أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السماوي - حصار الشعوب














المزيد.....

حصار الشعوب


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حصار الشعوب:

مآسي الشعوب لا تنتهي أبدا!...ومأساة اسطول الحرية الذي تعرض للهجوم الاسرائيلي الوحشي في محاولته احداث ثغرة بسيطة في جدار الحصار على شعب غزة،هو نقطة صغيرة في محيط المآسي البشرية!...ولكن هل هناك نهاية لتلك الآلام والاحزان؟!...الجواب بالتأكيد:كلا!...

ان من اقذر واحط الوسائل السياسية هي حصار الشعوب! وهي وسيلة مفضلة لدى المتخاصمين في نزاعاتهم الهمجية ولا تكلفهم شيئا! وهم يعرفون جيدا ان تلك الوسيلة هي بطيئة التأثير ومهلكة للابرياء ولكنهم مستمرون في الاصرار على استخدامها كلما سنحت الظروف وكأنه لا توجد وسائل اخرى غيرها!...

التاريخ الانساني مليئ بتلك الصور السوداء التي لا توجد ادنى صعوبة في استعراضها بسبب كثرتها وقلة المعترضين عليها!... لا بل ان الاجيال اللاحقة عليها لا تهتم حتى في اعادة الاعتبار للضحايا والثأر من المذنبين من خلال نشر غسيلهم القذر في صفحات التاريخ المكتوب!...ولكن مادام اننا نعيش في هذا الزمن فما علينا سوى تذكر حصار بعض الشعوب المنكوبة سواء بحكامها او بخصومها الذين لا يحترمون قواعد السلوك السوي في ادارة الصراعات،بل انهم يفتقدون لكل صفات الفروسية واخلاقياتها النبيلة! وخاصة في اعفاء الابرياء من آثار الصراع ومآسيه...

قد يكون حصار الشعوب وسيلة متعارف عليها قديما من وسائل الانتقام لدى المتخاصمين بالرغم من ان المبادئ الدينية والاخلاقية والانسانية ترفضها جملة وتفصيلا!...ولكن الاسئلة الكبيرة التي تطرح نفسها دائما وبعلامة أستغراب كبيرة! هو:لماذا يشترك المحايدون او من ليس لهم علاقة بالصراع في ذلك الحصار؟!!ولماذا لا يراجعون انفسهم في مواقفهم المخزية على الاقل اعلاميا كاذبا؟!.. بل لماذا يكونوا اكثر قسوة من الخصوم انفسهم في تطبيق اجراءات الحصار الظالمة بالرغم من قوة الاواصر بينهم وبين المنكوبين؟!...الا يدل ذلك على خرافة وجود امثال تلك الاواصر بل وهزلية القائلين بها؟!...هل ماتت كل المشاعر الانسانية لدى الشعوب المتفرجة وهي ترى شعوبا اخرى محاصرة لاسباب واهية فأصبحت تساق كالخرفان في مصالخ الذبح الدولية؟!...يعني اسئلة لا حصر لها تطرح نفسها وبقوة دون ان تجد من مجيب لها ومع ذلك نرى انفسنا في اغلب الاحيان ونحن ننافق في تكرار عبارات التضامن والتوافق بين الشعوب!...

من السهولة القول ان معاقبة الخصم تتم في الاجراءات التي تتعلق بالخصم الحاكم نفسه دون ان تصل الى الابرياء...والوسائل عديدة منها منع السلاح وسفر المسؤولين او تحريك الدعاوى القانونية ضدهم،وبالتالي تصبح عملية عزلهم فعالة التأثير،ولكن جعل الحصار يشمل ايضا المواد الغذائية والطبية وحرمان الشعب من كل وسائل عيشه الكريمة...هي بحق ليس فقط همجية بل غباء لكون الشعب المحاصر سوف ينتظر الفرص للانتقام كما حدث للشعب الالماني بعد الحرب العالمية الاولى،والتي استفاد الحلفاء من درسها بعد الثانية التي كان من الممكن تجنبها بقليل من الحكمة والرحمة...

اذا حصرنا حديثنا بحصار غزة ومن قبله حصار العراق...فسوف نرى ان اشد المساهمين في الحصار هي الدول العربية الاخرى نفسها،سواء اكانوا حكاما او شعوبا! بل اصبح الخصوم(اسرائيل والدول الحليفة لها) هم ارحم بكثير من الدول العربية في اجراءات الحصار! ويمكن قراءة التقارير الغربية المستمرة في من يدفع المال لتطبيقه او يحث على استمراريته، ولا يمكن نكران هجرة ملايين اللاجئين الى الغرب نفسه!...

لم يزول جدار برلين الا بعد تحرك الشعب الالماني لازالته عام 1989!... ولكن هل رأينا ملايين شعوبنا التي تنمو بصورة مخيفة تقوم بفتح الحصارين بقوة تحركها الشعبي بل فقط بصراخها؟!...الجواب كلا!...فأين هي جعجعات الاحزاب اليسارية واليمينية ومواعظ رجال الدين التقليديين والثوريين وجيوش الاعلاميين والمثقفين الفارغة في المشاركة الصامتة في اجراءات الحصار نفسه؟!...

لقد وصل الامر الى منع ابسط مقومات الحياة على المحاصرين من جانب (الاشقاء) وبصورة تدعو الى الدهشة من مستوى الانحطاط!...

لا نحتاج الى امثلة!...لان الصامتين هم مساهمين في ديمومة مآسي الحصار نفسه!...ولذلك فهو شيئ طبيعي من ان نرى الشعوب العربية قبل غيرها هي راقصة محترفة في حفلة صاخبة على انغام الضحايا لان حكامها بالدف ناقرة!!!...







#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سياحة الكتب -8
- اتفاقية امنية علنية
- تعليقات اخبارية سريعة
- الاقليات ...نار تحت الرماد
- رهانات خاطئة
- مملكة الخوف
- اثرياء العرب والغرب


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السماوي - حصار الشعوب