أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي الأسدي - اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(1 )















المزيد.....

اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(1 )


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 14:04
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الكثير من دول العالم وأحزابا اشتراكية ديمقراطية وماركسية تعتبر النظام السياسي والاقتصادي في الصين الشعبية نظاما اشتراكيا ، كونه تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي اعتادت أدبياته واعلامه اطلاق هذه التسمية على القيادة التي تهيمن قواها على أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والقضاء والاعلام ، ولسنا متأكدين من دورالطبقة العاملة ، إن وجد ، في بناء ورسم سياسة الدولة الاشتراكية. الاعتراف باشتراكية الدولة الصينية ما كان يحتاج إلى دليل لاثباته في عهد زعيمها الراحل ماوتسي تونغ، حيث التوزيع العادل للدخل القومي ، وملكية الشعب لوسائل الانتاج والثروات الطبيعية ، لكن ذلك لم يستمر طويل بعد وفاته. والمتتبع لما يجري على الأرض في بلاد ماوتسي تونغ ، منذ 1978 سيلاحظ تغييرات جوهرية قد جرت وتجري في البنية الاقتصادية والاجتماعية للنظام الاشتراكي تجعله أقرب إلى دولة تسير بهدى النظرية الرأسمالية ، ليس من منظور " ج . كينز " المحدث ، بل من منظور آدم سميث الكلاسيكي.

ولاقتصاد السوق من منظورالاقتصادي " آدم سمث " شروطا وقواعد مأخوذ بها على نطاق واسع في سياسة الدول الرأسمالية ، منها ، حرية الفرد في ملكية وسائل الانتاج ، وحريته في استخدام الموارد البشرية والاقتصادية وتحديد مكان وزمان وحجم النشاطات الاقتصادية التي يقوم بها. ووفق قوانين السوق تضمن حرية الباعث الشخصي في اختيار النشاط الرأسمالي بناء على حافزالربح والمنافسة الحرة ، وأن تمتنع الدولة عن التدخل في نشاط الأفراد إلا بحدود ضيقة ،وأن يقتصر دورها على حفظ الأمن ، ما يعني أن الدولة لا ينبغي أن تعمل لأيجاد فرص العمل لحل مشكلة البطالة ومكافحة الفقر والاستغلال والاحتكار، أوالقيام باستثمارات لانتاج سلعا يحتاجها الشعب. وقد عبر " آدم سمث " عن اعتقاده بهذه المبادئ بالعبارة التالية :
" إن الفرد يحقق مصالح المجتمع بدرجة أكبر لو توافر على خدمة شؤونه الخاصة مما لو خصص وقته وجهده لخدمة المجتمع أساسا "

لقد أدى الأخذ بشروط اقتصاد السوق في الصين الى تخلي دولة العمال والفلاحين عن الكثير من الالتزامات التي حددتها لها الاشتراكية لصالح النشاط الفردي الرأسمالي ، واصبح الطريق ممهدا لظهور الطبقات في المجتمع الصيني في ظاهرة لم تشهدها الأجيال التي عاشت عهد اشتراكية ماو تسي تونغ الخالية من الصراعات الطبقية والاستغلال الرأسمالي. وكما تشير التقارير والمقالات التي تهتم بالشأن الصيني أن البرجوازية قد ترعرعت وتنامت عموديا وأفقيا في داخل الحزب الشيوعي الحاكم وحاشيته ، معلنة عن نفسها كقوة اقتصادية ذات شأن بتقاسم السلطة مع القوى الأخرى التي لم تعلن طلاقها من مبادئ الحزب وقيم الاشتراكية. وبناء على هذا أصبحت البرجوازية الكبرى الصينية قاب قوس أو أدنى من الاستيلاء على السلطة السياسية في البلاد ، لتلغي اسم الاشتراكية والحزب الشيوعي ، فالبرجوازية التي تزداد بأسا وقوة وتوحشا ، لن تحتاج إلى انقلاب ليضعها بالقوة على قمة السلطة الحاكمة ، فالسلطة بالفعل بأيدي كبار أصحاب المال والمصالح التجارية.
وعلى عكس ما انتهى اليه المجتمع الصيني من تمايز طبقي وفساد مالي مستشري في أجهزة الدولة والحزب ، وفقر مدقع وبطالة واسعة في أوساط الجماهير الشعبية المهمشة ، كانت الصين إبان حياة ونضال وقيادة ماوتسي تونغ قد نجحت في تجريد البرجوازية المدينية والريفية من قاعدتها المادية ، وحرمتها من وسائل استعادة دورها الاستغلاي الطفيلي اساس بقائها ونموها. لكنها الآن تمارس دورها كاملا في الأنشطة الاقتصادية كافة ، حاملة معها كل نوازع الافساد والاستغلال الطبقي ، مستفيدة من ما أطلق عليه قوى السوق الاشتراكية.
المجتمع الصيني لاشك يشعر بالاحباط وهو يرى وحوش المال تنعم بخيراته بينما تلهث ملايينه العاطلة عن العمل وراء فرص العمل الشحيحة ، أما الملايين التي تمارس الكدح اليومي للبقاء على قيد الحياة فليست في ترف هي الأخرى ، فالأجور مغرية كأرقام على الورق ، لكنها تافهة القيمة في أسواق بيع الملابس الراقية وأمام معارض السيارات الفارهة ، وفي أسواق السلع الغذائية الحديثة العملاقة أو في عيادة الطبيب. لقد عادت إلى الظهور برجوازية المدن، فيما تنمو سريعا برجوازية الريف لتحقق حلمها بالاستحواذ على أراضي فقراء الفلاحين. برغم كل ذلك يرفض القادة الصينيون اعتبار ما يجري على الصعد السياسية والاقتصادية تراجعا عن بناء الاشتراكية ، مدعين أنه نهج جديد لتطويرالاشتراكية في ظروف الصين. لقد نشرت صحيفة " التلغراف " اللندنية مقالا عنوانه " الخاسرون والأكثر خسارة في الزلزال المالي " وأعيد نشره بتاريخ 1 / 11 / 2008 على موقع منتدى الامارات المالي ، جاء فيه:

" ان متوسط ثروة أغنى 50 شخصاً في الصين تراجعت من 3.63 مليار دولار لكل ثري في 2007 إلى 2.43 مليار دولار هذا العام. فهوانج جوانجيو البالغ من العمر 39 عاماً تصدر قائمة أكبر أثرياء الصين بثروة بلغت 6.3 مليار دولارا. ويملك جوانجيو امبراطورية بيع أجهزة الكترونية بتكلفة منخفضة . فيما تراجعت يوانج هيوان البالغة من العمر27 عاماً إلى المرتبة الثالثة في القائمة، وهي وريثة أكبر امبراطورية تطوير عقاري في الصين ، حيث بلغت ثروتها 5.17 مليار دولار في 2007. وفقدت زيانج ين رئيسة شركة صناعة الأوراق “تاين دراجونز” وأول امرأة تتصدر قائمة أثرياء الصين عام 2006 ثروة بقيمة 8.4 مليار دولار بعد ان تراجعت قيمة أسهم شركتها بحوالي 86% جراء الأزمة المالية الراهنة. وجاء في المقال ان عدد مليارديرات الصين تراجع من 106 في 2007 إلى 101 في العام الجاري ".

وفي تقرير " لمؤسسة هورون الأمريكية " أعد في 15 / 4/ 2009 ، عنوانه : " 825 ألفا من سكان البر الرئيسي الصيني من كبار المليونيرات»، تضمنه مقال السيد مسعود ضاهر ، المنشور في صحيفة السفير اللبنانية بتاريخ 15 / 12 / 2009 ورد فيه أرقاما مذهلة عن تزايد نسبة الأغنياء في الصين. حيث واحدا وخمسين ألفا من بين هؤلاء الأثرياء، تزيد ثروة الواحد منهم على 100 مليون يوان (الدولار الأميركي يساوي قرابة سبعة يوان). وقدر التقرير نسبة الأثرياء الجدد من الذين تزيد ثروة الواحد منهم على العشرة ملايين يوان في مدن بكين، وقوانغدونغ، وشانغهاي وحدها بما يقارب نصف العدد الإجمالي لهؤلاء الأثرياء.
وفي بكين وحدها يوجد حوالى 143 ألف مليونير. وتليها مقاطعة قوانغدونغ يوجد اكثر من 137 الفا من كبار الاغنياء زيد ثروة الواحد منهم اكثر من عشرة ملايين يوان. أما شانغهاي عاصمة المال ومركز كبار رجال الإعمال في الصين، فتضم 116 ألفا من أصحاب الملايين بالدولار الأميركي، ويبلغ متوسط أعمار المليونيرات الجدد هو 39 عاما.
وجاء في التقرير أيضا : " أن عدد المليونيرات الذين يملك كل منهم أكثر من مليون دولار أميركي تجاوز سقف الأربعمئة وخمسين ألف مليونير في نهاية العام الحالي. وتقدر أصول ثرواتهم التي صرحوا عنها بصورة رسمية ما يزيد على 1,73 تريليون دولار أميركي، متجاوزة بذلك أكثر التوقعات المالية تفاؤلا ".
يجري هذا التضخم في عدد الأثرياء وأموالهم فيما تتحدث الصحافة عن عمق المشاكل التي يرزح تحتها ملايين الصينيين. هذا السباق بين أصحاب المليارات صعودا وهبوطا ثم صعودا لا يشبه أي نوع من المسابقات التي تجري في الملاعب الرياضية أو التزلج على الجليد في أجواء السلام والمرح ، بل هي معارك شرسة من أجل المال يفوز بها الأكثر وقاحة في غمط حقوق الشغيلة ، بالضغط على أجورهم إلى أدنى ما يمكن ، والظفر باقصى ما يمكن من الأرباح. مثل هذا الجشع لا تقوم به ادارة القطاع الاشتراكي المكرس لخدمة كل الشعب ، وهذا القطاع لا يفقس مليارديرات أو مليونيرات ولا حتى أغنياء. إن الهيئات التي نشرت هذه الاحصائيات لم تكلف نفسها في البحث عن مصادر ذلك الثراء السريع ، ولا عن أهداف اللهاث وراء أكوام ملايين الدولارات تلك. لكن باستطاعتنا أن نخمن من أين جاءت تلك الأموال ، فهي بالتأكيد لم تهبط عليهم من السماء ، أو تكرم عليهم بها الحزب الشيوعي كتعويضات عن رؤوس أموال أجدادهم التي أممتها الحكومة الثورية بداية اعلان الاشتراكية في الصين عام 1949. لقد جاءت ثروات البرجوازية الجديدة من ما استقطع من جهود الكادحين في ميادين العمل الشاق بمناجم الفحم والحديد وصناعة السفن و الزراعة وحفر الآبار وانشاء سكك الحديد وبناء محطات الطاقة ، فهم من ينتج الثروة ويمنحها القيمة التي تستحق ، ومن جهودهم استقطعت تلك الثروة لتنعم بها الفئات الطفيلية التي لا تجيد غير السطو على جهود الآخرين. إن أرقام مئات الآلاف من الأثرياء لا تعبرعن حقيقة الوضع المعاشي للأكثرية الساحقة من الصينيين ، بل بالعكس ترمز إلى عمق التفاوت في مستويات الدخل الفردي ، وانعدام العدالة في توزيعه بين الصينيين.
علي ألأسدي يتبع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تطيح أزمة اليونان المالية .... بالاتحاد الأوربي ....؟؟ .. ...
- هل يحتمل العراقيون .. أربعة سنوات أخرى .. بدون كهرباء ..؟؟
- هل تطيح أزمة اليونان المالية ... بالاتحاد الأوربي ...( 2 ) . ...
- هل تطيح أزمة اليونان المالية ... بالاتحاد الأوربي ...؟؟
- دردشة مع والدتي .... حول اندماج دولتي المالكي والحكيم .... ( ...
- حكومة انقاذ وطنية ... لإنقاذ ما تبقى من العراق ....؛؛
- الأول من آيار ... هل ما زلت عيدا ...؟؟
- ولم لا يكون رئيس حكومة كردستان ... كرديا فيليا أو أيزيديا .. ...
- التاريخ بين ... مآثر ستالين ... وجحود العقلانيين ...؛؛
- دردشة مع والدتي ... حول العاصمة الصيفية للعراق ... ( 7 ) ... ...
- دردشة مع والدتي ... حول أوسمة الملك سعود .. وحكومة العراق ال ...
- السياسيون العراقيون في السعودية....ما هي الرسالة....؟؟
- وفاء سلطان ... ومعركتها مع وعاظ السلاطين... ( الثالث والأخير ...
- وفاء سلطان ... ومعركتها مع وعاظ السلاطين... ( 2 )
- وفاء سلطان ... ووعاظ السلاطين ...(1 )
- الحج الى طهران والطائف ودمشق .... والعمرة إلى أربيل ....؟؟
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ ....( الأ ...
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ ....( 6 )
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ .....( 5 ...
- ملف الاشتراكية ما يزال مغلقا ... فمن يفتحه .....؟؟ .....( 4 ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي الأسدي - اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(1 )