أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي الأمين السويد - زيف المساواة بين الجنسين














المزيد.....

زيف المساواة بين الجنسين


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 16:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وصلت محاولات فرض الرؤى المستوردة على المجتمعات حد التطرف و الإلزام القسري، و قضية تساوي المرأة مع الرجل هي إحدى مفاصل هذه الرؤى التي ظاهرها عادل، وتطبيقها العملي جائر في حق الرجل الذي صار يفقد جزءً حقيقيا من حقوقه لصالح المرأة لكونها امرأة. أما الإلزام الذي تعرضه هذه الأفكار، فيتجلى في وضع فرضيتين اثنتين لا ثالث لهما، فإما أن تقبل بفكرة تساوي المرأة مع الرجل، فتكون بذلك متحضراً، أو أن ترفض الفكرة، فتكون عنصرياً سادياً.
إن القول بان المرأة تساوي الرجل في الحقوق والواجبات، قضية نظرية بامتياز تفتقد إلى الدقة الفعلية بامتياز. فعند استخدام مفردة تساوي (=) في أية لغة في العالم، يفهم منها التماثل والتوازي على كل المستويات. فليس من المنطق أن أقول أن "واحد" تساوي "واحد" في دمشق، وهي تساوي "واحد تقريباً" في بغداد، فالمساواة قضية بدهية يفهمها عامة الناس.
تُفرض في بلادنا الخدمة الإلزامية على الشبان، وهذه الخدمة تتطلب من الشاب الانتقال إلى ظروف حياتية يعتمد فيها اعتماداً كلياً على ذكائه وقوته البدنية في الحفاظ على نفسه من الاستغلال الجسدي والجنسي. ولا تفرض الخدمة الإلزامية على الفتيات بسبب غياب القوة البدنية التي يفترض بها أن تكون سلاحاً للدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات الجسدية والجنسية ناهيك عن مقارعة العدو إن حدثت.
فالمطالبون بمساواة المرأة بالرجل عليهم أن يقبلوا بأن يُستبدل نصف الجيش بفتيات غير متزوجات أسوة بالشبان. ولا يجوز أن تحابى فتاة في موقع الخدمة من حيث أنه خطر أو لا يصلح لها لكونها فتاة، مثلها مثل الشاب، يجري عليها ما يجري على الشباب. ولا يخرجن عليّ أحدهم ليقول: يا أخي ما وجدت غير الجيش؟ والرد هنا سهل: فالمساواة مساواة لا تميز بين الجيش والعمل في قسم استقبال فندق خمس نجوم.
تُعامل المرأة معاملة خاصة في معظم المجتمعات، وفي مجتمعاتنا خاصة. فالموظفة في القطاع المدني تأخذ إجازة أمومة مأجورة، بينما الرجل لا يأخذ شيئاً، هل الرجل ناقص أبوية؟ أم أن أبناءه لا يعنونه؟ في الحقيقة هذا ظلم تشريعي في حق الرجل، فمن اجل عيون حَبَل المرأة وسعادتها في الإنجاب، يشرع لها أن تجلس في بيتها معززة مكرمة، وراتبها، وعلاواتها، ومكافأتها سارية المفعول كما لو أنها على رأس عملها، بينما الرجل لا يأخذ مثل إجازاتها، وقد يتأخر يوماً على دوامه في الفترة التي تنعم فيها زميلته باستجمام ما بعد الولادة، فيخصم من راتبه لمجرد التأخير.
هل ذنب الرجل انه لا يحيض ولا يَحْبَل؟
أليس من العدل هنا الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل في هذه؟
وفي أثناء سير العمل بشكل طبيعي، تتم محاباة المرأة بشكل غير منطقي، طالما الحديث عن المساواة بين الرجل والمرأة. فالموظف تُتخذ بحقه الإجراءات المتبعة في عقوبات التأخير، بينما يُبتسم للسيدة ابتسامة عريضة ومتفهمة لظروف تأخرها مهما كانت، ويلعب مقدار جمالها وانفتاحها على الأخر الدور الأهم في هذا التقدير والتبرير. وعند الاستفسار من المسئول عن سر تباين معاملة الموظفين الذكر والأنثى، يبرر بأن "ليست الأنثى كالذكر"، فالذكر كاذب، والأنثى مسكينة في أحسن الأحوال.
يكفي المرأة المتغيبة لمدة نصف ساعة عن مكتبها،أن تذكر لرئيسها في العمل أنها كانت في الحمام، فالحمام سحر نسائي لا ينكره إلا جاحد، ويزداد تفهمه أكثر، إن ذكرت له أنها كانت تصلح شأنها، بينما يكفي الموظف الذكر أن يغيب لخمس دقائق في الحمام، ليخصم من راتبه ويوبخ أمام الجميع بحجة إهماله وتهربه من عمله. هل ذنب الموظف الذكر انه ذكر، ودميم مثل محدثكم؟
المساواة التي يدعو لها من يدعو، هي مساواة لفظية فارغة المحتوى والمضمون. بدليل أن الداعي لها لا يقبل أن تقوم نساءه بخدمة العلم مثل الرجل، حيث تخضع للتدريب، وتمارس الرياضية القاسية وهي تلبس المايو وعارية الصدر أسوة بالرجل في الجبال والقفار. ولا يقبل أن يخصم من راتبه لأن رئيسه لم يصدق أنه كان في الحمام، بينما تقضي الموظفة ربع دوامها في الحمام، وأمام المرآة الملصقة في حقيبة يدها، تصلح من شأنها، مبررٌ وحق تقتضيه مقولة المساواة بين الرجل والمرأة.
ربما يجدر بدعاة المساواة بين الرجل والمرأة التخفيف من حدة شروطهم، وجعل نصف واحد (الذكر) يساوي واحد كامل (المرأة) وذلك بالحديث عن تفعيل مراعاة المرأة في كافة المجالات، ومراعاة خصوصيات المجتمعات على كافة الأصعدة، وليس التشدد في أمور هم أنفسهم لا يقبلونها.
وقبول معاهدة السيداو أو رفضها لا يجب أن يتم نفاقاً لهذه الجهة أو تلك، بل يجب أن يكون انعكاسا حقيقياً لمصالح المجتمع. وربما لو أُجري تصويت على هذه الاتفاقية في بلدان عربية كثيرة من قبل الشعوب، لتم رفضها ديمقراطياً. وما حدث من موافقات ما هو إلا صورة أخرى من صور مصادرة إرادة المجتمعات من قبل حكوماتها، الشيء الذي لم يتم في سوريا، فتوافق رأي الحكومة مع رأي العامة الذي جاء عن دراية وتبصر.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمةُ دبِّر رأسك
- الله يلعنك يا إبليس!
- الخطاب المنكر
- الإنسحاب المصري
- القرضاوي الشيخ النووي
- الزهايمر الفكري عند الجلبي
- نظرة في -أضاحي منطق الجوهر*- للدكتور حمزة رستناوي
- رسائل وعناوين خاطئة (1)
- الإعجاز و الإفلاس
- يأخذ ويرد حتى من علي (ر)
- الراعي الجديد
- البهيمية! و ما أدراك ما البهيمية؟
- كيس خيار


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي الأمين السويد - زيف المساواة بين الجنسين