أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - على عجيل منهل - الجاحظ ضاحكا ..... القسم الثالث















المزيد.....

الجاحظ ضاحكا ..... القسم الثالث


على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 11:33
المحور: كتابات ساخرة
    


يقول الجاحظ اتتنى امرأة وانا على باب دارى, فقالت لى اليك حاجة , واريد ان تسير معى فقمت معها الى ان اتت بى الى صا نع, وقالت له مثل هذا. وانصرفت . فسألت الصانع عن قولها , قال لا مؤاخذة ياسيدى انها اتت الى,,, بحصى,,,, وامرتنى ان انقش لها عليها صورة,,, الشيطان,,, فقلت لها ياسيدتى مارايت الشيطان فأتت بك .

يقول الجاحظ:

كنت ألفتُ كتاباً في نوادر المعلمين وما هم عليه من الغفلة، ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع الكتاب، فدخلت يوماً قرية فوجدت فيها معلماً في هيئة حسنة، فسلمت عليه فرد عليّ أحسن رد، ورحّب بي فجلست عنده، وباحثته في القرآن فإذا هو ماهر، ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب، فإذا هو كامل الأدوات، فقلت: هذا واللّه مما يُقـوي عزمي على تقطيع الكتاب.


وكنت أختلف إليه وأزوره، فجئت يوماً لزيارته، وطرقت الباب، فخرجتْ إليّ جارية وقالت: ما تريد؟ قلت: سيدك، فدخلت وخرجت وقالت: باسم اللّه، فدخلت إليه، وإذا به جالساً كئيباً، فقلت عظم اللّه أجرك، "لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة".. "كل نفس ذائقة الموت" فعليك بالصبر! ثم قلت له: هذا الذي توفى ولدك؟ قال: لا، قلت: فوالدك؟، قال: لا، قلت: فأخوك؟ قال: لا، قلت: فزوجتك؟ قال: لا، فقلت: وما هو منك؟ قال: حبيبتي! فقلت: في نفسي هذه أول المناحس، فقلت: سبحان اللّه، النساء كثير، وستجد غيرها، فقال: أتظن أني رأيتها؟ قلت: هذه منحسة ثانية، ثم قلت: وكيف عشقت من لم تر؟ فقال: اعلم أني كنت جالساً في هذا المكان، وأنا أنظر من الطاقة (نافذة صغيرة) إذ رأيت رجـلاً عليه بُـرد وهو يقول
يا أم عمرو جزاك اللّه مكرمة
ردِّي عـلـيّ فـؤادي أيـنـما كانا
لا تـأخـذيـن فـؤادي تـلـعبين به
وكـيـف يـلعب بالإنسان إنسانا
فقلت في نفسي: لولا أنّ أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر، فعشقتها، فلما كان منذ يومين مَرَ ذلك الرجل بعينه وهو يقول:
لقد ذهب الحمار بأمِّ عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت أنها ماتت! فحزنت عليها، وأغلقت المكتب، وجلست في الدار.فقلت: يا هذا، إني ألفت كتاباً في نوادركم معشر المعلمين، وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه، والآن قد قويت عزمي على إبقائه، وأول ما أبدأ فيه بك إن شاء اللّه .

والجاحظ هو عمر بن بحر بن محبوب الكنانى ولقبه الجاحظ والحدقى لبروز عينه وكنيته ابو عثمان ولد بالبصرة خلال العقد السادس من القرن الثانى الهجرى وقيل انه مات والكتب على صدره ومن كتبه البيان والتبين وكتاب الحيوان وكتاب البخلاء, واهم ظواهر ادبه ما امتاز به من روح فكهة مرحة عابثة ساخرة تقوم بالدعابة وتميل الى التهكم وتمزح الجد بالهزل وتخفف اعباء الحياة وثقل العلم بالمرح والضحك . تتجلى روح السخرية فى كل جنبات وثنايا كتابات الجاحظ عامة وفى كتابه البخلاء خاصة, فقد كان رجلا مرحا متهلل الخاطر منطلق الوجه نزاعا الى الضحك وهو القائل ,, والله ماتركت النادرة ولو قتلتنى فى الدنيا وأدخلتنى النار فى الاخرة. ان ولوع الجاحظ بالسخرية والفكاهة مرجعها الى ظروفه الشخصية مثل جحوظ عينه ومظهره الخارجى غير الجذاب اضافة الى عوامل اخرى منها المدينة التى عاش بها وهى البصرة الزاخرة بصنوف الاجناس والوان العقول وانواع الثقافات. يقول الجاحظ فى كتابه البخلاء يدور حول نوادر البخلاء واحتجاج الاشحاء وما يجوز منه فى باب الجد ومايجوز من فى باب الهزل. ويعرض الجاحظ المجتمع الذى شاع فيه البخل الى جانب الكرم والامساك فى مواجهة البذخ والسرف ويتحث الجاحظ عن ملح البخلاء ورسلئلهم وكلامهم وخطبهم واعاجيبهم وكيف يلون الحقائق ويغيرون المعانى و يسمون البخل اصلاحا والشح اقتصادا وكيف وصفوا الكرم بالتضيع والجود بالسرف والاثرة بالجهل وكيف وصفوا من هش للبذل بالضعيف ولم زهدوا بالحمد واصبحوا غير مهتمين بالذم. ويرى الجاحظ ان الحياة مراة تتجلى فيها اشياء تدعوالى الضحك واشياء تدعو الى البكاء وهو دليل على الرقة والبعد عن القسوة , ثم يقول الجاحظ فيمدح الضحك والضاحكين ويرى ان الضحك شىء جميل وصفة محببة ووضع الضحك بحذاء الحياة ووضع البكاء بحذاء الموت وللضحك تطيب النفوس ويساعد على النمو الجسمى وعلى الاتزان فى الشخصية والاقبال على الحياة وتنشيط للجسم وشعور المرء بحسن الحال وله دلالة بالتفاؤل والاستبشار وهو كما قال ضحوك السن وبسام العشيقات وهش الى الضيف وذو اريحية واهترام واذا ذموا قالوا هو عبوس وقبض الوجه وحامض الوجه وكأنما وجهه بالخل منضوج. ويوصفون عندئذن بالعبوس والكلاحة والتقطيب والاكفهرار والكراهية والانقباض ويقول لكل مقام ضحك وابتسام وللضحك نفسه موضع وله حدود ولجام . ويعدد الجاحظ انواع البخلاء ومنهم البخيل المخدوع والبخيل المفتون والبخيل المضياع والبخيل النفاج والذى ذهب ماله فى البناء او فى الكيمياء او انفق ماله على امل خائب او طلب ولاية ويرى فى البخل مقدمة للرذائل والكرم مدخل ومقدمة للفضائل .
ويتحدث عن ,,على الاسوارى,, وهيئته وهو احدى الشخصيات التى صورها تصويرا كاريكاتيريا فيقول,,, وكان اذا,, أكل,,, ذهب عقله وجحظت عيناه وسكر وسدر وانبهر وتربد وعصب ولم يسمع ولم يبصر,,,, ويقول,, اثناء تناوله الطعام ما رايته قط الا وكأنه طالب ثأر او كأنه جائع مقرور,, ففى حديثه عن,,محمد بن المؤمل يقول عنه انه بخيل بطبيعته وفى قرارة نفسه لكن يغالب هذا الطبع حتى لا تنحط منزلته بين الناس فيبالغ فى الدعوات ويتكلف فى الولائم لكنه لايكاد يفعل حتى تتغلب عليه طبيعته فيبخل عليهم فى الخبز ,,, ورغم ان الجاحظ يطالب فى الاعتدال فى الضحك والسخرية ولكنه يصل الى حد التهكم البشع او التبشيعى بالآخرين وهذا ماعمله فى ,,, رسالة التربيع والتدوير,,, حيث تدور الرسالة حول شخصية ,,احمد بن عبد الوهاب ,,, الذى كان يعمل كاتبا فى عهد الخليفة الواثق وكتب رسالة للوزير ابن الزيات المعادى الى احمد ابن عبد الوهاب ويقول عنه,,, انه مفرط القصر ويدعى انه مفرط الطول وكان مربعا فتحسبه لسعة جفرته واستفاضة خاصرته مدورا. ويكثر عنه المقابح والعيوب ويقول ,, وكان ادعاؤه لاصناف العلم على قدر جهله بها وتكلفه للابانة عنها على قدر غباوته عنها.
يعتبر الجاحظ من اكثر الرؤى العربية عمقا وتبلورا حول موضوع الفكاهة و الضحك . والمجتمع الذى عاش فيه الجاحظ يموج بالبخلاء والمغفلين والحمقى والشطار والموسوسين والمتعالين وكما ان المرونة فى حكى النكات والطرائف وعدم التركيز على التشكيل النحوى من الوسائل لوصول النوادر والملح الى متلقيها بشكل يتسم بالجزالة والامتاع والحسن.



#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح الفكاهة و الضحك و لكع بن لكع و المتشائل - القسم الثانى
- فضل الكلاب على من لبس الثياب و الحسرة على ايام البصرة
- الحمقى فى كل مكان....فى اخبار الحمقى والمغفلين
- المرأة و البغاء المقدس فى بابل القديمة ..... القسم السابع
- المرأة و الرجل ... العمران والتحديث... من العراق الى السعودي ...
- المرأة البرزة نموذج المرأ ة العربية الاسلامية _ سكينة بنت ال ...
- المرأة والحريم السياسى شبهات حول النموذج الاسلامى لتحرير الم ...
- المرأة وقطع الصلاة والحمار والكلب --- القسم الرابع
- الفتنة بين حجاب الرجال و السفور--- القسم الثالث
- الطبقة الفلاحية فى العراق الجديد
- المرأة العراقية بين الحجاب والحجاب السياسى والسفور القسم الث ...
- المرأة العراقية بين الحجاب والحجاب الفكرى والسفور
- الشعب العراقى بين الارهاب و الحرامية
- اوضاع العراقبين بين زيادة الحنطة و مفوضية الانتخابات و الحجا ...
- أوضاع العراق من لندن الى الكويت
- الاطفال والمراهقين فى العراق الجديد بين الخشخاش و الغاز
- زها حديد العراقية مع 100 شخصية مؤثرة فى العالم,, المرأة العر ...
- مقهى تديره امراءة عراقية لاتراجع المراءة تتقدم فى العراق الج ...
- التغير الديمقراطى ونضال الطبقة العاملة المصرية
- لحى ونقاب وبراقع وخمار والرجعية العربية الأسلامية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - على عجيل منهل - الجاحظ ضاحكا ..... القسم الثالث