أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد حسين عليوي - حمد ما مات موت الله














المزيد.....

حمد ما مات موت الله


سعيد حسين عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 16:22
المحور: حقوق الانسان
    


( حمد ما مات موت الله )
لقد ابتلي الشعب العراقي على مر تأريخه بجملة من الكوارث السياسية والاجتماعية والتي اصبح قسما منها ملازما له كظله لا يفارقه وانما يزداد ايلاما مما جعل هذا الشعب يسيركمن تشابكت عليه الطرق واستسلم للامر الواقع فلا من ساساتنا الاماجد على مر الزمان ولا من مصلحينا ولا من رجال الدين يحصل على الجواب الشافي لمشاكله المتراكمة. ان العراقيين بحكم ظروفهم العصيبة اصبحوا مهددين بالانقراض وسوء العاقبة وبدل ان يتوقعوا منقذا لهم حصلوا على عكس ما توقعوا وصوبت نحو جراحهم السهام القاتلة مما جعلهم يجرون اذيال الخيبة واليأس والانحسار. امست بلادنا تتناهبها العقول المريضة والتي لا تملك ذرة من الضمير والوطنية لكي تحنو على هذا الجسد الواهن والطامة الكبرى ان اعدائه ليس فقط من ابناء جلدته الميامين وانما تكالبت عليه الدول المحيطة به كل يوغل بأذائه باساليبه الخاصة واسبابه العدوانية التي يتذرع بها وكأن لهم ثأراً قديماً اتفقوا جميعا لتصفيته في اللحضة المناسبة وقادته مأزومين بالصراع والجري وراء السراب والتقاتل على كرسي قوائمه هشة ويغدر بصاحبه ويرديه الى المهالك . وانا هنا لست بصدد التطرق الى السياسة البائسة التي ينتهجها السادة الضرفاء وانما هنا اتطرق الى مسألة اجتماعية وعرف بليد ملازم لحياتنا اليومية ألا وهي الموت . اننا اصبحنا في مساس مستمر وطبيعي مع الموت والغريب عندنا عندما لا نشم رائحته الى الحد الذي وصل فيه العراقي يجزم انه لا يوجد ( موت الله) وانما كما قال الشاعر ( حمد ما مات موت الله حمد كتلته الخوشيه) . لقد اصبح عندنا منظر الموت مألوفاً منذ ان بدأت الحروب القذرة التي قادها ( الخاتل الضرورة) وضرب البلد بالقنابل الديمقراطية والحصار المميت والغزوات التي قادتها راعية الديمقراطية في العالم وتتوجت بعمليات السلب والنهب ووليدها الارهاب المحلي والعالمي والذي تحركه ماكنة خفية من دول الجوار حسب المصالح المرسومة . والمسألة هنا هو ليس حادث الموت والمصيبة التي تحل على اهل المتوفى وانما ما بعد الموت حيث كانت العوائل العراقية تقيم مراسم العزاء في بيوتها وبشكل بسيط وحسب امكانية العائلة بحيث لا يؤثر على العائلة واحياناًتصبح مناسبة جيدة للفقراء والمتسولين ومتصيدي الولائم عند وفاة احد الموسورين ولكن باستمرار الوقت تحولت هذه المناسبة ( الفواتح ) كما يسميها العراقيون هماً ثقيلاً على كواهلهم واصبحت مدعاة تباهي وفخر لبعض الناس وخصوصاً الاغنياء واحيناً عندما يتوفى احد المساكين ولا يمكنه اقامة المراسم كما هو متعارف عليه يعيروه ويجبروه على اقامة مراسم العزاء مما سوف يصبح في مأزق بعد انتهاء الفاتحة وفي كثير من الاحيان يخرج مطلوبا لانه يضطر الى الاقتراض حتى يستطيع اكمال المراسم وتطورت الامور الى ان يوضع طاولة وكرسي لاحد الشخاص من اقرباء المتوفى ليسجل اسماء الذين يدفعون ( العذر ) كما يسميه العراقيون حيث تكون في موضع احراج لكثير من الناس حيث يؤثر على مدخولهم الشهري اواليومي وخصوصا ذوي الدخل المحدود . ومن ناحية اخرى يكون هناك تمايز طبقي عندما يكون المتوفى من الاغنياء فيحدث مبالغة في نوعية المراسم واختلاف في المبالغ المدفوعة وحضور مختلف جدا ًوالعكس صحيح ودخلت اضافات اخرى على المراسم حيث يبرز المتنفذون في العشيرة او الفخذ الفلاني بالمبالغة في استقبال الضيوف والقفز من مكانهم الى خارج العزاء واستقبال الضيوف المهمين وكانه حفلة عرس للظهور بمظهر العظمة والفخامة والنفخة الكاذبة واحياناً تحدث عدة وفيات في الاسبوع الواحد او اليوم او الشهر مما يضع كثير من الفقراء في حرج كبير وانا لله وانا اليه راجعون . وخصوصاً اذا تغيبوا عن الحضور فسوف لا يدرج اسمهم في سجل الحاضرين. ونعود لحساب المصاريف المادية التي تقع على ذمة العائلة المنكوبة ( النقل -- الدفن -- اجور قراءة القرآن -- الاجهزة الصوتية --البنزين لتشغيل المولد في حالة انقطاع الكهرباء --اجور السرادق او تاجير قاعة --الشاي والقهوة والماء والثلج -- والسكائر والشخاط وتاجير ادوات الطبخ والكراسي والطاولات للاكلواجور كتابة اللافتات واجور اضافية اخرى تستحدث في حينها هذا ما عدى التكلفة الاخرى في اقامة المراسم النسائية من القارئة ( الملية)وانواع الدولمة والحلاوة وعمليات السلب والنهب التي تحدث اثناء هكذا مناسبات . وفي اغلب الاحيان تخرج هذه المراسم (خسرانة)حسب ما نسمعه ونعيشه وفي كثير من الاحيان يتحمل ابناء المتوفى تسديد الديون.هنا نورد استفهاماً هل نستطيع ان نحد من هذه الظاهرة الرديئة وتقنينها وجعلها في حدود البساطةوالرحمة لاهل المتوفى ومن هو المسؤول عن وضع هذه الحلول هل هم علماء الدين الافاضل ام النخبة والعقلاء من ابناء المجتمع ام منضمات المجتمع المدني ام الدولة الضائعة ام البرلمان المتغيب فالشعب العرقي يكفيه ما يملكه من كوارث وعقد. وهنا حسب وجهة تظري تقع المسؤولية الاولى على رجال الدين فهذا من صميم اختصاصهم في توضيح الشئ الصحيح ونبذ كل ما هو دخيلا عن التعاليم الدينية الحنيفة والتخلص من العرف المضر بالناس والتمثل بقول الرسول الاعظم (ص) ( لقد جئتكم بالشريعة السهلة السمحاء ) ويقع الثقل الاخر على الدولة والمجتمع المدني للمساعدة في وضع الحلول المناسبة بالتعاون مع رجال الدين ومن كافة الاديان والطوائف والاخذ بيد المجتمع الى جادة الخير والصواب.



#سعيد_حسين_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت هنا
- حبيبتي
- على ضفاف العمر
- في بلادي
- مرت من هنا
- ابتسامة غامضة
- صبح ايار
- فوق ارض الوطن
- وحيدا اغني
- فوق الحلم
- يسار
- قررت اللجنة
- الله يا نهر
- بعيدا عن الهموم
- ايقنت
- افاق جديدة
- جلاد
- شئت ام ابيت
- اغماضة
- جذر


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد حسين عليوي - حمد ما مات موت الله