أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)














المزيد.....

تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأملات
في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)

رضا الظاهر

تعني عودتنا الى الينابيع، وهي جزء من منهجنا، إعادة القراءة النقدية لفكرنا الماركسي وتطبيقه على اللحظة الحسية والواقع الملموس، بعيداً عن "سرير بروكوست"، الذي يستخدمه "منظّرون" اعتادوا على اطلاق "المحفوظات" وهم جالسون على كرسي "الأستاذية".
ولعل قراء "التأملات" يتذكرون أنني كنت قد حفزتهم، قبل سنوات، على إعادة قراءة مؤلف ماركس الهام الموسوم (الثامن عشر من برومير ـ لويس بونابرت). وقد توفر لي، هذه الأيام، أن أعيد قراءة بعض رسائل ماركس الى كوغلمان، صديق ماركس والاشتراكي الديمقراطي الألماني البارز الذي شارك في ثورة 1848 . ومن هنا تحفيزي القراء على إعادة قراءة هذه الرسائل الهامة، التي كانت قد نشرت للمرة الأولى عام 1902 في مجلة "نويه زايت"، وفي عام 1907 صدرت مترجمة الى الروسية مع مقدمة كتبها لينين.
ولكن دعونا، أولاً، نتعرف، بايجاز، على "سرير بروكوست". فقد روت لنا الأسطورة اليونانية أن بروكوست هذا كان يشن غزواته على المسافرين براً، ثم يقودهم الى خيمة نائية تحتوي سريراً لا يختلف عن الأسرة الأخرى بشيء سوى في استخدامه المثير. فقد كان بروكوست يصر على إخضاع ضحاياه لتجربة غريبة، إذ يمدد الواحد منهم على سريره، فاذا وجد أن طول الضحية أقصر من طول السرير فانه يقوم بشد جسده وتمديده بالأثقال ليصبح بطول السرير. أما إذا تبين له أن جسد الضحية يتجاوز طول السرير فان بروكوست لم يكن ليتردد في بتر الأجزاء الزائدة من رجلي ضحيته، لتكونا بطول السرير !
ولدينا اليوم، كما في كل حين، "أساتذة ماركسيون" يعتبرون مقاييسهم هي الأفضل، بل إنها، وحدها، الكمال بعينه، لاغين كل ما ومن يختلف معهم.
وعلى الرغم من أن كل رسائل ماركس الى كوغلمان تتسم بأهمية بالغة لفهم الماركسية على نحو أعمق، فاننا سنركز على بعض ما يسميه لينين "سياسة ماركس الثورية"، فنقدم عرضاً مكثفاً لموضوعات في هذا الشأن، بالاستناد الى تلك المقدمة الغنية التي كتبها لينين للترجمة الروسية للرسائل.
فمن المعلوم أن ماركس كان قد أبدى حكماً قاطعاً حول ثورة 1848 الألمانية، ثم استنكر، بنفسه، عام 1850، أوهامه التي أبداها عام 1848 حول حدوث ثورة اشتراكية وشيكة. وفي عام 1866 حين أخذ يلاحظ تنامي أزمات سياسية جديدة كتب يقول في رسالة مؤرخة في 6 نيسان من ذلك العام: "هل يدرك أصحابنا التافهون، ضيقو الأفق (المقصود بهم البرجوازيون الليبراليون الألمان) أخيراً أن الأمر سيصل بنا، في آخر المطاف، الى حرب جديدة كحرب الثلاثين سنة، إذا لم تنشب ثورة تطيح بآل هابسبورغ وآل هوهنزوللرن ..."
وبعد ثلاث سنوات (أنظروا الى رسالة ماركس الى كوغلمان بتاريخ 3 آذار 1869) تحدث ماركس بحماسة حقيقية عن أن "الباريسيين أخذوا، حقاً وصدقاً، يدرسون ماضيهم الثوري القريب العهد استعداداً للنضال الثوري الجديد الذي يقترب". وبعد أن وصف ماركس النضال الطبقي، كما يبينه هذا التحليل للماضي، استنتج قائلاً: "هكذا تغلي قدر التاريخ الساحر، فمتى نبلغ الحال عندنا (في ألمانيا)".
وهذا، كما يؤكد لينين في المقدمة، "ما ينبغي أن يتعلمه من ماركس أولئك الماركسيون المثقفون الروس، الذين أوهنهم الارتياب، وصيّرهم الادعاء بالعلم والمعرفة بلداء بلهاء، والذين يميلون الى خطب الندامة، ويتعبون من الثورة ويحلمون بجنازتها، كما يحلمون بعيد من الأعياد، مستعيضين عنها بنثر دستوري. ينبغي عليهم أن يتعلموا من نظري البروليتاريا وزعيمها الايمان بالثورة، والطريقة التي ينبغي بها دعوة الطبقة العاملة الى الدفاع حتى النهاية عن مهماتها الثورية المباشرة، والصلابة الروحية التي لا ترضى بنحيب الوجل عندما تمنى الثورة بهزائم مؤقتة".
وفي أهدأ المراحل، وكما يبدو، في أكثرها "عذوبة وسذاجة"، حسب تعبير ماركس، في مراحل "الركود الكئيب"، كان ماركس يعرف كيف يشعر باقتراب الثورة وكيف يرفع البروليتاريا حتى تدرك مهماتها الطليعية.
أما "أولئك المثقفون التافهون، ضيقو الأفق، الذين يسعون الى تبسيط ماركس فيعلّمون البروليتاريا، في أكثر المراحل ثورية، سياسة الجمود، يعلمونها أن تتبع "التيار" بوضاعة، أن تساند بوجل أكثر العناصر تذبذباً في الحزب الليبرالي الذي هو على الموضة !"، حسب قول لينين.
* * *
ذلك الحكم الذي أبداه ماركس بصدد كومونة باريس هو تتويج لكل مراسلاته مع كوغلمان. وهو حكم ثمين، على نحو خاص، إذا ما قورن بأساليب الجناح اليميني من الاشتراكيين الديمقراطيين الروس، الذين هتفوا بخشية بعد كانون الأول 1905: "لم يكن ينبغي حمل السلاح"، ورأوا أن ماركس أعاق الثورة في عام 1870.
ما من منصف لا يقدر موقف ماركس المدهش من كومونة باريس وتقييمه اللاحق لها، وهو ما سنعرض له، بتكثيف، في التأملات المقبلة، في مسعى للاستفادة، من بين أمور أخرى، من منهجية التقييم وخبرة المواقف الواقعية، حيث قولة ماركس الشهيرة: "أية مرونة، أية مبادرة تاريخية، أية مقدرة على التضحية عند هؤلاء الباريسيين ... إن التاريخ لم يعرف، حتى الآن، مثالاً على بطولة كهذه ...".

طريق الشعب 25/5/ 2010



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - ليس بالبرلمان وحده !
- تأملات - بِمَ نبدأ ؟
- تأملات - جوهر الصراع لم يتغير
- تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد
- تأملات - سخط نستثمره وضفاف نسعى إليها
- تأملات - في إضاءة الواقع الموضوعي
- تأملات - في مديح نقد الذات
- تأملات - تزييف الوعي
- تأملات - توازن التقييم
- تأملات - التباس المحاصصة مرة أخرى !
- تأملات - لا يريدون للأجراس أن تقرع !
- تأملات - غياب المصداقية .. إخفاق الوعود
- تأملات - في نفق التنافس الانتخابي
- تأملات - منعطف سياسي حاسم
- تأملات - ذاكرة لا تشفى وعدالة مشبوهة !
- تأملات - تحت خط الفقر . . ما بين النهرين !
- تأملات - مرتجاهنّ الحرية في حدائق النور !
- تأملات - ننحت في حجر .. هذا هو مجدنا !
- تأملات -ثقافات جديدة- بينها الترقيع !
- تأملات أأضحى الصمت أصدق أنباءً ... !؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)