أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-















المزيد.....

سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 18:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ارتباطا بما سبق في المقال الأول، طرحت سؤالا مهما عماذا نسمي هذه الطاحونة الإقتصادية التي تنخر الثروات الطبيعية كما تنخر في جميع القطاعات المهمة لبلداننا أو إن شئنا في كل دول العالم، وقد يكون الجواب سيرا على خلاصات الأستاذ النمري، هي قطاعات تستحوذ عليها هذه الطبقة « الوضيعة »كما يسميها هو نفسه لكنها تبقى مبهمة إلى حد تجعلنا نسأل سؤالا آخر : أليست هذه القطاعات منتجة؟ ألا تتضمن هذه الوحدات مفهوم الملكية الخاصة الذي هو أحد خصائص النظام الرأسمالي؟ وهل ينتفي مفهوم الملكية بانتفاء النظام الرأسمالي؟وهل ينتفي أيضا مفهوم ملكية وسائل الإنتاج في هذه القطاعات، مثل هذه الأسئلة هي صراحة ماكان غائبا على الأقل في تحليل الأستاذ النمري، على الأقل في مقالاته الأخيرة، مع اقراري أني لم أقرأ له كثيرا بل أناقش فقط مقالاته الأخيرة، قلت، مثل هذه الأسئلة هي مايفسح المجال للقول بانتحار النظام الرأسمالي وانهياره أم لا وهي تاليا ما يجعلنا نتحقق في مضمون إعلان رامبوييه، لأن بنية الإنتج الرأسمالي تتأسس ماديا على قاعدة الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وأدوات الإنتاج وهذه البنية هي من يحدد شكل وجود الطبقات أو عدم وجودها . إذا كانت الطبقة المتوسطة قد استحوذت وسيطرت على وسائل الإنتاج، فمعناه أن هذه الطبقة قد تحولت إلى طبقة رأسمالية هي شكل آخر في سيرورة النظام الراسمالي، وأنها لم تعد طبقة “وضيعة” كما كانت في السابق. فإذا افترضنا جدلا أن هذه البنية من تحول وسائل الإنتاج إلى هذه الطبقة، لا وجود لها إلا في أذهاننا من منطلق أن “طبقة الخدمات” لا تملك هذ القطاعات وأن الرأسمالية قد انهارت وانحطت كما يقول الأستاذ، مالمانع أيضا أن تستحوذ الجماهير الكادحة والعمال والفقراء (وبعبارة البروليتاريا)على هذه القطاعات وتنتج هي ضروريات عيشها بنفسها، سيتهمني الأستاذ هنا بالغباء كما يفعل مع قرائه من منتقديه، لكن لن يكون له ذلك إلا إذا حدد هو مصير هذه القطاعات، أي أن يقول لنا هي في ملكية من أو أن يقول لنا ماذا حدث لها؟ وماذا تنتج وأين يذهب منتوجها؟لاشك أن المعطيات والأرقام الإقتصادية تزخر بدلالاتها لكنها في غياب ارتباطها بالميل العام للإقتصاد الرأسمالي نحو احتكار الثروة لا تعطينا دلالاتها غير ما عبر عليه بالفقاعة المالية، فالهزة الإقتصادية العالمية الحالية لا تعبر صراحة عن اهتزاز البنية الرأسمالية إلا فيما يخص فائض الربح، بمعنى أن الذي اهتز صراحة هو “ الإقتصاد المالي” وليس “الإقتصاد الحقيقي” العيني الذي يعرفه الإقتصاديون بأنه: يتناول كل الموارد الحقيقية التي تشبع الحاجات بطريق مباشر (السلع الإستهلاكية) وبطريق غير مباشر (السلع الإستثمارية) أي القيم الإستعمالية بتعبير ماركس وبعبارة الإقتصاد الحقيقي هو الأرض والمصنع والطرق ومحطات الكهرباء والموارد البشرية، وطبيعي أن الجزء الهام من فائض قوة العمل منذ عقدين أو ثلاث اتجه جزء كبير منه نحو الإستثمار في ما يسمى بقطاع البرمجة والإنترنيت بلغ أوجه في فقاعة الإنترنيت التي تفجرت سنة 2000 حيث فاق حجم المعروضات حجم الطلب، بالوتيرة نفسها توجه أيضا قسم كبير من فائض قوة العمل للإشتثمار في الرهن العقاري والمضاربات البرصوية والمالية ولعبت الأبناك والمؤسسات المالية، كما قال الرفيق علي دورا بارزا في هذه الأزمة بتقديم الإئتمانات والسلفات السريعة والطويلة الأمد بدون ضمانات عينية حيث استفاد منها حتى ذوي الدخل المحدود حيث بدا الأفراد عاجزون عن سد ديونهم حتى بعد بيع عقاراتهم المرهونة نتج عنها سحب المستثمرين لأموالهم وانتقصت السيولة المالية في الأبناك لتنفجر أيضا هذ الفقاعة التي نعيشها حاليا، صحيح أن هذه القطاعات لاتنتج غذاءا، لكنها كانت تنتج ثروة مالية بمعنى ما، فهي كانت تنتج سلعا استهلاكها غير ضروري كما أن ــ وهنا يمكننا الحديث بناء على ما أوضحه الأستاذ النمري في مقال سابق، عندما تعرض في تحليله لدور الولايات المتحدة بإفراغ الدولار من قيمته العينية وربطه بضمان الإلتزام الحكومي ، لكن كما قلنا سابقا تبقى الهزات المالية في غياب اهتزاز الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج عبارة عن فقاعة أزمية مالم يصاحب ذلك تحول عميق على مستوى الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج بتحولها إلى الملكية الجماعية، ما يعني أن الرهان على نمط الإنتاج الإشتراكي لازال قائما برغم هذا التردي العارم على مستوى تدني الوعي البروليتاري المؤهل تاريخيا .
من هنا وعلى عكس ماذهب إليه الأستاذ النمري عندما تساءل: «فكيف كان يمكن لكارل ماركس أو فرودريك أنجلز أو لينين أن يتحسب أن يخرج التاريخ عن مساره...» أقول لم يخرج التاريخ بعد عن مساره، بل رؤية النمري هي التي خرجت عن مسارها الماركسي، وهو إذ ينتقد في مقال له رفعت السعيد عند خروجه من الحزب الشيوعي المصري، ينسى في نفس الوقت ما عليه بنى نقده، كون الماركسية قانون مطلق( وهو ما ليس صحيحا كون الماركسية علم تنتج فكرها استنادا إلى حركة التاريخ المتغيرة)ـ
إن سؤال “الطلسم” كالذي طرحه الأستاذ النمري عندما قال: «أين اختفت الثورة»(1) يمكن أن يكون وجيها لو طرح بشكل غير مطلسم كالقول مثلا أين اختفى الرأسمال؟فالقول بتنازل الطبقة الرأسمالية عن أن تكون طبقة يستلزم أن ماكان في ملكيتها تحول إلى الغير ـ
يقول الأستاذ فؤاد النمري: «..فموضوعية النظام الرأسمالي الرئيسية والوحيدة هي تحويل قوى العمل المتجددة كل يوم في الشغيلة إلى إلى ثروة حقيقية. ولذلك يجهد النظام الرأسمالي بصورة حثيثة إلى تحويل أكبر قطاع من القادرين على العمل في الأمة إلى عمال» أن تكون موضوعية النظام الرأسمالي هي تحويل قوة العمل إلى ثروة حقيقية، ذلك ما لا نختلف علية إطلاقا، لكن أن تكون موضوعية هذا النظام دافعة إلى تحويل أكبر قطاع من الأمة إلى عمال ذلك ما نختلف بشأنه، لأنه كما سبق القول في مقالي السابق عندما تحدثت عن هذا القانون الدياليكتيكي الذي أدرجه الأستاذ النمري والذي قلت بأنه يصلح في وحدة انتاجية(هو قانون برجوازي رأسمالي وليس ماركسي)، قلت بأن فائض الإنتاج يؤدي إلى تطور الثروة التي تؤدي بدورها إلى تطور الوحدة الإنتاجية باقتناء الآلات والتكنولوجية الجديدة، وهو قول أيضا لا يتناقض مع استنتاجات ماركس في تطرقه لدور الآلة في خلق فائض الإنتاج، يقول ماركس:« يوجد تناقض كامن في استخدام الآلات لإنتاج القيمة الفائضة، ذلك لأن الآلات تستطيع أن تزيد أحد عاملي القيمة الفائضة وهومعدلها وذلك فقط بإنقاص العامل الآخر وهو عدد العمال»(2)،يقول ماركس في موضع آخر من كتابه رأس المال(3):«إن تجميع الثروة في أحد قطبي المجتمع يستلزم في نفس الوقت تجميعا للفقر وألم العمل والرق والجهل والإنحطاط الأدبي في الطرف الآخر»، لا شك أن هذه المقولة الماركسية تعطينا تفسيرا واضحا لما آلت إليه طبقة البروليتاريا في العالم كله، فغياب وعي سياسي بضرورة تغيير أوضاعها الإجتماعية عائد بالأساس إلى تردي الظروف الإجتماعية والسياسية والإقتصادية للبروليتاريا بسبب من تجميع الثروة في قطب الرأسماليين،إن القانون الدياليكتيكي الذي أدرجه الأستاذ النمري والذي نقضناه في مقالنا السابق هو الذي يعطي التفسير الموضوعي لما أدرجه أيضا النمري في مقال آخر عندما قال بالحرف:« كبار الأغنياء في العالم لايشغلون بروليتاريا واحدا»(4) إلا إذا اعتبر كبار الأغنياء هؤلاء ليسوا رأسماليين، هم شيء آخر غير ذلك، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه أيضا يناقض نفسه عندما يتساءل أين ضاعت الثروة؟ فالرفيق الماركسي غير الوضيع يعرف أين وضعت الثروة وأين احتكرت لكنه يتحاشى أن يسمي الأشياء بمسمياتها ويسمي نفسه ماركسيا في الوقت الذي ماركس نفسه يقول: بأن الرأسمالي يستطيع أن يجني الثروة دون وضع أمواله في وحدة انتاجية واستشهد بذلك بأنه أثناء الحروب أو الأزمات يلتجيء هؤلاء إلى المضاربات.ـ
يستعمل الرفيق بعض المفاهيم التي تلعب دور التغطية الإيديولوجية لقفزاته الماركسية عندما يعاند في فرض مفهوم حول الطبقة المتوسطة بالقول بأنها الطبقة الوضيعة، أي المنحطة، وفي كل السرد الذي إتبعه على طول مقالاته تبدو البرجوازية الصغيرة والبرجوازية المتوسطة سيان لا فرق بينهما، إن مفهوم الوضيع ليس مفهوما نظريا بل هو مفهوم وصفي قدحي يؤدي دور الهجاء أكثر من دور التفسير، من حيث أن الرأسمالي نفسه بسبب من استغلاله النهم وبسبب من الجشع وعبادة الثروة يمكن وصفه هو الآخر بالرأسمالي الوضيع بينما مفاهيم كالصغير والمتوسط والكبير تؤدي في التحليل الماركسي إلى وضع التمايزات بين هذه الطبقات، ففي البحث العلمي الماركسي ليس المهم ما إذا كانت هذه الطبقات وضيعة أم لا المهم هو وضعها المميز داخل البنية الإجتماعية (راجع كتاب مقدمات نظرية لمهدي عامل في هذا الإطار)ـ
إن طبقة البرجوازية المتوسطة (طبقة الخدمات كما قال النمري) تلعب دورا أساسيا في خدمة الرأسماليين إذ هي من يمدهم بالخدمات القانونية والخبرات العملية كما تلعب دور الوكالة الطبقية بتعبير مهدي عالم، وتلعب هذا الدور إيديولوجيا وسياسيا بالشكل الذي تبدو هي المهيمنة سياسيا بينما المهيمن صراحة هي الشركات المتعددة الجنسية والعابرة للقارات . ولنا عودة إلى الموضوع في مناسبة قادمة.
(1)المقال: ماتفسير الأزمة في اليونان؟
(2)رأس المال، الفصل الثالث ـ الآلات والصناعة الكبيرة، ص 350ـ
(3)رأس المال الفصل الثالث والعشرون، القانون العام للتجمع الرأسمالي
(4) مقالة النمري في: ماتفسير الأزمة في اليونان



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفر الخروج .. الخروج إلى أين؟
- حكايا من المهجر -لاموخنيرا-
- أوهام ماوراء المتوسط: -الحريك-
- أمة التستر
- أوهام ما بعد المتوسط 2
- أوهام ما وراء المتوسط
- سبحة الضفادع
- الحكومة المغربية وقضايا الهجرة
- تداعيات الرحيل
- مذكرات عبور: بوابة ابني نصر
- مذكرات عبور
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين 2
- في التناقض: ماهو حرام على انجلز حلال على أنور نجم الدين
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي 2
- رسالة غرام، وجحيم المدرسة القروية
- حكايا من المهجر: ساحة وليلي
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 3
- حكايا من المهجر: صراع الهيمنة 2
- حكايا من المهجر: الموضولو 3 وصراع الهيمنة
- حكايا من المهجر: هلوسة عبابو 3


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-