أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - أيهما الحل .. الإسلام أم العَلمانية ؟















المزيد.....

أيهما الحل .. الإسلام أم العَلمانية ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لدى غالبية المسلمين قناعة راسخة بأن " الإسلام هو الحل " وهي عبارة تتردد على كثير من الألسن حتى عند الذين يعتبرون أنفسهم تنويريين أو الذين أُطلق عليهم هذا الاسم باعتبار أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان , وعلى المسلمين أن يجتهدوا في النصوص ويستخرجوا منها ما يُلائم العصر الذي يعيشون فيه ؟
بالمقابل هناك عبارة " العلمانية هي الحل " هذه العبارة كذلك تتردد مع نقيضتها الأولى , في الحياة العامة وعلى صفحات الحوار المتمدن وفي كثير من المواقع ولكل رأيه ولكل أدلته .
تناول كثير من السادة الكَتاب عبارة " العلمانية هي الحل " حتى أن هناك تعليقات تحمل هذا العنوان .
بغض النظر عن كون العلمانية بالفتحة أم بالكسرة .
هل عَرف العالم العربي علمانية بالمعنى الحقيقي للكلمة كمشروع حضاري أشمل أم عَرفها كثقافة تنويرية ؟
يقول الدكتور " غالي شكري " في كتابه " أقنعة الإرهاب " ص 15 :
( العالم العربي الحديث لم يعرف العلمانية قط كجزء من مشروع حضاري أشمل وإنما عَرفها حيناً كثقافة تنويرية أو كمجموعة من القوانين المنقولة من الغرب ) . نقلاً عن الدكتور خالد منتصر في مقالته " العلمانية هي الحل " المنشورة بتاريخ 28 / 9 / 2003 .
حينما نرفع شعار العلمانية هي الحل " ما هو الثمن الواجب الدفع لهذا الشعار " هل هو مجرد كتابات , عند الغالبية لا ترتقي إلى أي معنى سوى أنها تخبط وعدم وضوح نتيجة ضغط الواقع على هؤلاء فيتصورون أن كتاباتهم سوف يكون لها شأن في عملية التغيير وبدون الأفعال .
( سوف نأتي على ذلك في نهاية المقالة ) . مع وجود بعض المقالات القيمة التي لا بد أن تزداد في سبيل توضيح هذا المعنى .
من أشهر مقالات الدكتور فؤاد زكريا الذي توفي في 11 / 3 / 2010 مقالته " العلمانية هي الحل " والتي رد فيها على المنادين بأن " الإسلام هو الحل "
طبعاً وله المناظرة الشهيرة مع محمد الغزالي والقرضاوي والتي على إثرها كَتب القرضاوي كتابه / الإسلام والعلمانية وجهاً لوجه / والذي يتناوله حالياً على صفحات الحوار مشكوراً الأستاذ " عبد القادر أنيس " في سلسة مقالاته / حوار مع القرضاوي / .
أيهما أقرب إلى الواقع والتطبيق شعار " الإسلام هو الحل أم العلمانية هي البديل لكل المآسي التي عانينا ونعاني منها في منطقتنا العربية ؟
للدكتور فؤاد زكريا كتاب بعنوان " الصحوة الإسلامية في ميزان العقل "
( غالبية الكتاب يقولون أن الصحوة الإسلامية انطلقت منذ منتصف السبعينات بعد قيام السادات بإخراج الأخوان المسلمين من السجن وتخفيف القبضة على العمل الإسلامي ) ..
ربط الدكتور فؤاد زكريا " تخلف الدول الإسلامية وتمزقها بالإسلام " فيقول :
( الكل في بلاد العالم الثالث ينهضون وإن لم ينهضوا يقامون وتنتفض قلوبهم بروح الثورة والسخط على الأوضاع ويتملكهم الأمل في مستقبل يتغير فيه مجتمعهم وإنسانيتهم إلى الأفضل إلا في العالم الإسلامي فكل شيء فيه " هامد – خامد – وكل شيء فيه مبعثر – منقسم – وكل روح فيه منطفئة مكدودة ) . أنا مع هذا الرأي قلباً وقالباً حتى لو انطلقت السهام والرماح صوب الصدور ؟
قد يقول قائل " ولكن هذا ظلم شنيع يا حضرة الكاتب وأنت تؤيده فالأخوان المسلمين كان لهم دور في الحروب وما تقوم به حماس والجهاد وحزب الله حالياً في الدفاع عن الدين والأرض , فكيف كل شيء فيه – هامد – خامد ؟
وسوف يكون الجواب " إن ما قامت به الحركات الإسلامية سابقاً وما تقوم به حالياً هو الوبال بعينه وهو الدمار لشعوبها وليس هناك دليل ملموس وحقيقي وواقعي سوى الواقع نفسه وكذلك عدم وجود أي نتيجة لصالحنا بل العكس هو الصحيح .
العلمانية تعني الاحتكام إلى العقل .
الإسلام يعني الاحتكام إلى النص .
ومن هذا المنطلق هل تقبل الحركات الإسلامية الحوار ؟ أي الاحتكام إلى العقل ؟ أم النص هو الحاكم بدون تفكير ؟
سوف لن نذهب بعيداً معكم ونذكر لكم المصادر بل سوف نختار سلسلة مقالات الدكتور كامل النجار ( القرآن وبنو لإسرائيل ) .
هل قام الإسلاميين ( الزميل طلعت خيري نموذجاً ومن معه ومن يؤيده ) بالرد على الدكتور النجار بالعقل أم أن النص كان جاهزاً في الأذهان / برمجة مُسبقة / ؟
اختلفنا مع الدكتور أو اتفقنا ؟ ماذا قدموا لنا في الرد على الدكتور النجار ؟
فقط نقل آيات من القرآن مع بعض الشتائم والتجريح والاتهامات من خلال التعليقات .
في ندوة بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان قال الدكتور فؤاد زكريا :
( إنني ومن خلال دراستي ومعرفتي بالحركات السياسية الإسلامية منذ ظهورها أقطع بأن في تكوينها شيء ضد الحوار من حيث المبدأ لثلاثة أسباب رئيسية ) : وكذلك غالبية المسلمين ليس لديهم أي استعداد للحوار أو سماع الرأي الأخر , وهذه من أكبر العيوب والمصائب التي ابتليت بها أمتنا المجيدة . حتى الأحزاب التي تدعو للتحرر وأنها جاءت من أجل شعوبها لا تقبل الحوار فما تملكه هو الحقيقة وليس هناك شيء غير الحقيقة وليذهب الباقون إلى الجحيم .
السبب الأول :
أن هذه الحركات تؤمن أنها تمتلك حقيقة مطلقة ( ولقد تناولنا هذه العبارة في مقالات سابقة ) ومن يؤمن بذلك لا يصلح للدخول في حوار لأنه يتصور نفسه لديه كل الحقائق وغيره لا يملكها ومن هنا تأتي تسميات مثل " حزب الله " أو الفرقة الناجية " الخ . ( وهذا ما ذكره الأستاذ سامي لبيب في تعليقه على مقالتنا " نظرية الاستبداد " ) ..
وهي تسميات تدل على أنهم الجماعة المختارة التي لها وضع خاص والآخرون حثالة وكفرة وهذا يقف حائلاً أساسياً ضد مبدأ الحوار .
السبب الثاني :
أن الحوار عملية عقلانية في الأساس وقبل أن ندخل الحوار نتفق على أن " نُحكم العقل " أما الطرف الإسلامي فيلجأ إلى سلطة النص ويحتكم إليها ( وهذا أيضاً ما تعرضنا له في مقالات سابقة ) و لا يحتكم إلى العقل والمنطق .. والاحتكام إلى النص وسط جماعة تؤمن بقدسية النص معناه " أننا لن نتحاور لأن أحد الأطراف يحتمي بالنص ويحرج بالطرف الآخر ويوقعه في مأزق .
السبب الثالث :
هو اللجوء إلى العنف سواء العنف المعنوي متمثلاً في تصفية الخلافات بقوة السلاح .. الجزائر مثالاً – أو كان العنف معنوياً عبر تكفير الناس وخاصة المبدعين والمفكرين وإثارة المجتمع عليهم .
هذه هي الأسباب التي أوردها المفكر الدكتور فؤاد زكريا ..
أحبائي " لقد قتلوا فرج فوده – طلقوا امرأة نصر حامد أبو زيد . الخ
كيف يمكن أن نتحاور مع من يعتبر " القرآن وتصديقه إيمان – وإنكاره كفر ؟
كيف نتحاور مع من يعتبر تنحية القرآن كفر صريح بل أقبح درجات الكفر على الإطلاق ؟
كيف نتحاور مع من يعتبر " أن الإسلام له حدود لا بد أن يلتزم بها الإنسان ليكون مسلماً وإلا خرج من دائرة الإسلام ؟
كيف نتحاور مع من يعتبر " من أنكر معلوماً من الدين بالضرورة فهو كافر ؟
في نظر غالبية المسلمين هناك كفر وإيمان أي حزب الله وحزب الشيطان ؟
يقول الدكتور فؤاد زكريا " إن الحركات الإسلامية تركز كفاحها على الجوانب الشكلية من العقيدة وتُثير ضجة إعلامية حول تربية اللحى لدى الرجال والحجاب لدى النساء " وهذا ما نشاهده في كل لحظة وفي كل مكان .
هناك تصور غريب لدى غالبية المسلمين بحيث كانت نتيجة هذا التصور دمار أنفسنا بأيدينا ألا وهو وكما يقول عنه الدكتور فؤاد "
كيف تم بالتدريج تحويل صفة العلمانية التي تطلق على الدعوة إلى الفصل بين الدين والسياسة من صفة محايدة إلى صفة قبيحة مخيفة لا ينقص صاحبها سوى قرنين صغيرين على جانبي رأسه كي ما يصبح شيطاناً رجيماً ..
ختاماً " بالعودة إلى جواب السؤال المطروح في بداية المقالة عن الثمن الواجب الدفع ؟
يقول الدكتور خالد منتصر "
حين نرفع شعار العلمانية هي الحل فلابد من أن ندفع ثمن هذا الشعار كما دفعه الغرب منذ قرون جهداً ودماء .. ( وهذا ما ذكره الأستاذ آدم عربي في تعليقه كذلك على مقالتنا " نظرية الاستبداد " ) ..
العلمانية لا تُقدم على طبق من ذهب أو تهبط هبة من السماء . أو بشتم الآخر ؟
ثم يستمر الدكتور منتصر فيقول "
أعتقد أننا ندفع الثمن حالياً فإما أن نشتري المستقبل أو نقع غرقى في ديون الماضي إلى أبد الآبدين .
فأي من الطريقين سوف نختار أحبتي الأعزاء ؟ هل سوف نبقى نشتم بعضنا البعض ؟
العاقل من أتعظ بغيره ؟
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرفة العرب ؟
- المهدي المنتظر عند المسلمين والشيوعيين ؟
- للأسف الشديد ... هذه هي ثقافتنا ؟
- نظرية الاستبداد ..
- الدين والحزبية - سبب البلاء في الشرق -
- الأقباط والمسيحيين في الإسلام ؟
- الإسلام والاستبداد ..
- ما هي قيمة الدساتير العربية ؟
- رجل وامرأة ؟
- قراءات سابقة في دفاتر قديمة 1
- أمتنا العجيبة ؟
- أسئلة بسيطة حول الانتخابات العراقية ؟
- بين غصن بن مريم وسيف بن أمنة ؟
- فأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون ؟
- الفلاسفة وأهل الأديان في مواجهة الشر الميتافيزيقي .
- قرؤوا فوصلوا .. لنقرأ حتى نصل ؟
- سيدتي ... هديتي إليكِ ؟
- إمام العاشقين أم سلطان الهالكين ؟
- هل المخالفين للغرب على حق ؟
- الغلمان في القرآن ؟


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - أيهما الحل .. الإسلام أم العَلمانية ؟