أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد الحافظ - أنا ضدّ الإعدام .. ولكن !















المزيد.....

أنا ضدّ الإعدام .. ولكن !


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3016 - 2010 / 5 / 27 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقوبة الإعدام المعمول بها حالياً في دول عديدة هي إمتداد لنفس العقوبة منذُ وجود البشر على هذهِ الأرض .لكنّها كانت تتم بصور أخرى .
لاجدال عندي في ضرورة إيقاف العمل بتلك العقوبة عموماً , خصوصاً في البلدان المتقدمة حضارياً , لأنّ العقوبات تتغير مع تطوّر البشر .
والعبرة في العقوبة أصلاً , تكون للردع أو إعادة التأهيل النفسي , لذلك يطلق البعض إسم .. الإصلاحية على السجن .
في أوربا قديماً كانت هناك أنواع عديدة للإعدام منها المقصلة والسحق بواسطة عجلة خاصة , وغير ذلك .
لكن عندما تطور فكر الفايكنغ مثلاً , حاولوا تشكيل مجلس لحل قضايا النزاعات والثأر
وساد في ذلك الوقت نظام المبارزة والتحدي لمن لايرغب بحكم المجلس , وتكون الغلبة للأقوى طبعاً بصرف النظر عن صاحب الحقّ .
.............
المسلمون أقرّوا الإعدام وقطع الأعضاء , مثل يدِ السارق ,والرجم للزاني والزانية , وأستبدل بعد ذلك بالجَلْدْ كبديل , وغير هذا .
وقد تشدد الخلفاء الأمويون والعباسيون ضدّ معارضيهم وكانت العقوبات تتم بطرق قاسية جداً منها سمل العيون وبقر البطون , وصولاً الى القازوق العثماني .
حتى في التراث الشعبي والقصص الفلكلورية مثل / ألف ليلة وليلة , نسمع شهرزاد تتحايل على شهريار بسرد القصص الطويلة له , لتنجو بنفسها وتخلّص بنات جنسها من سيفهِ البتار المتعطش للدماء , بسبب خيانة زوجتهِ المُفترضة .
بالمناسبة / ألف ليلة وليلة في طبعتها الجديدة موقوفة حالياً عن النشر والبيع , في مصر بسبب ضجة قادها مجموعة من المتشددين , ضدّ هذا الموروث الشعبي ,قائلين أنّه يخدش الحياء العام ببعض الألفاظ الجنسية والإباحية .... ماعلينا
........
نعود لعقوبة الإعدام الحالية , والتي أوقف العمل بها في كثير من دول العالم المتقدّم .
ومع ذلك يخضع حوالي 60% من سكان العالم في دولهم المختلفة لتلك العقوبة ,
منها أكبر دول العالم مساحةً ونفوساً , الصين والهند وأندونيسيا وبعض الولايات الأمريكية
لكن دول الإتحاد الأوربي أوقفت العمل بتلك العقوبة , حيث أن المادة الثانية من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي يحرم تطبيقها .
واليوم، ترى منظمة العفو الدولية أن معظم الدول مؤيدة لإبطال هذه العقوبة
مما أتاح للأمم المتحدة أن تعطي صوتًا بتأييد صدور قرار غير ملزم لإلغاء عقوبة الإعدام.
........................
طبعاً كلنّا يذكر كيف إستخدم طغاتنا تلك العقوبة وتوسعوا فيها ضدّ خصومهم , فصدّام مثلاً بدأ حكمهِ بما أسماه : أعدام الخونة الجواسيس , ( بينما أغلبهم معارضين سياسيين ) , وإستمر الى أن طالت تلك العقوبة , الجنود الفارين من ساحات القتال ضدّ إيران في ثمانينات القرن الماضي , مروراً بإعدام آلاف من المعارضين لهُ من شيوعيين وإسلاميين وحتى بعض البعثيين الذين رفضوا قيادتهِ , مثل مجموعة ال55 بقيادة عدنان الحمداني .
ووصل بهِ أمر إذلال الشعب العراقي , عندما أصدر أمراً بأستيفاء ثمن الطلقات من أهل المعدوم بتهمة الهروب من العسكرية لأكثر من ثلاث أيام .
.......
اليوم نعرف جميعاً تداعيات الحالة العراقية , بعد عملية تحريرهِ من صدّام وزبانيتهِ .
عدد من الإنظمة المحيطة بالعراق , توجسوا خيفة من التغيير الديمقراطي فيهِ كونهِ يُهدد كراسيهم وعروشهم , فأطلقوا بقصد أو بغض الطرف عن الأمر , أطلقوا القتلة بإتجاه العراق , ليروعوا شعبهِ المنكوب أصلاً لعقود طويلة بأيدي الدكتاتورية الوطنية .
عرضت الشاشات عشرات من هؤلاء القتلة , وبعضهم قدّم شرحاً وافيا عن جرائمهِ
..............
الإفلام القصيرة التي توزع بالموبايل واليوتيوب بقطع الرؤوس تشمل الزرقاوي ورفاقهِ مروراً بباقي القتلة المتعطشين بغرابة لدماء الشعب العراقي .
سمعنا جميعاً تعليمات قادتهم بتفجير المفخخات في أيّ تجمع من الناس عند فشل الوصول الى الهدف الأصلي .
الهدف النهائي إذن .. قتل أكبر عدد ممكن , من الناس الأبرياء .
كيف نعالج هكذا فكر , وهكذا بشر , وكلّ هذا الشرّ داخلهم ؟
كثير من هؤلاء القتلة يجادلون بهدوء وعن إيمان وقناعة بعملهم ويقولون عن أنفسهم قبل تفجير ذواتهم العفنة , أنّهم يستعجلون الذهاب الى الجنة وحورها العين .
كيف تعاقب هؤلاء ؟ هل نطلب لهم المغفرة والتوبة والهداية ؟
هل يكتفي القاضي بسجنهم ؟ وغالباً ولوجود الفساد الكبير لدى الساسة يتّم تحريرهم مقابل ثمن معلوم وقد حدث هذا الأمر فعلاً في العراق والجميع يعلم به .
هل سنكون متجنين عليهم لو طالبنا بإعدامهم ؟
لكن حتى لو إلتزمنا الصمت وتركنا القضاء والدستور يقول كلمتهِ
أليس أفضل من المطالبة بتخفيف العقوبة عنهم وإلغاء إعدامهم ؟
أليست لدماء العراقيين حُرمة ؟ أم أنّ الإقتصاص من القتلة سيكون عنفاً , غير مبرر ؟
يُجيب البعض : أنّ التطرف يقود للتطرف .. والإعدام هو حكم متطرف
هذا القول قد يصلح في أوربا المستقرة الهادئة عموماً .
ومع ذلك عندما تمّ إعتقال رجل قتلَ أبيهِ في مصحة نفسية , في السويد خرج بعد فترة ذلك القاتل , ليقتل آنّا ليند / وزيرة الخارجية قبل سبع سنوات تقريباً , وكانت الطريقة طعنات عديدة بالسكين بقصد القتل العمد . وقبض على القاتل وأودع ثانية في المصحّة النفسية .
هل تنفع تلك الطريقة في العراق وبعض الدول الأخرى وفي ظروفها الحالية ؟
أليس في وقف تنفيذ الإعدام , قفز على مراحل الهدوء والإستقرار اللازمين لذلك؟
هل بعض شعوب منطقتنا وماتعانيهِ من تزمت وتخلف مؤهلة لمثل هذا القرار ؟
ألا نحتاج قبل ذلك وعي ثقافي وحضاري وديمقراطي يؤهلنا إليه ؟
أليس ذلك القرار يعتبر من قبيل الترف الفكري والرومانسي والطوباوي في هذا الوقت ؟
كيف نعامل قتلة عشرات الآلاف من الأبرياء في الجزائر ومثلهم في دارفور ؟
ماذا نحكم على قاتل 5000 مواطن بريء في حلبجة , جلّهم نساء وأطفال ؟
وماذا عن قرار إعدام صدام مثلاً ؟ هل كان يوجد بديل أفضل ؟
في إيران / خامنئي ونجاد وخلال العام الأخير فقط تمّ إعدام عشرات من الشباب المُعارض للسلطة المتزمتة , فهل كل الإعدامات تتشابه في ظروفها وأحقيتها ؟
هل أعدام متظاهر ضدّ النظام يشبه إعدام قاتل 70 إنسان بريء بتفجير واحد ؟
وهل إعدام علي الكيمياوي مثلاً بعد محاكمة طويلة وعلى الشاشات , يشبه قطع الرؤوس في الساحات العامة في السعودية ؟
يا لعجبي , مالكم كيف تحكمون ؟

تحياتي لكم
رعد الحافظ
28 مايو 2010



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو خلقٌ جديد ؟
- فيفا برشلونة
- الدنيا كلّها تبكيك ..سرواً : رثاء البطل سردشت عثمان
- مشهدين.. للنقاش
- رِحلَة نحو الموت
- الرماد البركاني وفرح المؤمنين
- مستقبل لغتنا العربية
- الطاقة المعتمة ومرادفاتها
- صانعوا الجمال في الحياة
- إحالة الأديان إلى المتاحف
- نجومي من النساء
- مَنْ ينتصر , رغباتنا أم ظروفنا ؟
- الحوار المتمدن / تعليقات صريحة وعقلانية
- يا لصفاقة البعثيين
- الفراعنة على العرش الأفريقي
- عمليات التجميل , هل دائماً ضرورية ؟
- كارثة هايتي وزلزالنا النفسي
- الثورة القادمة ...للنساء
- مَنْ نَسأل في أمورنا الجنسيّة ؟
- مع مصر ضدّ طغيان حماس والإخوان


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد الحافظ - أنا ضدّ الإعدام .. ولكن !