أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - هل تسعى تركيا لتحالف سني عربي كردي يتحالف مع الحكيم لتطويق المالكي؟















المزيد.....

هل تسعى تركيا لتحالف سني عربي كردي يتحالف مع الحكيم لتطويق المالكي؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 19:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



رغم أنه غارق حتى أذنيه في فضيحة اغتيال الصحفي الكردي الشاب سردشت عثمان، أطلق مسعود البرزاني تصريحا سياسيا فُهِمَ منه أنه يؤيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة القادمة .لا يمكن تعليل هذا التصريح بسذاجة صاحبه وانعدام حصافته السياسية ولا يمكن ان نغفل المبالغة في قراءته، فالرجل قال امنحوا علاوي فرصة، وكأنه أراد أن يكمل .. مع أنه لن ينجح فيها . هذه هي القراءة الأولى لتصريح البرزاني والذي أبهج أقطاب قائمة علاوي أيما بهجة فسارعوا إلى الترحيب به قبل أن يتدفقوا على مكتب السيستاني في النجف. غير أن ثمة عوامل وملابسات تساعد على تقديم قراءة أخرى قد لا يتعداها الصواب ومنها: يأتي تصريح البرزاني هذا قبل أيام قليلة من أول زيارة رسمية له إلى تركيا بوصفه رئيسا لإقليم كردستان، وتلك جائزة سياسية طالما حلم بها البرزاني. كما أن تلك التصريحات والزيارة تزامنت مع زيارات متكررة لعلاوي وطاقم قيادة قائمة العراقية إلى تركيا. صحيح أن محاولات إذابة الجليد بين "العراقية" و"الكردستاني" لم تؤتِ أُكلها بعد، وأن المفاوضات بين فرع القائمة المسيطر على مجلس محافظة نينوى والقائمة الكردية مازالت تدور في حلقة مفرغة، ولكن جملة هذه الأمور إذا ما أخذت كحزمة واحدة ومتفاعلة ستوصل إلى الاقتناع بأن شيئا ما يطبخ في تركيا. فهل تهدف الطبخة التركية إلى فك عرى ما يسمى "التحالف الشيعي الكردي" عبر تقديم ضمانات تركية قوية للأكراد قد لا تجرؤ قائمة علاوي على تقديمها أمام جمهورها في الموصل والغربية لأنه سيعتبرها خيانية ؟ صعب جدا أن يغامر الأكراد بذلك مقابل وعود تركية مهما كانت دسمة، خصوصا وأن حليف الأحزاب الكردية الأول والأهم من تركيا أي احتلال الأمريكي دخل مرحلة الانكفاء والانسحاب والضمور. ولكن يمكن أن تكون هذه الطبخة مفيدة لهذه الأحزاب لجهة الاستقواء بها على الحليف الطائفي التقليدي الشيعي والسني العربي معا.
و مما يقوي الاعتقاد بوجود طبخة كهذه هو التطور المفاجئ الذي حدث اليوم الأحد 23/5/2010 حيث انتقل علاوي والهاشمي دون مقدمات إلى النجف والتقيا بالسيستاني . التصريحات والتسريبات الأولى تؤكد أن الزائرين لم يحصلوا على شيء ذي مغزى، أي إنهم خرجوا من السيستاني بما هو أقل من خفي حنين، حتى أن علاوي نفسه المعروف بسخائه في التفاؤل والمبالغات، وتلك عادة ورثها من تجربته السياسية " العتيقة"التي كانت الهزيمة الحربية واحتلال البلد انتصارا ما بعده انتصار، اعتبر إن مجرد وقوف السيستاني على الحياد هو كسب للعراقية. ثمة دون ريب شيء من سوء النية والتفكير "البعثي" التقليدي في هذا التصريح الذي يمكن أن يقرأ بشكل آخر يقول : إذا كان المرجع الشيعي ذاته قد وعد بالحياد فهذا يعني إننا نجحنا في تحييده وهذا كسب لقائمتنا الـ..... وسنكتفي بهذا لأن علاوي ينزعج من وصف قائمته بالسنية كما قال قبل أيام على اعتبار أنها خارقة للطوائف والقوميات ، لماذا؟ لأن فيها عشرة مقاعد لنواب شيعة من مجموع 91 نائبا من قومية واحدة في عراق متعدد الطوائف والقوميات .
في هذا الخضم جاءت تصريحات الدباغ ردا على تصريحات البرزاني حادة وغير دبلوماسية فهذا الشخص المعروف بخوائه الفكري والسياسي يتقافز هذه الأيام من خانة إلى أخرى فيوما تراه يقود التيار الطائفي الشيعي في قائمة المالكي بوجه الرافضين للطائفية والداعين للتحالف مع " العراقية"، ويوما آخر تراه يزايد على المالكي نفسه في رفض الطائفية. تصريحات الدباغ إذاً تؤكد من ناحية أخرى أن قائمة المالكي شعرت فعلا بالفزع من محاولة تطويق مشروعها ومرشحها لرئاسة الوزراء. وبما أن مصائب وهموم قائمة المالكي كثيرة فهي لا تعرف من أين تبدأ وكيف تنتهي، ولأن هذه القائمة عرضة للتبعثر وخروج زمر الانتهازيين والباحثين عن الدور والغنيمة الأدسم منها إذا لم تفز بالرئاسة، فهي حريصة جدا على إدامة اشتغال ماكنة التفاؤل والمحافظة على اعتقاد الجميع بأن الرئاسة مازالت في الجيب! هذه النقطة بالذات هي التي سترسل قائمة المالكي إلى المعارضة ولكن بعد أن يكون وزنها الانتخابي قد انخفض إلى النصف أو الربع بعد أن تمر برجيم هروب النواب المنتفعين والانتهازيين منها!
هل يمكن للخطة التركية - في حال تأكد وجودها- من تحقيق أهدافها ؟ هذا أمر مستبعد وهو سيعقد الأمور أكثر على العراقية ذاتها لعدة أسباب منها ما يتعلق بالوزن الانتخابي الهش لها والذي هو بحدود ربع مقاعد البرلمان وبالضبط 28% ومنها ما يتعلق بتطرف بعض أقطابها وخاصة علاوي المصاب بأكثر من عارض "نفسياسي" كداء العظمة والشعور بالاضطهاد ..الخ والمطلك وتهميش المعتدلين كالعيساوي. وهل ستنجح قائمة علاوي بعد زيارتها للسيستاني من أن تستدرج قائمة الحكيم للتحالف معها وتكسر ظهر التحالف الآخر بينها وبين المالكي ؟ هذا ممكن مع صعبات جمة وخصوصا إذا هب السيستاني لنجدة المرشح الأمريكي لرئاسة الوزراء أي علاوي مباشرة كما سبق له أن هبَّ في مناسبات سابقة لمواقف مشابهة نذكر منها انتفاضة الصدريين في النجف خلال حكومة علاوي ذاته حين تركه يذبح المنتفضين وطار هو إلى لندن للعلاج من مرض لم يكشف عنه حتى اليوم ..ويبدو أن بعض نافذي الصبر من أقطاب قائمة علاوي قد استشف شيئا كهذا فراح يبشر بعد ساعات من الزيارة بمفاجآت كبرى وتغيرات مهمة في الخريطة السياسية خلال الأيام القادمة وهذا ما يكرره البيان الذي صدر من هذه القائمة بعيد زيارة وجاء فيه: وأكد البيان أن العراقية ترى في الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني الأقرب إليها من القوائم الأخرى، وأنها تعمل على توسيع التعاون معهما"، موضحا أن "التصديق على نتائج الانتخابات سيدفع الجميع للعمل الجدي، ويمكن أن تتغير بعض المعادلات السياسية وطبيعة التحالفات بشكل مفاجئ، خاصة وأن التحالفات التي تجري ما زالت غير قادرة على التوافق على شكل الحكومة المقبلة ورئيسها.. انتهى الاقتباس .
ولكن ما موقف إيران من كل ذلك ومن الدور التركي الجديد؟
الواقع هو أن إيران لن تسمح لأية قوة بأن تدمر الأغلبية التي يتمتع بها حلفاؤها من الطائفيين الشيعة، وهي مستعدة - رغم كل بغضها للمالكي بسبب دوره المستقل نسبيا عنها وعن أطماعها رغم أدائه البائس والمهلهل في أزمة آبار فكة - هي مستعدة لتعليق الحكيم وأقطاب قائمته من آذانهم وعمائهم إلى السقف إذا تحالفوا مع علاوي ضد القائمة الأخرى والتي تحوز 89 مقعدا أي قائمة المالكي. هذا من جهة، ومن أخرى فالحكيم ومن معه في قائمة " الائتلاف الوطني " يعرفون تماما أن إيران وليس السيستاني هي من ينبغي لهم أن يسمعوا كلامها لأنهم إن خالفوها ضاعوا وضيَّعوا . يبقى سؤال مهم هو : هل يمكن لإيران، التي نشك في أنها قادرة على دفع المالكي إلى سحب ترشيحه للرئاسة، أن تضبط أداء وحركة الصدريين فتدفعهم إلى تمرير ترشيحه وللمحافظة على بقاء التحالف الشيعي متماسكا، بما يسمح بولوج نسخة جديدة ومعدلة جزئيا من حكومة المحاصصة الطائفية التي عليها ان تستعد لاستقبال مفخخات الطرف المعارض والمتضرر والذي لا يمر يوم دون أن يكرر عويله ووعيده بالانسحاب من العملية السياسية التي هو جزء مؤسس وحيوي منها وبالحرب الأهلية والعنف وسفك الدماء في الفترة القادمة ..
تلك هي صورة الوضع السائد والتي ما كانت ولن تكون مفاجئة، والسبب الأول فيها هو اعتماد الحاكمين وحلفائهم المحتلين لعملية سياسية ميتة وخاطئة ومتنافية مع السياقات المجتمعية والتاريخية والسياسية للعراق، وسوف تستمر القوائم والقيادات الطائفية الشيعية والسنية والقومية الكردية في القوائم الأربع الكبرى : العراقية ودولة القانون والوطني والكردستاني فكلهم طائفيون وعنصريون إلا من عصم ربك كأفراد نادرين، وستتطاحن وتتصارع هذه القوائم سواء كانت في الحكم أو المعارضة على ظهر الوطن المستباح والمواطن المختنق بالأزمات.إنها صورة مأساوية فعلا ولكنها تبرز الحاجة التراجيدية لبديل علماني استقلالي حقيقي في عراق اليوم الذي يتناهشه حلفاء أمريكا الطائفيون من سنة وشيعة وكرد.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأخطاء علاوي القاتلة ..المالكي يحسم المعركة
- ج2 / بدايات تشكل -سلطة- مثقفاتية نقدية مستقلة
- ج1/ في مواجهة لغة الزيتوني والبلطجة السياسية
- مقتل زعيمي-القاعدة- في العراق..السياق والدلالات وتساؤل: لماذ ...
- بين شروط عمار الحكيم الفنطازية و تزكيات فتاح الشيخ الشقندحية ...
- بمناسبة إدراج اسم مثنى حارث الضاري في قائمة داعمي ما يسمى با ...
- الوريث الإيراني في مواجهة ولي العهد الأميركي.
- علاوي يتبرع بدمه لتمديد بقاء الاحتلال..فماذا يقول الوطنيون ف ...
- خيارات المالكي بين السهل والممتنع والممنوع أمريكيا
- من يتحمل مسؤولية عودة الطائفية،المالكي، علاوي، أم إيران؟
- علاوي الأمريكي وخصومه العجم وقصة ذيل الكلب!
- أوباما سيحرق العراق بأيدي ساسة الأحزاب المليشياوية ثم ينسحب!
- موقفا الهاشمي و-الكردستاني- من قومية رئيس الدولة وجهان لعملة ...
- الانتخابات العراقية : نتائج متوقعة و دروس جديدة
- بمناسبة شنق شابين من المعارضة السلمية الإيرانية
- جدل الأصل والصورة : الاجتثاث العراقي والمكارثية الأمريكية.
- ماذا لو فاز الطائفيون أو المدافعون عن النظام الصدامي في الان ...
- كتاب جديد عن الطائفية في العراق بعنوان - السرطان المقدس -
- خفايا حملة الاجتثاث وإحباطها أمريكا: نرفض الاجتثاث ونحتقر مَ ...
- تفاقم الصراع الكردي الداخلي : خلافات حول الماضي والحاضر والم ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - هل تسعى تركيا لتحالف سني عربي كردي يتحالف مع الحكيم لتطويق المالكي؟