أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الحرب الإعلامية و صناعة الرأي العام الدولي















المزيد.....

الحرب الإعلامية و صناعة الرأي العام الدولي


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبرهن الإحداث الجارية على الأراضي الفلسطينية؛ منذ الهجوم الهمجي على قطاع غزة؛ و مرورا بعملية القرصنة البحرية؛ التي أقدم عليها جيش الاحتلال؛ في حق مدنيين عزل من مختلف الجنسيات. تبرهن جميع هذه الأحداث بالملموس؛ أن القضية الفلسطينية؛ أصبحت يوما بعد الآخر تأخذ طابعا دوليا؛ يتجاوز محيطها العربي.
فقد مارس الكيان الصهيوني؛ طوال عقود من الاحتلال؛ حصارا إعلاميا؛ منع القضية الفلسطينية من تجاوز حدودها العربية؛ و قد نجح في ذلك بدعم من اللوبي الإعلامي الصهيوني؛ في الولايات المتحدة و أوربا؛ و الذي تحكم لعقود؛ في صناعة المعلومة و تسويقها؛ من منظوره الإيديولوجي الخاص .
و قد تحكمت في هذه الصورة النموذجية؛ الأسطورة التي نسجها الكيان الصهيوني؛ و التي تقول بأن فلسطين أرض بلا شعب؛ و لذلك فهي حق طبيعي لشعب بلا أرض. و على هذا الأساس قام الكيان الصهيوني بجرائم بشعة؛ في حق الفلسطينيين؛ بهدف إخلاء الأرض من أهلها؛ حتى ينطبق الواقع مع الأسطورة.
لكن و برغم هذا الحصار الإعلامي المفروض؛ و الذي يقوم بوظيفة تزوير الوقائع؛ بهدف تزوير الحقيقة التاريخية . رغم كل هذا الحصار كانت الحصيلة الصهيونية دون مستوى التطلعات الأسطورية؛ التي رسمت حدود إسرائيل ما بين الفرات و النيل. بل على العكس من ذلك؛ يبدو بشكل واضح الآن؛ أن إسرائيل بدأت تفقد تلك المشروعية المزورة؛ التي قامت عليها منذ تأسيسها.
فقد برهنت أحداث غزة ؛ و الآن يبرهن الهجوم الإرهابي على سفن الحرية في المياه الدولية؛ كل هذا يبرهن على الطابع الهمجي الذي يؤسس المشروعية المزورة للكيان الصهيوني . و قد زاد من تعميق طابع اللاشرعية هذا؛ الانفتاح الإعلامي الغير مسبوق؛ الذي يعيش عليه العالم . فسواء مع أحداث غزة أو مع قافلة الحرية؛ نقلت الشاشات عبر العالم؛ صورة مغايرة لتلك الصورة النمطية؛ التي صنعها اللوبي الإعلامي الصهيوني؛ و سوقها أمريكيا و أوربيا؛ باعتبارها الحقيقة الوحيدة .
و قد كان للإعلام العربي دورا كبيرا؛ في فضح صور البشاعة هاته؛ و نشرها في الداخل و الخارج ؛ و هذا ما شوش بشكل كبير عل الرسالة الإعلامية؛ التي صنعها اللوبي الإعلامي الصهيوني؛ و جعلها عديمة الجدوى؛ باعتبارها رسالة إعلامية مزورة؛ تشكل الوقائع على مقاسها بشكل مفضوح .
كيف يمكن لأي مشاهد عاقل الآن؛ أن يستوعب صورة مفبركة تقنيا؛ تنقل إليه رسالة إعلامية مغلوطة؛ تقول بأن المدنيين من هيئات الإغاثة؛ هم الذين هاجموا الجيش الإسرائيلي بالسلاح الأبيض في عرض البحر ( و من السلاح الأبيض ما أسقط طائرات حربية !!!)؛ و ما فعله أفراد هذا الجيش؛ لا يتجاوز رد الفعل على الهجوم (الإرهابي)؛ على الطائرات و الزوارق الحربية بالسلاح الأبيض !
و قد اجتهد تقنيو الإعلام؛ و بذلوا جهدا خارقا في نسج صورة مفبركة؛ تؤكد هذه الرسالة الإعلامية المزورة؛ حيث تحول المدنيون العزل الهاربون؛ على ظهر السفينة من طلقات النيران العشوائية؛ تحول هروب هؤلاء –تقنيا- إلى هجوم؛ و بالتالي تحول المدنيون العزل إلى أفراد عصابة تهاجم أفراد الجيش الإسرائيلي . لأن في كلا الحالتين (الهروب – الهجوم ) حركة؛ و استثمار هذه الحركة تقنيا حولها من طلب النجدة إلى الهجوم.
و نفس هذه الرسالة الإعلامية؛ هي التي حضرت في غزة؛ حيث صورت الكاميرات الإسرائيلية أطفالا و نساء و شيوخا؛ يرمون جنودا بالحجارة؛ دفاعا عن كرامتهم المهضومة – على الأقل- صورتهم كمهاجمين للجيش؛ و كإرهابيين يسعون إلى تفجير دبابات عسكرية !!!
و سواء بخصوص الرسالة الإعلامية الأولى أو الثانية؛ فإن الهدف واحد؛ هو صياغة صورة مزورة؛ و تسويقها لدى الرأي العام الدولي؛ صورة تقوم على رسم إسرائيل كضحية مستهدفة من طرف ( الإرهاب الإسلامي) أما الجيش الإسرائيلي؛ فإن دوره لا يختلف عن دور جميع جيوش العالم في مقاومة الإرهاب !ّ!!
و قد نجحت إسرائيل طوال عقود من الزمن في تشكيل هذه الصورة؛ لدى الرأي العام الدولي؛ و خصوصا في أمريكا و أوربا؛ حتى أصبحت ذلك الطفل المدلل الذي يتلقى الرعاية الحكومية أمريكيا و أوربيا؛ و بدعم شعبي لا محدود.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن بإلحاح هو: هل ما زالت الظروف مواتية لتقبل هذه الصورة النمطية؛ القائمة على تزوير الحقائق على أرض الواقع بهدف تزوير التاريخ ؟
إن اليقظة التي يعيش عليها الرأي العام الدولي الآن؛ نتيجة توسع الحرية الإعلامية؛ و نتيجة الانتشار الواسع لوسائل الإعلام بجميع أشكالها. هذه اليقظة ستدق المسمار الأخير في نعش الكيان الصهيوني؛ الذي يعيش الآن مرحلة مغايرة لتلك التي نظر لها خبراؤه الإعلاميون. فقد أصبح من البلاهة الآن اعتماد وسائل قديمة في تزوير الحقائق على أرض الواقع؛ خصوصا في ظل الثورة الإعلامية التي يعرفها العالم.
لقد انتهى ذلك الزمن الإسرائيلي الجميل؛ حيث كان اللوبي الإعلامي الصهيوني هو الذي يحتكر صناعة الرسالة الإعلامية صورة و صوتا؛ و هو الذي يحتكر تسويقها عبر العالم , أما الآن و في ظل هذه الثورة الإعلامية؛ فقد أصبح جميع الناس مصورون؛ باعتماد أجهزة بسيطة لكنها عالية التقنية؛ يمكنها أن تحطم مؤسسة إعلامية بكاملها.
و لذلك فقد أصبح من الممكن جدا دحض الرسالة الإعلامية الصهيونية؛ بمجهود فردي بسيط؛ عبر المواقع الإلكترونية الواسعة الانتشار عبر العالم ( الفايس بوك – تويتر... )؛ و بالتالي أصبح من الممكن مواجهة التزوير الممارس؛ من طرف المؤسسات الإعلامية الصهيونية.
و قد زاد من تعميق اللاشرعية التي أصبحت تعيش على إيقاعها إسرائيل؛ الانتشار الواسع لوسائل الإعلام العربية؛ التي أصبحت مصدرا رئيسا و موثوقا به عبر العالم؛ فيما يخص شؤون الشرق الأوسط ؛ و هذا ما رسخ نموذجا جديدا و مغايرا في نقل الصورة و معالجتها؛ و تفسيرها كذلك عبر التقارير الإخبارية؛ التي تنقل الواقع مباشرة من أرض المعارك . و نحن هنا نتذكر ذلك النقل الحي؛ لعملية القرصنة البحرية التي قام بها الجنود الإسرائيليون؛ على ظهر سفينة الحرية؛ حيث بذلت القنوات العربية مجهودا جبارا؛ في نقل صورة مغايرة للرواية الإسرائيلية؛ الأمر الذي أحرج صناع القرار السياسي الإسرائيلي؛ الذين يسوقون لرسالة إعلامية مزورة .
نتيجة لتظافر مجموع هذه العوامل؛ فقد أصبح الآن من الممكن تشكيل رأي عام جديد؛ سواء في المحيط العربي و الإسلامي؛ أو في مختلف الامتدادات القارية من أوربا إلى أمريكا و آسيا ... و إذا كان الكيان الصهيوني؛ منذ تأسيسه قد استثمر ملايير الدولارات في صناعة رأي عام دولي على مقاسه؛ فإن الحرب التي يجب علينا أن نستعد لخوضها منذ الآن؛ ترتبط بمحاولة نقل رسائل إعلامية مغايرة؛ للرأي العام الدولي؛ رسائل إعلامية نزيهة؛ تنقل ما يجري على أرض الواقع بشفافية مطلقة. و هذا ما سيساعدنا على المدى المتوسط و البعيد؛ من صناعة رأي عام دولي مساند لقضايانا العادلة. و لعل بوادر هذا المشهد الجديد بدأت تعلن عن نفسها؛ منذ أحداث لبنان؛ مرورا بأحداث غزة؛ لكنها الآن مع قافلة الحرية أكثر جلاء.
فقد خرج الناس متظاهرين ضد الإرهاب الصهيوني؛ في أمريكا و بريطانيا و فرنسا... و هذه معاقل صهيونية خالصة؛ كانت الرواية الإسرائيلية إلى عهد قريب هي التي توجه الرأي العام فيها. و هذه المظاهرات التي تعم العالم بجميع قاراته مؤشر حقيقي على التحول الذي يعرفه العالم.
فقد بدأ يدرك الجميع – متأخرين طبعا – أن إسرائيل ليست ذلك الحمل الوديع و ليست ذلك الطفل الأمريكي-الأوربي المدلل؛ الذي صوره اللوبي الإعلامي الصهيوني؛ انها ليست ضحية مآمرات تحاك ضدها من طرف (الإرهاب الإسلامي) .
لقد بدأ الرأي العام الدولي يدرك أن إسرائيل كيان ديني و قومي منغلق؛ و ليست دولة ديمقراطية؛ كما روج اللوبي الإعلامي الصهيوني لعقود. لقد بدأ هذا الرأي العام يدرك أن الصهاينة قتلة الأطفال و الشيوخ و النساء؛ لقد رفرفت صورة الشهيد الطفل (محمد الذرة) عاليا؛ لتفضح بالصورة و الصوت الهمجية الصهيونية؛ و هذا الطفل ليس سوى أيقونة إعلامية؛ رسخت لدى الرأي العام الدولي؛ الصورة الحقيقية للكيان الصهيوني الإجرامي. كما نقلت الكاميرات عبر العالم بالصوت و الصورة مشهد الهجوم الهمجي؛ على مقرات الأمم المتحدة و على هيئات الإغاثة؛ في المياه الدولية.
إن الصراع الذي يجب أن نخوضه الآن ضد العدو الصهيوني؛ هو صراع حول كسب أكبر نسبة من الرأي العام الدولي؛ لأن الكيان الصهيوني منذ تأسيسه و إلى الآن يخوض مثل هذه المعارك بلا ملل ؛ و قد أسس مشروعيته المزورة من خلال كسب الرأي العام الأوربي و الأمريكي إلى جانبه؛ الأمر الذي يوفر له جميع أشكال الدعم؛ سياسيا و اقتصاديا و عسكريا و تقنيا ...
و قد لعب الإعلام دورا خطيرا خلال جميع المعارك؛ التي خاضها ضدنا العدو الصهيوني؛ فقد استطاع اللوبي لإعلامي الصهيوني؛ أن يسوق لإسرائيل باعتبارها النموذج الديمقراطي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط؛ لذلك فقد رسخ لدى صناع القرار السياسي و العسكري؛ فكرة دعم الديمقراطية الإسرائيلية !!! كخيار وحيد لا بديل عنه .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان الصهيوني يعلن حربا إرهابية على العالم
- المفكر محمد عابد الجابري : الكتلة التاريخية كمدخل رئيسي لتحق ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- محمد عابد الجابري .. مات الانسان و ركب المناضل و المربي و ال ...
- استدراك - تقرير أطروحة الدكتوراه- التأسيس للرواية المغربية: ...
- تقرير أطروحة الدكتوراه- التأسيس للرواية المغربية: من البنيات ...
- بعد نجاح شعار التغيير الأوبامي داخليا - هل من أمل في التغيير ...
- نتنياهو .. و رهان تغيير أوباما
- الحركة الصهيونية: مشروع استعماري غربي بغطاء يهودي
- الكيان الصهيوني: منظمات إرهابية تشكل دولة !!!
- الموساد: منظمة إرهابية بغطاء دولي !!
- التنين الصيني - هل هي بداية تحطم أسطورة نهاية التاريخ ؟
- التحقيق مع طوني بلير: هل هي بداية ملاحقة مجرمي الحرب؟
- السياسة الخارجية الأمريكية وقود تنظيم القاعدة
- باراك أوباما و حصيلة السنة الأولى- ماذا بقي من شعار التغيير؟
- اليمن : البوابة الجديدة للسيطرة على الشرق الأوسط
- خطة أوباما الأمنية الجديدةهل هي بداية انتصار المقاربة الجمهو ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الحرب الإعلامية و صناعة الرأي العام الدولي