أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - عن النقاب والنفاق والسلطة















المزيد.....

عن النقاب والنفاق والسلطة


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 00:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الثلثاء 1 حزيران (يونيو) 2010


وقف عدد من المبدعين والمبدعات ضد الردة الثقافية والفكرية التى اجتاحت بلادنا خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، وقفوا بشجاعة ضد النقاب والختان والاستعمار والفساد، و قضايا الحسبة التى خرجت من قبور الماضى لتضرب حرية الفكر والإبداع الأدبى والعلمى والفنى.


أصحاب وصاحبات الشجاعة أقلية، يساندون علنا من يتعرض لبطش المتاجرين بالدين فى سوق السياسة والوطنية والأخلاق، يحظى بالمساندة أكثر من غيره ممن تدعمه السلطة الحاكمة فى مجال الثقافة والإعلام.




كانت حملة قوية إيجابية تلك التى ساندت طبع كتاب ألف ليلة وليلة، فلماذا لا يحظى بمثل هذه الحملة مبدعون ومبدعات غير مدعمين بالسلطات الحاكمة؟.




كان يوسف إدريس يقول لى: «لا يمكن لك يا نوال أو لأى كاتب مبدع أن يحظى بلقب كاتب كبير، دون أن تكون له كبارى مع السلطة الحاكمة، مؤسسة الأهرام لها سلطة أكبر من الحكومة، نحن نعارض الرؤوس الكبيرة على صفحات الأهرام بمن فيهم الوزراء ورئيس الوزراء مطمئنين إلى حماية السلطة، يقول لنا رئيس التحرير: «اسحبوا السجادة من تحت قدمى المعارضة، أنا يوسف إدريس أكتب مقالات بالأهرام تنقد الحكومة أكثر شجاعة من مقالات المعارضة، لأن لى ظهراً، ومن له ظهر لا يضرب على بطنه».




قرأت فى جريدة «المصرى اليوم» الصادرة ٢٤ مايو ٢٠١٠ مقالا بقلم الأستاذ أحمد المسلمانى، يقول فيه: «وبات على الأهرام التى تربح أكثر من مليار جنيه سنويا أن تواجه شركات أهرامية خاسرة وإنفاقا يتراوح بين الخطأ والسفه وديونا……… كتب أحد أعضاء مجلس إدارة الأهرام… يضع ألف دليل ودليل على صحة ما تنشره الصحف بشأن فساد الرئيس الأسبق للأهرام، وكانت الصحف تنشر مع اتهاماتها نصوصا ووثائق للرقابة الإدارية والجهاز المركزى للمحاسبات.. وقيل وقتها إن ثروة الرجل من الأهرام أكثر من مليار، ووصل أحدهم بالرقم الى أربعة مليارات جنيه، وبعد كل ذلك وغيره كسب المسؤول الأهرامى الكبير كل المعارك فى ساحة القضاء… ثم عاد إلى مبنى الأهرام قبل أيام…….. كيف للعقل أن يفهم وكيف للضمير أن يستريح؟»




تصورت أن هذا المقال وغيره سوف يفعل شيئا، إلا أنه لا شىء حدث، وكم من رؤوس كبيرة كشفتها تحقيقات الفساد دون أن يصاب أحدهم بسوء، لا يعاقب فى بلادنا إلا الضعفاء الفقراء الذين ليس لهم ظهر فى السلطة والثروة الحاكمة.




كيف نخرج من هذا المأزق؟ لم تعد الكتابة أو المعارضة فى الصحف تقود إلى التغيير المنشود، تتمزق فرق المعارضة وتسقط فى أى امتحان بسيط، تتعشى مع الحكومة واليمين والدينيين، وتفطر مع المعارضة واليسار والعلمانيين، تحت اسم التعددية والليبرالية والديمقراطية، تصل المسافة بين الضمير الحى والضمير الميت إلى أربعة مليارات جنيه.




الخروج من المأزق يقتضى تغييراً جذرياً فى مفهوم المعارضة ذاتها، بما فيها مفهوم الأحزاب السياسية «يسار ويمين ووسط»، بهدف تغيير جذرى فى شخصية الشعب المصرى نفسه، تغيير عقلية المتعلمين وغير المتعلمين، تغيير التعليم والثقافة والإعلام، لن يتم ذلك عبر الكتابة فى الصحف، أو الحوارات السطحية فى الفضائيات، أو إعطاء النصائح للآخرين، أو اتهام الآخرين.




على كل واحدة أو واحد منا أن يبدأ بنفسه أو نفسها، من هنا والآن نبدأ وليس غدا أو فى مكان آخر غير مكانى، علينا إصلاح أنفسنا وبيوتنا وأسرنا وجيراننا فى الشارع الذى نعيش فيهالضمير الحى لا يموت فى حياتنا الزوجية الخاصة ثم يصحو فى حياتنا الوطنية العامة، ما أسهل تبنى قضايا حقوق الإنسان العالمية، وما أصعب تبنى قضية الزوج أو الزوجة المسلوبة الحقوق فى البيت، وقد جاءت إلى عيادتى النفسية زوجات يعانين القهر والظلم من أزواجهن، وبعض أزواجهن قيادات عالية الصوت دفاعا عن حقوق الإنسان بل حقوق المرأة أيضا.




هذا التناقض الخطير سمة شائعة بين القيادات السياسية، «حكومة ومعارضة، يسار ويمين»، هى نتاج التربية الأبوية الطبقية فى البيوت والمدارس، يرضع الطفل والطفلة احتقار المرأة والخادم فى نفس واحد، يترسب فى وجدان الأطفال أن اسم الأب هو الشرف واسم الأم عار، تنخر الازدواجية فى عصب الشخصية المصرية من الولادة حتى الموت.




الخروج من المأزق يقتضى الصدق وعدم النفاق أو المراوغة فى الكلام، من الواضح أن وجه الإنسان ليس عورة بل شرف وكرامة تدل على الهوية الإنسانية، إنسان ليس له وجه يعنى لا إنسان، من الواضح أن المرأة إنسان فكيف نفرض عليها إخفاء وجهها بالنقاب؟ تحت اسم الدين أو الأخلاق أو الهوية أو حرية الاختيار؟




أى مجتمع إنسانى يجب أن يمنع إخفاء وجه الإنسان بالقانون، سواء كان الإنسان رجلا أو امرأة، كبيرا أو صغيرا، غنيا أو فقيرا، حاكما أو محكوما، فما هذه الضجة حول منع نقاب المرأة بالقانون داخل أى بلد فى الشرق أو الغرب؟ هؤلاء الذين يقولون إن نقاب المرأة رمز إسلامى مثل مئذنة الجامع يسيئون إلى الإسلام، ويراوغون وينافقون التيارات السياسية الدينية، إن منع النقاب بالقانون واجب على كل دولة فى العالم مثل قانون منع العرى، إخفاء الوجه فى الأماكن العامة جريمة إنسانية واجتماعية، مثل تعرية الأعضاء الجنسية فى الطريق العام، هل يمكن أن تمشى عاريا فى الشارع دون أن يوقفك البوليس؟ التغطية الكاملة للإنسان مثل التعرية الكاملة ضد الإنسانية والمجتمع الصحى السليم.




الخروج من المأزق يقتضى منا الشجاعة والصدق والنقد البناء، ومساندة المبدعين والمبدعات وإن كانوا خارج السلطة، كم عدد الذين تصدوا لمساندة مبدعات ومبدعين ليس لهم ظهر فى السلطة الحاكمة؟ وكم عدد المساندين لنشر كتاب ألف ليلة وليلة؟ أليس الفارق ضخما؟ هل يدل هذا الفارق الضخم على ضخامة النفاق فى بلادنا؟ نحن فى حاجة إلى تجميع أسماء كل المبدعين والمبدعات الذين يتعرضون لقضايا الحسبة وغيرها من أساليب القهر والمنع، من أجل التضامن معهم، وشرح أعمالهم للناس، وتحليلها ونقدها علميا أو أدبيا على نحو بناء، فمن يقوم بهذه المهمة؟



عن جريدة المصري اليوم 1/6/2010



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاربت 60 عاماً ضد الختان وفقدت وظيفتى وسمعتى وعندما صدر القا ...
- أنا أكتب إذن أنا أعيش
- خلايا العقل المظلمة
- الكتابة بين الذكورة والأنوثة وهوية النص .
- الحرب والنساء
- حجاب العقل.. أخطر
- المرأة العربية تعيش من أجل الجنس فقط و المسيار أفضل من الزوا ...
- د.نوال السعداوي: مصر لا تستحقني.. وأنا -قرفانة- من الجنس
- النساء ضحايا الاستغلال الاجتماعي
- المراوغة في فكر النخب المصرية السائدة
- ما يستحيل أن نعرفه ما يستحيل البوح به ،
- حروب ضد العقل يخوضها قتلة .. والضحايا نساء وأطفال
- هل كانت سيمون دوبوفوار متحررة ؟!
- من هن أقوى نساء العالم ؟
- أنا أفكر، إذاً أنا لا أصلح رئيس دولة!
- برنامج الدكتورة نوال السعداوي الانتخابى فى الترشيح لرئاسة ال ...
- الحوار المبتور عن المرأة والدين والسياسة
- الطيران فى الحلم
- إجهاض الثورة
- ورقة لم تقدم في مؤتمر المرآة والإبداع


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - عن النقاب والنفاق والسلطة