أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - دانا جلال - مقابلة مع الكاتب والصحافي الكوردستاني الأستاذ دانا جلال أجرى الحوار: جان كورد















المزيد.....


مقابلة مع الكاتب والصحافي الكوردستاني الأستاذ دانا جلال أجرى الحوار: جان كورد


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 22:27
المحور: مقابلات و حوارات
    


في سلسلة مقابلاتنا مع الشخصيات الكوردية الناشطة في مجالات السياسة والاعلام، نتوجه هذه المرّة بحزمة من الأسئلة إلى الأستاذ دانا جلال القدير في هذه المجالات، على امل توسيع دائرة الحوار حول العديد من النقاط المطروحة هنا:
س 1: اغتيال الشاب الصحافي زردشت عثمان جاء في مرحلة تحظى الحرية الاعلامية في جنوب كوردستان بمزيد من اهتمامات المثقفين والعاملين في مجال حقوق الإنسان، وسرعان ما شرع بعضهم بزرع بذور الاتهامات ضد بعض الأطراف الكردستانية، دون أن ينتظروا نتائج تحقيقات البوليس أو التقارير القضائية، برأيكم هل هذا نابع عن عدم ثقة بالأجهزة الأمنية والادارية والقضاء في كوردستان، كما هي العادة في الدول المتحضّرة، أم أنه جزء من الحملة الشعواء على حكومة الاقليم وانتهاز للفرص للنيل منها؟
قبل استشهاد الصحافي زردشت عثمان كان هناك الشهيد سوران مامة حمه وبينهما الحصار الإعلامي لقنديل من قبل حكومة إقليم كوردستان، رغم التجاوزات التي تحصل بحق الصحفيين في إقليم جنوب كوردستان فان حرية الصحافة فيها أفضل بكثير من اغلب دول المنطقة،الوضع الأمني لا يمكن مقارنته بأجزاء العراق الأخرى بل إن إحصاءا موضوعيا يؤكد إن الوضع الأمني أفضل حتى من بعض الدول الأوروبية على صعيد الجريمة ، الفضل يعود لشعبنا ولقوى الأمن وأجهزتها ، هناك ثقة بالأجهزة الأمنية وبالأخص إن لم تكن الجريمة سياسية ، اغتيال الصحفي الشجاع استثمره أعداء الكورد بشكل كبير للانتقاص والاتهام رغم ملاحظاتي حول تجربتنا في الجنوب وأحزاب السلطة فيها. بتقديري الشخصي إن اتهام طرف دون توفر الأدلة يمثل إرهابا لا يقل خطورة عن العمل الإرهابي الذي أدى بحياة زميلنا زردشت.
س 2: تم فيما سبق احداث شق كبير في صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني، أحد أكبر الحزبين في اقليم كوردستان الجنوبي، ولاحظنا الاهتمام الكبير لاعلام الدول المجاورة وغير المجاورة بذلك، وها نحن نرى ذات الاهتمام بأي مشكلة صغيرة أو كبيرة لضرب الحزب الديموقراطي الكوردستاني، الحزب الكبير الآخر في الاقليم. هل يشعر المثقف الكوردستاني في الاقليم بأن ثمة مؤامرة على تماسك واستقرار وأمن الاقليم؟ وماذا يفعل المثقف للإبحار بعكس هذا الاتجاه؟
نعم وكما قلت هناك مؤامرة ضد التجربة ولا يمكن فصلها عن المؤامرة ضد حركتنا التحررية في بقية أجزاء كوردستان كما يفعل البعض وذلك لعدم فهمهم وتقديرهم للأمن القومي الكوردستاني وحصره في إطار الإقليم جنوبا ، المهم هو الخروج من منطق نظرية المؤامرة والفكر التبريري بجعله فكرا تحليليا وجدليا، هناك أخطاء بل وتجاوزات في جنوب كوردستان، هناك تداخل ما بين الحزب وأجهزة الحكومة والبرجوازية الكوردية ، هناك حالة اغتراب ثوري تتمثل بالمساحة المتزايدة لما أنجز مقارنة لما قدمه شعبنا في الجنوب من تضحيات، الجماهير فقدت الثقة بأحزابها التقليدية رغم نضالاتها وتضحياتها، على الأحزاب في جنوب كوردستان إعادة إنتاج خطابها القومي بدمقرطته واكتشاف فضاءه وعمقه الحقيقي وهذا يمثل احد ابرز مهام المثقف العضوي بدلا من تفسير الأمور بمنطق المؤامرة مع تأكيدنا بوجود مؤامرة تستهدف التجربة وبعضها تعمل ضمن إطار الأحزاب في جنوب كوردستان .
س 2: هل تعتقدون أن القصف المدفعي والجوي للحكومتين الايرانية والتركية، جزء من ممارسة الضغط على حكومة الإقليم؟
هناك ضغط كبير على حكومة الإقليم من قبل مراكز القمع التي تحتل كوردستان ، القصف المدفعي والجوي وانتهاك أراضي الإقليم سبقه تدخل واضح من تركيا بشأن الدستور العراقي والمادة 140 المتعلقة بكركوك والمناطق المستقطعة وبشكل أوضح في الانتخابات البرلمانية العراقية ، تركيا تحتل جزء من ارضي جنوب كوردستان والبرلمان الكوردي طالب بإخراج تلك القوات ، إن التدخل والقصف التركي والإيراني لأراضي الإقليم في ظل صمت مخزي ومذل من قبل بغداد ما هي إلا عملية ضغط على الإقليم ، إنها معركتهم ضد الكورد أينما كانوا وهذا ما يجب أن يفهمه البعض من الذين يتحدثون عن الجنوب ملعب لأهله ولكل جزء ملعبه.
س 3: برأيكم لماذا يصر حزب العمال الكوردستاني، وكذلك فصيله في شرق كوردستان (بيجاك) في استخدام أراضي اقليم جنوب كوردستان، ذي الوضع المختلف اليوم عما سبق، في الانطلاق للقيام بعمليات داخل الجزئين الشمالي والشرقي من كوردستان؟ ألا يخدم هذا التعاون التركي – السوري – الإيراني لخنق الإقليم؟
في مؤتمر حضرته في اربيل وقلت حينها وبوجود ساسة ومثقفين ، إننا في الجنوب نعيش أحداث عام 1917 بعد ثورة أكتوبر من قبل البلاشفة الروس ، كان الطرح حينها أما التضحية بالأحزاب الشيوعية في العالم بغرض إبقاء أول دولة للعمال والفلاحين على قيد الحياة وكان مع هذا الرأي فكرا وممارسة ستالين، الرأي الآخر تمثل بضرورة ديمومة الثورة وترابطها مع بقية أجزاء الساحة، التوجه الستاليني انتصر ، فكانت النتيجة التضحية بالحركة الشيوعية ولاحقا انهيار ما تم تعريفه بالمعسكر الاشتراكين ، الستالينيون الجدد في كوردستان يطرحون فكرة التضحية بالحركة في بقية الأجزاء لإبقاء تجربة الجنوب ، تجربة الجنوب تبقى محاصرة دون انتصار حركتنا في جزء آخر ، أي دون كسر حلقة التجزئة في حلقة أخرى من حلقات التجزئة وشمال كوردستان هي المرشحة. البعض يطالب حزب العمال الكوردستاني وحزب الحياة الحرة الكوردستانية أن يستسلموا للفاشية التركية والإيرانية، يفضلون تدجين الثورة وجعل الثوار حشرات في خيم مطلة على مدن جنوب كوردستان ، ليقدموا البديل عن الوضع الراهن وعن حملات وقف إطلاق النار من طرف واحد اعلنه الحزبين في الشمال والشرق ، ناهيك عن مشاريع سليمة وديمقراطية معلنة ومصادرة .
هل كانت الاجتماعات التي تعقد كل عام في زمن النظام الفاشي بين وزراء داخلية العراق وتركيا وإيران وسوريا من كل عام علاقة بحزب العمال الكوردستاني أو الحياة الحرة رالكوردستانية؟ البعض يريد أن يواجه توحد الأعداء بخندق لا يتجاوز مساحته اقل من 3 محافظات وآخر يتخندق في مساحة تمتد لما يزيد عن 40 مليون كوردي. بتقديري ان الذي يخدم المؤامرة التركية الإيرانية السورية والعراقية هو من يدعوا إلى إذلال سلاح المقاومة أو تحويل الثورة إلى مخيمات للذل. إن الذين يطالبون حزب العمال أو الحياة الحرة بترك اراضي الجنوب عليهم أن يقدموا الاعتذار لشعبنا في بقية الأجزاء لان قادة اليوم في الجنوب كانوا يعملون في أراضي شرق كورستان وينتقلون من غربها وشمالها وكان تعاونهم مع مراكز القمع والابتعاد عن جماهير شعبنا في تلك الأجزاء . حينما اجتاحت تركيا شمال قبرص لم يكن هناك حزب للعمال الكوردستاني ، حينما يحكم وبشكل غير مباشر ملالي طهران في بغداد وبشكل أوضح في الجنوب العراقي وتدخلهم في الشأن العراقي الذي وصل إلى حد تسليح قوى الإرهاب لم يكن ردة فعل لوجود حزب العمال الكوردستاني أو الحياة الكوردستانية في البصرة الواقعة في أقصى جنوب العراق. أعداءنا لا يحتاجون لمبررات لانهم يقولون وبوضوح نحن ضد الحقوق الكوردية ، قد يقول البعض إن تركيا تتواصل مع حكومة جنوب كوردستان... إنهم يتواصلون معها بغرض جعلها رأس حربة لمواجه الكورد في شمال وشرق كوردستان وهذا ما لا نتمناه.
س 4: يشكو بعض المثقفين الكورد باستمرار من أخطاء سياسية وادارية وفساد واهدار للحقوق الكورية لدى تواصل الحكومة الكوردية بالعاصمة المركزية بغداد، برأيكم : لماذا لا يؤسس هؤلاء حزباً لهم لتصحيح الاعوجاج وانهاء الفساد واحقاق هذه الحقوق التي تعجز عن الاتيان بها الحكومة؟ أو لماذالا ينضمون إلى حزب يرونه مؤهلاً للقيام بهذه المهام؟ من وماذا يمنعهم عن ذلك؟
مشكلة قادة الجنوب إنهم ومع دخولهم بغداد يتحول خطابهم ومطاليبهم إلى خطاب انتهازي و مطالب دون السقف، احد قادتنا جعل من الدكتاتور صدام حكما وقال وبالنص أنت لست بالخصم ، الآخر وبعد انتفاضة اذار عام 1991 قال لن ارجع من بغداد لحين أن يصل غريمي الحميم كي نوقع على الاتفاقية مع صدام وكانت اقل من اتفاقية اذار من عام 1970، مشكلة القيادة تتمثل بعدم إيمانها بقوة وقدرة الجماهير وعدم اكتشاف عمقهم الاستراتيجي الذي يكتمل في ديار بكر ومهاباد وقامشلو، إنهم يمثلون 3 محافظات منقوصة منها الكثير، بصراحة قد تكون مؤلمة أقولها إن شعبنا في الجنوب فقد الثقة بأحزابه القومية بل وفي المعارضة التقليدية التي اسميها بالمستنسخة لأنها ولدت من ذات الحاضنة الفكرية وجذورها الطبقية. المثقف الكوردي في الجنوب مهمش ولكنهم يعملون على تحريك الأغلبية الصامتة وسنشهد متغيرات كبيرة في جنوب كوردستان وليست بالضرورة أن تكون تلك المتغيرات لصالح شعبنا وحركتنا التحررية.
س 5: في الوقت الذي يزداد التلاحم بين التيارين القومي والاسلامي في جنوب كوردستان، ضمن ائتلاف أو جبهة وطنية، تفرض نفسها على كل القوى الكوردية الفائزة في الانتخابات الماضية، يقوم بعض المثقفين بشن حملات شعواء وغير متزنة سياسياً أو فكرياً على "الاسلام". هل ترون هذا في مكانه الصحيح اليوم؟ ما سرّ ذلك؟ أم أنه نابع من الفكر الشيوعي الذي أثبت فشله الذريع في قارتين (آسيا وأوروبا)، قبل فشله في أماكن أخرى؟
الإسلام السياسي الكوردي والذي ظهر بشكل واضح بعد انتفاضة آذار وسقوط الفاشية له مواقف ايجابية ضمن التحالف الكوردستاني في بغداد وبالأخص حول قضية كركوك ، الأمر ليس بغريب لان الإسلام انطلق قوميا نحو العالمية ويبقى أسيرا لجذوره القومية بل والشوفينية أحيانا كما هو الحال مع الإسلام الاردوغاني وعند ملالي طهران، الأحزاب الإسلامية الكوردية لها مواقف معادية من الديمقراطية في كوردستان بدليل إنها وقفت ضد مسودة دستور الإقليم لبنود متعلقة بالديمقراطية وحقوق المرأة وتعدد الزوجات، بل إنهم كانوا بصدد اللجوء للمحكمة الاتحادية في بغداد لمواجهة اربيل ، الصراع الدائر هو صراع بين الديمقراطية والقوى المضادة لها، أما ربط النقاشات بين القوى العلمانية والدينية بالفكر الشيوعي فقد مارستها المؤسسة الدينية فترة المد الشيوعي وبالأخص حينما طرحت الأحزاب الشيوعية مسالة حقوق المرأة والشعوب في الشرق ناهيك عن مسالة العدالة الاجتماعية، صراع المادية والمثالية أقدم حتى من ظهور الشيوعية كأيديولوجية ونظام لذا فعملية الربط ليس في محله. اعتقد سنشهد لاحقا ثورة فكرية في جنوب كوردستان تعيد قراءة التاريخ الكوردي وبالأخص في مجال علاقة الكورد بالتاريخ الإسلامي الذي كان معمدا بالدم والصمت المطبق من قبل دعاة الإسلام تجاه الجرائم التي ارتكبت بحق الكورد .
س 6: تحدث الزعيم العراقي اياد علاوي بأن العراق يقترب من حالة "حرب أهلية" فيما إذا تأخر الاعلان عن تشكيل حكومة عراقية. برأيكم: هل سيضّحي أحد العمالقة بطموحه الشخصي من أجل تفادي هكذا حرب؟ ما رأيكم في هذا الوضع الحالي عراقياً، وما التأثير السلبي لكل ما يحدث على اقليم كوردستان؟
لن يضحي أي طرف بكل شيء ، مجبرون وبحكم الوجود الأميركي وتأثيراته على التنازل وإعادة إنتاج العملية السياسية كما كانت ، أي حكومة محاصصة وبعضهم يسميها مشاركة وطنية، الوضع العراقي لا يحتمل عدم الاتفاق ، عليهم أن يتفقوا مجبرين ومن ثم تأجيل معركة الحسم للسنوات المقبلة، التاثيرات الايجابية في بغداد تكون لصالح الكورد حينما تكون بغداد محكومة بنظام ديمقراطي وهذا احتمال غير وارد في الفترة المنظورة أو توحيد الخطاب الكوردي بعمقه القومي والديمقراطي لمواجهة أسوا الاحتمالات وهي واردة.
س7: تشكيل أي حكومة عراقية مشتركة بين مكوني السنة والشيعة (العرب) قد يسبب اهمالاً لقضية المادة 140 من الدستور العراقي ولموضوع انتاج البترول كوردستانياً ولحصة الكورد من الكعكة العراقية اجمالاً. برأيكم ماذا يجب أن تقوم به القوى الكوردية السياسية وحكومة الاقليم؟
هناك احتمال توحد القوى المعادية للكورد، القائمة العراقية تضم بقايا البعث والقوى الشوفينية المعادية للكورد ، الإسلام السياسي الشيعي اثبت انه لا يقل شوفينية عن الآخرين وما شعاراتهم في كركوك ( لا اله إلا الله كوردستان عدو الله ) خير دليل ، مشكلة قادتنا في الجنوب إنهم يسمعون كلام ممثلي الأحزاب العراقية في بغداد ، عليهم أن يسمعوا قادتهم في كركوك فهناك نكتشف حقيقتهم، على الكورد ان يوحدوا خاطبهم في بغداد وان يعملوا على عقد مؤتمر قومي كورستاني في اربيل وان تعمل حكومة الإقليم وحزبي السلطة بالعودة لجماهير شعبنا ومد خطوط التواصل والحوار مع القوى الديمقراطية العربية والتركية والفارسية مع الاستفادة من العامل الدولي وبالأخص الأميركي والأوروبي مع ضرورة الخروج من واقع المتلقي والمنفذ بأمر الحاكم الأميركي لا ليس الأوحد.
س 8: سلسلة الاعدامات للشباب الكوردي خاصة وللديموقراطيين عامة في ايران وشرق كوردستان لاتنقطع. برأيكم: ماذا على الكورد القيام به معاً؟ هل يستطيع حزب بيجاك وحده تحرير شرق كوردستان، وهو حزب ذي ميول فكرية يسارية، أم أن الكورد في ايران بحاجة إلى مشروع وطني أوسع، وقيادة عسكرية مشتركة؟ أم لاينفع القتال أصلاً في عالم اليوم، حيث السياسة السلمية تعطي مردوداً أفضل؟
لا توجد حركة قومية مرتبطة بالقضية الديمقراطية ومن ثم حلها من خلالها كما هو عليه الحال مع حركتنا التحررية في كافة أجزاء كوردستان، حزب الحياة الحرة الكوردستاني تمكن أن يعيد النبضة للثورة بعد أن كانت في حالة الإنعاش بعد تدجين ثوار الأمس بمخيمات مجاورة لمدن جنوب كوردستان، أن يكون للحزب ميول يسارية فهذا يمثل نقطة قوة له كي لا يتم اختراق الثورة من قبل الشيوخ والإقطاعيين والجحوش كما شهدنا ذلك في تاريخ ثوراتنا، اتفق معك إن حزب الحياة الحرة بحاجة إلى توحيد الصف الكوردي في الشرق وقد طرح الحزب و لأكثر من مرة ضرورة إيجاد مشترك نضالي مع بقية الأحزاب الكوردية ، إيران ستشهد متغيرات وبالأخص بعد انتخاباتها الأخيرة فعلى الكورد أن يعملوا كي يكونوا في الحدث لا أن يكوني بعدها وفي مؤخرتها. أما بصدد القتال فان شعبنا لم يختار السلاح لقد اجبر على ذلك وانه أول من يدعوا إلى إنهاء ثقافة ونضال السلاح وما المبادرات المتتالية لحزب الحياة الحرة وحزب العمال الكوردستاني لوقف إطلاق النار من طرف واحد إلا تأكيد على ذلك، شعبنا يدافع عن وجوده ولن يترك سلاح المقاومة دون الاعتراف بوجوده كخطوة أولى لتحقيق حقوقه ومن يدعوا لتسليم سلاح المقاومة عليه أن يطرح البديل دون أن يكون استسلاما أو مخيمات للذل.
س 9: تركيا بعد فشلها في اقتحام النادي الأوربي تسعى لبناء تحالف على غرار الاتحاد الأوربي، من دول تقع في الشرق والجنوب بالنسبة إليها. وتحاول كسب سوريا والعراق وايران، وهي متفقة ضمناً مع عنصريي هذه الدول على منع قيام دولة كوردية، فكيف على القوى الكوردستانية التصرّف حيال تركيا اليوم؟ وهل تجدون سياسة حزب العمال الكوردستاني ذات الحدين (القتال في الجبال تحت الراية الحمراء وفي الوقت ذاته طرح مشروع الجمهورية الديموقراطية) ملائمة لهذا الوقت.
ج- تركيا تعيش أزمة الهوية فهي لا تعرف أين عمقها، في أوربا وهي بعيدة عن شروطها في المجال الديمقراطي، في آسيا الوسطى حيث العمق القومي ام في العالم الإسلامي وأحلام لم تموت بإعادة إنتاج دورها كما كان في ظل الفترة المظلمة للاحتلال العثماني ، ستجد في خط نابكو النفطي الذي يجمع المصالح الاقتصادية لتلك الفضاءات مخرجا ، خط نابكو لن ينجح دون كورد الجنوب وحل مشكلتهم في الشمال . نعم لقد تراجع الدور الحاسم للكفاح المسلح و أدرك العمال الكوردستاني قبل الآخرين تلك الحقيقة وأعلنها بوضوح ، تراجع دور الكفاح المسلح وبالذات عدم قدرته لوحده حسم المعركة لا يعني إنكار هذا الشكل النضالي ودوره في تنظيم وتعبئة وتثوير الجماهير ، الكورد سيتخلون عن السلاح حينما يتخلى أعدائهم عن لغة السلاح فهم من ووضعوا الحراب على جدول الأعمال ، أما الجمهورية الديمقراطية كطرح فانه لا يتناقض مع نضال شعبنا لان الجمهورية الديمقراطية لا يمكن تحقيقها دون حل القضايا القومية في منطقتنا وأهمها الكوردية ، إذن النضال القومي يصب في صالح النضال الديمقراطي والجمهورية الديمقراطية لان احد شروط الجمهورية الديمقراطية هو حل المشكلة القومية بشكل سلمي وديمقراطي.
س 10: الرئيس السوري يهدد الكورد أيضاً، ويرفض الفيدرالية الكوردية وليس لسوريا قنصلية في كوردستان الجنوبي، ويمارس نظامه سياسة قمعية شاملة تجاه الشعب الكوردي في غرب كوردستان. ماذا تعرفون كمثقفين كوردعراقيين عن الحراك السياسي الكوردي هناك؟
لا أخفيك إن الشارع الكوردي في جنوب كوردستان ونتيجة لسياسة الأحزاب وبالذات المؤثرة منها والدور المتخلف لإعلام حزبي ضيق الأفق ساهم في تغييب صورة المشهد الكوردستاني في غرب كوردستان وشماله وشرقه ، انها نتيجة منطقية لفكر وسياسة وإعلام الأجزاء التي تهمش المشترك الكوردستاني، معرفة حقيقة الحراك السياسي في غرب الوطن ليس بمستوى الطموح ، لا نحمل حزبي السلطة وبقية أحزاب الجنوب أو حكومتها وحدها السبب ، بل نقول لأحزابنا في غرب الوطن ( متى تخرجون من مأزق التشتت والتشرذم وتوجهون خطابكم المشترك ، أولا لشعبنا في غرب الوطن ومن ثم لبقية الأجزاء والعالم..سؤال يجب أن نطرحه ونعمل من اجله.
س 11: بعد المحاولات الخداعية الأخيرة لنظام طهران بصدد ملفه النووي، ماذا تتوقعون حدوثه على الساحة الدولية في هذا المجال؟ هل سيقلل هذا احتمال نشوب حرب؟ هل ستهاجم اسرائيل ايران؟ أم أن ايران وصلت فعلاً إلى حد لايستطيع أحد ارغامها على القبول بدور أقل أهمية في المنطقة؟
ايران تستغل الملف النووي كدرع وقائي وابتزاز سياسي بعد فشلها بتصدير ثورتها الإسلامية ، حكام وملالي قم وطهران قادرين على رفع الشعار الديماغوجي واستغلال الصراع الإسرائيلي العربي لأجندتها السياسية كما يفعل اردوغان ، على الصعيد العملي تركيا لها حلف استراتيجي مع إسرائيل وإيران لم تتحرك أو تحرك ساكنا في حرب الجنوب اللبناني وقالوا وبوضوح إنهم غير قادرين على فعل شيء. إيران تريد أن تعود للمنطقة كقوة فاعلة وتنافسها تركيا بعد تراجع الدور المصري وهناك احتمال تقسيم الأدوار بينهما ويبدأ ذلك من خلال تعاون استراتيجي ضد شعبنا وحركتنا التحررية.
س 12: كيف ترون أداء حكومة الدكتور برهم صالح ؟ وكيف تقيّمون دور فخامة رئيس الاقليم،السيد مسعود البارزاني، ودور الرئيس العراقي مام جلال الطالباني، اقليمياً وعراقياً ودولياً؟
نجح الدكتور برهم صالح في عمله في بغداد ولا اخفيك إن عددا كبيرا من العرب العراقيين يفضلونه على الكثيرين ويحترموا أداءه هناك ، في كوردستان أراه محكوما بقوة حزبه في البرلمان وكما نعلم فان الاتحاد قد ضعف بعد الانشقاق الأخير، الدكتور برهم صالح يعمل على التغيير ولكنه يفتقد لأدوات التغيير، مام جلال وباعتراف الآخرين كان دوره متوازنا وصماما للامان في بغداد ، ويعتبر الكثيرين إن دوره في بغداد كان على حساب دوره ومواقفه في كوردستان، أما رئيس الإقليم الأستاذ مسعود البارزاني فيفترض أن يكون لاعبا رئيسيا لدمقرطة الشرق بالمفهوم الأميركي لامتلاكه أكثر من ورقة ، ناهيك عن مواقفه وتاريخه، رغم كل شي وبعيدا عن السياسة وقريبا منها فان رئيس الإقليم الأستاذ مسعود البارزاني بقي ولحد هذه اللحظة يمتلك شجاعة الموقف بعدم اتهام حركتنا في شمال كوردستان كونها إرهابية كما فعل الآخرون أو يملح إليه البعض .



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن اقنيم بروكسل الإرهابية وجمهورية قنديل الديمقراطية
- الإعلام الكوردي والرقص على جغرافية جسد المرأة وفم المسئول
- كتاب العراق و وزراء كوردستان
- واقعية بلا ضفاف وخنادق بلا ثبات .. مقاربة ما بين الضفة والخن ...
- الضم بين ضمة العرب و ( واو) الاكراد ..حول نداء أ. د. سيّار ا ...
- ضحايا الجغرافية وانتماءهم الوطني ( كورد العراق نموذجا )
- رصاصة الظلام وصدى الأنذال ... تراجيديا شيوعية اسمها كامل شيا ...
- لماذا قنديل؟
- الوطنية بين سلطة النقد ونقد السلطة
- أنقرة أم PKK حول مقالة الأستاذ عبد المنعم الاعسم في هزيمة ال ...
- مدينة فاضلة اسمها الحوار المتمدن
- رسالة من بريدي الالكتروني إلى البروفسور عبد الإله الصائغ
- كركوك أو حصان طروادة أعداء العراق
- دانا جلال : لم أجد نفسي إلا ضمن عوالم الثورة والكتابة ضمنها ...
- مرثية الجبل ... ارتحالات ناجي عقراوي
- البحث عن الحل في حزب الحل
- تيممت بتراب قنديل
- قلوبنا معكم في وسط وجنوب الكدح العراقي
- قامشلو تكتحل بدماء نوروز
- إنهم يرسمون صورته من جديد (د.وفاء السلطان بمواجهة الجزيرة وا ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - دانا جلال - مقابلة مع الكاتب والصحافي الكوردستاني الأستاذ دانا جلال أجرى الحوار: جان كورد