الثورة العلمية والتكنولوجية و المسألة البترولية

معتز منير حامد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 15:51
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

انتقلت البشرية من عصر الثورة الصناعية الى عصر الثورة العلمية والتكنولوجية حيث اصبح العلم هو القدرة الانتاجية الاولى فى تحديد سيطرة الانسان على الطبيعة .
الثورة صارت تغطى الان ثلاث مجالات حاسمة فى العلم والتكنولوجيا والانتاج واصبح قاعدة للصناعة الجديدة .
فلقد تميزت الثورة العلمية التكنولوجية من الثورة الصناعية باهتمام العلم المجرد بالتطبيق المباشر لكنها تميزت ايضا بالتقريب الكامل بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية ،بل بظهور علوم مشتركة .
وما دامت الثورة العلمية والتكنولوجية هى ربط العلم بالانتاج مباشرة فقد زادت انتاجية العمل الى مستويات غير مسبوقة واتيحت للانسان قدرة هائلة على السيطرة على مصادر الطاقة ونشأت علوم جديدة لم تكن معروفة من قبل كالبرمجة الالكترونية لاعداد برامج للالات الحاسبة والعقول الاليكترونية وتنويع طرق استخدامها والتقدم فى علم التحكم والاتصال .
أدخلت الثورة العلمية التكنولوجية تغييرا كيفيا شاملا على العمل البشرى فقامت باحلال أجهزة تحل محل العمل العضلى تلقائيا وذاتيا واتوميا وتقوم بوظائف العقل البشرى ،وتدخل الثورة التكنولوجية تغييرات ضرورية على التنظيم الاجتماعى للانتاج فقد اصبحت الظروف مهياة اكثر من ذى قبل ليصبح الانسان صانع قواة الانتاجية سيدا لها ايضا .
فالثورة اتكنولوجية توسع فى الواقع من الطابع الاجتماعى للراسمالية انها تسمح بناتج اجتماعى اكبر وتضيف قوى اجتماعية جديدة تعمل من اجل زيادة الطابع الاجتماعى للانتاج الراسمالى واكثر من أى وقت فأن تطوير العلم نفسة لم يعد بوسع الفرد الواحد والجماعة الواحدة أن يقوم بة وانما صار يستدعى الدور المتزايد للدولة وامكانيتها العامة .
الثورة العلمية التى ترتبط بمعالجة المعلومات والالات المبرمجة التى تعمل ذاتيا وتكنولوجيا الاحياء والوراثة والذرة ، فالاوتوماتية او الالية الذاتية هى فى الواقع لب الثورة العلمية والتكنولوجيا .
أذن جوهر الثورة العلمية والتكنولوجية فى مبدأ الاوتوماتية بأشكالها الثلاثة " السيبر ناطيقى – الكيماوى – النووى " ويمثل هذا المبدأ بدورة اللقاء المباشر بين العلم والانتاج وتهميش عمل الانسان .
• نشأت صناعة جديدة فى الاقتصاد الرأسمالى هى "صناعة المعرفة " اصبح العلم سلعة واصبح الموضوعا للانتاج وللمبادلة وازدهرت هذة الصناعة التى يمكن تسميتها ايضا " صناعة الاختراع " بحيث صارت هى الصناعة الاولى من حيث استثماراتها ونفقاتها وتمت اقامة " اقتصاد تكنولوجيا المعلومات " معتمدا على الحاسبات الالية او العقول الاليكترونية .
• ويعنى ذلك اندماج ثلاث تيارات من التقدم العلمى والتكنولوجى وهى :
1- تحسين المعدات المستخدمة اى التطوير العادى الذى يتشكل من عدد كبير من التحسينات الصغيرة الفنية والتكنولوجية والتنظيمية والانتاجية .
2- ادخال التجديدات الكبيرة التى تفضى الى تغييرات كثيفة فى بعض انماط المعدات والتكنولوجيا وفى تطوير منتجات جديدة .
3- الطفرات العلمية والتكنولوجية الكبرى والتغيرات الحاسمة فى المعدات والتكنولوجيا وفى فنون الانتاج .
لقد جرت محاولات لتوسيع قاعدة البلدان الرأسمالية من المواد الخام المحلية حتى تقلل من اعتمادها على المستعمرات السابقة ومن هنا تمت استثمارات ضخمة لاستكشاف واستغلال مستودعات منجمية فى اراضيها وتم تشجيع انتاج البدائل الصناعية للخامات الطبيعية التى كانت تستورد كالقطن والمطاط والزيوت النباتية والماس .
أن رأس المال من اجل ان يخصب القيمة ويضاعفها يلجأ الى التكنولوجيا باضطراد ويمكن القول بأنة يوجد الان بأيدى العالم الرأسمالى احتكار التجديد التكنولوجى وهكذا يتم تجديد رأس المال فى "مراكز" العالم بينما يتم الانتاج نفسة فى" الاطراف " وينبئ ذلك بتغييرات هيكلية كبرى فى اقتصاد البلدان الرأسمالية ، اذ يتكون نمط جديد لتقسيم العمل الدولى يؤدى الى تغيير كبير فى العلاقات الاقتصادية الدولية .
بفضل الثورة العلمية التكنولوجية استطاعت الرأسمالية ان تتكيف مع الاوضاع الجديدة فى العالم وهى اوضاع شهدت تقلص قاعدتها الانتاجية وحرمتها من الخامات الطبيعية الرخيصة التى اعتمدت عليها فى الماضى واصبحت معامل البحث والتطوير هى المستودع السحرى الذى لا ينفد للخامات والمنتجات على حد السواء .
تصحيح مسار الرأسمالية فى ظروف احتدام المواجهة مع الاشتراكية وفقدان المستعمرات السابقة ولقد جرى بالفعل تحديثها بصورة مذهلة وقامت رأسمالية ما بعد الصناعة حيث يصبح العلم نفسة قوة انتاجية خلاقة وحيث تتفتح مجالات جديدة غيرمعروفة من قبل للانتاج وتكرار الانتاج ولتوسيع السوق وزيادة الاستهلاك وفى الوقت نفسة تتغير الطبقة العاملة وتتغير علاقة الانسان بالالة وتتولد مشاكل جديدة فى علاقة رأس المال بالعمل ، وتظهر الى الوجود اساليب جديدة لحلها .
واذ يغدو امتلاك العلم والتكنولوجيا بحيث لايقل اهمية وسطوة عن امتلاك المزارع والمناجم والمصانع واذ تسعى الاقطار المتقدمة للحفاظ على دورها القائد لثورة العلم والتكنولوجيا ضمانا لقيادة العالم بأسرة فأن هذة الثورة باتت تطرح على الاقطار النامية والمتخلفة تحديا لم يسبق لة مثيل . فعلى الرغم من تصفية الاستعمار القديم فما زالت البلدان الصناعية حريصة على تاكيد اواصر التبعية التى تربط المراكز بالاطراف عن طريق السيطرة الكاملة والفعلية لراس المال المتخطى للقوميات .
ان القرار رقم 34 لمنظمة الاوبيك سنة 1973 يشهد على هذا الاهتمام فهو يشير فى الواقع الى ان "الظروف الاقتصادية الغير مواتية وهى مكافأة معظم البلدان النامية بسبب افتقارها الى حيازة التكنولوجيا المتيسرة فى البلدان الصناعية انما تحد من امكانات التنمية فى بلدان الاوبيك والعالم الثالث عامة "
لقد استخدمت العلاقات الغير متكافئة لنقل اعباء الازمات الدورية والهيكلية الى البلدان النامية وذلك من خلال المفعول التلقائى للقوانين الاقتصادية الموضوعية .
مراحل تطور الرأسمالية
الرأسمالية التجارية ــــ الرأسمالية الصناعية ـــــ الرأسمالية المالية ــــــــ رأسمالية ما بعد الصناعة
• تتمثل الثورة العلمية والتكنولوجية فى تلك التغيرات الثورية التى تحققت فى مجالات عديدة :
+ ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات : تتمثل فى الالكترونات الدقيقة والالات الحاسبة والانسان الالى وصناعة المعلومات والاتصالات والطاقة النووية وتكنولوجيا الفضاء والطيران النفاث .
+ ثورة التكنولوجيا الحيوية : تتمثل فى استخدام منجزات علم الاحياء والهندسة الوراثية وابحاث الفضاء .
+ ثورة تكنولوجيا المواد : وتتمثل فى تخليق المواد الجديدة واحلالهامحل المواد الطبيعية القديمة على اساس التكنولوجيا الكيماوية والبتروكيماوية وترشيد الاستخدام للموارد الطبيعية وخصوصا موارد الطاقة .
التكاليف الاضافية المرتبطة بالتكنولوجيا
ان وحدة تسييل الغاز الطبيعى فى آرزو فى الجزائر ارتفعت كلفتها من 340 مليون دولار عام 1975 الى 2.1 مليار دولار فى اخر عام 1977 .
فى ايران ارتفعت كلفة مشروع ايفات 2 ،IGAT 2 ( انبوب الغاز الثانى نحو الاتحاد السوفيتى ) من 2.4 مليار دولار دولار من 2.4 مليار دولار فى ربيع 1977 الى 3 مليارات دولار فى آذار 1978 والى 3.4 مليار دولار فى تشرين الثانى 1978 .
وفى ايران ايضا قدرت كلفة المجمع البتروكيماوى الضخم فى بندر شهبور فى بداية عام 1979 بمبلغ 35.5 مليون دولار بينما كانت الكلفة قد قدرت فى الاصل بمبلغ 2.6 مليار دولار .فهذا الارتفاع ليس كبيرا لان هذا المجمع سينشأ بالتعاون بين الشركة الوطنية الايرانية البتروكيماوية ومجموعة ميتسوى MITSUI
وفى ليبيا ازدادت كلفة المجمع الكيماوى لانتاج المانييزيوم والصوديوم والجفصين وكلورير البوتاسيوم فى مرحلةالدراسات خلال سنة من 400 مليون دولار الى 700 مليون دولار .
وفى عام 1977 فى السعودية سجل " اتفاق العصر حول الهاتف " هذا النمط من الفوارق بالنسبة للمرحلة الثالثة من المشروع الذى يقدر بعدة بعدة مليارات من الدولارات ( انشاء 470000 خط ) تراوحت العروض بين 1956 مليون دولار لصالح ITT و 467 مليون دولار لشركة بيل – كندا BELL CANADA

#معتز_منير_حامد_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات