أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المرأة المُستعمَلة














المزيد.....

المرأة المُستعمَلة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 23:03
المحور: المجتمع المدني
    


هل يوجد على الأرض نساء مستعملات ونساء غير مستعملات ولا يوجد على نفس الدرجة والوتيرة رجال مستعمَلون من قبل بعض النساء ؟ يظهر جلياً أن الرجال العرب وحكوماتهم ينظرون للمرأة التي تمارس الحب والعاطفة نظرة استعمال وبداية مدة صلاحية ونهاية مدة صلاحية وكأنها سلعة رخيصة علماً أن المرأة المستعملة هي المرأة القوية والجريئة وهي التي تمارس حقوقها المدنية المنصوص عليها في اللوائح والقوانين والدساتير ولو يسمح العرب المسلمين لبناتهم بممارسة الجنس قبل الزواج لتجاوزنا مشكلة الانفجار السكاني وأزمة المياه لأن التي تحصل على الجنس لا تفكرُ بالزواج وإنجاب الأطفال وكذلك الرجل الذي يحصل على الجنس لا يفكر بالزواج المُبكر جداً وإنجاب الأطفال وهنا يوجد عائق قوي يمنع المواطن العربي من التحضر والمدنية ومما قرأته في صباي رسالة مطولة بعث بها الدكتور (أحمد أمين) الأديب المصري إلى ولده نصحه بها أن يتزوج من امرأة ليست مدنية ولا تعرف شيئاً عن الثقافة وجاء في نهاية الرسالة:

"وإلا فامرأة صعيدية لم تسمع يوماً بمدنية ولم تركب قطاراً من القاهرة إلى الإسكندرية يدها صَنّاعْ تحمل القلاص" ومعنى كلمة القلاص أي جرة الماء.
وهنا يبدو جلياً أن المرأة العصرية المدنية يكرهها الرجل العربي المسلم لأنها تكتشف عورته وكرهه للحياة المدنية والعصرية وكم هو رجلٌ يتوق إلى فرض هيمنته الاستعمارية على جسد المرأة وروحها, فالمرأة المدنية لا تتناسب أطروحاتها مع أطروحات الرجل العربي المسلم ولا تتناسب معه إلا المرأة المتخلفة عقلياً وتربويا والتي لا تعرفُ شيئاً عن ركوب المراجيح وشرب المشروبات الروحية وكل هذه الأشياء وسائل من وسائل التفاعل مع الناس على اختلاف منظوماتهم المعرفية وتشكل ثقافة اتصال وتواصل مع الآخرين والتي من المفترض أن يقوم الرجل المدني بدعمها وبالتحضير لها , وكذلك السهر خارج المنزل وأن تتخذ من الرجال والنساء أصدقاء يحبونها لا كما يحبُ الرجل العربي المرأة , فالرجال العرب أو غالبيتهم لا ينظرون للمرأة إلا وهم يتخيلونها من تحت الصُرة وعندما تنتهي نزوتهم يكرهونها وكأنها شيء مخجل , والرجل المسلم تصدمه المرأة المتحضرة صدمة كبيرة جدا ً وأعرف رجلاً كان شيوعياً سنة 1993م وكانت تربطني بت علاقة قُربى من قريب وثقافة أقرب من كل ذلك وحين تزوج ذهبتُ إليه لتقديم التهاني والتبريك فوجدته في بيته لوحده يندبُ حضه فسألته وقال : لقد طردتُ زوجتي من المنزل لأنني ليلة الدخلة وجدتها مستعملة من رجلٍ آخر وربما من عشرة رجال قبلي , وكانت هذه بداية الصدمة التي جعلتها يترك الشيوعية والأفكار المدنية فقلب حياتها رأساً على عقب وحتى هذه اللحظة تزوج من امرأة ليست مدنية ولا متحضرة ولا تعرف شيئاً عن الحياة ولم تدخل أي دنيا من دنيا الثقافة.

وهذا الرجل والدكتور أحمد أمين يتشابهون مع بعضهم البعض في الصفات , ولستُ أدري أين الذنب الذي اتخذته زوجته حين وجدها على هيئتها وتخيلوا معي كلمته التي قالها لقد قال لي عنها أنها (مستعملة) وكأنها قطعة غيار سيارات أو ماكينات أوتوماتيكية , وبدل أن يستخدم كلمة أخرى أكثر حرصا على حقوق المرأة استعمل كلمة تعبر عن دونية المرأة , ولاحظت ذلك في تقارير الأطباء الشرعيين حيث قرأت عدة تقارير يقولون فيها عن المرأة التي تمارس الحب والعاطفة أنها مستعملة , وكلمة مستعملة تعبر عن مقدار قيمة المرأة الرخيصة التي ينظرُ إليها الرجل وكأنها شيئاً تافهاً أو مادة بلا دم أو روح.
وغالبية الرجال العرب هم على هذه الصفات يتحدثون عن الحرية حرية المرأة وبنفس الوقت حين يتزوجون فإنهم يتزوجون من امرأة لا تعرفُ شيئاً عن الحرية أو عن الديمقراطية أو الحياة المدنية ,وغالبية الرجال العرب غير صادقين مع المرأة فهم يقولون شيئاً ويقصدون منه أشياء أخرى فيغنون على المرأة السمراء ويكتبون بها شعرا , ولكنهم حين يبحثون عن الزوجة فإنهم يختارون البيضاء أو الشقراء, وبعض الرجال العرب أو قل أن الغالبية التي تتحدث عن حرية المرأة والمساواة بين الجنسين يقمعون زوجاتهم ويمنعون بناتهم من الاختلاط مع الرجال وينكرون عليهن قصص الغرام الجنسية.

والرجل العربي يرفض المرأة التي تتمتع شخصيتها بالقوة الحديدية ويفضل المرأة الخنوعة الذليلة له والتي تطأطئ رأسها له كأنها جارية وكأنه هو خليفة من الخلفاء أو ملكاً من العصور الوسطى, والرجل العربي يرفض المرأة غير الملتزمة دينيا حتى وإن كان هو غير متدين ولا يقيم فروض الصلاة والعبادة , والرجل العربي يسكنه الخوف من المرأة الناشطة في مجال الثقافة وحقوق الإنسان ويفرض عليها رقابة صارمة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه
- النهضة العربية هي نهضة مسيحية
- هكذا يجب أن تكون الخُطب
- إلى من يهمه الأمر
- هل أنا مواطن أردني؟
- في حاره مليانه إبساس
- الكتب التي أكلتها
- إدعاء النبوة والكذب على الله
- اليوم عيد ميلادي
- الزوجة والخادمة
- في ناس هيك, وفي ناس هيك
- العائلة المسيحية والعائلة المسلمة
- تعليم القيم وتعلمها
- لساني
- باركني
- المثقف المبدع
- تصاعد أعمال العنف المجتمعي في الأردن
- المرأة وحرية الاختيار


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المرأة المُستعمَلة