كما اشترط التهديد السوفياتي بعد أن كلفت الولايات المتحدة عبد الناصر للتوسط لدى القيادة السوفياتية لتمديد المهلة. ما كانت شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لتنال استقلالها لولا حماية دولة دكتاتورية البروليتاريا السوفياتية. هذا كان صنيع دولة دكتاتورية البروليتاريا، فأي دولة أخرى كانت ستصنع كل هذا!؟

بخبث مفضوح ومستهجن يتجاهل اليساريون حقيقة كبرى لا سبيل لإنكارها وهي أن خروشتشوف الذي إحتل مركز لينين وستالين في الدولة السوفياتية وقف أمام المؤتمر العام الاستثنائي الحادي والعشرين للحزب الشيوعي السوفياتي في فبراير شباط 1959 ليقول أن الإتحاد السوفياتي لم يعد بحاجة إلى دولة دكتاتورية البروليتاريا وأن الصراع الطبقي في المجتمع السوفياتي إنما كان يجري لصالح الأعداء الرأسماليين (!!) ولذلك فإن الدولة منذ ذلك اليوم (المشؤوم في تاريخ البشرية) هي دولة الشعب كله !! أي شيوعي له أدنى علاقة بماركس وبالماركسية لا يمكن أن يتلفظ بهذه المعاني المبتذلة والمعاكسة كليّاً للأسس الأولية للماركسية. حتى اليساري الذي لا علاقة له بالماركسية يخجل من أن يردد مثل هذه الأقوال الغبية. ما كان لخروشتشوف أن يقول بمثل هذه الأفكار التي تمثل الردّة بأبلغ صورها على الثورة الإشتراكية وعلى أساسيات الفكر الماركسي لولا أن البورجوازية الوضيعة وفي مقدمتها العسكر كانت قبلئذٍ قد أطاحت فعلاً بدكتاتورية البروليتاريا واستولت على كل السلطة، ويذكر في هذا السياق الإنقلاب العسكري في 16 حزيران يونيو 1957 الذي قام به الثنائي المارق خروشتشوف ــ جوكوف وانتهى بطرد جميع البلاشفة من المكتب السياسي وكانوا يشكلون نصف عدد أعضائه ــ في 15 حزبران كان المكتب السياسي قد نزع الثقة من خروشتشوف وترتب عليه تبعاً لذلك أن يستقيل من منصبه كأمين عام للحزب وكرئيس لمجلس الوزراء. الدولة السوفياتية كانت قد أصبحت ومنذ صباح 17 حزيران يونيو 1957 دولة البورجوازية الوضيعة وهي النقيض المباشر لدولة دكتاتورية البروليتاريا. بكل الخبث والإنحطاط تتجاهل البورجوازية الوضيعة واليسار منها وفي مقدمتها، تتجاهل هذه الواقعة التاريخية رغم أثرها الحدّي والحاسم على مصائر البشرية. اعترافها بهذه الواقعة التاريخية عظيمة الأهمية أو تجاهلها لن يغير في النتيجة شيئاً، لكن تجاهلها ونفيها هو ما يمكنها من إنكار الدور التقدمي والطليعي الذي قامت به دولة دكتاتورية البروليتاريا وخاصة دورها كضمانة وحيدة للبناء الإشتراكي، وأن تعزو بالمقابل كل التراجعات والانتكاسات التي عانت منها الدولة السوفياتية " دولة الشعب كله " كما سماها خروشتشوف وعصابته، أن تعزوها لدولة دكتاتورية البروليتاريا. ومنها الفشل التام لأول خطة تنموية سباعية 1959 ــ 1965 من تدبيج خروشتشوف، والفشل الذريع لمشروع خروشتشوف المضحك حقاً " إصلاع الأراضي البكر والبور " والذي بحجته تم طرد البلاشفة من الحزب. كان من الطبيعي أن تفشل مختلف المشاريع الإقتصادية بعد أن استطاع العسكر إلغاء المشروع الخماسي 1952 ــ 1956 الذي أقره المؤتمر العام للحزب بحضور ستالين. ألغوا المشروع من أجل تحويل الأموال اللازمة لتنفيذه إلى الصناعات العسكرية في حين كان المشروع يهدف إلى مضاعفة إنتاج البضائع المدنية الإستهلاكية لرفاه الشعب. لئن استطاعت عصابة خروشتشوف أن تخفي تراجعها الاقتصادي عن أعين العالم فهي لم تستطع أن تخفي تراجعاتها السياسية بدءاً من أزمة الصواريخ الكوبية وخضوع السفن السوفياتية للتفتيش من قبل المارينز الأميركيين وتمريغ أنفة وكبرياء الجيش الأحمر لأول مرة في التراب. ومنها أيضاً سلسلة الإنقلابات العسكرية الرجعية التي اجتاحت العالم، في سوريا والإنقلاب الدموي المريع في العراق وفي سيلان والباكستان والانقلاب الدموي المريع في أندونيسيا وفي غانا وفي الجزائر وفي الكونغو والسودان ومالي، ولم تكن خاتمة كل هذه التراجعات قيام اسرائيل بتحطيم الثورة العربية في حرب الأيام الستة 1967. كل هذه التراجعات تشير بصورة قاطعة إلى أن قيادة الثورة الإشتراكية العالمية لم تعد ثورية كما كانت في عهد لينين وستالين وأن دولة خروشتشوف وعصابته إنما هي " دولة الشعب كله " ولا يمكن أن تكون دولة دكتاتورية البروليتاريا على عكس ما أرادها رئيسها!!

انهار الاتحاد السوفياتي في العام 1991 فلم يرَ أعداء الشيوعية، واليساريون أولهم، سبباً للانهيار سوى دكتاتورية البروليتاريا. تجاهلوا كل سقطات دولة البورجوازية الوضيعة السوفياتية 1957 ــ 1991 ولم يروا إلا دكتاتورية البروليتاريا التي كانت قد ألغيت علانية وبقوة القانون في شباط فيراير 1959، وقالوا بكل الخبث، إن لم يكن بكل الغباء، أن الدكتاتورية لا تعني سوى انتفاء الديموقراطية. هؤلاء الأعداء يتوهمون أنهم يرون ما لا يُرى. بسبب كراهيتهم الشديدة للشيوعية تتهيأ لهم رؤية دكتاتورية البروليتاريا تنفي الديموقراطية وتهدم الإشتراكية. لو تطهّر هؤلاء من كراهية الشيوعية لما توهموا مثل تلك الرؤى الوهمية. فدكتاتورية البروليتاريا لا تنفي الديموقراطية، بل على العكس من ذلك فهي وحدها ما يضمن الديموقراطية الحقيقية والكاملة التي تساوي بين سائر الناس في الحقوق السياسية والإجتماعية، وهي ليست مثل الديموقراطية البورجوازية الليبرالية التي بعد أن تخلّع أسنان الطبقة العاملة كاملة تأذن لها بأكل اللحمة! سلطة اتخاذ القرار في موقع الإنتاج كانت بيد العمال السوفييت في جميع مواقعهم وقد اعتادوا على ممارسة مثل هذه الديموقراطية الرفيعة والمختلفة تماماً عن الديموقراطية البورجوازية الليبرالية حتى أن العمليات الحربية في مواجهة الغزاة النازيين كانت لا توضع قيد التنفيذ إلا بعد التصويت عليها من قبل الجنود خلال الأعوام الثلاثة الأولى للحرب 41 ــ 43 ولم يبطل هذا الأمر نهائياً رغم الأوامر المشددة من القيادة العليا حيث أنه من كبائر المحظورات في الأعمال الحربية؛ حتى أن المارشال كليمنت فورشيلوف عضو المكتب السياسي دعا الجنود والضباط للتصويت على خطة تحرير القرم 1943 بعد أن وضعها بالتعاون مع أركان حربه ولم يلتفت إلى تحذير موفد غرفة العمليات في موسكو مؤكداً له أمر ستالين العسكري بحظر التصويت على الأعمال الحربية. مشاريع التنمية الخماسية، التي عرفها العالم نقلاً عن السوفييت والتي كانت تحكم مختلف أنشطة الدولة، كان يقررها عمال المصانع في مواقعهم وتُجمل أخيراً ليقرها المؤتمر العام للحزب الشيوعي. الماكنات الإعلامية السوداء للرجعية وللبورجوازية ولليساريين تكذب وتكذب كي تطمس هذه الحقائق وتمحوها من ذاكرة الشعوب إلا أن الوقائع تظل وقائعاً لا تزول حتى وإن طمرتها زبالة البورجوازيين واليساريين. الإتحاد السوفياتي الذي كانت شعوبه تبيت على الطوى في العام 1922 ما كان ليقفز خلال ثلاثين عاماً ــ منها ثلاثة عشر عاماً 1938 ــ 1951 قضاها استعداداً للحرب وخوض الحرب وإعادة تعمير ما دمرته الحرب ــ ليكون أقوى دول العالم وفي مقدمتها التقنية والصناعية وأول دولة تغزو الفضاء في العام 1957 لو لم تكن قوى الإنتاج تمارس نشاطاتها بكامل الحرية وبدون أدنى عوائق. وفي تحرير وسائل الإنتاج من كل العوائق فقط تتجسد كامل الحرية.

وهكذا فإننا نخلص إلى القول بأن الفرق الحدي بي الماركسي واليساري هو الإلتزام بسلطة البروليتاريا المطلقة. الماركسي يركز نضاله في تحرير البروليتاريا وتسلّمها كل السلطة لتشكل دولة دكتاتورية البروليتاريا المخلوقة أصلاً وفصلاً لبناء الإشتراكية، أما اليساري فهو يناضل لحرمان البروليتاريا من تشكيل دولتها، وهو لا يخجل من التنازل عن بناء الإشتراكية على سبيل حرمان البروليتاريا من تشكيل دولتها والاكتفاء بما يسمى بالعدالة الإجتماعية بديلاً عن الإشتراكية التي لا يبنيها إلا دولة العمال. إلا أن اليساريين أعداء العمال والاشتراكية يهربون من مطب ليقعوا في مطب أكثر عمقاً. يرفضون الإشتراكية على يد دكتاتورية البروليتاريا فعليهم أن يحددوا طبيعة الدولة التي ستبني لهم العدالة الإجتماعية. العدالة الإجتماعية بين الطبقات لا تقيمها إلا دولة غير طبقية من خارج المجتمع، فمن أين سيستورد هؤلاء اليساريون الخونة دولة أجنبيه تحكم مجتمعهم لتقيم لهم نظام العدالة الإجتماعية. نقول هؤلاء اليساريين الخونة لأن كل من يستورد دولة أجنبية لتحكم في بلاده إنما هو خائن لشعبه ولبلاده ــ لن تقيم نظام ما يسمى بالعدالة الإجتماعية التي لم تتعرف عليها البشرية عبر التاريخ إلا دولة أجنبية لا تنتمي لأي طبقة من طبقات المجتمع.

فؤاد النمري



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر الخروج / 3
- ما بين الرأسمالية والإستهلاكية
- أزمة اليونان مرة أخرى
- ما تفسير الأزمة في اليونان؟
- سفر الخروج 2
- سفر الخروج
- حول أطروحة المحطة المنحطة مسدودة المنافذ
- حميد كشكولي ضد الإشتراكية
- محطة الإنحطاط التي تحط فيها البشرية اليوم
- تاريخ الإنسان كتبته العبودية وليس الحرية
- تطوير العمل الفكري والثقافي للحزب الشيوعي العراقي
- هل الرأسمالية متقدمة على الإشتراكية !؟
- من يفتح ملف الإشتراكية !؟
- ليس شيوعياً من يغطي على الأعداء الفعليين للشيوعية
- القانون العام للحركة في الطبيعة (الديالكتيك)
- الوحدة العضوية للثورة في عصر الإمبريالية
- البورجوازية الوضيعة وليس الصغيرة ..
- نحو فهم أوضح للماركسية (3)
- نحو فهم أوضح للماركسية (2)
- نحو فهم أوضح للماركسية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - الماركسيون ليسوا يساريين