أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من يقف ضد تأليه القيادات الجديدة في العراق؟















المزيد.....

من يقف ضد تأليه القيادات الجديدة في العراق؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 19:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تقع المسؤوليةعلى مًن بيده السلطة في دفع العملية السياسية الى الامام بشكل منظور و واضح وبعيدا عن الانحراف باي اتجاه، و بعد ان يتلمس الشعب التغييرات على الارض، فيحدد من يقف حجر عثرة امام المسيرة الحياتية الملائمة للمواطن للعيش كالانسان الذي له حقوقه الاعتيادية الطبيعية دون زيادة او نقصان، و من كافة النواحي الثقافية الاقتصادية الاجتماعية بعد ضمان حقوقه السياسية ، وهومن له اليد الطولى في التاثير الايجابي على ظروف المجتمع بشكل عام، و من يقيٌم المرحلة الحالية و يقيس المستويات و يشخٌص الخلل و الامراض المختلفة في المجتمع و يقترح الحلول ، و من ينفذ .
عبٌرنا مرحلة قاسية و مظلمة ، فكان الصنم مفروضا علينا و خلقته الظروف الموضوعية و الذاتية معا ، و كانت عوامل بقائه طيل هذه العقود عديدة، و ما عشناها من الظروف المؤلمة و ترسخت اثارها خلال تلك المراحل و التي تجذرت الى العمق بحيث افرازاتها باقية و لم تزل ليومنا هذا رغم المحاولات لاستئصالها و ازاحتها او على الاقل محاولة خفض نسبتها و تضييق مساحتها ، فتصطدم كل تلك المحاولات في المعالجة بحجر عثرة و عوائق مختلفة بشكل عام.
السلطة التي حكمت كانت لها الدور الاكبر في صنع الصنم و تخصيب الارضية لعبادته و توفير الظروف التي تجبر العبيد على الاستمرار في خشوعهم و خنوعهم له، و ان لم يؤمنوا به في قرارة انفسهم و افكارهم و عقيدتهم ، الا ان الشعب وخاصة الحلقة الضيقة التي كانت ملتفة حوله لم تقصر في تاليهه و عدم المس به مهما وصل ظلمه.
ورغم سقوط الصنم الكبير بعد جهد جهيد انما الساحة باقية على حالها و لم تتغير ، الواقع كما هو بكل ما يتصف به، و المجتمع على الرغم من تحرره النسبي لازال يعيش في الماضي و يحكمه المستوى الثقافي و التراث و العادات و التقاليد و العقليات و الترسبات التاريخية المعلومة للجميع.
لم تقصٌر السلطة الجديدة في الامتداد لهذه الظروف و استغلالها للاوضاع المعيشية للمواطنين و الاستاثار بالمناصب و استغلالهم لواردات البلد من اجل استعباد الفرد و بقائه مغتربا دون ان يحس يوما بالمواطنة.
المسؤولية الكبرى تقع على عاتق النخبة المثقفة التي يجب ان تؤدي دورها الحاسم، و لكن ما هو الظاهر حتى الان انها لم تجد طريقا في التعامل مع الواقع الجديد بعين الحداثة و متطلباتها، و الثقافة المسؤولة هي التي يجب ان تدير العملية السياسية الاجتماعية العامة، و عليها العمل بهدوء من اجل بناء سد منيع امام تطاول بقايا سمات المراحل السابقة المعيقة لعمليات الاصلاح و التغيير.
نعم سقط الصنم و لم يعد هناك الها دكتاتورا من النوع الذي ذبح من كان يفكر بان يصل الى الوهيته في لحظة ما، لقد اُجتث حزب و كان يضم بين ظهرانيه ما ساعد على بقاء الصنم لعقود و هو المسؤول المباشر على ما وصل اليه العراق و يستحق الاجتثاث اكثر من الاشخاص ، الا ان المرحلة الحالية غير خالية من مقومات صنع العديد من الاصنام و باسماء و اشكال و عناوين مختلفة و متنوعة. لم ندع المرحلة السابقة خلف ظهرنا بعد و بشكل قاطع، بل الارضية لازالت كما هي الى حد كبير جدا، البنى التحتية و الفوقية لهذا البلد لازالت تترنح في موقعها و مستواها المعلوم، وهذا ما يدع اي متتبع لظروف البلد ان يخشى اية مفاجئات او ردات في العملية السياسية و ما فيها.
طالما بقت المحرمات و المقدسات على حالها كما هي دون اي تغيير يذكر او بتغيير طفيف، طالما سيطرت النرجسية على اخلاقيات من يطمع في ادارة البلد و هو يحاول بكل السبل ان يصل اليها، طالما وجدت نسبة كبيرة من الانتهازيين و المتملقين و من يقف ضد مصالح الجميع من اجل انفسهم و ينتقلون من جبهة لاخرى و من حزب لاخر من يوم لاخر ، طالما لم تستقر الاوضاع و لم يعلو شان القانون ، و بقيت كافة الاحتمالات و الاجتهادات في كافة المواضيع السياسية ، طالما سيطرت العقائد و الفلسفات الاصولية و غطت على الاراء و الافكار و المواقف التقدمية، بقت احتمالات عمل و عودة الاصنام على حالها كما هي و يجب ان يخشى الجميع من تلك المرحلة، طالما لم يمت الصنم لحد اليوم و ان احتضر منذ مدة .
اذا كان استقرار المجتمع و تحرره مشروط بتحرر الشرائح و الفئات المؤثرة من المثقفين الادباء و الاعلاميين و الصحفيين و الشعراء ، و المساواة المطلوب كشرط لحكم عادل مربوط بدور المراة و تحررها و مستوى معيشتها مع توفير النسبة المقنعة من العدالة الاجتماعية، و الراي العام ملتزم بمدى فعالية هؤلاء فان العراق لازال في بداية الطريق.
ما تعرقل فعالية هذه الشرائح و الفئات المؤثرة هي الاحزاب و التيارات و القيادات التقليدية التي ليست لها هدف غير السعي الدؤوب لاستلام السلطة و التلذذ بها مهما كانت الظروف المعيشية متدنية و الخدمات العامة معدومة.
ان كان الصنم في المرحلة السابقة يحكم بالحديد و النار و يقطع ايدي كل من يحس بانه يتحرك على غير هواه و يستخدم كل وسائل العنف و القمع، فاليوم ان توفرت حرية الكلام لكن الحرية المسؤولة على غير ما يتمناه الشعب . واصلت الاصنام في انتقالها و لكن باشكال اخرى مستغلين الديموقراطية النسبية في السيطرة على الامور، لم نجد ما يشجع الشارع و الراي العام ليقول كلمته، فلم نجد انتقادا بناءا فعالا مؤثرا على خطى القيادة السياية، و لم تحسب القيادة لاي راي و موقف يعلن هنا و هناك قيد انملة، و هي سائرة على خططها و منهجها دون اي اكتراث لاي احد مهما كانت الظروف .
هذه الاصنام تعد ببناء الجنة لمن يواليهم و الجهنم لمن يعاديهم على هذه الارض، عدا ما يوعدون به للاخرة، انهم يرون الحياة من زاويتهم الضيقة ، و هم في محاولاتهم المستمرة للانغلاق المحكم، بعيدا عن الشفافية الموعودة و من دون مساحة مطلوبة من الحرية و الديموقراطية و حقوق الموطن الحقيقية المنتظرة.
فان لم يثبت الصنم ركائزه المثيتة له لحد اليوم لاسباب معلومة يعلمها الجميع، فماذا ينتظر الشعب غدا بعد مغادرة القوات الامريكية العراق وما يزداد على العراق من الضغوطات و الشروط من قبل دول الاقليم خارجيا، وما نشاهده من استعلاء شان شخصية معينة و تصل بها الظروف الموضوعية و الذاتية لحد ضرب كل القوانين و الاعراف عرض الحائط و تعيد الكرٌة الدكتاتورية و المرحلة الصنمية لامجادها، و تعاد المركزية القحة و تجمع السلطات في نقطة واحدة مركزة في مساحة ضيقة، انها حقا ستكون مرحلة تأليه القيادات و ترسيخ الاستعباد بكافة انواعه الشخصية و الحزبية و الفكرية و الايديولوجية.
فان لم تكن هذه المرحلة بداية لتنفيذ هذه التوجهات فلماذا لم نجد تنازلا بسيطا للمتنافسين على منصب الصنم الموعود.
لقطع دابر هذا التفكير و النوايا لابد من السماح لاي شخصية استلام السلطة في اي منصب سيادي لمرحلة واحدة فقط دون اي تكرار، و هذا له مزيتان، اولهما عدم عمل المسؤول لتثبيت اركانه لفترة ثانية و محاولته جميع الموالين حول نفسه ، ويضطر الى تقديم الجهد اللازم واقصى محاولاته لتقديم كافة المنجزات في مرحلة حكمه الواحدة . و من ثم لم تقع المشاكل لتحديد الشخصيات التي يمكن ان تنوي اعادة استلام السلطة في المرحلة الثانية، فالبلد يخرج من دوامة التاثيرات السلبية لافرازات المصالح و الاطماع الشخصية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم نلمس الردود الفعل الاقوى ازاء ما تعرضت اليه كوردستان ايرا ...
- اين وصلت حركة الخضر الايرانية؟
- هل من المعقول ان تبدا و تنتهي الاحتجاجات العفوية بامر خاص
- هل حقا لا يريد الشعب الكوردستاني ممارسة حقه في تقرير المصير
- اسرع انجاز سياسي في تاريخ العراق الحديث !!
- مقومات بقاء فاعلية الايديولوجيا او استنفاذها
- هل يتجه العراق الى الحداثة في التعامل مع الواقع الجديد ؟
- هل بالامكان توفير فرص العمل لكافة العراقيين ؟
- تسييس الفعاليات المدنية لمصلحة من ؟
- ما التيار الفكري المناسب لهذه المرحلة في الشرق الاوسط
- منع الانتقاد هو الخطوة الاولى نحو الدكتاتورية
- لم يدان تطاول تركيا و ايران على اقليم كوردستان!!
- الاغتيالات ما بين الاخلاق السياسي و التحزب
- موقف المثقفين من الخروقات لحقوق الانسان في كوردستان
- قلنا فلتكن كوردستان بوابة للحرية و الديموقراطية!
- لماذا يُستهدف الصحفيين في اقليم كوردستان ؟
- المطلوب هو الفعل و ليس الفتاوى والوعاظات و الشعارات
- انتشار الفقر في اقليم كوردستان رغم الميزانية الهائلة له
- الفدرالية الحقيقة تنقذ العراق و تحافظ على وحدته
- من يقدٌر الكتٌاب و الادباء في حياتهم ؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من يقف ضد تأليه القيادات الجديدة في العراق؟