أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - امتزاج -الأحمر- ب -الأزرق-!














المزيد.....

امتزاج -الأحمر- ب -الأزرق-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



امتزاج "الأحمر" بـ "الأزرق"!

جواد البشيتي

إنَّها "الحرية"، أشْرِعةً وسفناً وأسطولاً، رجالاً ونساءً أمميين، خَطُّوا بدمائهم "يا أحرار العالم اتَّحِدوا!"، فإمَّا أن تكون مثلهم، أوَّل من يُقْتَل وآخر من يموت، وإمَّا أن تكون، أو تظل، عبداً، وما أكثر العبيد عندنا!

لونان لا ثالث لهما امتزجا في عرض البحر "الدولي"، وعلى مقربة من المياه الإقليمية لقطاع غزة، هما "الأحمر"، لون الحرية السرمدي، و"الأزرق"، لون الأمل، يحيط بـ "أسطول الحرية الحمراء" من البحر والسماء.

جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها، من "الأبعد" وهو "الأقرب"؛ ولم يجيئوا من "الأقرب"، فهو "الأبعد".

ركبوا البحر الأبيض المتوسط "الإسرائيلي"، محمَّلين بغذاء ليس كمثله غذاء، وبدواء ليس كمثله دواء، فإذا بقطاع غزة يصل إليهم قبل أن يصلوا إليه، وإذا بـ "إله الجند" ينقضُّ عليهم من البحر والسماء، ليذيقهم ما أذاق أهل غزة من حصار وقتل وأسر؛ ولكنَّهم أذاقوه الخزي والعار.

وللعراة من العرب أقول لا تطلبوا مزيداً ممَّا أدمنتم على طلبه، ألا وهو "تعرية" إسرائيل، فها هي تعرِّي نفسها بنفسها، وتؤكِّد للعالم أجمع أنَّها دولة للقرصنة والقراصنة، للإرهاب والإرهابيين، للعنصرية والعنصريين، للجريمة والمجرمين، للوحشية والمتوحشين؛ حتى الغباء، الذي ترضعه من ثدي "التلمود" تارة ومن ثدي "غرور القوَّة" طوراً، أصبحت له دولةً، وجيشاً يدافع عنه ويحامي.

كانت تعلم علم اليقين أنْ ليس في السفن، ولا في دوافع وغايات من هم على متونها، ما يجعل أمنها، ولو آجلاً، عرضة للخطر؛ ولكنَّها اختارت، إذ ألَّهت السيف، وعبدته حتى استعبدها، أن تَضْرِب عرض الحائط بنصيحة نابليون للأغبياء من أمثالها "إنَّك تستطيع فِعْل كل شيء بالحراب عدا الجلوس عليها"؛ ولقد جلست!

لولا الغباء، الذي أعْجَزَتْها أوهام "التلمود" وأوهام "القوَّة العسكرية" التي تستبدُّ بها عن مقاومته في عقلها السياسي لَتَرَكَت السفن تذهب إلى حال سبيلها، وترسو في ميناء غزة؛ فلو فَعَلَت ذلك لَمَا تخطَّى "الحدث" حدود ماهيته الإنسانية والأخلاقية، ولظلَّ بمنأى عمَّا يتسبَّب بتفاعله سياسياً، على المستويين الإقليمي والدولي.

ولولا الغباء الذي يخالطه كثيرٌ من الحقد على تركيا الجديدة، وعلى قائدها أردوغان على وجه الخصوص، لَمَا صبَّت جام غضبها العسكري على كل ما له صلة مباشِرة بالمساهمة التركية في الحملة الأممية لنصرة غزة، وكسر الحصار المضروب عليها، وكأنَّ بيريز لم ولن يغفر لأردوغان "ذنبه"، أي وقفته الفلسطينية والعربية البطولية والمشرِّفة.

وكان قطرة من "الذكاء" في هذا البحر من الغباء أنْ "تُحْسِن معاملة" السفن اليونانية، متوهِّمةً أنَّها بسلوكها المتناقض هذا قد تنجح في كسر الحملات الأممية لكسر الحصار الذي تضربه على قطاع غزة منذ 1000 يوم.

أمَّا إذا احتاجت إسرائيل إلى مزيدٍ مِمَّا قد يقنعها بأنَّها دولة للغباء والأغبياء فإنَّ أردوغان نفسه سيلبِّي لها هذه الحاجة، عاجلاً أم آجلاً، وسيؤكِّد لها أنَّ الإساءة الكبرى لم ترتكبها في حقِّ تركيا وإنَّما في حقِّ نفسها، وأنَّها قد ارتكبتها إذ ظنَّت أو توهَّمت أنَّ أردوغان لا يختلف من حيث النوع والجنس عن الزعماء العرب الذين كلَّما أمعنت في إهانتهم طلبوا مزيداً من الإهانة حتى أصبحوا مدمين عليها.

إذا كانت الأمم "أخلاق" فإنَّ على العرب، بصفة كونهم "أُمَّة" لا "أَمَة"، أن يُثْبِتوا الآن أنَّهم لم يسقطوا أخلاقياً أيضاً، فإنْ بقي "السفير" و"السفارة"، وإنْ بقي من أثر لعلاقة عربية بدولة العصابات والقراصنة، فهذا إنَّما يعني ويؤكِّد أنَّ العرب قد أضافوا إلى سقوطهم السياسي سقوطاً أخلاقياً، فبقاء "عَلَم" دولة العصابات والقراصنة مرفرفاً ولو في شبر من أرض العرب إنَّما هو بقاء لا يبقي حتى على البقية الباقية من أخلاق لدى العرب، فما حَدَث تعدَّى "السياسة"، متعدِّياً على "الأخلاق"!

تحيَّة إلى الأبطال الأحرار في "أسطول الحرية"، فلقد جاءوا إلى أمثالهم في غزة، ولم يجيئوا إلى عربٍ لا يثورون، ولا يَشْكون، لا يُغنُّون، ولا يبكون، لا يموتون، ولا يحبَّون.

جاءوا إلى المثخنين بجراح الجسد، المختزنين فيها الشتاء والرعود والبروق والعاصفة.. والآلام التي منها وُلِد الكبرياء الفلسطيني.

جاءوا إلى حيث البقية الباقية من "القابضين على الجِمار" يموتون في عِزٍّ وسؤدد لِيَنْعَم غيرهم بعيشٍ من خزي وعار.

جاءوا من كل القارات أحراراً متَّحدين، فمتى تتَّحِد قبائل العرب في قبيلة واحدة، لها رب واحد، وانتماء واحد، وقدر واحد.

جاءوا ليعلِّموننا الأبجدية العربية، فحتى نكون عرباً لا يكفي أنْ تكون عيوننا سوداء، وأنْ نرتدي كوفية وعقالاً وعباءة مصنوعة من وبر الجمل.. لا يكفي أن نتمنطق بالخناجر المعقوفة، ونحفظ ألفية ابن مالك، وكتاب الأغاني، ومقامات بديع الزمان الهمذاني.. ونشرب القهوة المرَّة.

لقد احترق المسرح وما مات الممثلون؛ أحياء ظلُّوا؛ ولكن مخصيو اللسان والفكر، أحصنة من خشب يركبون، وأشباحا وسراباً يقاتلون.

وعَرَبَاً ظلُّوا؛ ولكن من حَطَبٍ وخَشَبٍ، في "وادي الدموع" يُصلُّون ويتعبَّدون، وعن "ورود الوهم" يبحثون، لعلَّهم غير أصفادهم يَجِدون.

أمَّا تلك الدولة، التي يتحرَّقون للسلام معها، فها هي تقيم الدليل بنفسها على أنَّها لا تملك من وسائل للبقاء سوى ما يؤكِّد أنَّها غير جديرة بالبقاء، وأنَّ العداء الأسمى حضارياً وإنسانياً وديمقراطياً هو العداء لها، وإنْ ألبسوه لبوس "العداء للسامية"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماهير -إعلامية فضائية-!
- الشرق الأوسط الخالي من السلاح النووي!
- -الانتخاب- و-التزوير- صنوان!
- قانون لانتخابات نيابية -أخلاقية-!
- القانون الانتخابي الجديد في الأردن.. هل يأتي ب -برلمان قديم- ...
- هذا الاستئساد الأثيوبي!
- نتنياهو -رجل الحقيقة-!
- نحن يوسف يا أبي..!
- -الطوارئ- هي طريقة في الحكم!
- تفويض مباشر.. ومفاوضات غير مباشرة!
- العابسون أبداً!
- متى يأخذ عمال العالم مصيرهم بأيديهم؟!
- هل التاريخ يعيد نفسه؟
- في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!
- ساركوزي في ثياب نابليون!
- في مواجهة -قرار الترحيل-!
- العالم في مسارٍ نووي جديد!
- الدولة العربية ليست فاشلة!
- ما لم يقله فياض!
- مصطلح -الدول الفاشلة-!


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - امتزاج -الأحمر- ب -الأزرق-!