أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - رحلة تَكريم الشَّاعِر نينوس آحو في السّويد وبلجيكا















المزيد.....


رحلة تَكريم الشَّاعِر نينوس آحو في السّويد وبلجيكا


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 20:15
المحور: الادب والفن
    



حلَّقَ النَّسرُ عالياً من أقصى أقاصي المحيط الأطلسي (13 نيسان2010)، حتى أوشكَ أن يعانقَ نداوة غيمة مكلَّلة بالمطر، عَبَرَ قبّةَ السَّماء حاملاً بين جناحيهِ شعراً معبَّقاً بحصادِ السِّنين، وجهٌ مضرّجٌ بالعطاءِ والصَّفاءِ والبقاءِ، بقاءٌ على جدارِ الزَّمن، شموخٌ مرفرف الأجنحة، رؤى مستنبتة من حبقِ المحبّة، مخضَّبة بحوارٍ معرَّشٍ في سموِّ الرُّوحِ، بحثاً عن نضارةِ العطاءِ في معراجِ الحياة!

جمحَ النَّسرُ عالياً، ناثراً حبره فوقَ مآقي الأجيال كأنّه وشمٌ مطرَّز على جبينِ شعبنا، هطلَ علينا من أرخبيلاتِ أحلامنا البعيدة، أحلامٌ منسابةٌ من وهجِ حضارةٍ معرّشةٍ بأغصانِ حدائق معلَّقة بمنارة السَّماء، يجاورها أُسُوْدٌ مجنّحة كأنّها منبعثة من شموخِ الجبال، مشبّعة بحبّاتِ الحنطة، حضارةٌ مجذّرة في أعماقِ الأصالةِ والنبوغ، كأنّه تشرَّبَ شموخَ وعنفوانَ آشور بانيبال وتدفّقات مار أفرام السّرياني في أوجِ تحليقاته الشّعرية.

نينوس آحو، أيّها الوجه الحضاري الموشَّح بأبهى ألوانِ الحضارة، أيّها الطائر المنبعث من الرَّماد رغم أنفِ مرصرصيِّ الرَّماد، أيُّها الحرف المتدلّى من رحيقِ نبتة الخلاص، خلاصنا من دياجير الظلم والقهر والطُّغيان، أهلاً بكَ في سماءِ ستوكهولم، في سماءِ الحرّية، حيث أقرَّ واعترف برلمانها بمذابح السَّيفو التي ناضلْتَ أنتَ ورفاقكَ كثيراً إلى أن وصلتم إلى هذا الانتصار والاعتراف، آملين أن تَسْري هكذا اعترافات في البرلمانات الأوربية الأخرى والعالميِّة، إلى أن يأخذ شعبنا وكل الشُّعوب المتضرِّرة من مذابح السَّيفو حقوقها كاملة.

جميلٌ أن يُكرَّمَ المبدعون وهم أحياء، هذا تقليد رائع، وقد سبق وتمَّ تكريم الشَّاعر نينوس آحو (العام الفائت) من قبل هيئة (سيفو سينتر) واتحاد الأندية الآثورية في أوربا، والنادي الآثوري في (كوترسلوه) والنَّادي الآثوري في هولندة، وهذه الأيام (18 نيسان) تمَّ تكريمه من قبل هيئة السَّيفو والأندية الآثوريّة في (يوتوبوري) حيث التقى مع محبّيه وأصدقائه وطلابه ورفاقه في النِّضال، وتحدَّث مسؤول (سيفو سينتر) الأستاذ صبري أطمان، مشيداً بالجهود الكبيرة والعطاءات الخلاقة التي قدَّمها نينوس آحو لشعبه عبر نضاله الطويل.

يعتبر نينوس آحو قامة سامقة في مضمار رسم معالم مستقبل شعبنا، وهو من المؤسِّسين الأوائل للتنظيم الآثوري، ويمتاز عن غيره بالمرونة والقدرة على الحوار وتقبُّل الآخر، لأنَّه يرى أنَّه عبْرَ الحوار ممكن أن نصلَ إلى أهدافنا جنباً إلى جنب مع كافَّة مؤسَّسات شعبنا، على أن نجد قواسم مشتركة للنضال، لهذا فقد كان من أوائل الَّذين طرحوا فكرة الحوار مع التنظيمات والمؤسَّسات الأخرى غير الآثورية، لأنَّه يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من شعبه، وكلّ هذا من أجلِ لملمةِ هذا الشَّعب تحت مظلّة مشتركة قوامها النِّضال المشترك، كل بحسب موقعه، بحيث أن نحقِّقَ طموحات وتطلُّعات شعبنا وكي نشكِّل قوَّة في تعاوننا المشترك، لا أن نظلَّ منغلقين على ذواتنا ففي انغلاقنا يكمن تشتُّتنا وضعفنا وتأخُّرنا وتقهقرنا ويسهل النَّيل منّا من قبل خصومنا.

وقد تكلَّم الأستاذ ألياس شاهين عن نضال الملفونو نينوس آحو، مؤكِّداً على ضرورة احترام الشُّعوب لكتَّابها ومفكِّريها وشعرائها لأنهم ضمير الشَّعب وعلى أكتافهم يتم بناء المستقبل، معتبراً نينوس آحو نعوم فائق عصره من حيث تفانيه وعمله الدَّؤوب في خدمه شعبه منذ بداياته وحتى الوقت الرَّاهن.

كما تحدَّث السيد كبرو يونان وهو أحد طلاب الملفونو نينوس آحو عن الفترة التي إشتغل فيها بالتدريس في ثانويات القامشلي مؤكِّداً على حبّه لبني شعبه ومحاولته الدائمة أن يكونوا قدوة ومن الأوائل.
ثمَّ تقدّم الشَّاعر نينوس آحو إلى منصّة المحبّة، ومسرح الفرح الذي كان بادياً على سيماء الجميع، فأستقبله الأحبة بالتَّصفيق المتواصل، فرحٌ غامرٌ ملأ قلب الشَّاعر، وشعور بالانتشاء تغلغل إلى عوالمه، وشعر أثناءها أنه يقطف ثمار نضاله الطويل، حيث محبَّة جيل رفاقه والجيل الصاعد واللاحق هي أكبر تتويج وأكبر تكريم على وجه الدنيا، وفي نهاية حديثه قدَّمَ بعض القصائد الشعرية التي ألهبَتْ مشاعر الحضور، فقابله الجمهور بتصفيق حارّ على إيقاع دفءِ القلوب. ثمَّ تحدَّث السيد ابروهوم اسطيفو باسم الشبيبة الآثورية، معتبراً آحو رمزاً وقدوةً يُحتذَى بها. كما شارك في الأمسية التكريمية الفنان نينيب عبدالأحد في تقديم بعض الأغاني من كلمات نينوس آحو.
حفلُ تكريمٍ طافحٍ بالشِّعرِ والغناءِ والأمل.

... واستضاف النادي الآثوري في لينشوبينغ بتاريخ (19 نيسان)، الشَّاعر نينوس آحو ليقدِّمَ محاضرة حول تجربته الأدبية والنضالية الفسيحة في الحياة، ولبّى الدعوة ونالت المحاضرة استحسان الحضور.

وفي (23 نيسان) تمَّ إقامة ندوة مفتوحة إحتفاءً بالشاعر نينوس آحو، من قبل لجنة ضمّت مجموعة من الكتاب والشعراء والفنانين والمهتمِّين بقضايا الأدب والثقافة وبقضايا وهموم شعبنا بمختلف تسمياته، وهم (صبري يوسف، مارسيل منيرجي، حبيب موسى، كابي سارة وآخرين). وفكرة هذه الندوة المفتوحة تعود للسيدة مارسيل منيرجي، حيث اتصلَتْ معي بخصوص إقامة ندوة خاصَّة بالشاعر نينوس آحو، فوافقتُ على الفكرة ثم خطَّطت لمناقشة الخطوط الهامَّة لهذه الندوة، فأحببتُ أن أتوِّج نضالات ومواقف وتطلُّعات الشَّاعر الفكريّة والنضاليِّة، لأنه بالأساس له توجُّهات للحوار مع الآخر منذ زمنٍ بعيد، وبعد عدَّة اتصالات مع نينوس آحو نضجت الفكرة التي اقترحتْها مارسيل منيرجي، وقد سبق لها أن اقترحت منذ سنوات فكرة تأسيس اتّحاد الكتاب والفنانين (السريان الآشوريين الكلدان)، وبعد عدة اجتماعات قمتُ بالتنسيق مع بعض مؤسِّسي فكرة الاتحاد بصياغة الخطوط العريضة لهذا التوجه، ونال في حينها استحسان الكثير من المثقفين والشعراء والفنانين والكتاب، لكننا وجدنا أنفسنا آنذاك أمام مشكلة كبيرة هي التسمية التي أخذت تفرِّقنا وأصبحتْ حجرة عثرة في طريقنا وطريق الكثيرين الَّذين أرادوا الاشتغال على التوجُّهات التوحيدية لصفوف شعبنا بكلِّ تسمياته، فأجَّلنا الأمر إلى أجَلٍ غير مسمّى، وهكذا أحبَّتْ مارسيل منيرجي أن تحيي من جديد فكرة تأسيس اتحاد الكتاب والفنانين من خلال الندوة المفتوحة التي خطَّطَتْ لاقامتها بمناسبة قدوم الشاعر نينوس آحو إلى السويد وتكريمه من قبل هيئة (سيفو سينتر) واتِّحاد الشبيبة الآثوريّة والأندية الآثورية، حيث جاء تتويجاً لما حقَّقه البرلمان السويدي من انتصار لحقوق الشعب السرياني الآشوري الكلداني بالاعتراف بمذابح السيفو، أي مذابح الإبادة بحق الشعب السرياني الآشوري الكلداني والأرمني واليوناني ..

.. قمنا بإعداد المحاور الخاصَّة بالندوة بالتنسيق مع نينوس آحو، المعروف بخبرته الطويلة في إطار العمل التنظيمي والفكري والنضالي في سبيل توحيد شعبنا بكل تسمياته، لأنني وجدت فيه حلقة الوصل الراسخة بين كافة الأطراف، فأحببتُ أن أنتهزَ الفرصة لإعداد حوار يخصُّ أوضاع خلافات جاليتنا بكل تسمياتها، السريان الآراميون الآشوريون الكلدان، خاصة ما يتعلَّق بالتسمية، لأنها تبدو لي مشكلة المشاكل في تفرقة شعبنا، ولا بدَّ من وضع النقاط على الحروف وطرح هذا السؤال على الشاعر نينوس آحو على مرأى من الجمهور لنرى وجهة نظره ووجهة نظر الجمهور الذي سيحضر الندوة، لعلَّ وعسى تكون البذرة الأولى والخطوة الأولى لتقريب وجهات نظر تياراتنا ومؤسَّساتنا على مختلف مشاربها، وبدأت مارسيل تعدُّ قائمة بأسماء الضيوف الذين سيحضرون الندوة، وأنا بدوري قمت بتدوين قائمة بالضيوف الذين سيغْنَون الندوة، وقد وردني قائمة من نينوس آحو عبر الهاتف تتضمَّن مجموعة من الشخصيات الهامة لشعبنا من مختلف الأطياف وأحببت بدوري أن أركّز على كافة شرائح شعبنا، بحيث أن يمثِّل الجمهور كافّة التِّيارات والمؤسَّسات والأحزاب، كي يتمكَّن كل تيار أو شريحة أو حزب أن يقدِّم وجهة نظره عبر مداخلاته لتصويب واقع الحال حالنا، مركِّزاً على ضرورة الحوار الآن، في يوم قدوم نينوس آحو، المعروف بميوله ونضاله في الحركة الآثوريّة، ثم وقع الاختيار على الصالة التابعة لكنيسة مريم العذراء في (تينستا)، وبدأنا ندعو الضيوف بشكل متواصل عبر الهاتف والإيميل.

حضرَ أغلب المدعوين واعتذر من كان لديه ظروف معيَّنة تعيق حضوره، فقد تلقَّيتُ إيميلاً من الملفونو يلماز كريمو، العضو الناشط في البرلمان السويدي الذي كان له دوراً كبيراً مع هيئة لجنة السيفو في إيصال البرلمان إلى الاعتراف بمذابح السيفو، يعتذر عبر إيميله عن الحضور، وقد حضر رئيس لجنة السيفو السيِّد صبري أطمان، وممثلين عن التنظيم الآثوري، والصحافيان أوكين كورت ونوري كينو، والسياسي عبّود كورية، والفنان المسرحي وديع عمسيح، ود. سيمون جورج، ود. يوسف متى اسحق أحد مؤسِّسي رابطة الأكاديميين الآراميين السّريان، والحائز على جائزة آرام في الآونة الأخيرة، كما حضر السيد بيير صاووغ والسيِّد طوني زيتو وكانوا بمثابة ممثلين عن التيار الآرامي السرياني، وقد كنّا قد أرسلنا بطاقة دعوة لكل من الفضائيتين: صورويو تي في، وسوريويو سات، وكذلك فضائية عشتار وقد حضرت فضائية صورويو تي في عبر مندوب لها وصوَّرَت الندوة كاملة، وأرسلَ الملفونو يوسف بيت طورو رسالة، تمَّ قراءتها عبر مندوبهم التلفزيوني السيد دانييل شابو ولم تحضر فضائية سوريويو سات واعتذرَتْ فضائية عشتار عن الحضور.
كما حضر الندوة نخبة جيّدة من جاليتنا السريان الآشوريين الكلدان والكثير من الفنانين والمثقفين والحياديين والمهتمين بقضايا شعبنا.

افتتح صبري يوسف النَّدوة مرحِّباً بالجمهور الذي حضر من أماكن متفرِّقة من ستوكهولم، واِمتلأت القاعة بالأحبَّة الحضور، ثمَّ رحَّبَ بضيفِ الشَّرف الشَّاعر نينوس آحو، وتمَّ توزيع برنامج النَّدوة على مرحلتين، المرحلة الأولى حوار مفتوح مع نينوس آحو، أجراه صبري يوسف بعد أن قدّمه بكلمة مقتضبة هذا نصّها:

-"الشَّاعر نينوس آحو ضيف شرف ندوتنا المفتوحة

أبصرَ الشاعر نينوس عينيه النُّور في ربوع كركي شامو، هذه القرية الوديعة، الممتلئة بالمحبَّة والعطاء والاخضرار، فاستقبلته سنابل القمح لتعانق وميض عينيه وتقمِّط طفولته بخصوبة الحياة، فاستمدَّ من هذا الصَّفاء الرِّيفي أبهى أنواع الفنِّ والإبداع.
درس المدرسة الإبتدائية في ربوع القرية، متشرّباً من فضاءَاتها، جمالَ الطبيعة وحبَّ الأرض والإنسان والتَّواصل مع الحياة، ثم انتقل إلى القامشلي ليتابع دراسته في المرحلة الإعدادية والثانوية، وقد تشكَّل الوعي القومي لدى الشَّاعر منذ يفاعته، وترعرع الجموح الشعري لديه فكتب القصيدة الأغنية، القصيدة الأرض، والقصيدة الوطن والإنتماء، وكان من أوائل الذين اكتشف موهبة حبيب موسى وهو في باكورة العمر عبر التراتيل الكنسية، فقال إني وجدته إني وجدته، ثم كتب هو وغيره من الشعراء أولى الأغاني التي غنَّاها الفنَّان حبيب موسى ليصبح فيما بعد ملك الأغنية السريانية في العالم.
درس في كلية العلوم في جامعة دمشق، واشتغل في مجال التدريس فترة من الزَّمن، ثم ركّز على تعميق البعد القومي والوطني بما يعيد الفائدة لخدمة شعبنا، حيث كان له تطلعاته منذ البداية على ضرورة تواصل كافة شرائح شعبنا مع بعضه بعضاً بكل تلاوينه وأطيافه، كي نصبح أكثر قوة وتكاتفاً، وظلَّتْ هذه التطلعات تراوده حتى الوقت الرَّاهن، ثم آثر بعد تجربة طويلة في العمل السياسي أن يعتكف للكتابة بعيداً عن أروقة السياسة، مسخِّراً قلمه للشعر والفكر الإنساني الخلاق، ونظراً لأن الشاعر نينوس آحو يمتاز بهذه الخصوصية الانفتاحية في قضيَّة لمِّ شمل طاقات شعبنا بكل أطيافه وتسمياته، أحببنا أن نلتقي به عبر هذه الندوة المفتوحة، في هذا الحوار البنّاء والهام، كي نسلّط الضوء على تجربته الأدبية والفكرية وآفاق رؤاه فيما يخص بالحوار مع الآخر، كائناً مَن كان هذا الآخر، لأنه يرى أن الحوار والتواصل والتعاون فيما بيننا هو من أهم الأسس في تقدُّمِنا وتقدُّم أي شعب من شعوب العالم، لأنه يرى أيضاً أنَّنا كنَّا أبناء أعرق الحضارات فلماذا لا نستمر في بناء واستنهاض حضارتنا عبر طاقاتنا المتوفِّرة الآن بكافَّة شرائح شعبنا بكل مؤسَّساته وأحزابه وتطلُّعاته بمختلف تسمياته وآفاقه، لعل وعسى تكون هذه النَّدوة لَبنَة أولى يتبعها لَبِنات أخرى في الحوارِ البنَّاء والاتِّحاد والعطاء الخلاق.
أهلاً وسهلاً بكَ ملفونو نينوس، الشَّاعر الكبير وضيف الشَّرف لندوتنا في ستوكهولم.-".

ثم أجرى (صبري يوسف) حواره مع الشَّاعرالضَّيف على مدى المرحلة الأولى من النَّدوة، وقد أجاب نينوس آحو بكل أريحيَّة على كافَّة الأسئلة التي وُجِّهَتْ إليه والتي تركَّزَتْ على طفولته وتجربته الأدبية والشعرية وتجربته النضالية، مشيراً في سياق ردِّهِ إلى أنَّ كركي شامو، مسقط رأسه، قرية واقعة على خطِّ سايكس بيكو (الوهمي)، والَّذي قسَّمَ أرضنا بين دولتين، سوريا وتركيا. وأجاب عن العديد من الأسئلة حول كيفية إيجاد مخرج للحوار مع كافَّة شرائح شعبنا بكلِّ تسمياته (الآشوريون السّريان الكلدان)، وإيجاد حل لمشكلة التَّسمية، وكيفية استقطاب الأجيال الصَّاعدة للعمل معاً في سبيل وحدة شعبنا كل من موقعه، كي نرفع من شأن واقعنا المشتَّت، لأنَّ الوحدة هي قوَّة لكافّة الأطراف وهي ملاذنا وهدفنا
الأوَّل والأخير.

وبعد الاستراحة، بدأ حوار الجمهور مع الضَّيف، فاستقبل الفنّان كابي سارة أسئلة الضيوف ثم أجاب عنها الشَّاعر نينوس آحو بكل موضوعيّة وفنّد إجاباته بدقّة وقد طرحَ بعض الضيوف أسئلةً حول واقعنا وهمومنا في المغترب، وقدَّم بعضهم الآخر مداخلات متعدِّدة حيث شاركَ الملفونو بيير صاووغ والملفونو طوني زيتو وآخرين، كما قرأ السيِّد روبيرت حجَّار قصيدة شعرية باللهجة المحكية مرحِّباً عبر قصيدته بالشَّاعر الضيف وبالجمهور، وساهم السيد فادي جبارة بتلاوة قصيدة طويلة باللهجة المحكيّة حول واقع شعبنا في الأوطان الأم وفي بلاد الاغتراب، كما قرأ الشَّاعر عبدالمسيح شمعون قصيدة شعرية باللغة السّريانية.
وقد قدّمَ في نهاية الحوار مجموعة من الفنَّانين والكتَّاب والشعراء هدايا للشاعر نينوس آحو، فقدَّم الدكتور الشاعر والمترجم يوسف متّى اسحق، والشاعر واصف متّى عزو مجموعة من كتبهما هدية للشاعر الضيف، وقدّم النحّات جبرائيل كارات تمثالاً لجلجامش من أعماله هدية للشاعر، وقدّم الفنّان حنا الحائك مجموعة من اللوحات، كما قدّم الفنان كابي سارة لوحة تشكيلية، وقدّم الأديب الفنّان صبري يوسف لوحة تشكيلية، يتوسّطها سنبلة بيضاء شامخة، وحولها قلوب متعانقة، حيث كانت السنبلة ترمز إلى نصاعة وشموخ الشَّاعر نينوس آحو لما قدّمه ويقدِّمه لشعبنا عبر مسيرته النضالية الطويلة، وما يزال يقدِّم أقصى وأفضل ما لديه، رغم ظروفه الصحّية التي يعاني منها، وهذا لعمري قمّة التضحية والعطاء، ولو قدَّم كل واحد من شعبنا بحسب موقعه، عطاءً يماثل هذا العطاء بطريقةٍ أو بأخرى لكنّا بأفضل حال ممَّا نحن عليه الآن، وكلّنا أمل وطموح أن نحقِّق آمالنا وأهدافنا جنباً إلى جنب مع كلِّ مَن يسعى للنهوض بهذا الشَّعب نحوَ الأفضل!

وقد حقَّقَت النَّدوة الهدف المنشود من خلال لقاء شعبنا السرياني الآرامي الآشوري الكلداني تحت سقف واحد عبر حوار مفتوح وصريح، حيث أكَّدَ الشَّاعر نينوس آحو أنه لأول مرة في تاريخ شعبنا نلتقي بهذه الطريقة ونتحاور حول هموم وقضايا شعبنا. هذه كانت الخطوة الأولى، سيتلوها خطوات أخرى عبر ندوات وحوارات مفتوحة من أجل تحقيق التعاون والتضامن المشترك بين كافة أطراف شعبنا.

وفي (25 نيسان) تمَّ تكريم الشَّاعر نينوس آحو من قبل هيئة (سيفو سينتر) واتحاد الشبيبة الآثورية والأندية الآثورية في سودرتالية ونورشبوري في صالة كنيسة مار يعقوب النصّيبيني في سودرتالية وقد حضر جمهور كبير من جاليتنا، واستهلَّ كلمة الافتتاح السيد نينمار بولي، مسؤول لجنة (سيفو سينتر) في السويد.
ثم استعرض برنامج الاحتفال التكريمي السيِّد فهمي باركرمو، وقدّمَ السيّدة اليزابيت بيسارة، إحدى المشتركات في أوِّل فرقة كورال تمَّ تأسيسها من قبل نينوس آحو في القامشلي بإيعاز من التنظيم الآثوري منذ عقودٍ من الزَّمن، وتحدَّثتْ عن نينوس آحو وحماسه ونضاله وعطاءاته المتعدِّدة منذ البدايات، ثمّ تحدَّث السيد صبري أطمان، رئيس هيئة (سيفو سينتر)، وتطرَّقَ إلى عطاءات ونشاطات الشاعر نينوس آحو التي قدّمها خلال مسيرته النضالية في هذا المجال جنباً إلى جنب مع (سيفو سينتر) ثمَّ تمَّ استعراض مجموعة من الصور عبر برنامج (Power point)، الذي أعدّه السيد فَيّاز كريمو، وقد علّق الشاعر نينوس آحو بشرحٍ مقتضب عن الكثير من الصور أثناء عرضها، وقد كانت حول بعض محطَّات عمره منذ الطُّفولة ومرحلة اليفاعة والشباب!

وأجمل هدية للجمهور كان حضور زَلكي، ابنة نينوس آحو، عندما اعتلت منصَّة المسرح وقدّمتْ كلمة مختصرة، وقد جاءت من أميريكا خصيصاً لتشارك بهذه الاحتفالية التكريمية، وكانت الغصن المتلألئ الأخضر لمواصلة العطاء على خطى والدها، لتشكر بدورها كل الجِّهات التي كرَّمت والدها وحيّاها الجمهور بفرحٍ كبير. ثمَّ قدّم كلّ من الفنّان نينيب عبدالأحد والموسيقي جوزيف جاجان سكيتشاً فكاهيِّاً نال استحسان الجمهور. ثم قدّم الشَّاعر نينوس آحو كلمة قصيرة حول تجربته النِّضالية.
كما قدّم كلمةً موجزة نيافة المطران عبدالأحد شابو، مطران السويد وسائر اسكندنافية، تلاه الأب كوركيس ملكي وألقى قصيدة شعرية مؤثِّرة. ثمَّ قدَّمَ السيِّد دانييل كريسبي كلمة تطرَّق عبرها إلى عطاءات مناضلينا ومبدعينا، ثم ألقى الشَّاعر نينوس آحو أربع قصائد شعرية، رافقه على العود الموسيقي موسى ألياس، ألهب الشَّاعر مشاعر الجمهور بتلاوته الرَّائعة. ثمَّ قرأ السيّد حمورابي شابو باهي، إحدى قصائد والده الشاعر شابو باهي، ثمَّ قدّمت الفرقة المسرحية للنادي الآثوري في سودرتالية، عرضاً مسرحياً معبَّراً ومميَّزاً، دارَتْ أحداث العرض المسرحي حول مجازر السيفو، وأجاد الممثلون دورهم بشكل جيد ممَّا كان للعرض تأثير كبير على مشاعر الجمهور.

ومن الفنانين الذين شاركوا في حفل التكريم عبر الغناء، الفنان نينيب عبدالأحد، حيث قدّم مجموعة من الأغاني من كلمات الشاعر نينوس آحو، واستقبل الجمهور الفنَّانة نغم أدوار موسى بتصفيق حارّ، حيث قدّمت أغنية جميلة، ثم صعد إلى خشبة المسرح الفنَّان حبيب موسى ملك الأغنية السريانية في العالم ليتوِّج حفل التكريم تتويجاً بديعاً بتقديم أغنية قامشلي قامشلي التي كتب كلماتها الشَّاعر نينوس آحو، وظهرَت الأغنية إلى النّور بعد انتظارٍ طويل!
وقبل نهاية الحفل قدَّم الشَّاعر نينوس آحو كلمة الاختتام ، شاكراً كلَّ الهيئات والأندية الذين كرّموه واحتفوا به هذا الاحتفاء الكبير، ثم اعتلى خشبة المسرح الفنَّان الكبير حبيب موسى والفنان نينيب عبدالأحد ليختما الحفل بدويتو جميل، ثم انضمَّتْ إليهما الفنانة نغم موسى ليتوِّجوا الحفل بصوتهم الرائع بأغنية قوميّة، ووقفَ الجمهور في نهاية الحفل يحيي الفنانين ويحيي الشَّاعر نينوس آحو بفرحٍ كبير. ثم التقط مَن يستهويه من الجمهور في نهاية الاحتفال صوراً تذكارية مع الشَّاعر الضَّيف.

تكريمٌ رائع، وتواصلٌ بديع مع جالية مغتربة، تكنُّ المحبَّة والوداد العميق للشاعر المُكرَّم!

وفي 26 نيسان التقى الشَّاعر نينوس آحو، مع هيئة (سيفو سينتر) عبر حوارٍ مباشر مع الجمهور في صالة كنيسة مار يعقوب النصيبيني، وأجابوا عن أسئلة ومداخلات الجهمور بشكلٍ مستفيض.

تابع النَّسر رحلته متوجِّهاً نحو سماء بلجيكا، حيث كانت محطَّته الأخيرة في بروكسل، واشترك كضيف شرف بتاريخ 28 نيسان في مؤتمر واسع حول الديمقراطية في تركيا وتأثيرها على أوضاع السريان كأقلية في تركيا، وقد عقد المؤتمر في البرلمان الأوربي في بروكسل. وقد حضره برلمانيون من ألمانيا وهولندة والسويد، وحضرت السيدة زينب أزدمير من تركيا، الناشطة في حقوق الإنسان والأقليات في تركيا والتي تدافع بقوّة عن حقوق السريان.
وفي 29 نيسان شارك الشاعر نينوس آحو في إحياء ندوة في صالة كنيسة مار يوحنَّا للسريان الأرثوذكس حضرها ممثلون عن هيئة (سيفو سينتر)، وممثلون عن اتحاد الأندية الآرامية، وممثلون عن أربع مجالس ملِّية من كنائسنا في بلجيكا، وممثل عن المنظمة الآثورية الديمقراطية.
ثم عاد النَّسر من بروكسل بعد وداعٍ مهيب، إلى سماء ستوكهولم ليودِّعَ الأحبّة بالحفاوة التي استُقْبِلَ بها، ثمَّ فرشَ جناحيه وحلَّق عالياً من جديد موجِّهاً أنظاره نحو شواطي الأطلسي حيث الأحبة الأصدقاء والعائلة الكريمة بانتظار عودته الميمونة، كي يحكي لهم قصَّةَ فرحٍ لتكريمِ نسرٍ مفروش الجناحين، لم يهدأ له بال إلا بعد أن يرى شعبه يسير بكافة تياراته وشرائحه وتسمياته بأقدامٍ راسخة نحوَ برِّ الأمام!

أشكرُ كلَّ الهيئات والمؤسَّسات والتنظيمات التي كرَّمَتْ واحتفَتْ بالشَّاعر نينوس آحو، كما أشكر كلَّ مَن حضر فعاليات الاحتفاء والتكريم، متمنِّياً لشعبنا (السرياني الآشوري الكلداني) بكافة توجُّهات تنظيماته وتياراته ومؤسَّساته المزيد من التواصل والحوار والتآلف والعمل المشترك لتحقيق الفائدة المرجوّة لما نصبو إليه لهذا الشَّعب الذي حمل شعلة الحضارة منذ غابرِ الأزمان، لعلَّه ينهضُ من جديد ويحملُ شعلةَ حضارةٍ من جديد، تليقُ بحضارةِ العصر ليؤكِّد للعالم أجمع أنَّنا كنَّا أبناء أولى الحضارات وسنبقى نرفع راية التنوير والتطوير والارتقاء جنباً إلى جنب مع شعوب العالم التي تسعى إلى تحقيق التنوير والتآخي والوئام والسَّلام بين البشر كلَّ البشر، لعلّنا نحقِّقُ تطلُّعاتِ الأرضِ وسموَّ السَّماء!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَواصلِك يخلخلُ صحارى ملَلي 43
- تلالُكِ معشوشبة بأريجِ الحنانِ 42
- يا نسمةً تائهة عن رذاذاتِ مطري 41
- اعبري وِهادَ الرُّوحِ وعانقيني 40
- تنعشينَ أرخبيلاتِ الشَّوقِ 39
- تهاطلَ الطلُّ فوقَ خدّيكِ 38
- تغفو نصوصي بين خمائل الحلمِ 37
- أفرشُ فوقَ وجنتيكِ خفقةَ الرُّوحِ 36
- الحوار مفتاح هلالات النُّور
- كأنّكِ هاطلة من بحيراتِ السَّماء 35
- نرسمُ شهقتنا فوقَ صدرِ الهلالِ 34
- عناقات خيوطِ الغسقِ 33
- فوقَ سديمِ الصبَّاحِ 32
- رغبةٌ مفتوحةٌ على وجنةِ الرُّوح 31
- تتلألئينَ مثلَ زهرةٍ برّية 30
- نناغي خصوبةَ الكونِ 29
- ادلقي نهديكِ فوق بخورِ الرّوحِ 28
- تشهقين شهقةً من نكهةِ اللَّيل 27
- أدلق فوقَ خدِّيكِ بهجةَ حبقي 26
- روحُكِ ظمأى إلى خصوبةِ روحي 25


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - رحلة تَكريم الشَّاعِر نينوس آحو في السّويد وبلجيكا