أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جماهير -إعلامية فضائية-!














المزيد.....

جماهير -إعلامية فضائية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باهتمام؛ ولكن غير منقطع النظير، يتابع الجمهور "الإعلامي ـ الفضائي" العربي أخبار "أسطول الحرية" الذي انطلق من الموانئ التركية واليونانية في اتِّجاه ساحل قطاع غزة، في تحدٍّ أممي (تركي وأوروبي على وجه الخصوص) لإسرائيل بصفة كونها قوَّة احتلال تضرب حصاراً منذ 1000 يوم على نحو مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني لا ذنب لهم إلاَّ أنَّ "الحكومة" التي تحكمهم لا تلبِّي، أو لم تلبِّ، مطالب وشروط اللجنة الرباعية الدولية لإنهاء هذا الحصار الإسرائيلي مع روافده العربية، فلو لُبِّيَت، وعادوا إلى خيمة "الشرعية الفلسطينية"، التي تنتصر لها "اللجنة"، لانتهى الحصار، ولتضافرت جهود أهل القطاع مع جهود أشقائهم في الضفة الغربية على "البناء".. بناء الدولة الفلسطينية في كنف الاحتلال، وضده، وعلى الرغم منه.

إنَّهم "يتابعون"، عبر الفضائيات وبثِّها الحي بالصوت والصورة، بحثاً عن إجابة للسؤال الكبير الذي يشغل أذهانهم وهو "هل تَصِل السفن؟"، مع أنَّ غالبيتهم العظمى متأكِّدة أنَّ السفن لن تصل إلى "برِّ الأمان" في قطاع غزة، وأنَّ الجيش الإسرائيلي البحري والجوي لن يسمح لها بدخول "المياه الإقليمية" لقطاع غزة؛ لأنَّها، وبموجب اتفاقية معقودة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مياه تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، وغير مشمولة بـ "الانسحاب" الإسرائيلي من القطاع.

وهم متأكِّدون، أيضاً، أنَّ السفن مع المتضامنين على متنها سترسو أخيراً في القبضة العسكرية الإسرائيلية.

الأمر كله لا ينطوي، أو لن ينطوي، وفي خاتمته على وجه الخصوص، على قدر كبير من "الإثارة السينمائية" التي يبحث عنها الجمهور "الإعلامي" العربي العريض، فـ "النتيجة النهائية" معروفة سلفاً، ولقد شاهدها هذا الجمهور من قبل؛ أمَّا المتابعون بـ "عيون سياسية"، وهم فئة ضئيلة من الجمهور نفسه حباهم الله نعمة "العقل البارد"، فيريدون أن يروا، عاجلاً أم آجلاً، ما وراء تلك الأكمة، فرئيس الوزراء التركي أردوغان، والذي هو بطل هذه الحملة الأممية الجديد للتضامن مع المحاصَرين في قطاع غزة، ولكسر هذا الحصار، حذَّر إسرائيل، على ما تناهى إلى أسماعهم، من مغبة التعرُّض لهذا الأسطول الإنساني الأممي الأعزل إلاَّ من الضمائر الإنسانية الحيَّة.

وثمَّة نوَّاب من الاتحاد الأوروبي على متن السفن؛ فلا بأس من معرفة حجم الضرر الذي يمكن أن يلحق بعلاقة إسرائيل بالدول الأوروبية إذا ما أساءت معاملة هؤلاء النوَّاب.

جمهورنا، وعلى سلبيته السياسية والتاريخية العريقة في القِدَم، يتفوَّق في بعضٍ من وعيه السياسي على "المتضامنين الأجانب"، فهو لا يفهم الحصار الإسرائيلي المضروب على قطاع غزة إلاَّ على أنَّه حصار عربي في المقام الأوَّل، فالعرب المحاصِرون للقطاع إمَّا أنَّهم من ذوي المصلحة في حصاره، وإمَّا أنَّهم مستخذون لمشيئة إسرائيل وضغوطها، وإنْ كنتُ أعتقد أنَّ معظمهم مزيج من هذا وذاك.

تلك السلبية الشعبية نراها أيضاً في كثيرٍ من الآراء، فبعض من هذا الجمهور "الإعلامي" العربي الواسع يميل إلى استصغار شأن هذا النمط من الصراع، أو من التضامن الأممي مع ضحايا الحصار في قطاع غزة، فالسفن لن ترسو في ميناء غزة، ولن تتمكَّن، بالتالي، من المساهمة في إغاثة الضحايا بما حملته من بضائع؛ أمَّا إسرائيل فستمضي قُدُماً في حصارها؛ لأنَّ حملات التضامن، وأشباهها من طرائق وأساليب الصراع، ليست باللغة التي يفهمها الإسرائيليون، فَلِمَ تجشَّم "المتضامنون" الرحلة ومخاطرها؟!

وهذا "الاستصغار" هو جزء من "ثقافة سياسية" أوسع، رضعتها شعوبنا ومجتمعاتنا العربية من أثداء حكوماتها، واستبدادها، فالصراع لن يكون مجدياً إلاَّ إذا كان بالحديد والنار فحسب، وأعطى نتائج حاسمة ونهائية وفورية، وقاده رجال عظام.

حكوماتنا، وعبر إعلامها الرصين الحكيم، لن تقصِّر في التضامن مع المتضامنين على متن السفن، أو مع ضحايا الحصار، وفي الحديث عن القرصنة الإسرائيلية، واعتداء إسرائيل على الضمير الإنساني.

وربَّما تبثُّ برامج تلفزيونية "مضادة"، تُظْهِر من خلالها ما تتحلَّى به من حكمة في "تضامنها" مع ضحايا الحصار، فهي لا تحتاج إلى "أسطول الحرية"، وأشباهه من أساليب التضامن، في سعيها المستمر والدؤوب لإغاثة المحاصَرين؛ وإنَّ أحداً لا يستطيع أن ينكر أنَّها أدخلت، وتُدْخِل، إلى قطاع غزة من الغذاء والدواء.. ما تَعْجَز كل "أساطيل الحرية"، وأشباهها، عن إدخاله؛ وكأنَّ الغاية هي إغاثة الضحايا والمحاصَرين لا كسر الحصار وإنهائه!

إنَّهم عشرات الملايين من "المشاهدين الكرام"، إنْ تحدَّتهم تلك المآسي اليومية أو شبه اليومية أن ينزلوا إلى الشوارع والميادين، وأن يقتحموا المسرح السياسي الواقعي، وأن يصنعوا بأنفسهم، ولأنفسهم، شيئاً سياسياً يعتدُّ به، فضَّلوا الذهاب إلى بيوتهم ليتفاعلوا مع كل حدث عظيم عبر الفضائيات، وكأنَّهم أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من "الواقع الافتراضي"!

سلبيتهم السياسية، التي هي جزء من سلبيتهم التاريخية، اشتدت وعَظُمَت، ونما فيهم ميل العزوف عن السياسة بعالمها الحقيقي الواقعي، فأصبحوا كتلة ضخمة (عشرات الملايين من البشر) من "المشاهدين الكرام"، صفرية الوزن السياسي، تشاهِد "صورة" العالم السياسي في الفضائيات، وتشاهد هذا العالم نفسه من خلال الفضائيات، تتفاعل تفاعلاً لحظياً وفضائياً مع مآسي الأمَّة في فلسطين والعراق..؛ وبعد جولات من الشحن والتفريغ العاطفي (السياسي) تذهب إلى أسرَّة النوم، لتستيقظ وكأنَّ شيئاً لم يكن!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط الخالي من السلاح النووي!
- -الانتخاب- و-التزوير- صنوان!
- قانون لانتخابات نيابية -أخلاقية-!
- القانون الانتخابي الجديد في الأردن.. هل يأتي ب -برلمان قديم- ...
- هذا الاستئساد الأثيوبي!
- نتنياهو -رجل الحقيقة-!
- نحن يوسف يا أبي..!
- -الطوارئ- هي طريقة في الحكم!
- تفويض مباشر.. ومفاوضات غير مباشرة!
- العابسون أبداً!
- متى يأخذ عمال العالم مصيرهم بأيديهم؟!
- هل التاريخ يعيد نفسه؟
- في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!
- ساركوزي في ثياب نابليون!
- في مواجهة -قرار الترحيل-!
- العالم في مسارٍ نووي جديد!
- الدولة العربية ليست فاشلة!
- ما لم يقله فياض!
- مصطلح -الدول الفاشلة-!
- ميلاد فيزياء جديدة.. في -سيرن-!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جماهير -إعلامية فضائية-!