أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد تومة - الزلزال الإيراني ونتائجه على الشرق الأوسط















المزيد.....



الزلزال الإيراني ونتائجه على الشرق الأوسط


محمد تومة

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


طريق الحقيقة رقم -26-
1- شعارها الثقافي
موضوع الحلقة: (( الزلزال الإيراني ونتائجه على الشرق الأوسط ))
____________________________
1- لماذا تثير الزلزال الرعب والخوف في نفوس الناس ؟
2- أنواع الزلازل ؟
3- تاريخ الزلازل الاجتماعية وتتابعها التاريخي .
4- لقد حان وقت الزلازل في الشرق الأوسط .
5- الزلزال الإيراني بعد الزلزال العراقي بدأ بقذف حممه .
6- الزلزال الإيراني صفعة قوية للسياسة الأمريكية . (( الحزب الديمقراطي ))
7- رأي طريق الحقيقة في تلافي الزلازل ونتائجه المدمرة على الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
_________________________________
1- لماذا تثير الزلزال الرعب والخوف في نفوس الناس ؟
إن الإجابة على هذا السؤال لا يحتاج الأمر إلى عبقرية فكرية . لأن نتائج الزلازل لمن أصاب بها من الشعوب واضحة وموثقة لكل العارفين والمؤرخين ولوسائل الإعلام . فكثيرا في قديم الزمان يذكرنا المؤرخون في كتبهم عن الدمار والخراب والقتل والتهجير التي أصابت بعض الشعوب , أما الآن وبعد التطور في وسائل الإعلان فهاهي تلك الوسائل الإعلامية تنقل إلينا بالصورة والصوت واللون النتائج المدمرة التي تصيب البشر نتيجة للزلازل الطبيعية والاجتماعية التاريخية كالحروب والحروب الأهلية . إن الإجابة على هذا السؤال غير ممكن بدون التعرف على أنواع الزلازل .
2- انواع الزلازل ؟
أ‌- زلازل طبيعية. ب- زلازل اجتماعية تاريخية .
أ- زلازل طبيعية : يحدث هذا الزلزال نتيجة لحدوث انفجارات هائلة في عمق الكرة الأرضية الملتهبة بالنار دائما و ابداً منذ إن انفصلت عن الشمس على شكل غبار كوني هائل ثم تكدس هذا الغبار فوق بعضها البعض وشكلت طبقات مختلفة التكوين من حيث العناصر التي حملت معها لدى انفصالها عن الشمس وبقيت نواتها ملتهبة وقابلة للانفجار ليندفع حممها النارية سواء أكان هذا السطح مغطى بالماء او اليابسة . ويحدث عن هذا الاندفاع الهائل من الطاقة الانفجارية تدمير هائل يصيب البشر والحيوان والعمران والزرع .
إن العلم والعلماء لم يكتشفوا بعد وسيلة او تكنيك للتنبؤ بحدوث هذه الزلازل الطبيعية بغية تلافي نتائجها المدمرة . ولحين يتمكن العلم والعلماء لإبداع هذا التكنيك سيكون أرواح البشر وأملاكهم تحت رحمة الحظ و الأقدار .
3- تاريخ الزلازل الاجتماعية وتتابعها التاريخي :
وهي مجال دراستنا لهذه الحلقة . لقد مرت هذه الزلازل الاجتماعية عبر التاريخ بمرحلتين .

أ‌- مرحلة الزلازل الإيديولوجية الروحانية ( الدينية ) .
ب‌- مرحلة الزلازل العلمانية (الأرضية ) .

أ‌- مرحلة الزلازل الإيديولوجية الروحانية ( الدينية )
وهذه مرت أيضا بثلاث زلازل اجتماعية
أ‌- مرحلة الوثنية .
ب‌- مرحلة زلازل الكتب المقدسة المنزلة من السماء و إعلان لحرب .
ج‌- مرحلة زلازل إعلان الحرب بين أنصار الكتب المقدسة .
لقد أعلن أنصار الكتب المقدسة الحرب على أنصار وتوابع الوثنية تحت اسم الجهاد في سبيل الله , والقضاء على المشركين والكفار وعبادة الأصنام ....الخ . ولا يعلم إلا الله كم من البشر قتلوا ودمرت ديارهم وانتهكت أعراضهم وسلبت أموالهم حيث انتهت هذه الزلازل بانتصار الكتب المقدسة على أنصار الوثنية . وما إن انتصر أنصار الكتب المقدسة وانهزم أنصار الوثنية أو قتلوا أو اختفوا في الغابات حتى اندلعت زلازل أخرى ولكن هذه المرة بين أنصار الكتب المقدسة .
وهذه الزلازل الإيديولوجية العقائدية هي الأخرى جرت على البشرية القتل والدمار ولم تعرف البشرية حتى الآن لا الأمن ولا السلام ولا العدل .
لقد استمرت هذه الحروب الزلزالية بين الكتب المقدسة السماوية في الشرق الأوسط والغرب فكان لابد من وضع حد لهذه الزلازل الكارثية . لم تسلم منها أية بقعة على سطح الكرة الارضية وأشبعت البشرية من الاستبداد والفقر والذل والتخلف والجهل .
ب‌- مرحلة الزلازل العلمانية ( الأرضية )
لقد حدث زلزال علمي في الغرب في القارة الاوربية تحديدا دون غيرها , وقد كان قواد هذه الزلازل ليس الانبياء هذه المرة , بل كان الفلاسفة والمفكرون العظام يؤلفون الكتب ويخطبون في الناس وينتقدون لا شي عندهم له حرمة او تقديس حتى الكتب المقدسة, ولم يتركوا من القديم شيئاً إلا وانتقدوه وطرحوا شعار العلمانية. ( والعلمانية تعني إبعاد الدين عن السياسة ) . ثم طرحوا شعار النظم الدستورية الوضعية بدلاً من المنزلة من السماء في تنظيم وتسيير امور الناس. ثم طرحوا افكار النظم السياسية الديمقراطية لحل مشكلة تداول السلطة بدلاً من الوراثة والعائلة المقدسة .
ورفعوا شعارات قيم انسانية ( الحرية _ والمساواة _ والعدالة _ الإخاء ) بين بني البشر . ووضعوا شعار دولة القانون الوضعي الذي يوافق عليه الشعب بدلاً من مبايعة الحاكم .
اما من الناحية الثقافية فقد طرحوا شعار دراسة المادة بدلاً من الثقافة الميتافيزيقية .
نتائج هذا الزلزال العلمي :
لقد فتحت الحركة النقدية الثقافية التي قادها الفلاسفة والمفكرين الأوربيين الطريق أمام العلماء لترك ثقافتهم المثالية الميتافيزيقية الدينية واستبدالها بالثقافة العلمية والتوجه نحو دراسة أسرار المادة واكتشاف حركاتها الميكانيكية والفيزيائية والكيماوية وتحولت هذه إلى إبداعات علمية وصناعية تكنولوجية فكانت القاطرة والباخرة والطائرة و التلغراف و المطبعة وغيرها كثير لا الحصر . وها نحن نعيش الآن عصر المعلوماتية التي حولت الكرة الأرضية إلى قرية صغيرة .إن هذه الاكتشافات العلمية والإبداعات التكنولوجية أدت إلى بناء مصانع عملاقة أنتجت من البضاعة ما كانت باستطاعة أسواقها الوطنية أن تستوعبها . ونتيجة لذلك أدى إلى ظهور زلزال اجتماعي تاريخي جديد وهو الزلزال الاستعماري ,حيت توجهت كل الشعوب الأوربية التي كانت سباقة في إنتاج البضائع المصنعة سواء أكانت بضائع استهلاكية أو حربية نحو العالم الذي لا يزال نائماً في سبات عميق , وتعيش في مرحلة الثقافة المثالية الروحية بكل إشكالها السياسية والاقتصادية والتكنولوجية .وكان من الصعب جدا إن تقف بوجه هذا الزلزال الاستعماري .لقد أدى هذا الاندفاع الأوربي نحو العالم المتخلف إلى تنافس شديد لتقسيم العالم المتخلف بينهم .
إن الحرب العالمية الأولى من 1914 م إلى 1918 م وكذلك الحرب العالمية الثانية من 1938م إلى 1944 م كان زلزالاً اجتماعياً رهيباً بين المتنافسين الأوربيين أدى إلى انشطار العالم إلى شطرين .
الشطر الأول ظهر باسم الاتحاد السوفيتي ( وسميت بالكتلة الاشتراكية ) , والشطر الثاني ظهر باسم العالم الحر ( وسمي بالكتلة الرأسمالية ) . لقد كرست الكتلتين معاً كل العقول العلمية لاختراع أسلحة رهيبة في قدرتها التدميرية . فكانت القنبلة الذرية والهيدروجينية والكيماوية ووصلت بالعالم إلى شفى حفرة هاوية للفناء البشري بأكمله على وجه الأرض .
لقد جرى بعد الحربين العالميتين محاولة للتخلص من الزلازل الاجتماعية التاريخية المدمرة وتشكلت هيئة دولية سميت بهيئة الأمم المتحدة ووضع لها ميثاق بغية تأمين الأمن والسلام بين الشعوب وتحقيق العدالة والتخلص من الاستعمار .
ومع الأسف لحد الآن لم تستطع هذه المنظمة الدولية تحقيق تلك المبادئ السامية .والمشكلة تكمن أن هناك كثير من الحكومات والساسة في الشرق والعالم المتخلف يمارسون حياتهم وسياساتهم وثقافتهم القديمة . إن نتيجة ذلك سيؤدي حتماً إلى زلزال كارثي لا يمكن تقدير نتائجه ..
4- لقد حان وقت الزلزال في الشرق الأوسط :
في البداية لا بد أن نسال لماذا الشرق الأوسط ؟ ولنحاول الإجابة ؟
يحكم الشرق الأوسط سلسلة حديدية قديمة .كل حلقة من هذه السلسلة لها دور في ربط هذه السلسلة ببعضها البعض .
إن الحلقات القديمة من هذه السلسلة سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو حقوقية وإيديولوجية يرأسها تناقض واحد هو القرش الحرام . ويحتل القرش الحرام المرتبة الأولى في حياة كل الذين ارتبطت حياتهم ومصالحهم بإدامة هذه السلسلة الحديدية . لكن هذه السلسلة الحديدية قد صدأت ولم تعد تستطيع حلقات هذه السلسلة أن تتحمل القوة الضاغطة التي ظهرت نتيجة للتطور الاجتماعي والعلمي والثقافي والقيم الإنسانية السامية ,سواء أكان ذاتيا أو خارجيا .
إن القوة الخارجية الفعالة قد غيرت سلاسلها الحديدية القديمة واستبدلتها بسلاسل فولاذية تماشياً مع التطور التاريخي .
لقد حدث تطور هائل داخل المجتمعات الخارجية للشرق الأوسط سياسياً و اقتصادياً و حقوقياً و قيم كونية . لقد بات من المستحيل حكم هذه المنطقة من الشرق الأوسط بالسلسلة الحديدية القديمة المهترئة . ولكن أنصار هذه السلسلة القديمة المهترئة لا يستطيعون أن يتخلوا عنها لأن عليها تتوقف حياتهم و مماتهم و خسارتهم للقرش الحرام .
و أمام هذا الوضع التاريخي دخل الشرق الأوسط بأكمله في حالة أزمات . هذه الأزمات هي المقدمة لحدوث الزلازل الاجتماعية و من المستحيل تلافي ذلك . لقد بدأ أصحاب هذه السلسلة القديمة يدركون النتيجة المدمرة لهذا الزلزال لدى تعرض أية حلقة من هذه السلسلة للانقطاع . و لهذا صرح رئيس وزراء تركيا أردوغان بتاريخ 23/2/2010 م حيث قال : ( إن الهجوم العسكري على إيران سيكون كارثة على الشرق الأوسط ) . و على الفور بدأ أنصار السلسلة القديمة يتبادلون الزيارات و يتنازلون عن كثير مما كانوا يطالبون من الطرف الأخر . و بدؤوا يسعون و يعقدون الصفقات و المعاهدات الأمنية و الاقتصادية . كل هذه الحركات هدفها واحد هو الحفاظ على القرش الحرام التي كسبوها .
و لكي نفهم خطورة الزلازل الآتية لا بد من فهم الشرق الأوسط و كيف أحيط بسلسلة حديدية و التي أهترئت بفعل التطور التاريخي .
ترى لماذا يتمسك أنصار هذه السلسلة الحديدية المهترئة . و كيف تم صنعها ؟ و لماذا صنعت ؟
1- دور القوى الخارجية في صنع هذه السلسلة .
2- العوامل الإقليمية في بنيان هذه السلسلة .
3- ما الذي يجمعهم ؟ و الذي يفرقهم ؟
4- السلسلة القديمة في مجابهة التاريخ العالمي الجديد بكل قيمه السياسية و الثقافية و الاقتصادية .

1- دور القوى الخارجية في صنع هذه السلسلة : لقد أنشطر العالم إلى شطرين و كان هذا الانشطار نتيجة الزلزالين . الزلزال الأول الحرب العالمية الأولى و الزلزال الثاني الثورة العلمية التي حدثت في أوروبا . الشطر الأول كان تتزعمها انجلترا و فرنسا و أمريكا و جميع العالم الغربي الرأسمالي . و كان الشطر الثاني بزعامة الاتحاد السوفيتي و جميع الدول التي ضمت بالقوة إلى هذا الاتحاد و سميت بالعالم الاشتراكي .
و لما كانت الرأسمالية السابقة للاشتراكية و لأول مرة في التاريخ رأت نفسها أمام خطر داهم . الخطر الذي يهدد الملكية الخاصة و تحويلها إلى ملكية عامة . و لما كانت الثورة العلمية التي انفجرت في أوروبا و إبداعها في التكنيك الصناعي و كان روح هذا التكنيك هو البترول براً و جواً و بحراً .
و هذا البترول ظهر في الشرق الأوسط . فسارع الغرب في وضع إستراتجية بعيدة للحفاظ على هذه المنطقة و حمايتها من الامتداد الشيوعي الاشتراكي , و دخلت في صراع الموت و الحياة مع هذا الخطر الداهم .
و لما كانت العقبة الأولى أمام هذه الإستراتيجية هو الإمبراطورية العثمانية و التي كانت تعيش أخر أيامها و التي سميت حينها بالرجل المريض . فكان لا بد للغرب من أن تطلق طلقة الرحمة على هذه الإمبراطورية التي أشبعت شعوب الشرق الأوسط الاستبداد و الفقر و الجهل و التخلف . و هكذا قررت انجلترا و فرنسا على إنهاء هذه الإمبراطورية و أقامت على أنقاضها سلسلة دول تكون سلسلة حديدية تحاط بالاتحاد السوفيتي .
و تتألف حلقات هذه السلسلة الحديدية من دولة إيران و دولة تركيا و 22 دولة عربية .
و لما كان طابع الصراع بين الكتلتين أخذاً طابعاً إيديولوجياً . حيث كانت فلسفة الكتلة السوفيتية قائماً على النظرية الماركسية التي تقوم على الصراع الطبقي و هدفها إلغاء الملكية الخاصة . و لهذا أستخدم الغرب الرأسمالي سلاحين إيديولوجيين و هما الأيديولوجية القومية المتعصبة و الأيديولوجية الدينية .
لقد أستخدم السلاح الأيديولوجي القومي في إيران حيث أطلق العنان للقومية الفارسية المتعصبة الشوفينية .
و كذلك استخدمت القومية الشوفينية التعصبية في تركيا و أيضاً في قسم من الدول العربية و القسم الثاني من الدول العربية أستخدم السلاح الأيديولوجي الديني .
لقد تم إدخال هذه الدول إلى هيئة الأمم المتحدة بعد أن تم رسم حدود كل دولة و اتخذت هذه الدول المشروعية الدولية . و تم مد شرايين الحياة لهذه السلسة الحديدية و مدتها بالطاقة و تم حمايتها و استبدال حكامها بانقلابات عسكرية . لقد كانت مهمة هذه السلسلة هو تحقيق هدفين أساسيين :
1- الوقوف و مناهضة الخطر الآتي من الكتلة الاشتراكية .
2- محاربة كل الحركات اليسارية الداخلية و منعها من استلام السلطة في أية دولة ضمن هذه السلسلة الحديدية .
لقد كانت إنكلترا و فرنسا من صنعوا هذه السلسلة ثم تراجع دوروهما تاركاً دور الزعامة لأمريكا .
لقد أستمر هذا الوضع حتى انهيار الاتحاد السوفيتي بفعل تأكلها الداخلي و عدم تمكنها من تجديد نفسها .
و الآن زال خطر الاتحاد السوفيتي و تحولت إلى دولة رأسمالية و غابت شمسها عن الساحة الدولية .
و لكن بقيت لها أظافر حادة و يحاول الغرب الآن تقليم هذه الأظافر أيضاً .
2- العوامل الإقليمية في بنيان هذه السلسلة:
لقد قلنا و بينا أن الغرب شكل كل حلقة من حلقات هذه السلسلة الحديدية , و لكن هذه السلسلة المكونة من حلقات مترابطة كانت تحمل بزور موتها و تخلفها بداخلها . وكل حلقة من هذه الحلقات تتألف من عاملين أساسيين :
1- الشعب 2- السلطة ( الحكام )
فخلال كل القرن العشرين بكامله كان الشعب في وادٍ و الحكام في وادٍ أخر , لم يحدث قط أي تلاحم بين العاملين و ذلك للأسباب التالية : كل مفكر و عالم اجتماعي و سياسي يدرك أن المجتمعات البشرية العصرية لا يمكن أن تسير بدون نظام فلا بد من سلطة تحكم الناس لتنظيم أمورهم و تحرس على أمنهم و استقرارهم كي تستطيع الشعوب أن تتقدم . و هكذا تخلص البشرية من ظلام القرون الوسطى و نظمها و طريقة اختيارها لحكامها و فق آلية سميت بالأسلوب الديمقراطي . و الأسلوب الديمقراطي يقوم على الانتخاب المتعدد , و هنا أعطي الحق للشعب أن يختار الرئيس الذي يريد أن يحكمهم . و هذا يعني عندما تكون السلطة الحاكمة منتخبة من الشعب فالشعب سيكون معه في السلم و الحرب و البناء . و الحالة الثانية في هذه العملية تكون هناك و حدة وطنية من الصعب على أية قوة خارجية أن تفكر في الاعتداء على هذا الشعب و إن اعتدى ستكون نهايته . و لكن شعوب الشرق الأوسط لم تجرب هذا الأسلوب في اختيار حكامها على الإطلاق خلال القرن العشرين بكامله ... وحتى الآن .
ترى لماذا لم تمارس شعوب الشرق الأوسط هذا الأسلوب ؟ والجواب : كتبنا سابقاً لأن كل الأطقم السياسية التي تناوبت على حلقات هذه السلسلة الحديدية كان يعينهم صانعوا هذه السلسلة الحديدية سواء أكانوا في حلقة إيران أو تركيا أو الدول العربية ( القوميون و الروحانيون على السواء ) .
لقد أستغل الأطقم السياسية التي تناوبت على السلطة عن طريق الانقلابات العسكرية هذا الوضع و ساروا وراء القرش الحرام إلى أبعد الحدود . و نترك كشف الحقيقة لأهل الخبرة للبحث عن أرصدتهم في البنوك الأوروبية و إحصاء ما يملكونه من قصور و مزارع و ذهب ......... و نحن لا يسعنا أن نسأل السؤال التالي .. عندما نسمع أخبار الوسائل الإعلامية التي تنشرها عن العراق فكثيراً ما يتردد كلمة قصور صدام . ولا بد أن نسأل من أين أتى صدام حسين بكل هذا المال ليعمر كل هذه القصور ؟ فإذا لم يكن القرش الحرام ؟ فماذا سيكون ؟ فهل من خبير أن يقول لنا الحقيقة ؟ علماً بأن صدام حسين كان طوال فترة حكمه ينادي بالقومية العربية .
فهل القومية العربية هي بناء الإنسان و الحضارة و الحرية و العدالة أم بناء القصور للحاكم و حاشيته ؟
و لهذا كانت النتيجة الشعوب تكره حكامها و الحكام تكره شعوبها . الشعوب لا تصدق كل ما يقوله الحكام , و لا الحكام تثق بشعوبها . الشعوب تخاف ليلاً و نهاراً من أجهزة السلطة الأمنية , و الحكام يخاف من الشعوب أن تتمرد يوماُ ما سيذهب الروح و القصور .
و السؤال الأخير لا بد أن نسأل : هل من غرابه أن يكون الشرق الأوسط مرشح لزلازل اجتماعية تاريخية ؟
3- ما الذي يجمعهم ؟ والذي يفرقهم ؟:
لقد خطط الغرب صانع الحلقات السلسلية أهداف ثلاثة و طلب من الأطقم التي كان يعينهم في كل حلقة و هي التي تجمعهم :
1- منع الامتداد الشيوعي نحو الشرق الأوسط .
2- محاربة الفكر الشيوعي بالفكر القومي أو الديني .
3- يترك الغرب لحكام الحلقات التلاعب بالورقة الكردية فيما بينهم دون القضاء عليهم .
أما الذي يفرقهم وهي : لما كانت إيديولوجية الحلقات الثلاثة الفارسية و التركية و العربية هي الفكر القومي . فانتعشت أحلام إمبراطورية مع أطقم الحلقات الثلاثة و راح كل واحد منهم ينبش في قبور الماضي ليخرج بدعاية طوباوية بعيدة كل البعد عن روح العصر .
و فجأة أنتعش مع التركي حلم لإعادة الإمبراطورية العثمانية و في نفس الوقت حلم الإمبراطورية العربية و الفارسية , و معنى ذلك أنه كان هناك ثلاثة أحلام إمبراطورية تتصادم في ثقافة شعوب الشرق الأوسط في الوقت الذي كانت هذه الشعوب جياع و حفاة و عراة و يستخدمون التكنيك القديم الذي كان يستخدمه الآباء و الأجداد . لقد اعتقدوا بأن تحقيق تلك الإمبراطوريات لا يمكن أن تتحقق إلا ببناء أجهزة أمنية تحصي نفس كل فرد من هذه الشعوب على طول مدار اليوم ( ماذا يأكل و يشرب و أين يذهب و مع من يتكلم و ماذا تكلم و ما زمرة دمه و على أي جنب سينام هذه الليلة , لم يتركوا شاردة و واردة في حياة كل فرد إلا وسجلوها في السجلات و آلات الكمبيوتر الحديثة ) .
4- السلسلة القديمة في مجابهة التاريخ العالمي الجديد بكل قيمة السياسية و الثقافية و الاقتصادية :
مع انهيار الكتلة السوفيتية انتهت مرحلة الصراع الإيديولوجي في العالم و لم يعد لا للدين ولا للفلسفة القومية ولا للفلسفة الطبقية أي قيمة ثقافية.
إن التاريخ الذي حل هو عصر العلم. والعلم يعني معرفة أسرار المجتمع وكيف تطور. ومعرفة أسرار المادة وحركاتها الميكانيكية والفيزيائية والكيميائية والهندسية ... الخ وتقاس قوة الشعوب والأمم بما تملكه من العقول العلمية المبدعة . إن أي امة أو دولة تريد أن تحتل مكانتها المرموقة بين الأمم عليها إن تكتشف في مجتمعها العقول المبدعة. ولكي يتم ذلك عليها أن تضع خطط وبرامج تعليمية لبناء هذه العقول العلمية المبدعة. ولكن بدون مناخ سياسي يناسب التطور التاريخي العالمي لا يمكنها الاحتفاظ بهذه العقول المبدعة. لا يمكن لمثل هذه العقول العلمية المبدعة أن تعيش وتبدع في ظل نظم سياسية تسييرها أجهزة أمنية مخابرتيه.
بدون نظم سياسية وثقافية ديمقراطية لا مبدعين ولا مخترعين . إن جميع النظم السياسية ودساتيرها الحقوقية و أجهزة الدولة ومؤسساتها في منطقة الشرق الأوسط بعيدة كل البعد عن الديمقراطية.
أن كل الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان تنتهك صباحاً ومساءاً في هذه النظم وان القضاء ليس له أي دور في حياة الفرد. إن قوانين المخابرات بكافة أشكالها وتسمياتها هي القضاء والدستور والقانون.
والخلاصة لا اقتصاد فاعل ولا تكنولوجيا تصنع و كلها مستوردة من الإبرة وحتى الطائرة .
ولا نظم ديمقراطية. ولا قيم إنسانية نبيلة. تحافظ على كرامة الإنسان وحقه في الحياة والحرية ولا تزال ثقافة العشيرة والقبيلة والطائفة والمذهب تسيطر على عقول أبناء شعوب المنطقة. إن كل الأمور مقلوبة عندنا في الشرق الأوسط. فالعالم يسير إلى الأمام ونحن نسير إلى الخلف وحتى أحلامنا مقلوبة. فالعالم يحلم بصنع مستقبل مزدهر ونحن نحلم بإعادة الماضي المجيد. وهكذا أصبحت شعوب الشرق الأوسط بأكملها وبكافة حلقاتها , وجهاً لوجه مع زلزال عنيف ومدمر ولا يعلم احد كيف ستكون نتائجه . لقد حدث الزلزال الأول وانفجر بركانه في العراق وها هو الشعب العراقي يدفع الثمن غالي من الأرواح والممتلكات وهاهو يدمر كل ما بناه.
لقد كتبنا كثيراً عن الزلازل وسميناها في حلقاتنا السابقة بطوفان نوح جديد سيحل بالمنطقة وطرحنا حلولاً وتنبأنا بالنتائج المدمرة ولكن لم يسمع أحدا من الساسة العراقيين إلى صوت العقل والحقيقة وكان ما كان .
وها نحن الآن نقف وجهاً لوجه مع زلزال ثاني وهذه المرة في إيران.
5- الزلزال الإيراني بعد الزالزال العراقي بدأ بقذف حممه:
وأخيراً جاء دور موضوع حلقتنا وهو الزلزال الإيراني بعد أن شرحنا الزلازل وأنواعها عبر المراحل التاريخية. يخطئ من يظن أن الزلزال الإيراني وانعكاسه على الشرق الأوسط بأكمله قد حدث فجأة نتيجة للانتخابات التي جربت عام 2009 م لانتخاب رئيساً لإيران.
ولا يمكن فهم هذا الزلزال بدون اخذ المفهومين الفلسفيين كدليل للوصول إلى الحقيقة وهما
أولاً: السبب . ثانياً: النتيجة.
إن ما يحدث في إيران بعد إجراء الانتخابات لعام 2009 م هو بداية لزلزال اجتماعي تاريخي طويل. وهنا لا يمكن فهم هذا الزلزال بدون معرفة جذورها التاريخية, فلنتعرف على جذورها التاريخية:
أولاً: كي نتعرف على السبب ثم نأتي على النتيجة :
إن جذور الشعب الفارسي الذي يعيش فوق جغرافية إيران له قسمين قسم يمتد جذورها إلى خمس قرون قبل الميلاد أي بالتحديد عندما قضى الشعب الفارسي على الإمبراطورية الميدية الكوردية التي كانت تحكم. وأقام الشعب الفارسي إمبراطورية فارسية على أنقاض هذه الإمبراطورية الكردية. وأدخل القومية الكردية ضمن مكونات هذه الإمبراطورية الفارسية والقسم الثاني بدأ مع بداية القرن العشرين حين ضم إلى تكوين هذه الإمبراطورية عرب الأهواز وأيضاً البلوش وأيضاً الأذريين. وبذلك تكون في العصر الحديث ومع بداية القرن العشرين دولة إيرانية بزعامة القومية الفارسية . إذاً تتألف دولة إيران من خمسة قوميات الفارسية والكردية والعربية والبلوشية والأذرية ولكل قومية لها لغتها الخاصة بها. ومع نشوء هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية وضع ميثاق دولي على أساس المبادئ الثلاثة عشر التي قدمها رئيس الولايات المتحدة ولسن والتي تقضي بالأعتراف و إعطاء الحق لكل شعب مستعمر حق تقرير المصير سواء أكان صغيراً أو كبيراً . ولكن القومية الفارسية ومنذ دولتها مع بداية القرن العشرين لم تعترف بوجود أي قومية أخرى ضمن دولتها. ومارست سياسة شوفينية قومية تجاه القوميات الأخرى. وبذلك جرى صراع دموي بين كل مقوماته القومية طوال القرن العشرين ولقد جابه كل الساسة الذين كانوا يتزعمون القومية الفارسية أي مطلب من القوميات الأخرى بالحديد والنار. لقد قضت القومية الفارسية على الدولة الكردية والدولة الأذرية وأعدم زعمائها. وبدلاً من أن تلجأ القومية الفارسية إلى تشريع نظام حقوقي يتوافق مع هذا التعدد القومي لهذه الدولة نرى أنها أصرت على ممارسة سياسة إبادة كل القوميات الأخرى وإذابتها في بوثقة الثقافة والتاريخ القومي الفارسي ونتج عن هذا الوضع أن انقلبت كل التناقضات في هذه الدولة إلى تناقضات عدائية. لقد تسبب هذا الوضع وهذه السياسة التي مارستها القومية الفارسية التخلف الاجتماعي و الاقتصادي والسياسي والحقوقي وأصاب هذا التخلف ليس القوميات الأخرى بل القومية الفارسية أيضاً. لقد تطلب إذابة القوميات الأخرى الكردية والعربية والبلوشية والأذرية في القومية الفارسية سياسة مركزية مشددة هذه السياسة لا يمكن تطبيقها إلا بالاعتماد على جهاز أمني ضخم ومتحرر من أي قيود حقوقية وتشريعية إنسانية لها مطلق الصلاحية في تصفية أي شخصية أو حزب أو وسيلة إعلامية و القبض على أي انسان او الأشخاص وسيقهم إلى أعماق الزنزانات الرهيبة حيث لا وجود لآي حقوق إنسانية فيها وها هي وسائل الإعلام تنقل إلينا أخبار الناس الذين قبضوا عليهم بعد الانتخابات من القومية الفارسية وسيقوا إلى السجون والغريب بالأمر كما نسمعه من و سائل الإعلام الممارسات الجنسية على هؤلاء المعتقلين بتهمة الإصلاحيين. علماً بان هذه الدولة تدعي بأنها أقامت ثورة إسلامية وتحمل عنوان الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذه السياسة الخطيرة التي تسبب بالتخلف السياسي والاجتماعي والحقوقي كان لا بد أن تظهر قوة معارضة لها , وهذا ما تم فعلاً وسميت هذه المعارضة بإسم الاصلاحيين اللذين يمثلهم موسوي وكروي وخاتمي لم يسلم هؤلاء أيضاً من التنكيل والملاحقة. مثل هذا الوضع يعني توقف التناقضات الذاتية عن الصراع الديالكتيكي وفق قوانينها العلمية.
ويعني هذا أن الحركة الاجتماعية قد توقفت عن التغيير والتقدم. إن المجتمع الإيراني برمته سائر نحو زلزال كارثي لا محاله.
لقد بدأت بوادر هذا الزلزال بالدورة السابقة أي قبل أربعة أعوام عندما أبعد عن الترشيح كثيراً من الشخصيات السياسية الفارسية. لقد تنبأت طريقة الحقيقة منذ ذلك الوقت بأن زلزال ايراني آت. لقد كتبنا في طريقة الحقيقة رقم – 21 – والصفحة 7 و 8 والتي صدرت في تاريخ 22 / 6 / 2006 م وتحت عنوان (( الصندوق الإيراني والشياطين بداخله )) . واليكم أيها القراء الكرام كما كتبناه :
الصندوق الإيراني والشياطين في داخله :
مر الصندوق الإيراني خلال القرن العشرين بمرحلتين:
أ‌- مرحلة النرجسية القومية .... الشاه.
ب‌- مرحلة النرجسية الدينية ..... الخميني.
أ‌- مرحلة النرجسية القومية .... الشاه: يتألف المجتمع الإيراني بشرياً من القوميات التالية: - الفرس والأكراد والأذربيجانيين والبلوش والعرب. لقد اختارت عائلة سايكس بيكو القومية الفارسية كحارس للصندوق الإيراني والقوميات الأربع الأخرى تحولت إلى ورقة شيطانية داخلياً وخارجياً. لقد بنى الحراس الفرس القوميون أجهزة أمنية سميت بالسافاك. وأيديولوجياً تبنت ثقافة النرجسية القومية الفارسية ذات التراث السياسي القديم وتم تسليط الجهاز الأمني الهائل على القوميات الأخرى قتلاً وسجناً ونهباً لأموالهم ومرتكبة أعمالاً وحشية لا أول لها ولا آخر هذا داخلياً. أما خارجياً لقد أفرزت الحرب العالمية الثانية عن إقامة كيانين سياسيين في إيران وهما جمهورية مهاباد الكردية وجمهورية أذربيجان عام 1946مـ بدعم من السوفيت. ولم يكن في نية السوفيت في دعم هذين الكيانين حتى النهاية بل اتخذوا من هذين الكيانين كورقتين شيطانيتين بغية المساومة وعقد صفقات مع الغرب مقابل التخلي عنهما وهذا ما تم فعلاً. لقد قام الغرب وهذه المرة بزعامة أمريكا ضد هذين الكيانين السياسيين وتم الضغط على السوفيت لسحب قواتهم وتأييدهم لهذين الكيانين وبعد موافقة السوفيت على مطلب الغرب انهار هذان الكيانان بعد أن شنت عليهم قوات الشاه وبدعم انكليزي وأمريكي. وهكذا تحولت طموحات الشعب الكردي والأذربيجاني والعربي والبلوشي في الاستقلال والحرية إلى كابوس مرعب من النرجسية القومية الفارسية طوال القرن العشرين بكامله وإلى ورقة شيطانية ضد الوحدة الوطنية وتقدم المجتمع الإيراني وتحوله إلى مجتمع تناحري لا يقاد إلا بالقوة, وهذا ما فعله جهاز الأمن السافاكي.
ب‌- مرحلة النرجسية الدينية ..... الخميني (خير أمة أخرجت للناس تقتل أمة المسلمين): - وعندما رأى الغرب بزعامة أمريكا أن المجتمع الإيراني على بعد قاب قوسين من الانفجار بحيث لا يمكن التحكم فيه, ولا بد أن يكون هذا الانفجار ذو طابع يساري جرياً على الموضة في ذلك الوقت. وإن النرجسية القومية لم تعد تستطيع أن تسيطر على الوضع فاستبدل الغرب النرجسية القومية بالنرجسية الدينية بغية وقف هذا الانفجار واستبدلوا شاه إيران القومي بشاه ديني وهو الخميني ذو النرجسية الدينية وعلى أساس المذهب الشيعي وهو الفرع الثاني للدين الإسلامي بعد السنة. وكان أول عمل قام به الخميني هو إلغاء كل الجيش الإيراني والسافاك ذي الثقافة والأيديولوجية للنرجسية القومية وأنشأ بدلاً عنه جيشاً وحراساً من ذوي الثقافة النرجسية الدينية المذهبية ولازال الوضع مستمراً. لقد تغير الأبطال والأجهزة الأمنية والأيدلوجية ولكن الفعل لم يتغير وبقي الظلم والاضطهاد والقهر والفقر وقطع الرؤوس وسلب الأموال العامة وسحق القوميات الأخرى بل زادت من تلك الأعمال أضعافاً كونها تحولت إلى خير أمة أخرجت للناس وزاد تناحر المجتمع الإيراني... وإن التكلم عن وحدة وطنية بات طرفةً.إن تحطيم هذه الوحدة الوطنية هو الهدف الإستراتيجي لعائلة سايكس بيكو. فعندما وضعت قضايا الشعوب الإيرانية في يد حراس النرجسية القومية الإيرانية وكانت عائلة سايكس بيكو يدركون تماماً بأن هذه القضايا ستتحول إلى ورقة شيطانية ولا تستطيع النرجسية القومية أن تحل هذه القضايا وسوف ينعكس هذا على الوحدة الوطنية والتآلف بين هذه القوميات تبقي الوحدة الوطنية ضعيفة ومهزوزة وعندها لا يمكن للشعوب الإيرانية أن تصمد أمام أي تدخل خارجي أو انفجار داخلي عندما يحين الوقت للحساب وسوف تكون القومية الفارسية دائماً وأبداً في حاجة إلى حليف خارجي للحفاظ على هيمنتها القومية للسلطة السياسية وسوف يتحول حراس القومية بنتيجة هذه الخارطة الإيرانية إلى امتلاك المليارات من المال وامتلاك القصور وسيتحولون إلى رأسماليين ولا أحد يمكن أن يحميهم سوى الرأسمال الغربي ولا يمكن أن يطالبوا الحماية من السوفيت الاشتراكي والذي يبعد عنهم مسافة بضعة أمتار. ومن أجل هذا المال والقصور قاموا فعلاً بارتكاب أبشع المجازر والمظالم وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ولهذا كانت الشعوب الإيرانية مستعدة لأي تغيير في الحراس سواء أكانوا دينيين أو قوميين ولا أحد يأسف عليهم. وهذا ما تم فعلاً وقام الغرب باستبدال شاه إيران القومي بشاه إيران الديني الخميني, ولازال الخمينيون النرجسيون يكملون المشوار لحين الاستغناء عن خدماتهم. وكل المؤشرات الآن تدل أن خدماتهم للغرب والحاجة إليهم قد انتهت وحان وقت استبدالهم ولكن هذه المرة بالديمقراطية التي أصبحت نظام العصر والقرن الحادي والعشرين وحان الوقت لاستبدال فلسفات النرجسية القومية والدينية بفلسفة حقوق الإنسان لأنها باتت ضرورة تاريخية عالمية أصبحت شريعة العصر في منح حقوق المواطنة في أي وطن كان من الكرة الأرضية. ولا نعتقد بأن الشعب الإيراني بكافة قومياته وألوانه سوف يأسف على حراسه تماماً كما لم يأسف الشعب العراقي على حراسه النرجسيين القوميين.
ولا نعتقد بأن الشرق الأوسط سينتظر كثيراً ليرى هذا الحدث في إيران ولهذا نرى حراس النرجسية الدينية في إيران يطلقون تصريحات عنترية ويقومون بأعمال بهلوانية تماماً كما كان يفعله صدام حسين من قبلهم.
ترى هل يمكن لهذه التصريحات العنترية والحركات البهلوانية فيها أية فائدة؟. وكلمة أخيرة نقولها: -
ترى لماذا يقتل أبناء خير أمة أخرجت للناس الفارسية الإسلامية, الشعوب الكردية والعربية والبلوشية والأذربيجانية المسلمين؟. فلماذا تعتبر النرجسية الدينية الفارسية هذه الشعوب في إيران أبناء الجارية وهم محرومون من كل حقوقهم الإنسانية والقومية؟. هل من تفسير لذلك في القرآن الكريم الذي يرفعه أبناء خير أمة أخرجت للناس؟.
هذا ما قلناه في طريق الحقيقة رقم -21 -
إن الزلزال الإيراني بدأ يقذف بحممه على الشرق الأوسط والعالم. ولنتعرف على نوعية تلك الحمم وحجمها وتأثيراتها, لقد قلنا لآي زلزال سبب ونتيجة وقلنا لا يمكن معرفة النتيجة من دون معرفة السبب . لقد كتبنا عن الأسباب الحقيقية للزلازل الإجتماعية التاريخية وتتبع مراحلها التاريخية. وختمنا كتاباتنا عن تلك المراحل بالكتابة عن إيران من طريقة الحقيقة وفي الفقرة " ب " بتاريخ 22 / 6 / 2006 م ونشرناها على موقع الحرية وتنبأنا بحدوث زلزال إيراني وطرحنا الحلول بغية تلافي حدوث هذا الزلزال ولكن القيادة السياسية الإيرانية لم تجري أي محاولة للتغير لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعياً ولا ثقافياً وبقيت مستمرة في طريقها نحو مزيداً من القرش الحرام. والآن تعالوا أيها القرآء الكرام نقرأ النتيجة الآن كما نسمعها ونراها كل يوم من و سائل الإعلام. ولنقرأ المشهد الإيراني السائر برمته إلى زلزال كارثي سيصيب حممه الشرق الأوسط والعالم.
أ‌- المشهد الإيراني الداخلي : ولكن قبل التعرف و تحليل المشهد الإيراني لا بد أن نسأل العلم كي نتعرف على رأي العلم في حدوث هذا المشهد . ويقول لنا العلم . ( إن حركة المجتمع لها إتجاهان ) إتجاه تدفعه إلى الأمام للأسباب الداخلية مهما كانت التأثيرات الخارجية و يكون الأتجاه في هذه الحالة هو الأتجاه الذاتي لأنه ينشئ من أسباب داخلية . و أياً كان المنهج و النظرة الفاحصة التي تحل فيها التناقضات المختلفة فستصل إلى نقطة يكون فيها الجانب الكمي لصراع الأضداد داخل التناقض قد أصبح ناضجاً لميلاد كيف جديد . لأنه عند نقطة معينة من التفكير الكمي ينشئ كيف جديد لم يكن قائماً من قبل , و عندما تبداً أشياء جديدة في الحدوث و تعم أسباب جديدة و هنا أيضاً تعمل قوانين جديدة للحركة الأجتماعية . و لكن كيف يفهم العلم عملية التطور و يطرح الحل ؟ . يقول العلم ( إن فهم و إدراك هذه المشاهد الإيرانية و إيجاد الحلول بغية تلافي الزلازل لا بد من فهم الأمر التالي ) .
إن لكل مرحلة تناقضاتها , و لكن تلعب تناقض رئيسي من بين تلك التناقضات الدور الرئيسي لحل كل تلك التناقضات و إجراء عملية التغيير و الخروج من الأزمة و تلافي الزلزال المدمر , و السير بالعملية الأجتماعية إلى الأمام و إلى مرحلة جديدة .
ونحن في طريق الحقيقة كان لنا تحليلنا الأستراتيجي و الذي قلناه و كتبناه في طريق الحقيقة و التي سميناها بــ (( دوحة الحرية )) و نشرنا رؤيتنا و تنبؤنا للعالم أجمع و يمكن لمن يريد من القراء الكرام أن يطلع بمراجعة موقع الحرية على النت . لقد قلنا وفق رؤيتنا الاستراتيجية بأن التناقض الرئيسي في الشرق الأوسط هو التناقض الكردي .و لماذا التناقض الكردي هو التناقض الرئيسي ؟ . وذلك لأن التناقض الكردي هو حلقة الوصل بين القوميات الثلاثة العربية و الفارسية و التركية.إن هذا التناقض متحرر من ثقافة الماضي الأمبراطوري لأنه من السهل خداع العربي و التركي و الفارسي بأحلام أمبراطورية و جرهم إلى معركة خاسرة و يكفي لأي زعيم أو حزب أن يطرح شعارات قومية أو دينية داعياً إلى إعادة الأمجاد الماضية حيث ينخدع بهذه الشعارات الملايين من الناس . و لكن هؤلاء الزعماء و الأحزاب سواء كانت قومية أو دينية أو سواء أكانت نياتهم طيبة أو شريرة يجبرهم التاريخ بأن يدركوا بأن تلك الأحلام لا يمكن تحقيقها و السبب لأن التاريخ الذي نعيش فيه غير التاريخ الذي يعيش فيه الأباء والأجداد .لأن تاريخ الأجداد كان تاريخاً إيديولوجياً . بينما تاريخ اليوم هو صراع حضاري و هكذا يجبرهم التاريخ بأن يحققوا حلماً واحداً بتلك الشعارات و الأهداف الطوباوية سواء أكانوا قوميين أو متدينين و هذا الحلم هو كسب القرش الحرام ( الفساد ) . و بهذا القرش الحرام يدمرون أنفسهم و شعوبهم و يحولون أوطانهم إلى جهنم يهرب الناس منها بالملايين لينجوا بأرواحهم .
إن النظام السياسي الوحيد الذي ينقذ شعوب المنطقة و يخلصهم من كل تركات الماضي الأجتماعي و السياسي و الأقتصادي و الثقافي و القيمي هو النظام الديمقراطي . و بدون هذا النظام لا تقدم ولا تتطور ولا أمن وأستقرار ولا علم وإبداع .
إن وطن الشعب الكردي وزعه الغرب بين القوميات الثلاثة العربية و الفارسية و التركية مع بداية القرن العشرين و مع ظهور الدولة القومية و ذلك لغاية في نفس يعقوب . و لهذا لا يمكن للكردي أن يحقق حلمه السياسي فوق أرضه بدون أن يتحقق لشريكه العربي و الفارسي و التركي الديمقراطية .
إن الديكتاتورية و الديمقراطية عدوان لا يمكن أن يلتقيان . في موت أحدهما هو حياة للأخر .
الديكتاتورية : جهل و تخلف و إستبداد و فساد ( القرش الحرام ) خوف و رعب و جوع .
الديمقراطية : تجديد و تقدم و تطور و قرش حلال و دستور و قانون و حرية .
إن القوميات الثلاثة لا يمكن أن تتقدم و تتطور و أن تتغير بدون نظم سياسية ديمقراطية .
إن الواقع التاريخي الموضوعي الذي يعيش فيه الشعب الكردي من مصلحته الديمقراطية سواء أكان يدركه أم لم يدركه . لذا و بحكم الظروف التاريخيه و الضرورة التاريخية يتطلب منه ان يؤدي رسالته بتحقيق الديمقراطية .
و لهذا و بناءً على دراسة الواقع التاريخي المعاش وضعنا في طريق الحقيقة شعارنا السياسي التكتيكي و قلنا : الديمقراطية للعربي و الفارسي و التركي و الحرية للكردي .
ب‌- المشهد الإيراني عام 2010 م : لقد جرت إنتخابات في عام 2009 م لأنتخاب رأس السلطة السياسية في إيران و كان هذا الإنتخاب هو القشة التي قسمت ظهر البعير . فبدلاً من أن تنقسم الشعوب الإيرانية بعد الإنتخابات إلى قسمين و طنين إحداهما في السلطة و الثانية في المعارضة و يقوم كل قسم بواجبه الوطني كما يجري في النظم الديمقراطية الحرة . فها هي وسائل الإعلام تنقل إلينا أخبار المشهد الإيراني بالصوت و الصورة .
ماذا نشاهد و نقرأ في هذا المشهد ؟ .
و نبدأ بالقومية الفارسية الحاكمة . حيث أنقسم الفارسيون إلى الأقسام التالية – إسلاميون – إصلاحيون – خونة و عملاء لأمريكا و بريطانيا و الصهيونية و إرهابيون و علمانيون و منظمة مجاهدي خلق .
الإصلاحيون ينزلون إلى الشوارع بمئات الألوف يصرخون ويطلقون شعاراتهم ضد الرئيس المعين من قبل المرجع الديني الأعلى خامنئي. والإسلاميون أيضاً ينزلون إلى الشوارع بعشرات الألوف من رجال الأمن وهم مدججين بالسلاح والهراوات يضربون و يقتلون و يعتقلون الآلف و يسيقون الناس إلى السجون حيث يتعرضون إلى أقصى أنواع التعذيب . ولأول مرة نسمع عن ظاهرة غريبة من السجون الإيرانية هو الانتهاكات الجنسية.
الأكراد قائمون بالثورة حاملين السلاح يطالبون بحقوقهم القومية و الثقافية والسياسية وأيضاً يتعرضون للقتل والتنكيل والإعدامات.
البلوش هم أيضاً بدؤوا بتفجير القنابل تحت أقدام رجال السلطة.
والعرب في الأهواز يتظاهرون ويطالبون بحقوقهم الثقافية والقومية والسياسية والتحرير.
والأزريون هم أيضاً يناهضون السلطة السياسية للقومية الفارسية ويطالبون بحقوقهم القومية.
والنتيجة تعيش إيران وبعد عام من الانتخابات في حالة أزمة وبدأ الزلزال يقذف بحممه نحو الشرق الأوسط بأكمله.
السلطة الإيرانية والنظام بأكمله فاقد المشروعية.
ولكن كيف تعالج السلطة الإيرانية الأزمة .. ان السلطة الإيرانية تحاول تصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج وليس في هذا غرابة. وهكذا تكون نهاية كل النظم الدكتاتورية تعالج امورها الداخلية بافتعال أزمة خارجية.
ولهذا نرى ونسمع كما كان يفعل صدام حسين وعبد الناصر وكل الأطقم السياسية القومية والدينية سواء أكان في إيران أو تركيا أو الدول العربية فإنهم يطلقون التهديدات العنترية الجوفاء وهم قبل غيرهم يدركون بأنهم لا يستطيعون ان ينفذو تلك التهديدات . لآن تنفيذ تلك التهديدات لا يمكن أن تتم بمجرد امتلاك بضع صواريخ بلاستيكية أو دعم إعمال إرهابية هنا وهناك . بل الامر يحتاج إلى الأمور التالية:
1- شعب متحد في وحدة وطنية وراء القيادة السياسية وموافق على تلك المغامرات الخارجية.
2- اقتصاد جبار وفعال يشبع الناس بالمأكل والملبس والمسكن والحرية.
3- وإن تلك التهديدات والمغامرات ما يبررها ويقبل بها الرأي العام الدولي. ومنظمات حقوق الإنسان وأن تكون في سبيل قضية عادلة.
إن إيران تفتقد إلى كل هذه العوامل
إن الأزمة التي خلقتها السلطة السياسية الإيرانية مع العالم باسم برنامجها النووي ومحاولة إمتلاكها السلاح النووي إنقلب العالم كله ضد إيران. إن إيران ليست بحاجة إلى السلاح النووي وليس هناك خطر يهدد إيران من كل دول الجوار المحيطة بإيران. وإن الشعب الإيراني بحاجة إلى المأكل والملبس والمسكن والحرية وليس إلى صنع ( الخوازيق )..... وكان على القيادة السياسية في إيران أن تأخذ عبرة من جارتها الإمبراطورية السوفيتية التي انهارت بسبب عدم استطاعتها أن تشبع شعوبها بالمأكل والملبس والمسكن والحرية . إن تلك الصورايخ سواء أكانت نووية أو ذرية أو بلاستيكية ( الخوازيق ) لم تنقذ هذه الإمبراطورية من الإنهيار. لقد قال أحد الحكماء اليونان منذ قديم الزمان ( إنك تستطيع أن تبني لك عرشاً من الرماح ولكنك لا تستطيع أن تجلس عليه ). فمثلما لم يستطع السوفيت ولا صدام حسين ولا هتلر ولا موسليني أن يجلسوا على تلك الخوازيق. وإن إيران لا تستطيع أن تجلس عليها أيضاً .
إن سير القيادة السياسية الإيرانية وراء إمتلاك السلاح النووي أمر خطير وخطير جداً سوف يكون عاملاً مباشراً لحدوث الزلزال الإيراني.
ولا بد أن نختم مشاهدتنا للمشهد الإيراني بملاحظاتنا التالية:
1- الذي نقرأه ونشاهده وهي ان نسبة 80% الذين يحركون الزلزال الإيراني هم من جيل الشباب وخاصة طلبة الجامعات ذكوراً و إناثاً .
2- أن نسبة الذين يمثلون الجيل القديم والمتمسكين بالسلطة هم من الجيل الهرم وهم المعروفون بأهل العمائم السوداء وذي اللحية البيضاء.
3- إن النسبة الهرمة والتي في طريقها إلى الزوال تريد أن تكون مقاليد الحكم بأيديها وتريد أن تفرض طريقة حياتها في ملبسها ومسكنها ومأكلها على الجيل الصاعد الشباب.
4- إن هذه النسبة الهرمة لا زالت تركز على العامل الأيديولوجي تماماً كما كان في قديم الزمان أيام كانت الشعوب تحارب وتشكل إمبراطوريات ودول على أساس أيديولوجي.
إن هذه الفئة العجوزة لازالت تريد أن تقنع 80% من جيل الشباب الصاعد بان المهدي سيظهر وسيحل كل مشاكل البشر وتحقيق التطور والتقدم المنشود.
إن هذه الفئة العجوز تعرف تماماً قبل غيرها بأن المهدي لن يظهر ولكن ليس بيدهم من سلاح أخر يخاطبون بها الناس. وما دام هم يعرفون ذلك فلماذا هم مصرين على متابعة هذا النهج الأيديولوجي . ولكي لا نخون الحقيقة كما عاهدنا في طريق الحقيقة يجب أن نقول الحقيقة كما هي وكما نراها ونفهمها لآننا تعلمنا من مبادئ ديننا الإسلامي ( إن من أحق الإيمان قول كلمة حق عند سلطان جائر ). وإننا نقول إن وراء إصرارهم على متابعة النهج الأيديولوجي هو القرش الحرام. ودليلنا في ذلك هو :
عند المناظرة التلفزيونية قبل الانتخابات قال الرئيس الإيراني أحمد نجادي والذي عين رئيساً لإيران حيث قال عن رفسنجاني لا بد أن يسال من أين لك هذا وعليه أن يقدم كشفاً عن ممتلكاته.
وعلى الفور قابل رفسنجاني المرشد الأعلى ولاية الفقيه خامنئي وأبلغه مما قال أحمد نجادي.
وكان جواب ولاية الفقيه بان قدم عتاباً دبلوماسياًَ لأحمد نجادي ومدح رفسنجاني وقال أنه من قواد الثورة وله مؤهلات. وحذر أحمد نجادي بان لا يفتح هذا الباب مطلقاً. إن كل شيء مسموح به القول إلا شيئاً واحداً وهو فتح ملف ( من أين لك هذا ).وهكذا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح .
ولكن هل سيسكت القرش الحرام عن الكلام ؟؟؟ هذا ما سنراه قريباً كما رأينا سابقاً وماذا فعل التاريخ والقرش الحرام لصدام حسين الجار الأقرب لإيران.
ومرة أخرى وبعد عام أي بتاريخ 23 / 4 / 2010م تم مضايقة رفسنجاني وبعد المحاولة لاعتقال ابن رفسنجاني. لقد قال رفسنجاني بأخر إنذار للذين يحومون حول رفسنجاني ( بأنه سيأتي اليوم الذي سيفضح ناس داخل النظام وأن صبره بدأ ينفذ ) .
ونعتقد بان رفسنجاني يقصد القرش الحرام وهو يقول عليّ وعلى أعدائي . وحتى الآن لم يبين رفسنجاني بما سيفضح وحتى الآن ساكت عن الكلام المباح. فإذا سكت رفسنجاني ولكن هل سيسكت القرش الحرام عن الكلام المباح . وإن غداً لناظره قريب.

6- الزلزال الايراني صفعة قوية للسياسة الامريكية . (( الحزب الديمقراطي ))
بعد أحداث 11 ايلول عام 2001م في أمريكا وما نتج عن هذه الحادثة وظاهر الإرهاب.
لقد تبنت أمريكا سياستان إستراتجيتان وهما :
1- سياسة هجومية لمكافحة الإرهاب وتبناها الحزب الجمهوري الأمريكي وهي سياسية جديدة
2- وسياسة دفاعية تبناها الحزب الديمقراطي الأمريكي وهي قديمة جديدة.
ولنحاول لماذا ظهرت تلك السياستين الإستراتيجيتين في أمريكا بعد هذه الحادثة.
الإستراتيجية الهجومية مثلها الحزب الجمهوري الأمريكي : إن ما حدث في يوم 11 أيلول 2001 م هي نتيجة لسياسة طويلة اتبعتها أمريكا والغرب مع شعوب منطقة الشرق الاوسط عمرها قرن كامل, وقد بينا في هذه الحلقة كيف صنع الغرب انكلترا وفرنسا وأمريكا سلسلة حديدية مؤلفة حلقاتها من الدول, عندما ظهرت الكتلة السوفيتية وبينا أهداف هذه السلسة الحديدية ومهمتها. لقد كان دعامة هذه السلسة الحكام سواء أكانوا قوميين أو متدينين هؤلاء الحكام الذين عينهم الغرب. لقد أذاق هؤلاء الحكام في هذه السلسلة الحديدية الشعوب الويلات والفقر والذل والهوان وكانت تجابه كل نفس من هذه الشعوب بالحديد والنار والسجون والقتل والاغتيالات, واستمر هذا الوضع لمدة قرن كامل. ونتيجة ذلك ولد مع كل فرد من هذه الشعوب نفسية محبطة فقدت الأمل في تغيير أحوالها ما عدا قلة من المثقفين الانتهازيين والمطبلين والمزمرين للحكام. ولم تظهر أي نظم سياسية كي تستطيع هذه الشعوب لتنفس عن إحباطها النفسي , فكان لابد أن تحدث نتيجة هذا الاحباط ذلك الزلزال المدمر في 11 أيلول عام 2001 م على رأس أمريكا ومن ثم تنشر حممها لتصيب انكلترا واسبانيا وفرنسا وألمانيا ومنها إلى كل العالم. لقد أدرك أخيراً زعماء الحزب الجمهوري الأمريكي ومفكريها إن هذه الحادثة ليست سوى نتيجة لعدم وجود نظم سياسية ديمقراطية وثقافية ديمقراطية في الشرق الأوسط.
وطرح الحزب الجمهوري الأمريكي مشروع الشرق الأوسط الديمقراطي. وقام بهجوم عسكري أزال النظام الطالباني في أفغانستان والنظام السياسي العراقي الصدامي وتم طرد الحاكم العسكري في باكستان وسحب الضوء الأخضر من القادة العسكريون الأتراك للتدخل في شؤون السياسة في تركيا.
ولكن الحزب الجمهوري الأمريكي ارتكب خطأً قاتلاً عندما قبل بمساهمة إيران في مساعدتها في القضاء على النظامين الطالباني والصدامي وأبقى النظام السياسي الإيراني سالماً . ولما كان النظام السياسي الإيراني بعيد كل البعد عن النظام الديمقراطي والثقافية الديمقراطية. رأت إيران أن نجاح النظام السياسي الديمقراطي في أفغانستان والعراق ونشر الثقافية الديمقراطية خطراً كبيراً يهدد كل طموحات حكامها وقرشها الحرام التي كسبوها.
وتوقف الهجوم العسكري الأمريكي عند منتصف الطريق. وبدأ الهجوم الإيراني في القضاء على النظم السياسية الديمقراطية وثقافتها وهي لازالت في بدايتها. وانتعش الإرهاب وحصل على كل الأسلحة اللوجستية اللازمة وبدأ مسلسل التفجيرات تقتل ألوف الناس الأبرياء فغرقت أفغانستان وباكستان والعراق واليمن والسعودية وتركيا في بحر من الدماء البريئة كل ذلك من أجل القضاء على الديمقراطية والثقافة الديمقراطية.
لقد توقف هذا الهجوم العسكري الامريكي وكان سبباً بقتل هذه الألوف من الناس الابرياء وكان أيضاً سبباً في قتل بضع المئات من الجنود الامريكيين بالذات , وقد لوحظ أن عدد القتلى الذين قتلوا أثناء الهجوم حتى إسقاط الأنظمة المذكورة لم يتجاوزا خمسين جندياً . ولكن عندما توقف الهجوم ارتفع عدد القتلى إلى خمسة ألاف.
الإستراتيجية الدفاعية التي مثلها الحزب الديمقراطي الأمريكي: سياسة الدفاع القديمة الجديدة.
إن السياسة الإستراتيجية ا لذي تبناها الحزب الديمقراطي الأمريكي الدفاعية تتكون من العوامل التالية :
1- وهي مشتركة مع السياسة الإستراتيجية الهجومية في محاربة الإرهاب.
2- لم تحمل السياسة الدفاعية أي مشروع جديد للتغيير للشرق الاوسط.
3- جاءت بأسلوب خطابي عاطفي للشعوب وطرحت أسلوب الحوار مع الحكام.
4- وفي حال عدم استجابة الحكام سيكون الحصار الاقتصادي على الشعوب كما طبق في العراق وكل شعوب المنطقة تدرك مدى ضرر هذا الأسلوب القديم على الشعوب وأن الحكام لم يتأثروا بمثل هذا الأسلوب على الإطلاق.
5- وبناءاً على هذه الإستراتيجية جاء باراك إلى القاهرة وخطب خطاباً عاطفياً موجهاً للشعوب. هذا الخطاب العاطفي لا يشبع الشعوب بالمأكل والملبس والمسكن والحرية مطلقاً.
6- وبناءاً على هذه الإستراتيجية طرح الحزب الديمقراطي الأمريكي الحوار مع هذه الأنظمة , ترى ماذا كانت النتيجة و هذا ما سنبينه لاحقاً.
الخطأ الذي ارتكبه كل من الحزب الجمهوري والديمقراطي على السواء :
لقد فاز الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأخيرة التي جرت في أمريكا بعد منافسته للحزب الجمهوري. ليس لأنه بحمل أي مشروع جديد للتغير في السياسة الخارجية بل فاز نتيجة للخطأ القاتل الذي ارتكبه الحزب الجمهوري عندما توقف عن سياسة الهجوم. وهنا لابد من السؤال التالي ؟؟ هل توقف الإرهاب؟؟ وهل نالت الشعوب في الشرق الأوسط الثقة في الولايات المتحدة ؟؟ وهل كسبت أمريكا محبة شعوب الشرق الأوسط نتيجة للخطاب العاطفي الذي خطبه باراك اوباما في القاهرة ؟؟. ونتيجة للحوار مع الحكام . نترك الجواب للقراء الكرام..
ونحن في طريق الحقيقة لنا رأي ونقول إن الحزب الديمقراطي الأمريكي قد خسر المعركة من الآن .... لآن الحزب الديمقراطي الأمريكي لم يحمل في إستراتيجيته أي رياح تغيير والحياة متجددة باستمرار إن الماضي الذي مضى لن يعود . وإن شعوب الشرق الأوسط تريد حياة جديدة وأنه يكره القديم بكل جوانبه السياسية والاجتماعية و الثقافية والإيديولوجية و الاقتصادية. فإذا كانت أمريكا تريد أن تكسب ثقة محبة الشعوب في الشرق الأوسط وفي العالم عليها أن تحاور وتصادق الشعوب بدلاً من صداقة الحكام وحوارهم هذه هي الحقيقة كما نراها ونحللها . والتزاماً منا نحن في طريق الحقيقة في مبادئنا وشعاراتنا لا نقول بأن ما قلناه هو الحقيقة المطلقة, فيحق لأمريكا أو أي قارئ أن يقبلها أو يرفضها. لآن قول الحقيقة المطلقة هي للتاريخ ومن يعيش سيرى ما سيسجله التاريخ في الحقيقة . هذا أولاً وثانياً لقد جاوب الشعب الإيراني القادة الأمريكان ومنذ الآن ووجه صفعة قوية للسياسة الأمريكية.
ولنقرأ المشهد الإيراني مرة ثانية : وكيف وجه الشعب الإيراني هذه الصفعة للسياسة الأمريكية.
لقد جرت انتخابات في إيران عام 2009 م وتم إعادة أحمد نجادي للسلطة, ولكن التيار الإصلاحي الذي كان يتزعمه موسوي والمنافس في الانتخابات لأحمد نجاتي إتهم السلطة بالتلاعب والتزوير لإرادة الشعب ويقولون بان الشعب أعطى إرادته لموسوي. ولكن بما أن الكلمة الأخيرة كانت لولاية الفقيه فقد اعطى هذا الأخير تأييده لأحمد نجادي.
وهنا انفجر الوضع وبدأ الزلزال ونزل الشعب الإيراني بالملايين إلى الشارع غاضبين ومحتجين على هذه النتيجة وقوبلت الناس في الشوارع من قبل الأجهزة الأمنية المسلحة بالرصاص والهروات ونزلت ضرباً وقتلاً واعتقالاً إلى أعماق السجون والتعذيب, والأغرب ما تنقل وسائل الأعلام هو الاعتداء الجنسي على المعتقلين. وبدأت أخبار الأحكام والإعدام التي تصدرها المحاكم الأمنية تنشر على العالم.
إن التظاهر والاحتجاج والتعبير هي من صلب حقوق الإنسان , ولكن هذا الحق الإنساني تحول إلى إجرام في إيران. في الوقت الذي يجري فيه كل ذلك كان الحزب الديمقراطي الأمريكي يدعو إيران إلى الحوار. وهكذا فقد الشعب الإيراني بكل قومياته الثقة بسياسة الحزب الديمقراطي الأمريكي وقرر الاعتماد على ذاته. وها هو يتضاعف عدد المحتجين يوماً بعد يوم بالرغم من وعيد الأجهزة الأمنية بقتل الناس. ومع تكرار الاحتجاجات والاعتقالات والانتهاكات لحقوق الإنسان اضطرت أمريكا أن توقف سياسة الحوار التي أطلقها الحزب الديمقراطي ولم يعد في يد الحزب الديمقراطي سوى اللجوء إلى السياسة القديمة وهي سياسة الحصار الاقتصادي . والحصار الاقتصادي يعني تجويع الشعوب الإيرانية بأكملها, وهكذا وجهت الشعوب الإيرانية صفعة قوية لسياسة الحزب الديمقراطي الأمريكي ...
7- رأي طريق الحقيقة في تلافي الزلازل ونتائجه المدمرة على الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
نقول حسب قراءتنا للتاريخ الإنساني إن الشرق الأوسط بحاجة إلى ثورة, والثورة تعني تغيير الواقع, ونعني بتغير الوا قع الأمور التالية:
1- التغيير السياسي: إن الضرورة التاريخية الآن وبعد كل التطور الاجتماعي كما بيناها يتطلب الأمر حلول النظام الديمقراطي محل جميع أشكال الأنظمة السابقة. إن عدم حلول النظم الديمقراطية في كامل حلقات السلسلة الحديدية المهترئة يعني الزلزال . بالأمس كان العراق واليوم إيران وغداً في تركيا وكل الدول العربية. وقد يكون هذا بفعل الضغط الداخلي أو الضغط الخارجي.
2- التغيير الثقافي: نشر الثقافة الديمقراطية بدلاً من الثقافة المطلقة.
3- حل مشكلة القوميات الأقليات ضمن كل حلقة بدءاً من إيران وتركيا والدول العربية.
4- تغيير جميع الدساتير المبنية على التعصب القومي أو العرقي أو الديني.
5- طرح برامج علمية بدلاً من الثقافة الميتافيزيقية .
6- حل مشكلة تداول السلطة عن طريقة الانتخابات الحرة والمتعددة تحت قيادة السلطة القضائية المستقلة والنزيهة. وتحدد مدة السلطة بزمن محدود.
7- إعلام حر غير خاضع للسلطة التنفيذية.
8- إن مركزية السلطة السياسية أصبحت قديمة وبالية لأنها تؤدي دائماً إلى الفساد.
إن النظام الفيدرالي أو الكونفدرالي أو الحكم الذاتي هو الأشكال التي يتطلبها التاريخ. إن كلمة انفصال يرفضها التاريخ لآن بحكم التطور التاريخي تتجه الأمم نحو الاندماج السياسي والاقتصادي والثقافي ... وبالنتيجة العولمة
9- حل مشكلة النظم الحقوقية التي تعطي حقوق المواطنة القومية دون الأخرى ولطائفة أو مذهب دون الأخرى وإيجاد دساتير مبنية على الحق الإنساني
وفي الختام وبعد هذه المقدمة نقول : إن النظام الإيراني كي يسلم من الزلزال لابد من تحقيق الأمور التالية:
1- الاعتراف بوجود شعوب الأكراد والعرب والبلوش والأذرين مع الاعتراف بكافة حقوقهم القومية السياسية والثقافية.
2- التخلص من النظام المركزي وحلول النظام الفدرالي الإتحادي.
3- التخلص عن حلم الهيمنة الإمبراطورية على الشرق الأوسط.
4- حلول نظام ديمقراطي بدلاً من نظام ولاية الفقيه.
5- التخلص من كل ميراث الثقافة القديمة وحلول ثقافة عصرية محلها.
6- إن جيل الشباب في المجتمع الإيراني يرغبون أن يعيشوا حياة عصرية ولا يريدون أن يلبسوا العمامة السوداء ولا يرغبون بتربية ذقونهم, إنهم يريدون أن يحبوا ويعشقوا ويرقصوا وينشدوا أغاني الحب والغرام, إنهم يرغبون أن يختلطوا بكل شعوب الدنيا بدلاً من العيش في سجن أوطانهم.
7- إن الشعوب الإيرانية ليست بحاجة إلى السلاح النووي وليست بحاجة إلى حروب و غزوات. وكل ما يريدونه هو المأكل والملبس والمسكن والحرية الجيدة.
وليعلم كل الساسة الإيرانيون من الجيل القديم أن الديمقراطية آت ولن تقف في وجهها شيء, لآن النظام السياسي الديمقراطي هو مطلب تاريخي وليس مطلب أمريكي أو انكليزي أو فرنسي أو أي أخر.
فمثلما لم تستطع المرحلة الوثنية أن تصد مرحلة الكتب المقدسة وكذلك لن تتمكن مرحلة الكتب المقدسة أن تصد مرحلة الثورة العلمية.
والآن جاء مرحلة النظم السياسية الديمقراطية فلا تستطيع إيران مهما حاولت إيقاف التاريخ فسيحل النظام السياسي الديمقراطي في إيران.
نأمل أن لا يكون ذلك بثمن زلزال باهظ التكاليف كما دفع الشعب الأفغاني والعراقي.
فهل يسمع الساسة الإيرانيون نداء العقل والتاريخ ؟؟؟؟؟ ..
هذا ما ستبرهنه الأيام القادمة
حلب في محمد تومه
11/5/2010 م أبو إلياس



#محمد_تومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب الشرق الأوسط بين التكتيك والإستراتيجية - والحلفاء بين ا ...
- طريق الحقيقة رقم 19
- طريق الحقيقة رقم 18
- موضوع الحلقة: طريق الحقيقة حول الرد على ثلاث رسائل: 1- رسالة ...
- محكمة طريق الحقيقة............ للفكر السياسي والثقافي في الش ...
- الشرق الأوسط حبلى بمولود جديد. والصراع على الهوية والثقافة.
- طريق الحقيقة رقم 15
- طريق الحقيقة رقم 13


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد تومة - الزلزال الإيراني ونتائجه على الشرق الأوسط