أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - واخجلتاه !















المزيد.....

واخجلتاه !


بدر عبدالملك

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدر عبدالملك - كاتب بحريني (شئون عمالية)
قلنا في المرحوم قريبا جدا الرفيق جليل عمران ’ النقابي ما يستوجب قوله، والذي خسر حياته فجأة وكان بالإمكان أن يبقى طويلا ، لولا ذلك الاعتصام ’’ المصرفي ’’ الذي لم نجد أصحابه ’’ الشرعيين ’’ متواجدين في المكان، أو بتعبير احد أعضاء المنبر التقدمي الذي تساءل ساخرا ’’ أين المتضررون ؟ ’’ قاصدا بذلك السبعة والثلاثين مفصولا من بنوك متعددة .

ترى هل يجوز ان يحمل المنبر التقدمي بالوكالة النضال عن أشخاص تواروا عن الدفاع عن أنفسهم لكي يجنوا ثمرا وقشطه سهلة ؟ الم يكن واجبا منهم الحضور في المكان والإعلان عن صوتهم او على اقل تقدير تعليق ملصقات وإشارات او أية دلالة تؤكد عن أنهم هم أصحاب الموضوع.

ولكن الحقيقة كانت أكثر من مرة فهناك أشخاص اليوم مستعدين للذهاب بالشكوى لإطراف عديدة ولكنهم ليسوا على استعداد لتقديم حتى تضحية صغيرة لا تتجاوز بعض ساعات من احتجاج شرعي منحه الوضع الديمقراطي في أجواء مناخ الإصلاح السياسي ، فلا افهم لماذا هذا الخوف المتناهي من الإعلان عن صوتهم وهم المنكوبين ’’بلوثة ’’ التسريح المهني ، وهي ظاهرة ستكون دائما موجودة في المجتمع طالما إننا جزء من منظومة داخلية وعالمية طبيعتها رأسمالية .

لا اعرف لماذا لا يستثمر مثل هؤلاء صوتهم في الدفاع عن حقوقهم قبل أن تكون حقوق جليل عمران التي نال قسطها طويلا في دهاليز حياته حتى بات أخيرا عنوانا ساخرا لعبارة رددها البعض بأنه ’’ شهيد الخذلان ’’ فقد جاء جليل ذو المنبت العمالي ليدافع عن مصرفيين هم اقرب لنفسية البرجوازية الصغيرة والفئة المهنية التي رجلها هنا وقلبها هناك ، موقفها متذبذب ووعيها وروحها تتطلع للمراتب العليا والحلم المهني . قليلين من هؤلاء الناس يدركون الحقيقة وكثيرون منهم يمارسونها دون قصد ، فكم دفع في الماضي وما زال يدفع ، المثقف الثوري ثمنا لمواقفه دفاعا بالوكالة عن شرائح أثبتت أنها لا تستحق تضحياته ، وكان عليه أن يدرك أن الصراع الاجتماعي والوعي الاجتماعي اعقد بكثير مما نتصور ، ويزداد تعقدا تحركه في العملية الديمقراطية .

لأول مرة في حياتي اسمع عن أشخاص أصحاب قضية لا يحضرون من اجلها ، وكأنهم متهمين أوكلوا محاميا عنهم في قاعات المحاكم .
ما هكذا يفهم الاحتجاج والاعتصام وما هكذا يفهم كيف على المتضررين أن يشهروا احتجاجهم – ولو على الأقل مكبوتا – غير أنهم اختفوا من حظوة المكان اليتيم ، بل وبدت الصور القاتمة والشاحبة تعبيرا عن وجوه خجلة مضطربة حساباتها بين الغيط والبندر ، حساباتها الرغبة في الإعلان عن الحضور وحساباتها مع إدارة المؤسسة .
كان ذلك بالإمكان ان يحدث في السنوات السابقة عندما يخرج الإنسان لتظاهرة او اعتصام او إضراب ، وفي اليوم الأخر ، هذا ان لم يكن في اليوم نفسه ، سيجد حاله مطرودا من المؤسسة فورا ، وفي ذات الوقت تنتظره سيارة الأمن عند باب بيته لكونه حسب تعبيرات الأمن سابقا شخصية مشاغبة تخل بالأمن العام او بتعبير ’’ اخوتنا الانجليز ’’ في القسم الطيب الذكر ’’ تربل ميكر ’’ مع ان الموضوع تجاذب بين طرفين هما العمال والمؤسسة المهنية ولا يجوز فيها تدخل الجهات الأمنية ، ولكننا يومها عشنا حقيقة ذعر الأمن من كل حراك سياسي او مهني تحت حجج كثيرة ، اقلها الخوف من تطور الحالة إلى إضراب عام وأكثرها الشعور بفوبيا هروب الرأسمال من البلاد في حالة تطور الوضع الى ابعد من قضية جزئية هنا او هناك في حوض عمالي او شارع سياسي ، ولكننا اليوم ما عدنا في هوس ذلك الكابوس ولا ينبغي العيش في داخله بروح سوداء وتشاؤمية ، ولكن إخوتنا المتضررين حساباتهم حسابات بنكية ومصلحية تفوق الحسابات السياسية للجمعيات والمؤسسات السياسية ، المتضررين حساباتهم شخصية ومهنية بعيدة النظر ، فيما جليل عمران الذي جرجر نفسه –وهو المريض- في باص عام لكي يسقط مع رمقه الأخير من اجل عيون السبعة والثلاثين مصرفيا ، الذين كان عليهم تأكيد حضورهم أولا وأخيرا قبل أي شخص آخر من نمط جليل عمران والكوكبة العمالية التي تحولت مدافعا جسورا عن شرائح وطبقات أخرى ساكنة .

أعجب كثيرا من تلك الأمور وكيف اختلطت الأشياء ، حتى كدنا لا نسمع عبارة ’’ هل هذه الدعوة تخصني ؟’’ هل فعلا الموقف يستدعي التضامن مع أشخاص فقدوا الحس بوضعهم المخزي، وتواروا عن أعين المعتصمين، وكأنهم غبارا متطايرا في المكان .

اعتقد اننا بعد حادثة موت جليل عمران علينا التوقف وطرح الأسئلة والنقاش داخل المنبر وداخل كل الجمعيات السياسية في الأداء السياسي بدلا من الاندفاع الحماسي أحيانا دون أجندة غير أجندة إعلان الهوية والحضور في الشارع السياسي . لماذا على الساسة والعاملين في مجال النشاط السياسي ان يناقشوا الأمور باستفاضة ويحسبوا من كل الجوانب كل ما يمكن توقعه وافتراض سيناريوهات عدة ، فبعد خذلان المصرفيين المسرحين إخوانهم ، والذين جاؤوا تضامنا معهم ، دون أن ننسى ان للاعتصام اتجاهات متعددة الأوجه وشعارات ومواضيع كثيرة تجاوزت مسألة التسريح لأولئك المتضررين مصرفيا !

يبقى سؤال هام علينا تداركه مستقبلا ألا وهو ان لا يزج أعضاء المنبر وغيرهم أنفسهم في الدفاع عن مجموعة ترفض مشاركتها في مسيرة او اعتصام يخصها قبل الغير وعليها ترجمة مواقفها وحضورها بدلا من تحويل قضيتها لجهة تمارس نضال الشارع والهم اليومي نيابة عنها . ان استنزاف طاقات الأعضاء والمتحمسين وغيرهم من الشرفاء دون نتائج مرجوة ، سيكون بالتأكيد على حساب موضوعات أكثر أهمية وضرورة للعمل النقابي والسياسي عند جمعياتنا السياسية ، التي تخرج من فاعلية لتدخل في أخرى بشكل لا يسمح لالتقاط الأنفاس والإعداد لقضايا أكثر جوهرية لأعضاء الجمعية وأصدقائها وأنصارها ، اذ كل فاعلية لا تحقق ولو جزء من هدفها فإنها تدخل أصحابها في قفص اليأس والإحباط بحكم ان النتائج كانت مخيبة للآمال ، في وقت يستمتع فيه المتضررين بمتعة ’’ الإجازة الأسبوعية ’’ في مقاهي المجمعات التجارية ، بينما المعتصمون الحقيقيون كانوا يحاولون ضخ ’’ عودة الروح ’’ لنقابي مات من اجلهم مخذولا. ولم يكلف نفسه السؤال ذات يوم أين أصحابي الذين جئت من اجلهم ؟

سيكون هذا الاعتصام تاريخيا في مسيرة البحرين ، اذ لأول مرة يسقط ميتا إنسان جاء من اجل التضامن النقابي ولأول مرة في تاريخنا السياسي والنضالي يختفي أصحاب الموضوع برمتهم من ’’ ساحة الوغى !’’

فواخجلتاه مائة مرة .



#بدر_عبدالملك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات «المشاغب العمالي» فرحاً
- عندما تخوننا التفسيرات
- العنف السياسي والأفق المسدود
- امرأة من عجينة 8 مارس
- أفغانستان والبحث عن الزمن الضائع!
- حرب مفتوحة في اليمن.. ولكن!
- هايتي بلد الغناء والألم
- أغنية الحرية في شوارع طهران!
- الجسد العربي المذبوح في عالم مضطرب
- أوربا الجديدة بين رعب الحرب وحلم السلام
- غواتيمالا على خطى تشيلي
- شجاعة الأفغانيات
- انتفاضة يونيو الإيرانية تستأنف غضبها
- يا.. محنة الإخوان في آخر الزمان!!
- تطور الصدام ومجرياته المحتملة
- سلطة تستحكمها القبائل والتخلف
- ماذا بعد انتصار المرأة الكويتية انتخابياً؟
- موت النمر التاميلي.. ولكن؟
- الكراهية والحلم في الصراعات الإنسانية
- المونولوج الإنساني


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر عبدالملك - واخجلتاه !