أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناجي - العراق والانتخابات الأمريكية القادمة















المزيد.....

العراق والانتخابات الأمريكية القادمة


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغض النظر عن دواعي كون الملف العراقي، هو الأكثر سخونة عالمياً منذ انتهاء مرحلة الحرب الباردة، وعن مسببات تقدمه لحد الساعة على الكثير من الملفات الدولية الساخنة، فأن رصد مجريات السياسية الأمريكية الخارجية، ومساراتها بشان هذا الملف المتجدد، على امتداد هذه السنين الطويلة التي حفلت منذ ذلك الحين بعدة تغيرات في نتائج اللعبة الديمقراطية في الولايات المتحدة، سنكتشف حقيقة ناصعة تتمخض عن محدودية الفوارق، أو بالأحرى انعدامها في السياسة الخارجية بين الحكومات الأمريكية المتعاقبة، وبالذات في التعاطي مع هذا الشأن، بل أن ما حصل في موضوعة العراق، رغم تناوب الحزبين الديمقراطي والجمهوري على الحكم لأكثر من مرة خلال الحقبة المنصرمة، هو توارث في الستراتيجات المعدة، وتكامل في أداء الخطط المرحلية، وتطابق في سياسات المعتمدة في المواجهة مع النظام العراقي البائد مباشرة، أو عبر الأمم المتحدة وهيئات المنظمة الدولية المتعددة التي تعاملت مع العراق.
على ضوء ذلك، ولأن العراق المحتل في الوقت الحاضر بات موضوعة دائمية ومتجددة، وورقة انتخابية قابلة للتعكز عليها، والتلاعب بها في خضم الحملة الانتخابية الحالية، سبق أن جرى استخدامها ولا زال، بهدف تحسين الصورة أمام الرأي العام على الساحة الأمريكية، وبالتالي إقناع أكبر قدر ممكن من الناخبين، فهي أذن تحظى باهتمام كل اللاعبين، ذلك ما تفرضه حكمة المصالح وحصاد المغانم، ومديات الفائدة، فليس غربياً أن تستل هذه الورقة الفاعلة، (العراق بكل بما فيه)، كل لحظة في هذه الأيام التي يستعر فيها أوار التنافس المحموم داخل إطار اللعبة الديمقراطية، للاستئثار بصلاحيات الرجل الأول في البيت الأبيض، وتربع كرسي الرئاسة في الولايات الأمريكية المتحدة لأربع سنوات قادمة.
أن من بديهيات الانتخابات الأمريكية القادمة الغير الخافية على أحد، والتي سيحين موعد إجرائها في الثاني من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بأن نتائجها النهائية لن تأتي بتغيير جوهري يفضي آخر المطاف الى سياسة جديدة في التعاطي مع الشأن العراقي، أو الاحتلال ومعطياته، ولا حتى تقترب من معالجة الإخفاقات التي جادت بها النظرة القاصرة، لخطوة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في حربه الاستباقية على العراق.
المتنافسان على الرئاسة، وجهان لعملة واحدة، والحرب على الإرهاب المبهم يوحد هواجسهما، والفارق في برنامجيها لا يمثل أي اختلاف يمكن أن يفضي الى تغيير في السياسات الخارجية الأمريكية، ذلك ما يجعلنا كعراقيين، شئنا أم أبينا غير معنيين بما ستسفر عنه نتائج الانتخابات، وخارج نطاق الاكتراث والترقب، بفوز الرئيس الحالي مرشح الحزب الجمهوري أو منافسه جون كيري مرشح الحزب الديمقراطي، فالأمر سيان بالنسبة لنا، ويقيناً حصادنا بعد أن ينتهي المولد سراباً.
على الرغم من أن الانتخابات الأمريكية تجري هذه المرة، وهنالك مائة وخمسون ألف جندي أمريكي يرتع في ربوع العراق، عبر قرار الحرب على العراق الذي ضرب عرض الحائط الشرعية الدولية، ولم يراعي القوانين الدولية، ومن ثم تشرعن ذلك التواجد كقوات احتلال فيما بعد من قبل الأمم المتحدة، تماشياً مع معطيات واقع الحال المفروض على الأرض، وبعد أكثر من سنة، استحال بالاسم فقط الى ما يسمى بالقوات المتعددة الجنسيات، تناغماً مع إقرار خطوة انتقال السلطة والسيادة تحت المظلة الدولية الى العراقيين، وتشكيل حكومة انتقالية في 28 حزيران/ يوليو، بشكل نأمل أن لا تبقى منقوصة، فقد علمتنا تجارب الأيام الماضية التي خبرنا أحداثها المتتالية، من رعونة غزو الكويت الى تحريرها مروراً بخيمة صفوان وفرض الحصار الجائر الى يومنا هذا بأن الانتخابات الأمريكية شأناً لا يعنيينا ولا يقترب بالمرة من شؤوننا وشجوننا، ولا يلامس من قريب أو بعيد معاناتنا.
ما يمكن استشرافه قبل شهرين تقريباً من موعد الانتخابات، بأن هنالك في الأفق أحداث وسيناريوهات عديدة سييتم نقلها من على الورق الى الأرض، وبالذات على الأرض العراقية، لتعزز شعبية جورج دبيليو بوش، وتحقيق تجديد ولاية الرئيس الأمريكي الثالث والأربعون الذي تسنم دفة الرئاسة في بداية العام 2001 من سلفه، وهازم أبيه، بيل كلينتون، إثر فوزه بفارق ضئيل من الأصوات، وبقرار من محكمة العدل العليا الأمريكية، في حدث غير مسبوق بعد أن أعترض منافسه الديمقراطي ال جور على نتائج الانتخابات في حينها، ومبعث هذا التوقع نابع من عدة أسباب، لعل ما يبرز في مقدمتها:
• بعد أن وضع الرئيس الأمريكي وأدارته كل بيضهم في سلة الحرب على العراق، فإنهمم بأمس الحاجة في الوقت الحاضر الى عكس صورة كي يبدو فيها قرارهم مقنعاً، بتبيان نوعاً من النجاح في العراق، ذلك ما لم يلمسه الرأي العام الأمريكي ولا العالمي لحد الآن، وكذلك درءاً للإخفاقات الحاصلة فيه.
• عقدة الرئيس المؤرقة بفشل والده بوش الأب من الفوز بولاية جديدة، تجعله يحث الخطى لتجاوز هذا الإخفاق الذي لازمه على مدار حكمه، ويعاني منه على المستوى الشخصي والعائلي وربما الحزبي.
• لا زالت كل الاستفتاءات الجارية هنا أو هناك لاستقراء الرأي العام على الساحة الأمريكية تعكس حالة أشبه بالمستقرة، وهي تسبق عاصفة المتغيرات المفتعلة القادمة.
لن يجود منافس الرئيس الحالي، مرشح الحزب الديمقراطي جون كيري في برنامجه الانتخابي وانتقاداته العديدة الى الإدارة الحالية، بأكثر من الوعود التضليلية التي تبغي إقناع الناخبين الأمريكيين، وخصوصاً بعد أن ناء عن مسعى جناح حزبه اليساري الذي ينادي بخروج القوات الأمريكية من العراق، ولا يمكن لكل الكلام المعسول الذي يسوق به حملته الانتخابية، أن ينسينا صوته الذي منحه لصالح قرار الكونجرس بشن الحرب على العراق، أما وعوده للعرب والعراقيين فهي عموميات، مبهمة، لا تلزمه مستقبلاً بشيء، بل وترضي اللوبي الصهيوني، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قوله (علينا أن ندوّل الجهود من أجل السلام)، ونتيجة لتناقض أقواله الكثيرة بشأن العراق، قامت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، بنشر فيديو يجمع أقواله المتناقضة منذ منتصف التسعينات في مسعى تنافسي يهدف تقويض نشاط حملته الحالية.
حظوظ الرئيس الأمريكي الحالي في تجديد ولايته مرة ثانية مرهونة بقوادم الأيام، لأن ما خلى منها لم يحسم الأمر بعد، فقد كان النحس فيها ملازماً له، ولا أظن ذاكرة الأمريكيين بحاجة الى تنشيط، لاستدراك المعالم الرئيسية لذلك النحس الذي تجسد وبان جلياً في الكثير من الأحداث، ومنها تفجيرات 11 أيلول/ سبتمبر، وسقوط طائرة الايرباص بعد التفجيرات، واعتداءات على سفارات ومراكز أمريكية، وانهيار الشركات العملاقة، وظهور سفاح واشنطن، وتحطم المكوك الفضائي كولومبيا، وحرائق المصفى البترولي والملهى الليلي، وحربين في أفغانستان والعراق، دفع فيهما دافع الضريبة الأمريكي بالإضافة الى الأموال عدد كبير من فلذات الأكباد، والعجز الحالي في الميزانية الذي أعلن عنه قبل أيام معدودة، ويبدو محسوباً أن يتم نشر ذلك الخبر بعد انفضاض مؤتمر الحزب الديمقراطي بإعلان المرشح الرسمي.



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاماً لشهداء العراق الأبرار
- انتخابات مندوبي المؤتمر الوطني.. ديمقراطية العجالة
- البيان التأسيسي للمركز الوطني لتطوير الحوار الديمقراطي في با ...
- ملتقى العمل الديمقراطي المشترك في بابل يحتفي بذكرى ثورة 14 ت ...
- المُسّْتَبِِدُ
- أقلام تنبض بالوفاء... أحمد الناصري وجمعة الحلفي في ذكرى صديق ...
- الإرهاب ينتهك قدسية نضال العراقيين في إنهاء الاحتلال
- الوطنية على المحك في فهم ما بين سطور خطابين
- ننشد العدالة.. ولن نفزع مهما كثر عدد المدافعين عن جلادنا
- مقاربات بين احتلالين... ما أشبه اليوم بالبارحة
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 10 صحافة العراق خلال ...
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 9 حركة الجهاد ج2
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق 10- 8 حركة الجهاد ج1
- اضاءات على معاناة الشاعر والانسان موفق محمد
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914 - 10- 7
- وقائع ندوة الملتقى الديمقراطي المشترك عن الديمقراطية في مدين ...
- ( 10 -6 ) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914
- ( 10 -5 ) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914 - 10- 4)
- من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914 - 10- 3


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الناجي - العراق والانتخابات الأمريكية القادمة