أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديالا بشارة - المجزرة الاسرائيلية الجديدة على قطاع غزة















المزيد.....

المجزرة الاسرائيلية الجديدة على قطاع غزة


ديالا بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صبيحة يوم الاثنين الموافق في ال31 مايو/آيارمن العام 2010 اغارت القوات الاسرائيلية على سفن الاغاثة الدولية المؤلفة من ستة سفن مدنية على متنها 750 متضامنا من مختلف دول العالم عملت على ايصال 10 آلاف طن من المواد الغذائية والطبية للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ أكثر من أربع سنوات. اغارت العسكرية الصهاينة على قافلة الحرية, السفن المدنية عبر الحوامات والبوارج الحربية مستخدمة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع مما أدى إلى مقتل عشرين شهيدا واصابة أكثر من ستين جريحا في سابقة لم تحدث في العصر الحديث. قلنا لم يسبق ان استخدمت دولة ما قواتها المسلحة في قتل المدنيين العزل في المياه الدولية دون اعتبارللسن اوالجنس أو اللون أو الانتماء, معتمدين على دعم الولايات المتحدة الامريكية عليهم والتستر على سلوكهم العدواني الوقح. لقد اضافت اسرائيل في هذا اليوم بعداً جديداً في خرقها للقانون الدولي والاتفاقات الدولية في إقدامها على جريمة دولية بشعة بكل المقاييس الاخلاقية, تستدعي معاقبتها وتقديم قادتها الى المحاكم الدولية لافعالهم المشينة من قتل واستدعاء لإناس ابرياء واحتجازهم والقرصنة الواضحة عليهم وضوح الشمس في يوم صيفي مشع. ان الشروط التأريخية التي حتمت قيام دولة اسرائيل حددت بدرجة كبيرة جوهرهذا النظام السياسي السادي القائم على العنصرية ونبذ الآخر, وحدد موقفها من عدة متغيرات رئيسية داخلية وخارجية التي سهلت لها تحقيق الاهداف التكتيكية والاستراتيجية لها, مثل احتلال فلسطين في العام 1948 وعدوان 1956 واحتلال الجولان وغزة وسيناء والضفة الغربية في نكسة حزيران من العام 1967. هناك عنصر مهم يدفع اسرائيل على اتخاذ القرارات الحاسمة والسريعة هو كونها دولة متقوقعة على نفسها وخائفة على مصيرها الوجودي, كما لا تستطيع العيش والبقاء على قيد الحياة الا في اجواء العسكرة والحرب نتيجة عدة عوامل تأريخية وجغرافية واخلاقية وروحية تعود في اسسها حول كيفية قيامها كدولة مشبوهة على أرض عربية يستمد وجودها من بعد ايديولوجي قائم على التوراة. ان الطبيعة الايدولوجية للسلطة الاسرائيلية تجعل من هذه الدولة في حالة طوارئ دولي وحالة عداء للآخرين. بإيجاز, ان الطبيعة السياسية للدولة العبرية تتحدد بوضعها الداخلي القائم على فكرة علوية غيبية تنحو نحو العدوانية السياسية والنزعة الانعزالية التي خلقت لديها سلوك عدواني مع الجواروالعالم. كما يماثلها على الجانب الآخرويكمل مشوارها في العمق, الولايات المتحدة الامريكية لما بينهم من تقارب في جوهرنظامهم السياسي. فالولايات المتحدة الامريكية مثل اسرائيل لها منشأ غريب, وثقافتها وثقلها الوجودي يستند على اعتقاد غيبي مستمد من الانجيل وقيم منبثقة من اللاهوتية الكالفينية التي تعتقد ان الجمهورية الامريكية تشكل جزء من المشيئة الآلهية لي تجلب النور إلى العالم الارضي المنحط. فالاعتقاد السائد لديهم ان الجمهورية الامريكية هي أمة الخلاص للعالم وعلى هذا الاساس تتحدد سياستها الخارجية منذ الاستقلال الامريكي عن بريطانيا في العام 1776 والتي ارست القواعد التاريخية لسياستها الخارجية القائمة على النزعة التوسعية من خلال توسيع اهدافها. هنا تتوافق النزعتان العدوانيتان, اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية في التوسع والعدوانية والمبدأ المعتمد على القتال الدائم. لكن كلا الدولتين لهما عقدة نقص في تكوينهم الوجودي ونشأتهم المصحوبة بعدم الأمان, لهذا ينزعوا في سياساتهم إلى التطرف والعدوان والاستفادة إلى ابعد الحدود من المكاسب التي حصلوا عليها. فالولايات المتحدة مع اسرائيل يذهبان في خطابهما السياسي إلى ابعد من قواعد العمل السياسي الدولي في المنطقة من دون أي مراعاة لمصالح الآخرين وتصوراتهم كروسيا والصين واوروبا, بل يذهبا إلى ابعد من ذلك, انهم يريدون ويطالبون التقريرالكامل لقواعد العمل السياسي وفق ما يرونه مناسبا لمصالحهم. ان الاهداف الاسرائيلية من هذه المعركة, هو توجيه ضربة قاصمة لكل مسعى إنساني خير في العالم يجرؤ على مساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر. ففي هذا السلوك تريد ان تؤكد أنها لا تعبأ للرأي العام الإنساني وتزرع الخوف في قلوب من يسعى مرة أخرى لمساعدة هذا الشعب من تقديم المساعدة له. في كل عدوان عسكري تقوم به اسرائيل على لبنان او سوريا او فلسطين نعود إلى السؤال المكرر: أين العرب؟ ونصل إلى الاستنتاج ذاته أن هناك اختلال واضح في ميزان القوى في المنطقة العربية واسرائيل, وينكشف النظام العربي عارياً وغياب شبه كامل للنخب السياسية المعارضة والسلطات. يجب علينا ان ندرك ان الموقف من هذا العدوان يحتاج إلى تنسيق سياسي ووجودي بين القوى السياسية المختلفة, بحيث ان نجعل من هذا التنسيق فاعل موجه ومصلحة حياتية ووجودية وإنسانية لمواجهة اي عدوان من أي طرف جاء. ان غياب الفاعل السياسي من الواقع بين القوى السياسية العربية هو الذي يسهل لاسرائيل او غيرها ان تفعل ما تقوم به ويقوي شوكتها ويفسح المجال لاستمرارعدوانها. كما يجب التنبيه ان السلطات العربية لها مصلحة في كم افواه الناس في بلادنا حتى يسكت الشارع لما لهذه السلطات من مصلحة حقيقة في هذا الجانب لانها, اي السلطات, لم تأت عبر صناديق الاقتراح او الاختيار الحر, انما جاءت من دعم امريكا واسرائيل لها. ان شعب غزة يعاني من حصار طويل في الوقت الذي يدفع فيه الشعب الفلسطيني ثمناً باهضاً في الاستمرارفي كفاحه ومقاومته المخططات الاستعمارية الاسرائيلية والامريكية في ظل صمت شعبي عربي كامل, وتلاعب الدول العربية والاسلامية بالقضية الفلسطينية والانسحاب الكامل للنظام الرسمي العربي من ساحة المواجهة ودخول هذا النظام والحركة الوطنية الفلسطينية في أزمة حقيقية خانقة. نأمل من المجتمع المدني العالمي الذي تشكل حديثاً أن ياخذ زمام المبادرة, أن يكون فاعلاً في وقف العسكرة الاسرائيلية وحليفها الوجودي الولايات المتحدة, وأن تشارك كل القطاعات المدنية العالمية في مكافحة هذه السياسات الجائرة وان تمتد وتتضافر النضالات السلمية من أجل تحسين الشروط الاجتماعية والإنسانية للإنسان في غزة من أجل ان يخرج من اجواء الحصار الخانق ليعود إلى ظل العالم مثله مثل غيره.



#ديالا_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع الاقليمي والعربي لتركيا وايران
- الصين والهند وايران والاستقطاب الدولي
- الهامشيون والتغييرالقادم_ وجهة نظر


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديالا بشارة - المجزرة الاسرائيلية الجديدة على قطاع غزة