أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الغاز تحتاج إلي حل .. القمة الرابعة عشرة للمجموعة الخمسة عشر















المزيد.....

الغاز تحتاج إلي حل .. القمة الرابعة عشرة للمجموعة الخمسة عشر


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت العاصمة الإيرانية، طهران، انعقاد القمة الرابعة عشرة لمجموعة الخمسة عشر، يوم الاثنين الماضي، أي في نفس اليوم الذي كان يحتفي فيه الإيرانيون بذكري وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد »عليه الصلاة والسلام« وزوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأم الحسن والحسين، والتي تحتل مكانة استثنائية في قلوب المسلمين عموما والشيعة بصفة خاصة.
ورغم أن مصر هي إحدي الدول المؤسسة لهذه المجموعة، التي أنشئت بموجب مبادرة من رئيس بيرو السابق، جارسيا، علي هامش القمة التاسعة لحركة عدم الانحياز في سبتمبر عام 1989 في بلجراد، ورغم أن القاهرة احتضنت القمة العاشرة لمجموعة الــ 15 في الفترة من 19 ــ 20 يونية ،2000 ومن قبلها القمة الثامنة في الفترة من 11 ــ 13 مايو ،1998 الأمر الذي يعني اهتمامها بهذا التجمع الدولي الذي يمثل أحد آليات دول العالم الثالث للتماسك والتعاضد في عالم تهيمن عليه قوي عظمي متوحشة ونظام اقتصادي عالمي ظالم ومجحف.
رغم ذلك كله فإن الحكومة المصرية شاءت المشاركة في قمة طهران الأخيرة بفريق لا يضم سوي الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار والسفير محمد العرابي مساعد وزير الخارجية إلي جانب السفير علاء الدين يوسف رئيس قسم رعاية المصالح بطهران.
قارن ذلك ــ مثلاً ــ بوفد البرازيل الذي ضم 300 »ثلثمائة« من كبار رجال الأعمال والخبراء والمسئولين في مقدمتهم الرئيس لولا دا سيلفا شخصياً.
حتي تركيا ــ التي ليست عضواً في المجموعة من الأصل ــ حرصت علي التواجد بوفد كبير، بصفة مراقب، برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان.
وعلي هامش القمة استطاع الرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء التركي التوصل إلي اتفاق بالغ الأهمية من شأنه إيجاد مخرج لأزمة الملف النووي الإيراني، أو علي الأقل يصلح أساساً للتوصل إلي حل وسط مقبول إقليمياً ودولياً في أحسن الأحوال، وينزع ذرائع تغليظ العقوبات الدولية علي إيران ــ أو حتي توجيه ضربة إليها ــ في أسوأ الأحوال.
والكلمة التي ألقاها الدكتور محمود محيي الدين أمام قمة طهران نيابة عن الرئيس حسني مبارك تتناقض في مضمونها مع تواضع تشكيل الوفد المصري.
فقد رصدت الكلمة في ديباجتها حقيقة أن الانتعاش الاقتصادي العالمي لايزال هشاً ويحتاج إلي دعم واستمرار للمساندة في إطار من التعاون علي المستوي الدولي. وأن هذه الاتجاهات في الاقتصاد العالمي تفرض عدة تحديات أمام جهودنا الحالية لتحقيق التنمية المستدامة.. فلاتزال الأزمة الاقتصادية العالمية تنذر بأوقات صعبة وتحديات تواجهها الدول النامية. وكما تشير أحدث التقارير عن الاقتصاد العالمي، فإن الأمر يقتضي وضع سياسات أكثر عمقا وجرأة، خاصة في إطار زيادة المديونية وعجز الموازنة المتفاقمة في دول متقدمة، وبما في ذلك من تداعيات يشهدها الاقتصاد العالمي، وبما يستوجب تنسيق الجهود من أجل دعم استقراره.
وأكد محمود محيي الدين في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس مبارك أن العالم مازال بمنأي عن »اندماج اقتصادي أكثر إنسانية ومراعاة لحاجات البشر«.. وأن الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة قد كشفت عن الحاجة الماسة إلي »نظام عادل« ومن ثم »صار لزاماً علينا في مجموعة الخمسة عشر. حشد الجهد من أجل صياغة توافق دولي حول القضايا الكبري التي يواجهها المجتمع الدولي«، الأمر الذي يتطلب »أن يتنامي دورنا في حوكمة الاقتصاد العالمي إذا ما كنا نرغب في حماية مصالحنا ونسهم بشكل فعال في التغلب علي التحديات الراهنة، خاصة بعد تعاقب الأزمات الاقتصادية الكبري في فترة وجيزة بين ارتفاعات حادة في أسعار الغذاء وتقلب في أسعار النفط وتداعيات الأزمة المالية العالمية«.
واستنادا إلي هذا التحليل طالب محمود محيي الدين - نيابة عن الرئيس مبارك - مجموعة الخمسة عشر بمواصلة دورها في التعبير عن طموحات وآمال الدول النامية في التنمية والتقدم، ووضعها علي رأس أولويات أجندة عمل الاقتصاد العالمي.
ولم تكتف الكلمة المصرية بهذا الشعار العام بل طالبت تحديدا بضرورة »تجديد الالتزام والإسراع بتنفيذ مشروعات مجموعة الخمس عشر، خاصة المشروعات المتعلقة بتنمية التجارة، وتطوير الاستثمار وتعميق نقل التكنولوجيا بين دول المجموعة«.
ولن يتأتي ذلك من خلال التعاون بين دول الجنوب فقط، لأن تحديات العولمة تقتضي - أيضاً - صياغة حوار بين الجنوب والشمال.
وهذا كله - وفقا للرؤية المصرية - يتطلب أن تجدد مجموعة الخمسة عشر دورها علي الصعيد، العالمي وترسخ من مكانتها وأهميتها، وتحدث من برامجها، ومهامها ونطاق عملها والالتزام بالأهداف والطموحات التي أنشئت من أجل تحقيقها، وما يتطلبه ذلك من تطوير مؤسسي.. وضمان الالتزام المستمر بدورية انعقاد اجتماعات المجموعة بمستويات انعقادها المختلفة، أي مستوي القمة للرؤساء ورؤساء الحكومات كل سنتين، ومستوي وزراء الخارجية كل سنة، ومستوي لجنة الترويكا »الرئيس الحالي والرئيس السابق والرئيس القادم«، ومستوي الممثلين الشخصيين لرؤساء الدول والحكومات التي تباشر العمل اليومي من مقرها في جنيف، ومستوي لجنة الدعم الفني التي يوجد مقرها في جنيف أيضا، وأخيراً مستوي اتحاد غرف التجارة والصناعة والخدمات لدول المجموعة والذي يمثل القطاع الخاص في الدول السبعة عشرة ونجحنا - حتي الآن - في أن يكون رئيسه وأمينه العام مصريين ومقره في القاهرة.
وبتحديد أكثر حددت الورقة المصرية المقدمة لقمة طهران أربعة مجالات للتعاون:
أولا: الاستثمار في التنمية البشرية من خلال الارتقاء بالتعليم والتدريب والرعاية الصحية والخدمات العامة المقدمة في بلداننا لمواطنينا.
ثانيا: تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسيطرة علي عجز الموازنة والمديونيات العامة وكبح جماح انفلات الأسعار والعمل علي رفع معدلات التشغيل واخضاع القطاعات المالية لرقابة حقيقية فاعلة تحمي المتعاملين من مخاطر انفلات الأسواق وانحرافها عن قواعد الكفاءة.
ثالثا: تعزيز التوجه نحو التعاون في اطار الاقتصاد العالمي من خلال زيادة الصادرات وتنشيط حركة التجارة وجذب الاستثمارات الأجنبية.
رابعا: تطوير البنية الأساسية وزيادة استثماراتها بما ييسر من حياة البشر ويسهل من نقل المنتجات إلي أسواقها في الداخل والخارج، وأن يتضمن هذا التطوير تحقيقا للتنمية الريفية والزراعية، والارتقاء بمشروعات الطاقة التقليدية والمتجددة.
****
هذه الورقة المصرية بما جاء فيها من أفكار واقتراحات كانت تستلزم أن يكون التواجد المصري في قمة طهران أكثر كثافة أفقيا ورأسيا.
لكننا - كالعادة - تركنا الساحة فارغة ومفتوحة علي مصرعيها أمام غيرنا ليصول ويجول ويجني المكاسب السياسية والاقتصادية، الآجلة والعاجلة، بينما نحن راضون بالجلوس في مقاعد المتفرجين، أو حتي منابر الواعظين.
ولا أدري متي تفهم الإدارة المصرية أن مشروع نهضة مصر ليس مشروعا محليا فقط، وانما هو أيضا وفي نفس الوقت مشروع له دوائره الاقليمية والعالمية، وأن الدفاع عن مصالح مصر يبدأ عند منابع النيل في قلب افريقيا وطريق الحرير في اسيا وليس علي خط حدودنا السياسية، هكذا كانت مصر دائما، وهكذا ستظل، دولة »دور«، دور دولة اقليمية عظمي لا دولة منكفئة علي ذاتها.
وكان انشاء كيانات مثل مجموعة الخمسة عشر منذ 21 عاما مضت فرصة لاحياء »روح باندونج« واستعادة مصر لمكانتها التاريخية كأحد الأقطاب القائدة لدول العالم الثالث ولحوار الجنوب - الجنوب.
ونرجو ألا يكون الأوان قد ولي، وألا تكون الفرصة قد فاتت أو ضاعت إلي الأبد.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة مهمة.. لكن الكرة أهم (1)
- -تهميش- مصر فى أفريقيا وآسيا .. وبلاد كانت تركب الأفيال
- الفساد فى محاربة الفساد
- وصف سيناء : (1)
- وصف سيناء : (2)
- صرخة احتجاج من قلب الصعيد الجوانى
- اقتراح عملي للإبقاء علي »حرارة« المعدات التليفونية
- يحدث فى العالم العربى فقط: الانتخابات تغتال الديموقراطية!
- صدمة الحقيقة.. في شرم الشيخ
- داوستاشي.. بدون تعليق
- ... حتى التصوف.. بقرار جمهوري!
- هل يتجه الاقتصاد العالم إل »التدمير الخلاق«؟!
- -شهادة- إنسان مصرى بدرجة قاضى دولى:كيان الجماعة المصرية مهدد ...
- »المستنير »دادا«.. في قلب العتمة
- كل هذا العبث.. من أجل انتخاب -نصف رئيس-؟!
- فيروس التفكك .. الزاحف على ضفاف النيل
- »رسائل البحر«.. في مرسي مطروح
- سلامتك .. يا وطن
- العلم يا ناس!!
- مجلس الدولة يحكم ب -وأد- المصريات!


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الغاز تحتاج إلي حل .. القمة الرابعة عشرة للمجموعة الخمسة عشر