أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - على من يتستر عبد الحسين شعبان؟















المزيد.....

على من يتستر عبد الحسين شعبان؟


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 19:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


"متى أضع العمامة تعرفوني" (لسحيم بن وثيل الرياحي ( 40 ق. هـ - 60 هـ) . وتنسب أحياناً، خطاً، للحجاج بن يوسف الثقفي)

"لدينا متطرفون متعصبون، ولكن إسرائيل كلّها قامت على أسس العنصرية وعلى الإرهاب وإلغاء وتهجير الشعب العربي الفلسطيني" (عبد الحسين شعبان، "الحوار المتمدن"، 2010 / 5 / 25).

"لدينا متطرفون متعصبون" – قال الباحث والمفكر العربي عبد الحسين شعبان ولم يفصح.
من هم هؤلاء "المتطرفون المتعصبون"؟ ما هي اسماءهم؟ إلى أي حزب ينتمون؟ في أي قطر يسكنون؟ ماذا يقولون ويفعلون؟ وماذا فعل مفكرنا الكبير، وهو يصول ويجول في فنادق الخمسة نجوم، لكبح جماحهم وكسر شوكتهم؟

عبد الحسين شعبان، صاحب نظرية "البؤرة الصهيونية"، يعرف كل شيء عن الجانب الثاني من المعادلة. شعبان يعرف الكثير (بل كل شيء) عن اسرائيل (مع قويسين أو بلا قويسين) التي قامت كلها (!!) "على أسس العنصرية والإرهاب" ، ويكتب ببلاغة (ومبالغة) فائقة عن "اللاتسامح والعنف والإرهاب، الذي هو جزء من مكونات أساسية للدولة الصهيونية التي قامت سنة 1948"، ولكنه يلتزم الصمت المريب (والعميق) في كل ما يتعلق ب"المتطرفين والمتعصبين لدينا". لماذا؟

رجعت إلى ما نشره عبد الحسين شعبان في "الحوار" خلال سنة كاملة لأرى كيف حارب هذا المفكر العربي "المتطرفين والمتعصبين لدينا". وماذا وجدت؟ لا شيء. صفر.

عبد الحسين شعبان لم يسمع عن "حماس"، عن "الجهاد الإسلامي" وعن "حزب الله".
لم يسمع عن "الجماعات الإسلامية" وعن "القوميين" الفاشست الذين يقتلون الشعب العراقي.
وهو لم يسمع طبعاً عن السيد المعمم وعن احمدي نجاد الذي يهدد، بين إعدام وآخر، بمحو "الشيطان الأصغر". (وللقراء الذين قد يتساءلون: ما دخل احمدي نجاد هنا؟ أقول: إن عبد الحسين شعبان، ب"عمامته" الجديدة، هو الذي يقحم الاسلام في كل مقالاته في الآونة الأخيرة).

عبد الحسين شعبان سمع عن " بن لادن" و" الظواهري" و"تنظيم القاعدة". ولكنه لم يسمع عما يفعله اتباعهم في العراق والأردن والجزائر واليمن والصومال وغزة. أو انه سمع وسكت. لماذا؟ ألأنهم ينتمون إلى "معسكر الممانعة" ل"الشيطان الأكبر" و"الشيطان الأصغر"؟

عبد الحسين شعبان، الخبير بالقانون الدولي، يطالب بمعاقبة "مجرمي الحرب" الاسرائيليين، لكنه يلتزم صمتاً مخجلاً كلما تعلق الأمر بمجرم حرب آخر، اسمه عمر البشير، المطالب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة القيام بجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية ضد شعب دارفور المنكوب. لماذا يخلد عبد الحسين شعبان إلى السكوت، وهو لم يعودنا السكوت، في حين أنه كان يجب أن يكون أول من يطالب بالقبض على عمر البشير وتسليمه إلى أيدي العدالة الدولية؟ ألا يدخل الرئيس السوداني في قائمة "المتطرفين والمتعصبين لدينا"؟

عبد الحسين شعبان، ذو الحساسية المفرطة لحياة الإنسان وحقوق الإنسان، اراعه اغتيال المبحوح (الذي كان، كما هو معروف، في مهمة سرية "بريئة" في دبي لشراء "كتب مدرسية" ل"أطفال" غزة المحاصرة) فراح يدعو من على كل منبر إلى "ملاحقة المرتكبين “الإسرائيليين” وتوجيه لائحة اتهام ضدهم"، لكنه التزم في حينه الصمت المشين عندما قام "الشهداء"، بأمر من مبحوح، بتفجير انفسهم في شوارع ومقاهي اسرائيل، وهم يهتفون "الله أكبر"، فقتلوا وجرحوا المئات.
(عبد الحسين شعبان لا يستحي أن يكتب ما يلي عن "الشهداء في سبيل الله": "إن من يضحّي بنفسه في فلسطين، ليس من أجل تطبيق الشريعة الاسلامية، وليس من أجل فرض ارتداء الحجاب للنساء أو إقامة الحد أو لفرض دفع الجزية أو التعامل مع أهل الذمة أو حتى إقامة الحكم الاسلامي، بل إنه يفعل ذلك من أجل تحرير وطنه وأرضه المحتلة والمغتصبة". من مكانه المريح في أحد فنادق النجوم لم يسمع شعبان صيحات "الله أكبر" التي تسبق الأنفجار. نحن سمعناها.)

عبد الحسين شعبان قرأ تقرير "غولدشتين" عن الحرب في غزة. وهذا حسن. اليسار الاسرائيلي الصهيوني يطالب باجراء تحقيق عادل ونزيه عما فعله جيش الدفاع السرائيلي إثناء الحرب وتقديم المسؤولين عن الخروقات، إن وجدت، إلى العدالة.
ولكن لماذا اكتفى المحامي عبد الحسين شعبان بقراءة الجزء الخاص ب"اسرائيل الصهيونية" ولم يقرأ ما كتبه غولدشتين عن أفعال حماس التي "قاربت جرائم حرب"؟ ألان حماس ليست في قائمة "المتطرفين والمتعصبين لدينا"؟
والأهم من ذلك، لماذا لم ينبس عبد الحسين شعبان ببنت شفه ولم يصرخ صرخة احتجاج واحدة، بل لاذ بالصمت المشين، عندما انهارت صواريخ حماس على القرى والمدن الاسرائيلية المجاورة لغزة وقتلت وجرحت العشرات؟
لماذا سكت عبد الحسين شعبان عن جرائم "حماس" وخان بذلك واجب المثقف الحر الشريف؟ ان الأحرار والشرفاء من مثقفي اسرائيل ، في ظروف مقابلة مشابهة، لم يسكتوا بل أقاموا الدنيا ولم يقعدوها.

لا يمكنني أن أنهي هذا الجزء من المقال دون أن أسأل المفكر والباحث العربي عبد الحسين شعبان: هل سألت الدكتورة نجاح العطار (نائب الرئيس السوري) عندما التقيتها في دمشق عن أوضاع حقوق الانسان وحرية الرأي والصحافة في سوريا؟ ماذا قالت لك؟ وماذا روى لك الزعيم القائد، ملك الملوك وسلطان السلاطين، عندما زرته في خيمته في ليبيا، عن مغامرات إبنه سيف الإسلام في سويسرا؟

" إسرائيل كلّها قامت على أسس العنصرية وعلى الإرهاب وإلغاء وتهجير الشعب العربي الفلسطيني":
كلها. بما في ذلك كاتب هذه السطور.
هناك في التوراة (التكوين، الإصحاح الثامن عشر) قصة رائعة عن ابراهيم الخليل يناقش فيها الله ويحتج على قراره بتدميرمدينتي سدوم وعمورة "لأن خطيئتهم قد عظمت جداً".
ابراهيم الخليل يعترض على هذا القرار الظالم ويناقش الله، الند بالند، قائلاً: "أفتهلك البار مع الأثيم؟ عسى أن يكون خمسون باراً في المدينة. أفتدمر المكان ولا تصفح عنه من أجل الخمسين باراً الذين فيه؟ حاشاك أن تفعل مثل هذا الأمر وأن تميت البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشاك أن تفعل ذلك."

أما عبد الحسين شعبان فلا يخامره أدنى شك: كل اسرائيل آثمة. " إسرائيل كلّها قامت على أسس العنصرية وعلى الإرهاب وإلغاء وتهجير الشعب العربي الفلسطيني" – يقول هذا الذي يدعي أنه خبير في القانون الدولي.

وإذا كنا نتحدث عن قيام دولة اسرائيل فلنواجه الحقيقة العارية: من المسؤول عن مأساة الشعب العربي الفلسطيني؟ لا اريد أن أزعم أبداً إن القيادة الصهيونية والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة هي فوق اللوم ولم يكن لها دور في ما حدث. ولكني أريد أن أقول إن المذنب الحقيقي هو الزعامة العربية بسياستها الطائشة وشعارها المتعصب (الذي لا زال عبد الحسين شعبان يرفعه حتى اليوم) : كل شيء للعرب الفلسطينيين ولا شيء للشعب الثاني في هذه البلاد. وكانت النتيجة أن لا شيء للعرب الفلسطينيين.

إسرائيل لم تقم على أسس العنصرية وعلى الإرهاب وإلغاء وتهجير الشعب العربي الفلسطيني. أريد أن أذكر عبد الحسين شعبان (الخبير بالقانون الدولي وبحقوق الإنسان) إن اسرائيل قامت وفقاً لفرار دولي معترف به، بتأييد كل الفوى التقدمية في العالم. هذا القرار قضى باقامة دولتين: يهودية وعربية (أين العنصرية هنا؟) والأنظمة العربية الرجعية، الإقطاعية والملكية، هي التي هاجمت اسرائيل للقضاء عليها وعلى الدولة العربية الفلسطينية التي كان يجب أن تقوم وفقاً لقرار التقسيم.

أنهي مقالي بقطعة من "ارشيفي" الخاص. هذه قطعة من كلمة ألقاها موشيه سنيه، أحد زعماء الحزب الشيوعي الاسرائيلي (الجناح اليهودي)، في ندوة عقدت في القدس، في نيسان عام 1969، حول "القضية الفلسطينية والنزاع الاسرائيلي-العربي والطريق لحل أزمة الشرق الأوسط". شاركت في الندوة، إلى جانب الشخصيات الاسرائيلية، شخصيات عربية منها: المحامي انور نسيبة، السيد حازم خالدي، الدكتور ابراهيم خالدي، المحامي عزيز شحادة والسيد محمود ابو زولوف.
ارجو من القارئ أن يلاحظ كم لا زالت آراء الدكتور موشيه سنيه صحيحة حتى يومنا هذا (بعد انقضاء اكثر من اربعين عاماً) وكم هي مغايرة (في الشكل والمحتوى) لأفكار السيد عبد الحسين شعبان:

"إن مطلبي الأول هو أن تعترف دولة اسرائيل بالعرب الفلسطينيين كشعب ذي حقوق قومية في هذه البلاد، لا كمجرد افراد ذوي حقوق انسانية. أنتم (سنيه يخاطب هنا الحضور العرب) شعب ولكم حقوق قومية في هذه الأرض. ولكن لليهود نفس هذه الحقوق.
اسمحوا لي أن الخص آرائي: لا أريد أن يعيش العرب تحت ظل الاحتلال، ولا أريد أن يحتل اليهود اراض ليست لهم. أنا ضد ضم الاراضي لأن هذا معناه استعباد الشعب الذي يقطن هذه الاراضي. وانا لا اريد ابناء شعبي اليهودي ان يمنحوا حقوق الاقلية القومية لشعب من حقه أن يتمتع بحقوق الاكثرية.
ومن الناحية المقابلة فاني ادعو الحماهير العربية المثقفة والانسانية والتقدمية والمفكرة، وممثليها السياسيين، إلى وجوب الاعتراف باسرائيل قبل أي نقاش حول الحدود او المناطق. وعندما يعترف كل جانب بحقوق الجانب الآخر يمكننا ان نبحث وان نجد الحل الصحيح لقضايا اللاجئين والحدود والعلاقات الاقتصادية وغيرها.
الإعتراف المتبادل بالحقوق : هذا هو المفتاح.
شعبان – حقوقان.
لا : "إما أنتم أو نحن" بل : "كلانا معاً. أنتم ونحن على حدٍ سواء".



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقفان لليسار : أيهما كان يسارياً حقاً؟
- من أنت، جورج حداد؟
- هكذا اختفى مفهوم الرجعية من أدبيات اليسار
- الدقة العلمية، الخيال الخصب والديالكتيك الإلهي
- فؤاد النمري ودفاعه عن -فناء الضدين-
- نحو فهم أوضح للستالينية (2)
- نحو فهم أوضح للستالينية (1)
- على -أنقاض الدولة الصهيونية-
- اليسار العربي و-الكيان الصهيوني-
- حل منصف لا عدالة مطلقة
- إبتذال الماركسية
- ماركسيو -ألف ليلة وليلة-
- بين ماركس وانجلز
- اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (2 وأخير)
- اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (1)
- الستالينيون (اخيرة) : يعيشون في الماضي
- الستالينيون (5) : تزوير التاريخ
- الستالينيون (4) : حسقيل قوجمان ضد فريدريك انجلز
- الستالينيون (3) : الكذبة المفيدة
- الستالينيون (2) : فقر الفلسفة (كطول المقال)


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - على من يتستر عبد الحسين شعبان؟