أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد البدري - ويسألونك عن الروح















المزيد.....

ويسألونك عن الروح


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 12:23
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


حددت هذه الآية القرآنية المدى الذي يجب على المسلم وعلى الثقافة الإسلامية عامة عدم تجاوزه إزاء الروح .. يبقى الأمر معلقا ومثار بحث وتساؤل من وجهه نظر الثقافات الأخرى وهى كثيره. أما بالنسبة للثقافة العلمية المعتمدة على الوصف الدقيق للظواهر ثم التجريب بلا حدود ثم الاستنتاج العام للقوانين فهي المؤهلة لسبر أغوار ذلك الســـــؤال ..
في هذا الشهر اعلنت الولايات المتحده الامريكية إنتاج أول خلية حية صناعية في العالم. جاء هذا الكشف بعد حوالي 10 سنوات من اعلان ولادة النعجة " دوللـــى" إلي الوجود في نهاية القرن الماضي كلغزا محير لجميع الثقافات الدينية عامه. فموضوع الحياه كان حكرا علي المتحدثين باسم الدين لذا فان حماه تلك الثقافات قاموا بتجريم ذلك الفعل كما هو الحال مع باباوات الكنيستين الشرقية والغربية كذا شيوخ الإسلام جميعا بلا استثناء واحد. وكان الرفض النابع من نصوص الاديان والمتحدثين به نابع أساسا من وجهتي نظر :

أولهمـــــــا إيمانية وتقول بان اللّه سابق على الوجود وخالق له ولا خالق سواه ..
وثانيهمــــا أن السقف المعرفي ( القرآن والحديث في حاله الإسلام ) أي حجج أهــل السنة لا يسمح لنفسه الا بالانحباس في نصوص الكهانة العربية الموروثة من زمن الجاهلية العربية. ولم يحاول اكتساب اي جديد منذ انتهاء الوحي الذي رسخ ما في الموروث العربي مع اعادة توليد للاساطير ومعه الركام المتبقي من الثقافات السابقة.. أما مفهوم الاجتهاد فلم يسظهر الا بعد ان اكتشف الناس تناقضات النصوص مع الواقع الاقدم ومستجدات المستقبل، وهو ما لم يمارسه أحد بجدية في كثير من مستجدات المعرفة، ذلك لأنه ربما يأتى بجديد .. أو ربما يطرح سؤالا تكون إجابته فيما وراء السقف المعرفي للقرآن والاسلام كما هو الحال عند فلاسفة علم الكلام ـ المعتزلة ـ والذي لم يعط الفرصة للنمو بسبب موقف أهــل ألسنه أصحاب السقف المعرفي المحدود بالنصوص المغلقة وهو ما لا يجوز اختراقه ..

لهذا كانت صياغة جميع الأسئلة المثارة حول أي قضيـــه عبر التاريخ بما فيها قضية النعجة " دوللـــى" تصاغ لتكون متضمنة ألاجابة داخلها للإيحاء بها عملا بالآية " أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون .. 59 الواقعـة " ، كذلك لاستبعاد أي اجابه شافية كما في المقولـــــــة الشهيرة " الله أعلــم " وأيضا لاخلاء المسئولية عن المعرفة وتحمل نتائجها تجنبا لتكرار الموقف القديم في قصة خلق البشر كما في الآيـــة " وحملها الإنسان انه كان ظلومـــا جهــولا ... 72 الأحزاب " بل والتأكيد على أن الوصول لأي اجابه حاسمة وتامـــــة لن يتحقق أبدا عملا بالآية " وما أوتيتم مــن العلم إلا قليــلا ... 85 الإسراء " ..
بعد الكشف الجديد عن خلق خلية صناعية يتجدد سؤال النعجة دولي وسؤال الحياه بشكل عام ليضع الدين في مأزق معرفي جديد.

أما الثقافة العلمية والفلسفية فهي تبدأ من المقولـة " إذا عرفت كيف تسأل فقد عرفت نصــف الاجابه " …
فالســؤال عن الروح الذي طُــرح في العالم الغربي حيث معامل البحث منبع المعرفة العلمية لم يكن عن الماهية كما جاء على لسان المسلمين الأوائل , بل إن التحليل إلى العوامل الأولية لمعرفـة المكونات للاجساد الحاملة للحياة وكيف تعمل من خلال تواجدها بيولوجيا فردا وسلوكا كجماعة وادائها الوظيفي والذي يأتى في النهايـة بكيان له ماهية ، ربما تكون مخالفة عن تصور الأوائل لها ، وهي سمة التفكير العلمي .. وخير مثال لذلك التحليل هو إعادة البحث في التصور القديم عن ماهية الكون حيث العناصر الأربعة المكونة له ( الماء-الهواء-النار-التراب) وهو ما اعتمده وصدق عليه المسلمون في كتبهم نقلا عن فلاسفة اليونان ، والتي ثبت أنها غير كافيــة لحــل الإشكال المطروح في الســـؤال ..
فالفلسفة التحليلية التي تصل حد التذرية Atomism عند " برتراند راســـل " ربما تحمل اقرب الأجوبة صحة عن السؤال المطروح متجاوزه بذلك إجابة الفيلسوف "ســبينوزا " القائل بان الروح هي قوانين المادة وتعمل من داخلـــــــها .. كذلك اجابه " وليــم جيمـس " حيث نفى تماما وجود ما يسمى بالروح , ولا شئ آخر سوى المادة في حركتها وتحولاتــــــــــها المتكررة والمتجددة في هذا الكون .. فالمعمل والتجربة حيث ألـ Atomism هو ما حدث في اسكتلندا في معهـد روزاليــن " لانتاج دوللي او لخلق الخلية الجديدة وكذلك في محاولات عمليه الاستنساخ البشري وربما خلقه بكليته مستقبلا وانتاج أعضاء الجسد مؤخرا في كوريا فمــاذا قالت تجربة " دوللـــى "؟..

1- خليه واحــدة منفصلة من كائن حي , ربما تؤخذ أيضا بعــد موتـــــــه كما في حالة نقل الأعضاء فهل هي حيــه ؟ .. والاجابــه لا … وهو ما تعارف عليه الجميع إذا ما بتر عضو أو طرف من كائن حي . وإذا كانت ألاجابه بـ نعــم فالجميع أمام سؤال أشــد قسوة ... هل الروح تتجــزأ أم أن هناك ملايين الأرواح داخل الجسم الواحد كل واحدة تشغل خليه ؟.. و أن كل عضو له روحه الخاصة تجعله يعمل كما في حالة نقل الأعضاء بعد حدوث الوفاة ..
وكيف يتم التوفيق بين هذا الموقف وبين الآيات الدينية الخاصة بهذا الأمر ..

2- تم تدمير الخلية بانتزاع النواة منها .. وتم فصل الحمض الأميني DNA من داخل النواة .. فهل يبقى شئ حي بعد ذلك ؟ .. بالقطع لا .. فهي لا تؤدى أية وظائف ولا تقوم بأي عمل شأنها شأن أي جماد , أو مجموعه عناصر عضويه من كربون ـ هيدروجين ـ فسفــور … مع ملاحظة أن الجماد ليس حيا في الثقافة الدينيــة .. فكم من مشيمة وخلايا وأجزاء بشريه دفنت أو القيت في صناديق القمامة والمهملات دون رثاء أو صلاه.

3- تـم زرع الـــ DNA مجموعـة عناصر متراصة بشكل مـا في خلية جنسية أخرى غير كاملة بعد أن تم تفكيكها أيضا بالتخلص من مكونات نواتها .. وزرع البرنامــــج المذكــور فيها .. هذا التركيب الجديد إذا ما ترك هكذا فهو لا يعمل ويصبح لا قيمه له أي ميتا طبقا للثقافة الدينية . أما إذا أعطى نبضــه كهربيه ووضع داخل رحم ( بيئة صالحة للنمو لا اكثر ولا اقل ) فإنها تبدأ في الأداء الوظيفي والعمل كما لو كانت زيجــوت مخصب وبالتالي يحمل روحا طبقا للثقافـــة الدينيــة ..

والســـؤال ثانيه : هل تبدأ الحياة إذا ما توفرت جميع الشروط الطبيعية والاوليه لنمو أي كائن مركب من عناصر عضوية كافيه وبيئة حاضنه لبدء الحياة دون الحاجة إلي قوه دفــع من وراء الطبيعـــة .. فإذا كانت الإجابة " نعــم " فهل الروح إذا هي القوانين الداخليــــــــــــة الكامنة في تلك العناصر المشكلة والعضوية الطابع كما هو الحال عند " سبينــوزا " .. وإذا كانت الإجابة " لا " ... فما الذي جعــل اللــه من وراء الطبيعة يبعث فيها روحا ويخرج لنا " دوللـــى " إلى الوجــود ؟ مخــــــــــــالفا بذلك نواميســه التي أراد للبشر أن يؤمنوا بها .. حيث يقول " وخلقناكم من ذكــر وأنثي ". علما بان عصر المعجزات قد انتهى بلا رجعــة ..
وفى الحالتين " نعــم ولا " فان النتيجة الحالية تقول بان المادة هي شرط أولى وضروري وسابق على الروح أيا كانت ماهيتها إذا ما ثبت وجودها .. بل وتلزمها بالتواجد والحضور ثم العمل إذا ما كانت الشروط من اجل الحياة كافيـــــــــــــه .. أليس هذا هو الحال مع " دوللــي " و حواء " أم أن السؤال برمته عن الروح يجب ألا يسأل لان الروح من أمــــر ربــــى ..

فالخلية التي تم تصنيعها مؤخرا ليست سوي تحقيق لما قاله الفيلسوف الامريكي جون ديوي بان كل تطور في العلوم جاء وليد خيال علمي. تمثل لحظات مشرقة في تاريخ الانسانية، سيطرت على العقل البشري حيال مسألة الحياة وما يسمي بالروح وسلطة الانسان على تطوره ومصيره البيولوجي.
كانت قصة فرانكشتاين للكاتبة البريطانية ماري شللي نموذجا للخيال العلمي في محاولة للاقتراب من خلق الانسان في معامل ابحاث الوراثة كما تخيلوها في القرن التاسع عشر حيث اعتصر الضمير الروائي الادبي نفسه محاولا التغلب علي الجحود المترسب في نفوس البشر بان جعل طيبة المخلوق فرانكشتين المثالية كتقابل متناقض لجحود الناس وكراهيتهم حتي لا يكتشفوا ان ما هو داخلهم لا يرضيهم ففزعوا من خلق مغاير يكشف لهم مدي دونية نظرية الخلق المؤمنين بها. وهو ما فتح الحوار مجددا عن نظرية الاخلاق وماهيتها التي اعتقدوا بها كمحصلة لايمانهم بالنصوص الدينية.
فانتاج اعضاء بشرية كقطع غيار او خلق انسان بمواصفات لم نعهدها من قبل او حتي خلايا بكتيرية تقوم مقام الوقود الحالي لانتاج الطاقة او لتنظيف البيئة كلها ستكون ممكنة لان استنساخ النعجة دوللي تم في التجربة 278 بعد 277 تجربة فاشلة. وذلك بالضبط قدر البشر في انتاج المعرفة بالتجربة والخطأ. هذا المنهج هو ذاته الذي اعيا البشرية في مراحل تطورها البدائية الاولي فاراح العقل الانساني العاجز نفسه باختراع فكرة السحر الذي تم استثماره فيما بعد في جميع الاديان. فكرة السحر هي ذاتها فكرة الخلق بضربة واحده تنقلب فيها الامور الي ما يتمناه العاجز. فنظريه الخلق من المرة الاولي دون خطا واحد حسب ما تقول به الاديان تعكس الكسل العقلي او عجزه عن الصبر علي التجارب. التجربة والخطأ هي قدر البحث العلمي يؤكده تراث البحث العلمي يدفع البشر ثمنها كحالة مدام كوري التي ماتت من الاشعاع القاتل التي لا تعرف له مصدرا بعكس مشايخ الاسلام الذين يجنون كل شئ مجاني مقابل بقاء البشر يغطون في الجهل.
ظل العالم الاسلامي بمشايخه وكهنته في مأمن من العلم وقام بالتعيش متطفلا علي ما هو قائم باعتباره رزقا من رب السماوات والارض كافضل المتاح. فمن شروط الايمان تعطيل الخيال اي تعطيل التقدم بالعلم، بحجج واهية اولها فكرة الاخلاق واختلاط الانساب رغم ان الاخلاق العربية تعجز عن احترام كرامة الانسان وحقه العقلي في التفكير المستقل.
قامت ثقافة الاسلام علي تعطيل الحياه بالتخويف والارهاب باسم الله والمقدس رغم ان نفس المقدس هذا سمح بالمعمل والتجربة ودولي والخلية التي اعلن عنها بالامس. ويقع التناقض الاعظم في هذه الثقافة الفقيرة عندما بردد مشايخهم ان لا شئ موجود خارج الارادة الالهية وبموافقتها لكنهم يقومون بالعزل والفصل فيما ارادته تلك الاراده حسب ما يريده السياسي لتحقيق مصالحه. عند هذه النقطة فان القول بان الاسلام دين ودنيا صحيح بمعني انه تعطيل لملكات البشر وتقدمهم العلمي ورفاهيتهم مع تحقيق لمصالح السلطة السياسية التي تمنع البقاء الا لذاتها.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديهيات التي لم تكن كذلك
- عَمَّ يَتَسَاءلُونَ
- الكفيل من سوءات العرب
- تشريح المجتمع هو فضح لنصوصه
- في ذكري عيد عمال مصر
- هل الصدق من قيم الاسلام؟
- نجاسة الطائفية في الجامعة
- رد علي عبد المنعم سعيد
- القطيعة مع اهل الهولوكوست
- مكاسبنا الانترنتية
- نظامنا في القرن الجديد
- ذَلِك عبد الناصر ... أنا تؤفكون
- ثقافة ال -تحت-
- لماذا رضي الله عنهم
- قرار منعه تحت جزمته
- الشريعة ومرجعية الجاهلية
- يكفي ان اسمه الحوار حتي نقدم له التحيه
- هكذا تحدث السويسريون
- قياسات حداثية
- تشويه العالم من اجل الاسلام


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد البدري - ويسألونك عن الروح