أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالحق فيكري الكوش - الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-1-















المزيد.....

الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-1-


عبدالحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 23:56
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يشهد العالم العربي غياب مؤسسة غير تجارية كذارع ثقافي منتج و حركي وواق، تجمع كل الأطر الحية "الأكاديمية" و"غير الأكاديمية"، "المؤهلة" و غير "المؤهلة"، و جميع الفاعلين فيه و كل القوى النشيطة من فنانين و أدباء و مفكرين و علماء و مبدعين و رياضيين...، كقوة للتدخل السريع و الاستعجالي، لها حصانة قانونية، لتوحيد الجهود و ربح هاجس الزمن..
يشهد غياب مؤسسة موحدة متعددة الاختصاصات كأكاديمية مشتركة تستشرف المستقبل، مؤسسة مستقلة بعيدة عن التوظيف الأيديولوجي و الحكومي و السياسي و الديني... ، رغم أنها يجب أن تمول من الحكومات العربية ومن المال العربي، و يجب أن ينظر إليها بعين احترافية ، مؤسسة تنتج قيم الجمال و تؤسس لعلم نهضوي و تمهد فن النهوض العربي المشترك ، و تهيئ للفرد الرقي بذاته و مجتمعه، دون أن تستثني أحدا و لا مجالا واحدا للنهوض، بعيدا عن دائرة ضيقة النظر، لا تأخذ بعين الاعتبار سؤال وجودنا و مصيرنا و ما يتهدده من أخطار، و أن ما نغلق صنبوره هنا، سيجد شبابنا في مكان آخر صنبوره مفتوح، ..
مؤسسة توصل الفن و الأدب و المعرفة المختلفة الى فئات عريضة من المجتمع العربي التي تعاني من "تسمم حضاري و فكري و ثقافي و فني و أخلاقي ..." و من تلوث في مشاعرها الإنسانية ومن ركود و سلبية و يأس في نظرها لمحيطها ، ومن عنف يتجسد في كل تصرفاتها ومن تحقير لكل القيم و تسفيهها، مؤسسة لإنتاج الإنسان تأخذ بعين الاعتبار تجارب الآخر و توظف الثروات المحلية و الرصيد التاريخي الحضاري كعنصر رئيسي في توجهها..
لعلي أقترح أن نذهب مباشرة الى بلورة "مفهوم ثورة جديدة تعاقدية" بين الحكومات العربية و المجتمع المدني و جميع عناصره الحية وقواه النشيطة ، الأكاديمية و غير الأكاديمية، للتحرك أفقيا وعموديا بغاية تحرير الإنسان العربي، و بغاية ميلاد فكر جديد و فعل فلسفي حقيقي عربي جديد، ورد فعل حضاري يناسب قاماتنا المديدة ومكاننا الطبيعي بين الامم العظيمة و المتحضرة...
من أجل خلق هاته المؤسسة، سنطرح رزنامة أفكار هي مسودة أفكار حاولنا تخليصها من الطوباوية و الايديلوجيا و النفعالات اللحظية، اخترنا لها كبرنامج عمل " الثورة الناعمة" كمنتوج مقاولاتي فكري، يتخذ أشكال شتى لتغذية القطيع العربي تغذية حضارية سليمة ليتحرر من عقلية القطيع التائه و يتجه نحو مفهوم القطيع المنتج و الفاعل و المؤثر...
ما هو هذا المنتوج الذي نريده، و هل نحن نقصد بالثورة "الفعل المسلح" المصحوب بزوابعة سياسية بغاية احذاث انقلاب في نظام ما و مجموعة أنظمة؟
الثورة الناعمة كما نريدها، غير تلك التي يوجد لها تعريف عنيف، أن تغادر فوهات البنادق و خطابات عصماء، لكنها ثورة تغادر جمجمة الانسان العربي في شكل كتب و منشئات ومشاريع وبرامج مختلفة و متنوعة المضامين ، وفي شكل أشجار خضراء تغادر قلب الانسان العربي و تنبث في الأرض و لها فواكه عجيبة، هي تجسيد للثورة البناءة، ثورة الانتاج و ثورة الكبرياء القومي العربي ...
انها ثورة هادئة تنطلق من القلب العربي و تستهدف كنس أدغال القلب العربي في شكل نقد ذاتي مستمر للذات، ثورة ثقافية تستهدف قلب و عقل الإنسان العربي، بعد انجاز مونوغرافيا للعقل العربي، و بعد تحديد وسائل التدخل مجالاته و تحديد مكامن الخلل و تحديد الأولويات...
الثورة الناعمة هو برنامج شمولي و مشروع متكامل، من أجل تنمية مستدامة- عربية- عربية، تنمية شاملة وشمولية، الجميع مدعو للمشاركة فيه، من خلال فتح جامعات متنقلة على صعيد العالم العربي، و كوادر مؤهلة لها إلمام تاريخي بالمجتمع الذي تتحرك فيه...
الثورة الناعمة هي ثورة "ثقافية" "فلسفية" "فكرية" "حضارية" إنسانية..، تنطلق تحت ضرورة الحوار والبناء " العربي- العربي" المشترك و المصيري و الاضطراري، لمواجهة الطبيعة الشريرة للعدو و الطبيعة التخريبية لهذا العدو، ثورة غير اقصائية و استثنائية وطموحة، أشبه بنهر عظيم من العلم و الفكر و المعرفة و الأدب و الفن، كل له نصيبه منه، حسب اجتهاده في المشاركة و في العطاء، وان كنا ننادي بالأريحية و التضامن و التكامل و الإيثار في العطاء كعملة ذهبية يتبرع بها كل هؤلاء الأحياء في العالم العربي بغاية النهوض العظيم، دون كلل و لا ملل...
الثورة الناعمة، هي ثورة مصالحة مع الذات، مع التاريخ ، مع الهوية، مع ثرواتنا، مع عنصرنا البشري، مع بيئتنا، ومع كبريائنا القومي...
الثورة الناعمة هي مجموعة مشاريع مبنية على دراسات جدوى، تحت إشراف أكاديمي، في شكل باقات من ورود المعرفة و أزهار الفكر و الأدب...، إنها فلاحة الإنسان العربي و تقليب مداركه و منحه جرعة الطموح بدون تسرع، و الحلم بدون وهم ...
الثورة الناعمة، هو استثمار هادئ و ذكي و جماعي سيمكننا من الوثبة الصغيرة في انتظار القفز على حواجز سباقات المسافات الطولية وموانعها ...
لدينا كل الموارد، لدينا بنك طبعي من الموارد يؤهلنا للاستثمار، بنك تاريخي فيه رصيد محترم من الارث الحضاري ، لدينا بنك أخلاقي، فيه رصيد كبير من القيم الحقيقية، و بنك فكري تعود ملكيته الخالصة لنا ...
الثورة الناعمة ثورة داخلية لجسد أمة خامل، يسكن الخوف و التردد مفاصلها، هذا بعد تهييئها لهاته الثورة نفسيا و تربويا ، و بعد توفير الوسائل اللوجيستيكية..
الثورة الناعمة حرق اكاديمي وعلمي وفكري و فني و تاريخي ... للطاقة السلبية الداخلية التي تسبب كل هذا التلكؤ لنا في أن ننهض، بدون عنف بل بتأمل عميق و بتغذية سليمة و من خلال مهارة نكتسبها، و من أجل اكتساب "الحكمة في التدبير و التدبير و التصرف و رد الفعل الحضاري"، و من أجل كسر جدار التخلف و العيش على الهامش الحضاري للأمم ...

لماذا الثورة الناعمة، وما هي أسبابها؟

إن سنوات من العنف الذاتي لما قبل الاستعمار، حولتنا الى "متخلفين عنيفين" يقومون بتصفية خلافاتهم عن طريق العنف، و اقصائييين متزمتين، و لعلها تحولت الى مظاهر سيكولوجية عنيفة، زحفت على الأخضر و اليابس من قيمنا الايجابية و امتدت حتى في تقاليدنا و عاداتنا و سلوكنا اليومي، و غمست شخصياتنا في وحل العنف و في ابتكار وسائله، و امتد العنف الى ممارسته على فلذات اكبادنا، و أراه في ختان البنات نوعا بشعا من العنف الذاتي، و في جرائم الشرف عنفا أبشع من أنواع العنف الذاتي....
العنف تجسد ووصل الى تكفير التفكير و الفكر، و في بروز جماعات العنف المنظمة تحت غطاء ديني، التي تنهج العنف المسلح و الفكر إلاقصائي و تصنبف الناس بالنيابة عن السماء، و إصدار لوائح للمؤمنين و لوائح للكافرين الذي يجب ممارسة العنف ضدهم و إقصائهم من أداء أدوارهم في الحياة، و لتصريف جزء من العنف الراسب في الداخل المعفن، و تحويله الى ايدولوجيا عنيفة بدافع ديني و غطاء الديني يحرف النصوص، و الراسب في قلوب لم تعمل فيها مكنسة و لم تغسل بماء "الحياة"، ...
العنف تجسد في الأنظمة ، من خلال تزوير الانتخابات، والدوس على حقوق الإنسان العربي، و نشوء نظام الحزب الواحد، و توارث الحكم، ...
العنف في كل مناحي حياتنا، في مدننا العشوائية، في طرقنا ، في مدارسنا و جامعاتنا، في سلوكنا اليومي، في علاقاتنا الأسرية و العائلية...
العنف وهو ينطلق من مكبرات أصوات المساجد، و تصوير الله كخالق عنيف، يتربص بالإنسان لتعنيفه، و إلحاق "العنف" به حيثما حل و حيثما تصرف و حيث سلك طريقا خاطئا ....
العنف برز في شكل جماعات عنيفة تعتقد ان طريقها هو الوحيد و أفكارها هي الوصفة الوحيدة للعلاج، جماعات تحول المداد الى رصاص و بارود، و الأقلام الى مدفعية ..
العنف تجسد في تهميش "الخلايا الايجابية" و احتضان نظيرتها "السلبية"، و تجسد في مشروعاتنا الاقتصادية و امتد حتى لخطط الدولة حتى ولو كانت هناك تحذيراث لفشلها ...

العنف تجسد من خلال حروب قبلية و حروب صغيرة من صنع أخصائيين كبار يتحركون من خلف الستار، و سنوات أيضا من العنف ضد الاستعمار و سنوات من صور العنف التي شحنتنا به الامبريالية العالمية لغرس قيمة العنف و ترسيخها في نفسية العربي ساهمت في تغلغل كل قيم العنف و ربطها به ، لقد انتهينا من حروب شتى، لنجد أنفسنا في حروب متتالية، صنعها الاستعمار الغاشم و خصوم العرب الأبدييين و خصوم الدين الإسلامي، فكانت حرب ثمانية و أربعين، و حرب سبعة و ستين و مجمل الحروب العربية الإسرائيلية و الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج الأولى و الثانية و حرب الصحراء في المغرب و حرب اليمن و حرب لبنان- إسرائيل و حرب الجنوب اللبناني بقيادة حزب الله ضد إسرائيل و غيرها من الحروب، و الحروب الأهلية في الوطن العربي، و غيرها من الدسائس التي تصنع في هاته اللحظات في مختبرات أعدائنا، كان لها و سيكون لها أسوأ الأثر لا على الأجيال السابقة و لا الحالية و لا القادمة، في العطاء، في التفكير ونظم تفكيرنا، في التنمية ومناهجها، في التوازن السيكولوجي للإنسان العربي، في الإنتاج، في تشتت الجهود، في تبذير ثرواتنا، في المساهمة في ترسيخ قيم سلبية في المجتمع العربي، في علاقتنا الاجتماعية ببعضنا البعض، بعلاقتنا بالآخرين...
ساهمت في فقداننا للتركيز الايجابي في تحديد الغايات و الأهداف .....
يتبع



#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة 8 مارس من كاتب مغربي الى مواطنة جزائرية - تخليدا للحصا ...
- غياب الحرية السياسية مشكلة العالم العربي
- الأضرحة و القبور والسلطة و الإنسان المقهور
- المثقف و الحداثة ومؤسة الزاوية
- بعد تنظيفه لخطايا سيده الأبيض - أوباما يكافئ بجائزة نوبل-


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالحق فيكري الكوش - الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-1-