أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - محاولة نظرية لفهم تاريخية القتال البعثي الشيوعي وذلك الذي قد يليه














المزيد.....

محاولة نظرية لفهم تاريخية القتال البعثي الشيوعي وذلك الذي قد يليه


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن الفكر الأيديولوجي هو فكر مستقبل, نعم, لكنه على خصومة مع الحاضر أو على طلاق معه, لماذا..؟ , لأنه يعتقد إن الحاضر باطل, أما المستقبل فهو الذي يجب أن يكون حاضرا, وقد يبدو هذا الخطاب ذا مشروعية, أو على الأقل يمكن تلمس مقدار القوة فيه من مشروعية تصور الحزب (الثوري) في - المجتمعات العالمــثالثيــة- للحاضر, كونه وليدا شرعيا أما لقوى الاحتلال أو الاستعمار, أو لتخلف العلاقات الإنتاجية والاجتماعية بما يخلق الحاجة إلى مشاريع التبديل وليس التعديل, ويجعل المستقبل بديلا للحاضر وليس نسخة معدلة منه.
هنا نعثر على تفارق حقيقي بين فكر البعث والفكر الماركسي رغم إنهما يتقاسمان الفكر الأيديولوجي نفسه من حيث المسلمات المقررة كحتميات وما يؤدي إليه من صراع قاتل, فالشيوعيون رغم المقدس المستقبلي يؤمنون بأن التاريخ حركة متطورة, وتمكنهم نظريتهم الاجتماعية من التأكيد على أن أيديولوجيتهم ليست مجردة من واقع حسي موضوعي, بل إنها تعتمد عليه بشكل كلي لتحديد رؤية اتجاه حركة التاريخ وضبط اتجاهاته.
والمستقبل لدى الماركسيين له علاقة بالماضي لكونه صفحة من صفحات تاريخية تكتب باتجاهات متطورة ولكن محددة ومعروفة سلفا. إن وصولهم إلى المستقبل (الشيوعي) يعتمد على وجود حاضر (برجوازي) بطبقات اجتماعية متأسسة عليه وقادرة على أن تكون أساس التحول من مرحلة اقتصادية- اجتماعية بعينها إلى ما يليها كمنتج عنها. هكذا فإن التطور لا يأتي كهدف معلق ومنقطع عن الواقع الموضوعي وإنما هو يشترط كليا وجود هذا الواقع لغرض بدء تلك العملية.
إن الفكر الماركسي لا تصح كثيرا مقارنته بالنظرية البعثية إلا من خلال كون النظريتين تؤمنان بالحتمية التاريخية, أي أن التاريخ سائر لا محالة نحوهما, غير إن اعتماد الفكر الماركسي على نظرية اجتماعية دقيقة وعلمية قائمة على علاقات وقوى إنتاج متحركة سيؤسس لعلاقة مختلفة كليا عن تلك العلاقة التي يؤسسها البعث. إن الأخير لم ينهج نهج الماركسيين إذ لم يعطي أهمية كافية للفكر الاجتماعي (علاقات الإنتاج) ولقوى التحول الاشتراكي (الطبقات الكادحة) وللفئات التي تتصدر قيادة التحول (البروليتاريا), وظلت أفكاره الاجتماعية معلقة ومعومة بنظرية افتراضية إخلاقوسياسية تتعامل مع الحاضر كحالة مرفوضة لا يصح التعامل معها إلا بانقلابية جذرية ومدانة وليس كما في الماركسية التي تنظر إليه كحلقة من حلقات التطور المرسوم بقدرية تاريخية قد تصل إلى حد الرتابة الميكانيكية القدرية.
بهذا ليس من الصعوبة وضع اليد على الفروق الأساسية بين الحزبين أو العقيدتين, ففي حين يركز الشيوعي على منظومة اقتصادية بعلاقات وقوى محددة فإن البعث يركز على منظومة قيميه روحية تجد نفسها من خلال نظرية هي أقرب للفلسفة منها إلى الأفكار العلمية.
إن سر قوة الماركسية هو اعتمادها على نظرية علمية تضع الحاضر في خانة الحلقات التاريخية المهمة, لكن سر ضعفها إنها قررت الاستيلاء على التاريخ من خلال تقريرها أن ذلك التاريخ سائر نحوها لا محالة انطلاقا من تحليل مادي يعتمد في بعض جوانبه على انتقالات حتمية للمجتمعات من مرحلة إلى أخرى على ضوء متغيرات مرحلية محددة ومعرفة بطبيعة النشاط الاقتصادي وتداعياته الاجتماعية, فهناك المشاع أولا ومن ثم الرق تلاه الإقطاع فالبرجوازية التي تقود إلى الاشتراكية والتي تقود بدورها إلى الشيوعية, وهكذا يتم استدعاء المستقبل لكي يحجر على الحاضر دون أن يترك له فرصه لكي يتنفس بفضاء غير ذلك الذي يحدده المستقبل المرسوم بحرفية وآلية دقيقة.
على الجهة الأخرى كان البعثيون قد قرروا أيضا وضع اليد على حركة التاريخ وقرروا إنه سائر نحوهم لا محالة, ليس بقوة التراتبية الاجتماعية التي شرعتها الماركسية وإنما بقوة الأمة الواحدة التي شرعتها الرسالة الخالدة. هنا سنعثر على البوابة الحقيقية التي بدأ منها الصدام والصراع والقتال بعد أن تجاوز المختلفون خانة الاختلاف على تحديد نهاية التاريخ إلى الاختلاف على من يملكه.
إن الإختلاف على تحديد نهاية التاريخ سيظل أحد الميادين التي ينشط فيها الفكر الإنساني بفاعلية, فذلك لن يضير إذا ظل الإختلاف في حدوده الفكرية, ولكنه حينما ينتقل إلى ميادين السياسة فإن ذلك الإختلاف سيذهب مباشرة إلى المواجهة والصدام خاصة إذا قرر كل طرف من الأطراف التي تخوض المجابهة إنها دون غيرها من يملك التاريخ ومن يتحكم باتجاهاته.
إن الصراع بين البعثيين والشيوعيين الذي تسيد الساحة مباشرة بعد انهيار الحكم الملكي وأستمر لعقود لكي يغذي ساحة العنف العراقي ويؤثر في الجينات السياسية العراقية كان صراعا بين حتميتين تاريخيتين تتصارعان على ملكية التاريخ وليس على تفسيره فقط.
ومن هذه البوابة كان قد دخل الصراع, وستبقى تلك البوابة مشرعة لإيواء أي قادم جديد أو قديم ما زال يظن إن التاريخ هو ملكه دون غيره, وإنه دون غيره من يحدد إتجاه سيره.
ومهما كانت هوية الطرف السياسي, شيوعيا كان أو بعثيا أو دينوسياسيا, فإنه سوف يلغي الآخر حال بدء المجابهة السياسية, ولسوف تبقى المراهنة على إمكانات أن تلعب الديمقراطية دورا أساسيا في تهدئة اللعبة واردة ولكنها ستبقى محفوفة بالمخاطر إن لم تكن هذه الأطراف مستعدة لتقبل التغييرات التي تقررها الممارسة الديمقراطية على صعيد نظام الحتميات التي تلتزم به وتبدأ بالتخلي عن تقرير حقها بملكية التاريخ لتبقي نهاياته مفتوحة أبدا لكي تتحكم به الفكرة الأفضل حيث التطور سنة الحياة وقدرها.
وبدون أن تبدي كل أطراف الحتميات التاريخية إستعدادا أكيدا للتخلي عن نظام الحتميات فإن إلتزامها بالديمقراطية سوف يبقى إلتزاما هشا ومخادعا ومعرضا للتراجع في أية لحظة تتغير فيها موازين القوى.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الأيديولوجي... نزول إلى الأعلى
- أمريكا.. هل هناك فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين
- بإمكان الوطنية العراقية أن تنتظر قليلا
- العلمانية.. إنقاذ الدين من رجالاته السياسيين
- من الذي يتدخل في شؤون الآخر... العراق أم جيرانه ؟!
- ثقافة اليشماغ... حول رسالة معد فياض إلى مام جلال..
- الديمقراطية وأخطار المثقفين
- الإسلام السياسي أقصر الطرق لتقسيم العراق
- هل تخلى المالكي عن ناخبيه
- الشعب على حق ولو كان على خطأ
- لو ظهر عبدا لكريم قاسم الآن لسانده ( السنة ) وقاتله ( الشيعة ...
- القلم.. قدس الله سره, والكاتب.. حفظه الله ورعاه
- ليس هناك حل للعراق سوى أن تديره شركة أجنبية
- عن تشكيل الحكومة .. أزمة دولة وليست أزمة حكومة
- العراق ... وفرصة الخروج من المأزق الجديد.
- الديمقراطية العراقية... صح ولكن في المكان الخطأ
- التاسع من نيسان ...لا تخافوا, التأريخ لم يعد يُكْتَبْ بنفس ا ...
- من حقنا أن نخطأ ... ولكن ليس كثيرا
- كلام حق عن علاوي
- علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - محاولة نظرية لفهم تاريخية القتال البعثي الشيوعي وذلك الذي قد يليه