أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - ابحاث في القضية الفلسطينية.















المزيد.....

ابحاث في القضية الفلسطينية.


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 18:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


ابحاث في القضية الفلسطينية.
تصويب مقولات ومفاهيم

خالد عبد القادر احمد
[email protected]

(1) تعريف القضية الفلسطينية

تصوغ لغة الادب المسيطرة في المنطقة الفكر والادراك السياسي الاجتماعي, وتوجه حركته, وفي هذا المجال يلعب المصطلح اللغوي اهمية حاسمة, فهو حامل المفهوم والادراك في صورة لغة مكتوبة او شفوية, بين طرف الارسال وطرف الاستقبال. فاللغة تصبح المسئولة عن اعادة بناء رؤية المرسل في وعي وادراك المستقبل, ولا يحد من ميكانيكية هذه العملية سوى مقدار تحلي وعي وادراك المستقبل بنظرة نقدية تعمل كفلتر يعالج نقاء المفاهيم المنقولة الى وعيه وادراكه من قبل الغير. لذلك لا نجد خلافا ولا ممانعة كبيرة لتبادل المفاهيم بين الاطارف المتشابهة الرؤى, وان لم يمنع ذلك من التباين في جزئيات المفاهيم والمقولات, لان الانطباق الكامل بعيد الاحتمال.
القضية الفلسطينية هي الموضوع الاكثر سيطرة على اهتمام اللغة منذ زمن, ربما لا يتفوق عليها في ذلك بصورة دائمة سوى القضية المعيشية, وموسميا بعض القضايا السياسية الطارئة الاخرى, ليس لسبب بعدها القومي, بل لسبب الترابط المتبادل بين نتائج الصراع في موقعها الخاص مع نتائج الصراع في المواقع الاخرى, من جهة ولديمومة هذا الترابط تاريخيا من جهة اخرى, ولديمومة حيويتها في الصراع بابعاده الدولية العالمية العامة والدولية الاقليمية الخاص. وتواتر تقلبات وقائع الصراع في واقعها المحلي الخاص دائما.
ان اللغة المسيطرة لم تستطع تفكيك صورة هذا التشابك وتحويلها الى دلالة ثقافية سليمة تعيد رسم صورة حقيقة لموضوعية تجدد الواقع و تجدد نتائج جدل حركة عوامله, لانها لغة سلفية فكرية تاريخية تربطها مع الحياة صلة وارث القديم الفكري مع موروث الواقع الموضوعي الحي المتجدد, انها لغة الاثنية الثقافية ذات الاصول العرقية التي لا زالت ترفع السيف لتفرض على رقاب اهل الذمة من ابناء قوميتها حالة انضباط ديموقراطية تحفظ وجاهتها وتصدرها السياسي, لا يهم اذا كان هذا السيف دينيا او ليبراليا او يساريا, فما انا الا من قبيلة ان غزت غزوت...الخ.
ان المدلول الثقافي المسيطر لمصطلح القضية الفلسطينية, هو المدلول الاثني, الذي يناضل ليس في سبيل استعادة الصيغة القومية الفلسطينية الخاصة بل في سبيل استعادة فلسطين طابع حياتها العربي الاسلامي, لذلك لم يكن غريبا ان تصبح منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا, للتحالف الاسلامي المسيحي الديني الليبرالي اليساري, من بقايا القومية الفلسطينية على بقايا ارض فلسطين. لقد سقطت الصابرا اليهودية الفلسطينية من هذا التمثيل فحسب لا اكثر, وهي عند هؤلاء المثقفين ليست بالخسارة الفادحة, ولا مانع اذن من قبول التقسيم, فقد سبق وان انشقت صابرا يهود فلسطين بمنطقة 1948م من ارض فلسطين, والان تنشق حركة حماس في امارة اسلامية في غزة, ولا ندري ماذا سيكون توجه مسيحيي فلسطين في المستقبل؟
ان الدلالة الثقافية التي يحملها تعبير القضية الفلسطينية في ظل هذا الفكر وهذه التعبئة والتنظيم والبرنامجية السياسية, هي ان الصراع في صورته الشاملة هو صراع ديموقراطي حقوقي داخل مجتمع قومي عربي بين المسلمين واهل الذمة من الاديان الاخرى, اما الاستعمار العالمي فهو يستفيد فحسب من تناقضات هذا الصراع, لكنه ليس السبب الرئيسي فيه, والا فما الدلالة الثقافية لمصطلح ان القضية الفلسطينية هي اساس الصراع في المنطقة؟ الذي يغيب حقيقة ان القضية الفلسطينية هي نتاج الصراع العالمي في المنطقة. كما يغيب حقيقة ان القضية الفلسطينية قضية تاريخية مزمنة عمقها التاريخي هو عمق تفاعلات الصراع العالمي في المنطقة.
ليست القضية الفلسطينية هي اساس الصراع في المنطقة كما انها ليست القضية المركزية ايضا, فنحن اذا قارنا اهتمام مواطن المنطقة ومؤسستها الرسمية بالمصير الفلسطيني, لكان الشعار الناظم للتربية القومية في هذه المجتمعات, والناظم لمناورتها العامة, فلسطين اولا, في حين ان الشعار الموجود هو على النقيض من ذلك يضع المصير الفلسطيني في مرتبة اخرى من سلم الاولويات.
ان التفسير الطبقي الذي يقدمه يسار المنطقة لمجريات التعبئة والمناورة السياسية الاقليمية, هو تفسير اثني سلفي يلعب به النص الماركسي اللينيني دور شاهد زور يؤجره للشهادة القوميون العرقيون, تماما كما يؤجر الدين السياسي النص المقدس لنفس الغرض, في حين ان المنطقة لم تعد ظاهرة عرقية ديموغرافية فكريا واقطاعية انتاجيا, لقد تجاوز تطور المنطقة الحضاري هذه المرحلة التاريخية,
ان المستوى التقني هو مستوى الحد الادنى للبنية التحتية للحضارة التي يستكملها كحد اعلى لنفس البنية التحتية صيغة التشكيل الاجتماعي, اما المستوى الادنى من البنية الفوقية للحضارة فهو البنية الثقافية النفسية السلوكية, لها اما مستوى وحدة توجه التشكيل الاجتماعي فهو مؤشر المقدار والمستوى الاعلى المتحقق حضاريا في المجتمع, لذلك نجد هذا التخلف الذي يصر على الغاء واقع تعددية الظاهرة القومية ويصر على المطالبة بوحدة مناورة لا اساس موضوعي لوجودها في الواقع.
ان المعنى السليم الوحيد لتعبير القضية الفلسطينية ثقافيا هو ان يحمل معنى ان هذه القضية هي قضية القومية الفلسطينية في الجانبين الديموقراطي المفتقد تماما من مسار التطور القومي الفلسطيني ومفتقد تماما من الرؤية الثقافية المناضلة الراهنة, وفي الجانب الوطني الذي يجب ان يسعى لاستقلالية المناورة القومية الفلسطينية في الصراع العالمي وان يخرجها من وضع تلقي انعكاس الصراع العالمي تاريخيا عليها, على صورة احتلال اجنبي من مختلف المصادر مستمر له الدور الرئيسي في ترتيب اوضاع المجتمع الفلسطيني بحسب احتياجات استمرارية الاحتلال الاجنبي. وان الاثر الاكثر تدميرا الذي لحق بالقومية الفلسطينية جراء ذلك كان تماهي القضية الديموقراطية الفلسطينية بالقضية الوطنية, الى درجة ان سلوك التشكيل الاثني للمجتمع الفلسطيني كان يسعى لتحقيق مطلبه الديموقراطي الخاص عبر مناورة اثنية انشقاقية في المهمة الوطنية, تعرض القومية الفلسطينية دائما للهزيمة كما كان تاريخيا وكما يحدث الان.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيرة الفلسطينية بين مقولة المفاوضات ومقولة المقاومة
- المسافة بين الوعي الوطني والوعي السياسي
- ازمة اعلام حركة فتح ؟
- ماء منير شفيق اين يصب ؟
- مؤتمر حركة فتح المطلوب والمأمول
- المنطق المعكوس في الرد على زياد صيدم
- مبروووووووووك
- قراءة في قناعات الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
- الفكر والتفكير العرقي القومي العربي راية من رايات التخلف في ...
- الفلسطينيون بلا اعياد
- هل تشكل السمات الشخصية اساسا للوحدة الداخلية ؟
- Dear Mr. President Barak Obama:
- حوار مع صديقي ابراهيم
- جدل ( الاجماع الفصائلي ) , ليس حوارا وطنيا
- المهمة الحضارية للادب الفلسطيني شكرا ميساء ابو غنام
- رسالة الى وزارة الخارجية الامريكية حتى نستطيع الاستجابة , يج ...
- الجزيرة : السم والدسم
- القدومي بيع الوسام من اجل لقمة العيش
- حتى لا نكون العوبة الاستعمار
- القمة الامريكية الروسية فرص امام الانسانية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - ابحاث في القضية الفلسطينية.