أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل يعتذر البدو الغزاة ويدفعون تعويضات لضحاياهم؟













المزيد.....

هل يعتذر البدو الغزاة ويدفعون تعويضات لضحاياهم؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 10:51
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ حوالي الأربعة عشر قرناً من الزمان، كانت شعوب المنطقة تعيش بأمان ورخاء واستقرار وازدهار تفرح وترقص وتكتب الأشعار وتعزف أعذب الألحان وتنتج السمن والعسل والنبيذ والورود والأقحوان، وتبني الحضارات والأوابد الشاهقة التي ما زالت ماثلة حتى اليوم لتشهد على روعة وعظمة وتفرد أولئك السكان العظام، وفي غفلة من الزمان خرج عليهم من هذه الجزيرة الموصوفة بالعربية، قوم غزاة يؤمنون بالقتل والسيف وسفك الدماء، احتلوا دول الجوار، ودمروا حضارتها، ومسحوا تلك الثقافات العريقة والنبيلة عن بكرة أبيها ولم نعد نعرف شيئاً عن مصيرها، وفرضوا على شعوبها لغة وعقائد وأنماط سلوك وعادات وتقاليد غريبة عن المنطق والفطرة الإنسانية، وكان آخرها فتوى إرضاع الكبير المضحكة التي أصدرها أحد شيوخ الإفتاء الأجلاء، وأشاعوا أجواء من الرعب والاستبداد، وسطوا على أراضي وممتلكات هذه الشعوب والبلدان ونسبوها لأنفسهم، وسلبوا كل ما وقع أمامهم من مال وغنائم وأسروا الرجال وسبوا النساء وأخذوهم إلى الجزيرة للاتجار بهم وبيعهم واسترقاقهم واغتصابهم على غير وجه حق، ومن دون سند شرعي اللهم تلك الثقافة البدوية الصحراوية التي تبيح الغزو والسلب والنهب وافتراس السبايا، واستعبادهم على أبشع وأشنع وما يكون عليه الاستعباد والاسترقاق المشرعن علناً. ودخلت شعوب المنطقة من يومها وحتى اليوم في نفق الفقر والجوع والظلم والتذرر والانقسام والاستبداد المزمن الذي لا يحول ولا يزول، وساد الفكر القبلي والعشائري والبدوي، وتعددت هويات الناس وانتماءاتهم بدل الانتماء للهوية الإنسانية السامية والجامعة. ولم تعرف شعوب المنطقة من يومها الهناء، وراحة البال، والعيش الهني، وسادت الحروب، والنزاعات والخلافات وسقط جراء ذلك مئات الملايين من الضحايا، وما زال الجرح نازفاً لا يندمل والأضرار فادحة وجسيمة في واحدة من أطول حروب التاريخ التي عرفتها البشرية، وطغى الظلم القهر والتنكيل والتكفير وقطع الرقاب وتصفية المعارضين والمختلفين بالرأي، وجرياً على عادة السلف الصالح في تصفية المعارضينبالسمل والسحل والحرق والقتل ضد كل من لم يسلـّم بروايتهم الأسطورية بالسيف والدماء وقطع الرقاب، وكله من ذيول ذلك الغزو البربري الهمجي الدموي الذي أتى على الأخضر واليابس، واستأثر الخلفاء، والولاة، والحكام، وأوصياء الله بالثروات والأرض والأموال والنساء وخراج الأرض، ووزعوها على المحاسيب والأزلام والتـُبـّع والسـّجـّد من المحظيين والمحظيات. وأصبحت هذه المنطقة التي كانت تنتج الحضارات والفنون والإبداعات والثروات، واحدة من أفقر مناطق العالم تتصدر قوائم الأمم المتحدة في الفقر والجوع والجهل والفساد والإفساد والانهيار العام والتخلف والإيمان بالخرافات وعبادة الأوثان والأحجار والأصنام والأشخاص، بالترافق مع التردي العام في كافة مجالات الحياة، ولا تنتج غير الدم والموت والحروب والاقتتال والنزاعات.

وفي الآونة الأخيرة ظهرت أيضاً موجة جديدة من الغزو الثقافي والفكري، تحت مسمى الصحوة البترولادولارية المدعومة والممولة من طويلي العمر، التي شوهت صورة المنطقة وسكانها، وأصبح رموز التكفير وفتاوى التهريج والقتل والموت هم الذين تصدّرهم الجزيرة العربية للعالم وهم أشهر من نار على علم ومعروفون للغادي والبادي. وفي كل يوم يزداد ضحايا هذا الغزو جراء جرائم الإرهاب التي انتشرت أيضاً بعد البحبوحة النفطية والرعاية الرسمية للجماعات المتطرفة ورموز الإجرام والفكر المتطرف وتسمين واحتضان وعاظ التكفير وتشريع واستحلال دماء وأعراض وأموال الناس. وتتبدى أيضاً ملامح لنهج ثقافي وإعلامي خطير يتجلى في إشاعة مناخات التطرف ونشر ثقافة الانحلال وتمييع الأجيال الشابة عبر قنوات فضائية وإعلامية لم يبق لديها محرمات على ما يبدو في نشر سقط المتاع في كل شيء بدءً من فكر التطرف والإرهاب، إلى نشر الميوعة بين الشباب في عملية غسل الدماغ كبرى وتزييف للوعي وتضليل للرأي، ما زاد في ضعف وهشاشة مجتمعاتنا وبلادنا إلى الحدود التي اندلعت فيها الحروب والمواجهات الأهلية في غير مكان، كالعراق، والصومال، والسودان، واليمن، والجزائر، ولبنان، وفلسطين، والمواجهات الطائفية المؤسفة في مصر، والعمليات الإرهابية الدموية المؤسفة في قلب ما يسمى بالجزيرة العربية، وناهيكم عن الحروب المرشحة للاشتعال في غير مكان من هذه المنطقة المضطربة والنائمة على براميل البارود والبركان، وكلها بفعل الغزو البدوي وثقافته الظلامية المتحجرة وذيولها المدمرة على الأرض والإنسان. وتعتبر منطقة الخليج الفارسي اليوم الحاضن الأول للإرهاب والإرهابيين والفكر البدائي والتهريجي المتطرف في العالم، وتعج بأولئك الهاربين من وجه العدالة، الذين لا يراعون حرمة لا لدم ولا لروح ولا لقيمة ولجمال، في الوقت الذي تتقدم وتصعد فيه دول الجوار والمنطقة الأخرى كإيران وتركيا وتحتل مكاناً لائقاً على عرش نوادي القوة والذرة، والتأثير والقرار في العالم.

ومن هنا، المطلوب تخصيص تعويضات ، ولو رمزية، لجميع ضحايا الغزو البدوي البربري وعائلاتهم وأحفادهم وورثتهم، من الفقراء والمسروقين والمسبيات والمضطهدين ومن الأقليات ممن مورست عليهم ثقافة التمييز العنصري والاستعلاء والبراء، وتقديم اعتذارات لهذه الشعوب المنكوبة بآثار الغزو البدوي، من كل من يدعي الانتساب للبدو للغزاة والتفاخر بالانتماء لهم، وهو إحقاق للحق ولعدالة ضائعة ومفقودة تاريخياً، آن الأوان لأن تطل برأسها، وهو أقل ما يمكن تقديمه، قبل الشروع في بناء تصور نهائي وتاريخي لحل هذه الإشكالية التاريخية والتفكير في إجراء مصالحة تاريخية وكبرى مع الشعوب المتضررة من الغزو البدوي البربري الهمجي الإباحي الأهوج، التي تعيش اليوم في أسوأ ظروف القهر والقمع والاستبداد والنهب المنظم لخيراتها وتعاني من أحط الأوضاع التي يمكن تصورها، وعلى غرار ما فعلت الكنيسة التي اعتذرت عن الحروب الصليبية، وكما فعلت إيطاليا مؤخراً مع ضحايا الاستعمار الإيطالي في ليبيا حيث قدمت اعتذاراً علنياً، وتعويضات مجزية لضحايا الاحتلال الإيطالي وجرائمه، عن كل سنوات الاحتلال. إن شعوب المنطقة المنكوبة بالغزو البدوي الذي قام به برابرة الجزيرة العربية تستصرخ ضمائر الشعوب الحية لوقف الغزو الثقافي البدوي لمجتمعاتها الممول بترودولارياً، والكف عن تأجيج الصراعات وإشاعة أجواء الفتن والشحن المذهبي البدوي والقبلي الأرعن، ولوضع حد لمعاناتها جراء هذه الهجمة البربرية البدوية ضد جميع شعوب وسكان العالم والتي لم تسلم منها حتى نيويورك وواشنطن فيما سمي بغزوتي نيويورك وواشنطن اللتين جسدتا أوج المد البدوي الثقافي والبربري الأهوج، تحدونا ثقة وأمل أن تجد هذه الدعوة صدى طيباً في نفوس الجميع وأصحاب القرار قبل فوات الأوات وتجنب ندم حيث لا ينفع الندم. وإن اعتذاراً، مشفوعاً بتعويضات رمزية قد يكون بداية لمصالحة تاريخية بين ضحايا الغزو البدوي، وكل من يعلنون انتماءهم له، وتفاخرهم بهذا الانتساب، الذي نعتقد أنه لا يشرف أحداً على الإطلاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين ستأتي الخليجيات باللبن الكافي لإرضاع هنود الخليج؟
- متى ينسحب البدو العرب الغزاة كما انسحبوا من إسبانيا؟
- هل يمازحنا فضيلة الشيخ القرضاوي؟
- زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟
- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين فقط!!
- هل كان لدى البدو حمّامات في الصحراء؟
- التعليم الديني للصغار كنمط للإكراه في الدين
- لماذا لا نستبدل حصص التربية الدينية بحصص الموسيقى والفن والب ...
- البورنو الديني في مدن الظلام: وثقافة الجن والعفاريت
- ثقافة الوأد وافتراس الأحياء والصغيرات: آباء أم ذئاب؟
- لا حضارة من غير بشر حضاريين
- طلاق الصغيرات
- هزيمة النقاب ومشروع بدونة أوروبا
- لول: وأعداء الضحك والابتسام
- أجب عن الأسئلة التالية: امتحان كتابي لإرهابي
- الله يستر: مقال يزلزل كيان أكاديمي عروبي
- زلزال الكلمة الحرة يصيب أكاديمياً سورياً !!!!
- أيهما أفضل استعمار البدو أم استعمار الرومان؟
- العربان وهمروجة حزام الأمان
- رحلة مع فكر الظلام وأهله


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل يعتذر البدو الغزاة ويدفعون تعويضات لضحاياهم؟