أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد مكطوف الوادي - تسليم ثلاثة قطط الى المجلس البلدي














المزيد.....

تسليم ثلاثة قطط الى المجلس البلدي


احمد مكطوف الوادي

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 22:01
المحور: كتابات ساخرة
    


وسط احتفال بهيج حضرته مجموعة من قطط المنطقة و" عتاويها "
رزقت إحدى "البزازين " بأربعة صغار
ووقع الاختيار على بيتي ليكون حاضنا لعملية الولادة ، وبدون علمي ودون موافقتي
وخلا الحفل من أي حضور رسمي على مايبدو لأنني لم أشاهد يومها ارتال السيارات المصفحة والحمايات والعساكر تتوجه صوب منزلي
تخلفت عن الحضور كذلك المؤسسات ذات الاختصاص
وغابت كل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية التي تعنى بالرفق "بالحيوان"
وكذلك ممثلية الأمم المتحدة ومندوبي السفارات التي تهتم دولها بالموضوع
وبعد فترة لاتتعدى الأسبوع اختفت الأم فجأة وسط استغراب الأهل والأقارب ودون سابق إنذار حتى
ووسط شقاوة الأطفال وسذاجة عقولهم و عبث القطط بكل شيء
بدأت الصيحات تتعالى إلى ضرورة إبعاد القطط إلى أي مكان أخر
ووسط هذا الصخب المتزايد ، والخلافات الحادة التي تسربت على مايبدو لمجموعة القطط نفسها
قرر كبيرها أن يطلب اللجوء " الحيواني " في بيت من بيوت الجيران وتحديدا بيت أبو مشتاق
الذي رزقه الله بفناء واسع وحديقة غناء
ذهب القط دون أن يفكر بمجرد الاتصال خلويا بإخوته وأخواته
رغم علمه بالانجاز الذي حققته شركة زين وأخواتها بتحويل كلفة الاتصال من الدولار إلى الدينار
كنت أفكر في طريقة ارفع بها الأذى عن تلك القطط من شقاوة الأطفال
وكذلك أجنب أهلي في نفس الوقت مشقة التنظيف و التعب وكذلك عدم الارتياح لوجودها بعد نموها المتزايد
كان الأطفال يطرحون علي يوميا سؤالهم الأزلي والذي هو بحاجة إلى جواب شافي :
لماذا تبدوا القطط هزيلة وضعيفة ومسكينة هكذا ؟؟؟
وكنت أقول لهم ، يا أعزائي كل القطط و " العتاوي " في العراق تبدأ هكذا هزيلة مسكينة
لكنها سرعان ما تسمن وتتنمر بمجرد أن تذوق طعم اللحم والشحم وتشم رائحة السلطة
إنها دورة حياة القطط السمان والعتاوي في العراق
وفي لحظة حاسمة اتخذت القرار المصيري ... وأحضرت صندوقا مربعا من الكارتون
وبعد عمليات المداهمة والكر والفر تمكنت من إلقاء القبض على القطط ووضعتها في الصندوق
ولكن والله من دون أن أقيدها أو اعصب أعينها أوان اسمعها كلمات نابية تنتقص من كرامة أمها التي تركتها واختفت في ظلام ليل دامس
وضعت القطط في الصندوق وحملتها متوجها صوب المجلس البلدي في منطقتي
وكنت اسأل نفسي بإلحاح ...
من الأحق بتحمل المسئولية أنا أم الدولة ؟؟؟
من هو الأقدر على توفير حاجيات هذه الكائنات ؟ أنا أم الدولة ؟
لو ماتت هذه القطط جوعا ؟من سيساءل عنه غدا ؟أنا أم الدولة ؟
أصبحت على قناعة بان كل ما هو على هذه الأرض مسئولية الدولة والحكومة وبما فيها القطط الثلاثة
يسألون عنها غدا يوم لا ظل إلا ظله
وحين سمعت القطط إنني انوي تسليمها إلى المجلس البلدي ارتفعت أصواتها عاليا وكأنها تريد أن تقول شيئا
لم افهم ماتريد ولكنني خمنت ذلك ووضعت ثلاثة سيناريوهات لذلك :
فموائها العالي ربما كان فرحا بخلاصها من ظلمي وتعسفي أنا المواطن البسيط
وطمعها في أن تصبح في يد المسئول الأمينة لترعاها وتتمتع بخيراتها !
أو إنها كانت تصرخ عاليا ، ربما لتأجيل الموضوع لحين تشكيل حكومة جديدة
ربما لأنها لا تدري إن الحكومة لن تتشكل قبل آب اللهاب
أما السيناريو الثالث فإنها كانت تعترض على الأمر برمته ولسان حالها يقول
(إذا كان الإنسان الذي كرمه الله جل وعلا بهذه الحالة البائسة فما هو مصيري أنا )؟؟؟
كنت امضي نحو المجلس البلدي والأفكار والافتراضات ومصير القطط يشغلني تماما
وصلت إلى المجلس البلدي وتوجهت نحو باحته الخلفية مبتعدا عن نقطة التفتيش
وضعت الصندوق وجلست لأفتحه وإذا بأحد المكلفين في حماية المبنى يصرخ عاليا " ارفع أيدك "
وينادي على جماعته انه...... مفخخ !!!
ركض الكثيرون نحوي ، والحمد لله فبعضهم قد تعرف إلي وتفاجئوا ... بأنني المفخخ المفترض !!!
ذهب البعض نحو الصندوق ليفتحوه بعد أن سمعوا صوت القطط يرتفع بالمواء
أخبرتهم بأنه ليس هناك ما هو مفخخ في الموضوع
وتوجهت نحو الصندوق وفتحته
وإذا بالقطط تولي هاربة خارج البناية نحو فضاء الحرية الفسيح


* عتاوي: ذكر الهر باللهجة العراقية
* بزازين : تسمية للقطط باللهجة العراقية



#احمد_مكطوف_الوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احصدوا ما زرعتم يا أصحاب الجنسيات المتعددة
- طاعون
- نواب - فائزون بالجِدْية - ونواب -حواسم -
- في ليلة إعلان النتائج خوف وحزن وألم وفرح
- القذافي والتدخل العلني في العراق
- من قلة الخيل.......
- التنويم المغنا...طائفي
- كرنفال
- ايران تحتل الفكة لإسقاط المالكي... سياسة تبادل الادوار
- الاملاك العامة في العراق وحرمتها المستباحة
- إلزامية التعليم في العراق.. ضمان لحقوق الطفل والمجتمع
- الدكتاتورية الناعمة
- مشروع المركز الوطني للكفاءات والمواهب
- المدرسة بين الواقع و الطموح


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد مكطوف الوادي - تسليم ثلاثة قطط الى المجلس البلدي