إجابات على اسئلة القراء الكرام ..

ياسمين يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 21:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هذه أجابات على الاسئلة التي وجهت لي من قبل بعض القراء الكرام ..

..البترول والدولارات شكلهم لذيذ ..
يسألي الزميل الأسلامي طلعت خيري لماذا لا أذهب الى أرض غير أرضي التي أعيش عليها ما دمت أكره النقاب والوهابية ثم يجيب نفسه ويقول : ولكن البترول والدولارات شكلهم لذيذذذذذ ..أنتهى

أولا : بالنسبة للبترول ياسيد طلعت فبيتنا لا يحتوي على قطرة بترول واحدة والذي قال لك بأن أنابيب البترول تنبع من بيتي فهو يكذب عليك وصدقني لو عندي بترول ما راح أبخل فيه عليك .

ثانيا : أما بالنسبة للدولارات فأنا أحلف لك في اللي تبي أني لا أملك حاليا سوى ( ألفين ريال ) يعني تقريبا ( 600) دولار أو أقل قليلا وأذا تبغاهم مايعزون عليك أحولهم لك على حسابك ، وما عليك الا أن ترسل لي رقم حسابك فقط وانا أبعثهم لك فالفلوس هي آخر همي . بس على شرط تترك أنتقادك للأسلام السياسي وتخليك في الأسلام الأساسي . أتفقنا ياحاج طلعت ؟
والآن بعد ما عرفت حالتي البترولية والمالية هل ما زلت تعتقد بأني أستطيع أن أعيش في أرض أعشقها وأرفض من أجل بترولي ودولاراتي ؟ والله حسبت سؤالك موجه للأمير للوليد بن طلال مش لي أنا .. وشكرا لك

.. أسباب تمسكي بالنقاب ..
تسأل الأخت العزيزة سناء : مادمت ضد هذا المسخ الأنساني لماذا لا أتخلص منه أي (النقاب) وتريد معرفة أسباب تمسكي به رغم أن المفروض علينا هو الحجاب وليس النقاب ؟ أنتهى

عزيزتي سناء : النقاب عندنا في الوقت الحالي ليس مفروضا من قبل الدولة وأيضا ليس مسموحا ولكن في نظر رجال الدين ورجال الهيئة الذين يتواجدون في كل مكان تقريبا يعتبر عدم أرتداءه جريمة كبرى هذا من جهة ومن جهة أخرى فالعادات والتقاليد المستمدة من الدين أيضا تجرم من لا ترتديه، والعرف الأجتماعي السعودي يستنكره وينظر لغير المنقبة أما أنها ليست سعودية الأصل أو أن أخلاقها ليست جيدة . اما بعض المناطق التي تكثر بها النساء الكاشفات لوجوههن كالمنطقة الغربية والمنطقة الشرقية فسكانهم أكثر تحررا وأنفتاحا من باقي المناطق الأخرى . فلا تتصوري بأن الأهل أو الزوج يسمحون بعدم أرتداءه حتى لو كانوا لا يصلون ولا يصومون فبعد أن جعله الدين شعارا للعفة والأخلاق والشرف لايمكن أن يقول المجتمع والعادات والتقاليد بغير ذالك وهكذا فأن من يسمح لبنته أو أخته أو زوجته بخلعه كأنه سمح بخلع هذه القيم . ولا توجد من السعوديات لا ترتدي النقاب في غير المناطق المذكورة الا قلة قليلة وهن من الأسر المتحررة جدا أو من تخلعه خلسه في المولات بعيدا عن أعين الرقابة وهذا للمسموح لهن التجول من غير محرم ( وطبعا تكون حاطة يدها على قلبها لا تصادف أحد من أهلها) . فهل عرفتي لماذا أنا أرتدي النقاب ؟ فأنا لست متمسكة به بل هو من يتمسك بي رغما عني . وشكرا لك أختي العزيزة ..

.. أحساس المرأة وهي داخل النقاب ..
سؤال أو طلب أخي وصديقي العزيز الحكيم البابلي هو : أن أكتب مقالا عن أحساس المرأة وهي داخل النقاب والكيس الأسود وبماذا تفكر أثناء تجوالها به وهل يؤدي النقاب والسواد بالمرأة الى أي نوع من الثورة والغضب أو حتى الأنتقام من المجتمع الفارض لهذا القيد الثقيل والخ من المشاعر الأنسانية ؟ أنتهى .

غالي والطلب رخيص يا صديقي الرائع دائما ، أوعدك أن أستطعت قريبا سأكتبه لأنه فعلا موضوع يستحق الشرح وانا أعرف عنه الكثير عن نفسي وعن غيري من النساء . وألف شكرا .. تحياتي الحارة لك .

.. لماذا لا أذهب الى فرنسا وأخلع ملابسي هناك ..

يسألني قارئ يدعى فهد العنزي ويقول أنه عاش في بريطانيا ثلاث سنوات حيث كان يدرس هناك وأنه كان يسكن مع عائلة لها ثلاث بنات وكل واحدة لديها صديق تمارس معه الجنس تحت أعين الوالدين بأسم الحرية . ويقول لي : لماذا لا أرحل الى فرنسا وأخلع ملابسي هناك وبالطبع سأحصل على الجنسية الفرنسية بدون أي عقبات .. أنتهى .

لم أكن أعلم أن الحصول على الجنسية الفرنسية لا يتطلب أكثر من خلع ملابس ! هذا دارس في بريطانيا أجل لو أنه دارس في أفغانستان أيش قال ؟
لا أدري لماذا أذا تكلمنا عن حرية الغرب وعدلهم ومساواتهم وقيمهم الأنسانية وأحترامهم لأختيارات الأنسان لما يرتضيه لنفسه ولا يأذي الآخرين ، يأتي لنا من لا يفهم عن الغرب سوى حرية الجنس ويبدأ بترديد الأسطوانة المعروفة عن الغرب وهي : المجون، العري، الفاحشة، الشذوذ، وكأنهم لا يعانون أبدا من هذه الأمور وليس لديهم شذوذ ولا عري اخلاقي ولا فاحشة ولا مجون يعني ملائكة . وطبعا هذا القارئ لم يرفض هذه الحرية الجنسية على نفسه كرجل بل يرفضها من الغرب لأنهم يسمحون بها للمرأة والرجل على السواء ولو كانوا يسمحون بها فقط للرجل فلا مشكلة لديه بل على العكس سيتغنى بأخلاقهم حينها .
أنا سؤالي لهذا الأخ هو : لماذا تعترض على حرية هولاء الفتيات ولا تعترض على حريتك أنت ؟ فهل أنت لست حرا في فعل ما يفعلنه أذا أردت ذالك ؟ ولماذا تسكن لدى عائلة لديها ثلاث فتيات وأنت المأمور بغض البصر أم أن الكافرات ليس عليهن غض البصر ؟
أن حرية تلك الفتيات أزعجتك وضايقتك من الغرب رغم أن ليس كل عائلة غربية هم كذالك وجميع صداقاتهم وعلاقاتهم تنتهي بالزواج. ولكن لماذا لم يزعجك ويضايقك أن تباع النساء كأماء وجواري في سوق النخاسة رغما عنهن ولا خيار لهن في أنفسهن في أن يباع ويشترى بهن ويتنقلن من مشتري لآخر ؟ على الأقل تلك الفتيات يعملن هذا العمل عن أختيار وحب متبادل بينهن وبين أصدقائهن ومتى ما أرادت الواحدة منهن ترك صديقها تركته بكل حرية وقناعة ، أما تلك الجواري المغتصبات اللواتي يساقن كالحيوانات فلا مجال لأنزعاجك وصحوة ضميرك من حالهن ولا يمكن لك أستخدام عقلك في كيفية سماح ربك بهذه الأباحية والفاحشة التي تعمل بهن من غير رضاهن . أتصور لأنك تفكر فقط في أنك المستفيد من هذه العملية وأن أهم شيء أن لا يكون للمرأة أختيار وقرار في أن تفعل ماتريد ولكن أن يفعل بها مايريد الذكر فهذا جائز وأخلاقي جدا .
أنت ياسيد فهد لا تنتقد حرية الجنس في الغرب لأنه فاحشة أو شيء قبيح وأنما لأنه مباح للمرأة كما هو مباح للرجل. ولا تعترف بما يقره الغرب بأن الجميع حر في نفسه وجسده لأنك تريد الحرية لجنسك فقط .
يا أخ فهد ليس كل الغربيات والغربيين يعيشون بدون زواج فمنهم الذي يفضل الزواج مباشرة ومنهم من يفضل الصداقة ثم الزواج ومنهم من يفضل العيش بدون زواج ولكن بعلاقة تربطهم مع بعض وللأثنين حقوق وواجبات معترف بها في قوانينهم . وكلا يختار مايناسب تربيته وتفكيره ولا يجبر أحدا امرأة أو رجل على نوع علاقته بالطرف الآخر .
ولكن أنت في مجتمعنا وديننا مسموح لك في السفر الى الخارج لوحدك والعيش هناك بلا حسيب ولا رقيب الا من نفسك أما انا فلا لأنني من المؤكد سأخلع ملابسي هناك وأنحرف كل أنواع الأنحراف لأنني امرأة والمرأة بلا رقيب عليها في نظرك لن تكون الا امرأة ساقطة ومنحرفة اخلاقيا هذا ماتعلمته من دينك ولم تتعلم شيئا من بريطانيا ومشاهداتك بها سوى الحرية الجنسية للمرأة . لماذا لا تفكر وتقول بينك وبين نفسك لماذا توجد فتيات في مجتمعي منحرفات أخلاقيا رغم الرقابة والتشدد عليهن بينما توجد أيضا فتيات غربيات متحررات بلا رقابة محرم ولكنهن قمة الالتزام الأخلاقي ؟ قارن في كل شيء وفكر وصدقني ستصل للحقيقة . ولا تعترض على منكر من أنسان وترضى بماهو أبشع منه من إله .
ولعمك أنا أذا ذهبت الى فرنسا في يوم من الأيام لن أخلع سوى العباءة والنقاب وكل سواد وكل ما سأفعله هو أن أتنفس الهواء بحرية بدون حواجز وأن أرى ملامح وجوه الناس وترى هي ملامح وجهي كبشر وليس كوحوش يريدون الأنقضاض علي، وأن أقول كل ما أشعر به ، وأن أعمل كل ما اؤمن به ، هذه هي الحرية وليس ماتعتقده وما زرعوه في رأسك .. فمن يريد فعل الفواحش في مجتمعنا لا يصعب عليه فلا أسهل من هذا الطريق عندنا بالنسبة للرجل ولا أبسط من تخطي العقبات والرقابة بالنسبة للمرأة للوصول أليه . فمتى تفهمون أن الحرية هي الأرادة الأنسانية وليس الأباحية .؟
وصدقني سأرحل الى فرنسا أذا أتى اليوم الذي سأنال به حريتي تلك الحرية التي هي حلال عليك وحرام علي ، وأعدك بأن لا أخلع سوى مايشوه أنسانيتي لا أكثر .
مع جزيل الشكر ..


وفي الختام أشكر جميع القراء الأعزاء وأقول للرجال منهم انا ممتنة جدا لكم لوقوفكم مع المرأة ودفاعكم عن أنسانيتها وكرامتها الحقيقية

#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات