أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - سطوة العسكر وفقر الفكر














المزيد.....

سطوة العسكر وفقر الفكر


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 19:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
قوة العسكر وفقر الفكر
تثبت الأيام يوما بعد يوم أن النظرية الصهيونية التي يتعامل بها قادة اسرائيل مع الآخرين، والقائمة على عقدة الخوف، والتي تتمثل باستعمال القوة المفرطة لاثارة الرعب في الآخرين، دون حساب النتائج قد تلحق الضرر بصاحبها أكثر مما تلحقها بأعدائه، فاسرائيل لم تتعلم من حربها التدميرية على لبنان في تموز 2006 فكررتها في حربها على قطاع غزة في آواخر عام 2008، ومع أنها استعملت قوة مفرطة بما فيها اسلحة محرم استعمالها دوليا، كالقنابل العنقودية والنابالم والفسفور الأصفر، واستهدفت المدنيين والبنى التحتية من جسور ومحطات كهرباء ومدارس ومحطات تلفزة وبيوتا وأحياء سكنية...الخ، الا ان أهدافها من هاتين الحربين لم تتحقق مثلما هي في حروبها السابقة، بل على العكس فان حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة ازدادا قوة ونفوذا، وجاء التقرير الدولي المعروف بـ(تقرير جولدستون) ليدين اسرائيل بارهاب الدولة وارتكاب مجازر بحق الانسانية، وهاي هي ترتكب حماقة جديدة باستهداف قافلة السفن الدولية التي جاءت لاغاثة قطاع غزة، فاعترضتها اسرائيل في المياه الدولية بقوة بحرية هائلة مدعومة بسلاح الجو، مع أن القافلة تحمل ناشطين دوليين مدنيين، ومواد اغاثة مدنية لقطاع غزة المحاصر، فكان ما كان من وقوع ضحايا ألهبت الرأي العام العالمي ضد اسرائيل، التي لم تنقذها الدعاية المضللة بأن الناشطين كانت بحوزتهم أسلحة استعملوها ضد قوات الكوماندوز الاسرائيلية التي استولت على سفنهم، فكانت النتائج أن وقفت اسرائيل عارية أمام الرأي العام العالمي، لا يعادل عريها الا عري الأنظمة العربية التي لم تجد ما ترد به أمام شعوبها الغاضبة الا اجتماعا لوزراء الخارجية دعا الى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، وقد كانت الحكومة المصرية على قدر من الذكاء عندما فتحت مصر معبر رفح لامتصاص غضب شعبها، ونأمل أن تستمر في هذا الذكاء بأن تبقي المعبر مفتوحا بشكل دائم، وكان الأجدر بالحكومات العربية بأن تأخذ القرار الفوري بكسر الحصار على قطاع غزة من خلال تسيير قوافل الاغاثة برا وبحرا، خصوصا وأن الرأي العام العالمي حكومات وشعوبا يدعمها، حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خرج عن صمته من هول ما جرى ودعا الى انهاء الحصار، غير أن الموقف الفاضح والمحرج للأنظمة العربية هو الموقف الرسمي للبيت الأبيض، الذي رفض الادانة الصريحة لحماقة الفعل الاسرائيلي، وبما أن امريكا هي الراعي للمحادثات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل،هذه المحادثات التي تجري بغطاء عربي، فقد وضعت الادارة الأمريكية حلفاءها العرب في وضع محرج أمام شعوبهم، فقد كانت أمريكا ملكية اكثر من الملك كما يقولون في تبريرها لموقفها الرافض لادانة اسرائيل بشكل صريح، وموقفها هذا يحمل في طياته رسالة مسبقة بأن الفيتو الأمريكي جاهز في مجلس الأمن ليمنع استصدار قرار يدين اسرائيل، كما أنه رسالة واضحى أيضا بأن أمريكا لن تضغط على الحكومة اليمينية في اسرائيل كي ترضخ لمتطلبات السلام حتىحسب رؤية الادارة الأمريكية المنحازة دوما لاسرائيل، ومن اللافت للانتباه هو ردة الفعل التركية الغاضبة جدا على اسرائيل، خصوصا وأن غالبية الضحايا في قافلة الاغاثة هم أتراك، لم تشفع لهم علاقات الصداقة والتعاون بما فيه التعاون العسكري المبرمة بين تركيا واسرائيل، فكانت ردة الفعل التركية على المستويين الرسمي والشعبي أكثر مما هي عليه ردة الفعل العربية، ويبدو أن اسرائيل التي تحتفظ بكافة خياراتها العسكرية والاقتصادية والاعلامية وغيرها ما كانت لتقدم على حماقاتها هذه لولا علمها المسبق بأن النظام العربي الرسمي قد أسقط الخيار العسكري بعد حرب اوكتوبر 1973،كما اسقط الخيار الاقتصادي ايضا بعد هذه الحرب التي استعمل فيها العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز سلاح البترول للضغط على اسرائيل والدول الداعمة لها من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967.
ويبدو أن الجميع اسرائيل والأنظمة العربية وأمريكا غير مدركين للتحولات في الشارع العربي، وأن أعمال اسرائيل وسياساتها التوسعية واستمرارها في تهويد الأراضي المحتلة، بل في استمرار هذا الاحتلال هي المسؤولة عن اضعاف معسكر الاعتدال العربي، وهي مسؤولة ايضا عن ظهور حركات التطرف في العالمين العربي والاسلامي، وأن الشعوب العربية لن تسكت الى الأبد، وعدم ادراك ذلك يعني فقر في الفكر وعدم قدرة على استخلاص النتائج، وبالتالي فان النتائج ستكون وخيمة على جميع شعوب ودول المنطقة.
4-6-2010



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة وأربعون عاما والجريمة تتصاعد
- شكوى العبيد الى العبيد
- نتيجة حتمية للسكوت على اسرائيل
- مهرج فوق أسوار القدس والنهايات المقحمة
- رواية: عودة الموريسكي من تنهداته في ندوة اليوم السابع
- منع النقاب بين الحرية والفوقية
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين الشتات
- فلسطين والأردن توأمان سياميان
- نكبتنا واستقلالهم
- (في بلاد الرجال) في ندوة مقدسية
- رواية(في بلاد الرجال)
- مفاوضات مصيرها الفشل
- مرمورة وأحكام قراقوش في ندوة اليوم السابع
- يحدث في المسجد الأقصى
- النقد الذاتي في الأول من أيار
- المسكوبية رواية الألم والعذاب في ندوة اليوم السابع
- مرمورة وأحكام قراقوش قصة أطفال تثير تساؤلات
- امرأة من هذا العصرفي ندوة اليوم السابع
- رواية(ياقوت النهر)لمحمد ابو ربيع في ندوة اليوم السابع
- امرأة من هذا العصر رواية الحب الأنثوية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - سطوة العسكر وفقر الفكر