أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح البدري - رحلة في دوائر الضياع














المزيد.....

رحلة في دوائر الضياع


صالح البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 19:03
المحور: الادب والفن
    




قالوا :
" نسجدُ للقادم "
وسجدنا ؛
حين سمعنا ،
وباركناه بدمائنا
وركعنا لنبي " كاكي "
وغفرنا كلََََ خطاياهُ
وغفرنا كلََ خطايانا ..
ومسحنا عن أعيننا الدمعة َ
والعَتمة ْ .
*
قالوا :
صارت عَتمتنا " المنسية ُ "
خيمة ْ .
صارت دمعتنا حلمة ْ
ثم .. صارت بئراً
وحصدنا كلَ خطايانا قيحاً
ورمينا في وضح الشمس ، دلواً .
فعاد الدلوُ ببضع حروف لاتنفع
فعصرناها ..
وعلى حبل أكاذيبَ نشرناها .
فجاءت ريحٌ صفراءَ نبية ْ
وسخَت كلَ المخارج .
فتنشقنا رماداً .
دُفنت في التربة أحلامُ ضحايانا ؛
ولطمنا .
وعلى المنبر قلنا :
" خان نبيُ البركات ..
كلَ تعاويذ المنابر
كلَ أحلام المساء " .
وأعلنا على صفحات الإذعان و الإذلال :
أن في الدلو
بقايا من عناد
وحريق وحصاد .
فتوضأنا بماء المكرمات ،
وعرفنا ، وإكتشفنا من جديد :
كلَ خوازيق العبادة ْ .

*
وفي سنة :
صار مُنادينا مزماراً ،
تُنفخُُ فيه الكلماتُ
والأفيوني من الأغنيات .
أقبلَ مناديناً يحملُ خاتمه
يبصمُ كلَ شهادات الوفيات
يبصمُ " عرائضَ " أرحام محلته
يتكسبُ بالبصمة
يتكسبُ بالخاتم .
لكن العاثر هذا ،
لا يكسب غير اللعنة والفاقة
فوق قبور المبصومين
على خارطة الأسترحام .

*
قال منادينا:
لا تبتأسوا ياأبنائي
أرضُ الله واسعة
وحياتكم الفانية .
لكم قصور في الجنة
وعليكم شراءَ صكوك الغفران .
وتوجهنا صوبَ الجنة
نتزاحمُ حولَ الأبواب الغربية
يجللنا بياضُ الأردية البوذية
بحثاً عن صك يحمينا
من " شر الوسواس الخناس " .
*
ومرتْ سنة ٌ
سُرقت منا كلُ صكوك الغفران
وشرعنا نندبُ رباً يهربُ من مسؤولياته .
فأجاب الربُ :
لا تبتأسوا يا أبنائي ،
فالصبرُ مفاتيح للفرج القادم .
ثم أضاف :
فقط إصبروا
ووسعوا صدوركم
فسيرى النخلُ والأهوارُ والجبلُ
أفعالكم .
*
أما في سنة الإنكفاء :
توسعت صدورُنا ..
وتوسَع كلُ شىء فينا .
حتى أمست بيوتنا كراجات
للسيارات الشوفروليت
وللدبابات المطهمة بالصلوات
ومكاتب لمقاولي القطاع الخاص
ولجنود الحمايات
ونواد للكاكي الهارب من الضجر
خلف مكاتب الحراسات اللاوطنية
وأختلاسات الحملات الأيمانية ْ .
فآستطالت أعناقُنا ،
حتى أمست مطايا للركوب
وسلالمَ للتسلق
ساحات للتزلج .
ملاه للأزلامْ
مآذنَ للدعوات الماسونية ،
أبواقاً
وطبولاً للأعدامْ .
*
ومرت سنة ٌ ..
قالوا :
عليكم بالصبر وبالسكوت
وشد الأحزمة
على البطون
ووسعوا الصدور ،
أحرقوا كلَ البخور
حرروا كلَ العرائض والذكور
إبتهلوا للرب يا أبنائنا ،
هذا القابع في " الثكنات الصفراء " .
فهو لايظهرُ إلا
على صفحات ممنوعة
من القراءة
خلف جدران السراديب الفقهية .
يودعُ أو يستقبلُ تجارَ عقيق
وسلاحاً ولعباً ملغمة ً للأطفال
وعباءات تنضحُ قطرات بترول
أو .. يبسطُ أوراقه
يستجدي للأبناء حياة
وعقارات للأيجار
وعمائم للأتجار .
وكراسي في القاعات السوداء ،
أو .. تخفيف فروض عبادة .
ثم .. يلملمُ هذا الربُ
أوراقَهُ الملساءَ
بأنتظار أنْ يعودْ ،
ليشارك في مجلس الخليفة
ومن جديدْ .
*
أما في السنة الأخيرة :
صرخَ الأبناءُ :
" يا ربنا ، لو زرتنا لوجدتنا
نحنُ ركوعٌ وأنت ربٌ مُنزلٌ ".
ياربنا لو زرتنا ،
لضحكت من صلواتنا ،
من أوراقنا ، ودعواتنا
لضحكت من تاريخنا .
من وَجَل يغطي الشوارع والنفوس .
من أسافينَ قد دُقت في ... مؤخراتنا .
لذهَبتَ تبحثُ عن إله ليس مثلكَ
عن إله عاشق للموت
يتشهى في مدى الليل
رائحة َ البارودْ ...
من أجل الحياة .
كي يُهدي أحفادَ خليقته :
أماني ووعودْ
وأحلاماً مشتهاة .



#صالح_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدون في الأمارات
- غابة السلطان
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- مسارات الأسئلة
- مجنون يتحدى القدر
- مجنونٌ يتحدى القدر
- أين ذهبت أموال العراق
- الى إمرأة تدعي المعاصرة !!
- طفولة الأشياء
- سجنٌ كبيرٌ
- عصر الأفساد
- شعر
- شعر شعبي
- إقصوصة
- شعر
- الحوار المتمدن .. فلسفة الكلمة الأعلامية المتحضرة ؟؟
- شعر
- قصيدة دائمة: جدل مناوب
- تبرعوا للسيد المالكي يرحمكم الله!
- ( جغرافيا ) الأحزان !!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح البدري - رحلة في دوائر الضياع