أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - إرهاب الحانات والنوادي الليلية














المزيد.....

إرهاب الحانات والنوادي الليلية


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


--------------------------------------------------------------------------------

توجد في بعض قوانيننا أخطاء يدركها بعضنا ويدرك سلبياتها الرهيبة المؤثرة على شريحة كبيرة
وواسعة من المواطنين لأنهم ضحايا تلك القوانين نفسها . يعانون منها في صمت وهي المسكوت
عنها بصفتها طابوها لا يصح حتى مناقشته .
قوانين تمنع بيع الخمور والمشروبات الروحية ( للمسلمين ) وتبيحه لغيرهم. غير أن ما يحدث هو
العكس تماما . لأن هذه الممنوعات أو المحرمات تباع بالدرجة الأولى والقصوى للمسلمين بالذات
أو لمن يحسبون أنفسهم مسلمين . كما أن الإقتصاد الناتج عن هذه التجارة ( اللعبة ) يذر أرباحا
طائلة على المستفيذين سواءا كانوا مسلمين أو أجانبا . ناهيكم عن ألوف من الأسر والعائلات
تعيش وتقتات من هذه التجارة المحرمة دينيا . والتي لا نعترف بها إلا ضريبيا كما لا نريد ولا
نقدر على تثبيتها قانونيا لأننا خائفون ونفهم لما نحن كذلك . فتظل هذه القوانين ومعها رؤوسنا
بين المطرقة والسندان . لا نتجرأ على إقناع الرأي العام الإجتماعي بجدارتها أو بعدم جدارتها.
وكمسؤولين عن قيمة الموضوع والحسم في دوامته نقف فاشلين لأننا لا نستطيع حسم هذا الأمر الخطير فنفضل أن يظل مسكوتا عنه نغض الطرف فيه عن الفاعل والمفعول لأنه ليس
لنا الشجاعة الكافية لتغيير ما نراه ضروريا أو ما نراه مطلوبا على الأقل لهذه الشريحة العريضة
من الناس التي تعيش في ظل قساوة وضعها المرتبك والغير الطبيعي .
على القانون أن يكون واضحا وشفافا ككل القوانين الأخرى التي تحكم الميدان الإجتماعي المختلف والتي هي نفسها مهزوزة ولا تستقيم بشكل مقبول وموضوعي .
كان علينا أن نحدد شؤون المجتمع بكل مسؤولية وبدون خلفيات ميتافيزيقية . إما المنع الواضح
والشفاف أو إطلاق العنان للحرية الإجتماعية كي تأخذ مجراها كما هي عند سائر الأمم
التي تحترم وتقدس مكوناتها الإنسانية .
لقد أصبح مواطنو هذه الشريحة شبه مرضى بسبب قوانيننا المجحفة في هذا الصدد . لأننا
نبيعهم المشروبات الروحية ونحكم عليهم بما هو سلبي رغم أنهم إشتروها بشكل قانوني
وبثمن باهض بالمقارنة مع أثمنة المواد الضرورية لعيشهم . هكذا نقودهم نحو دمارهم ودمار
مستقبل عوائلهم . ونجردهم من ثوابتهم الإنسانية والإجتماعية . وبالتالي نتجاهل مأساتهم
التي نحن السبب الأساسي في خلقها بقوانيننا البائسة . والغير المنطقية . هذا قمة النفاق
والعبثية .
بسبب هذه الدوخة السياسية والإجتماعية والإنسانية نؤسس القوة للمستفيدين والمحظوظين
ثم الضعف المدمر لجزء من المجتمع كشريحة حاضرة بقوة في الميدان الإقتصادي يتآكل
أفرادها يوما عن يوم وببط ء كحصيلة مسكوت عنها مما هو عام . فتنبث أمراض وإكراهات
بإفرازات متشعبة تتوالد عنها تراجيديات غير محددة المعالم والعواقب .
لا يمكن لنا تجاهل هذا الأمر الواقع وهو فعلا أمر واقع يجب الحسم فيه بمعالجته بطريقة
إيجابية فيتسنى للمواطن أن يتجرد من الإحساس بالإثم والذنب روحيا وميدانيا ولكي لا تنعكس عليه سلبية القوانين المجحفة في حقه في هذا الخصوص وبالطريقة التي هي
عليه الآن .
أما إذا أردنا حضر هذه ( الآفة ) كما يحلو للبعض أن يراها فإننا لن نستطيع إيقاف مدها الإجتماعي لأن ذلك هو المستحيل عينه . لأن المسألة غير قابلة للتطبيق . ففي ظل هذه
الملابسات وداخل هذه الأماكين التي قد نحكم عليها كبؤر مشبوهة ينتشر إرهاب لا يفهمه
إلا من يعانيه . إرهاب أفظع وأكبر مما هو عندنا بمرافق أخرى إجتماعية وإدارية وثقافية
وحتى أساسية . إرهاب الحانات والنوادي الليلية هو الإرهاب المسكوت عنه نعيشه ولا أحد
يقاومه لأنه الطابو الأكثر دمارا من الطابوهات الأخرى التي ترسم تاريخ تخلفنا وانحلالنا
وعفونة عقلياتنا .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفحات
- هزار وقمر
- الجنرال عطوان في تطوان
- صحافة - المعيور - بجريدة المساء المغربية
- طفولة
- النسيان المبتدل
- مجرد رأي في جريدة المساء المغربية
- لاشعور الكينونة
- اللعبة
- الهدوء المحتضر
- المجدلية - مهداة إلى المبدعة فاطمة سالم
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 27-
- العقل الباطن والدعم الفني
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا - 26 -
- الجزء الثالث من سيرة البسيط والهيئة العليا-25-
- المستا ء
- مجرد رأي لجريدة المساء المغربية
- منطق العبث
- في كنف الزمن
- أرجوحة الوجود العام


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - إرهاب الحانات والنوادي الليلية