أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل يمازحنا فضيلة الشيخ القرضاوي؟














المزيد.....

هل يمازحنا فضيلة الشيخ القرضاوي؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 13:55
المحور: كتابات ساخرة
    


في زيارته الأخيرة لموريتانيا، شكر فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نقول شكر الرئيس الموريتاني لأنه يسّر له زيارته لموريتانيا، وجعلها ممكنة، وذلك لأن هذا الأخير قام، كما يزعم، بقطع علاقات بلاده الدبلوماسية بالدولة العبرية. ويفهم من كلام فضيلة شيخنا الجليل بأنه لو لم يتكرم رئيس موريتانيا بقطع تلك العلاقات لما تكرم، أيضاً، فضيلة الشيخ وزار موريتانيا، ففضيلة الشيخ لا يزور أياً من الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ويقاطع كل من يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ويربأ فضيلته بنفسه عن أي مكان فيه أية "شبهة" إسرائيلية.

وهنا لا يحضرني وأنا أتابع هذا السيرك الإعلامي والتهريجي إلا نكتة عادل إمام حين قال له المحقق، أنت إنسان محترم وتقبل أن تسكن فوق بيت "وحدة رقاصة"، فأجابه عادل إمام، والدهشة، وبراءة الأطفال في عينيه، "يا بيه لو كل واحد عزِّل عشان اللي تحتيه وحدة رقاصة، البلد كولتها هتنام في الشارع"، ما جر عاصفة من التصفيق والضحك بين جمهور الحضور، طبعاً نحن هنا لم نضحك من تصريحات الشيخ، كما لا يمكننا التصفيق في هذا الجو المكفهر العجيب، والسيرك العربي الرهيب.. لكن سنقول لفضيلة الشيخ الجليل لو أنه سيرفض زيارة أي بلد، فقط في المنطقة، له علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولا ضير من فوق أو تحت الطاولة، وما بينهما، فلا نعتقد أن بمقدورنا ولا بمقدور الشيخ الجليل، أن يتحرك، أو أن يغادر قريته، ومسقط رأسه، في الصعيد، الذي قد يكون قريباً، هو الآخر، من أي شيء فيه رائحة إسرائيلية تزكم سماء المنطقة، وقد "نبيت" جميعاً في الشارع، وحاشانا وحاشاكم على كل حال، فابشروا، فما هو واضح من هذا الاستهراع نحو إسرائيل، واطمئنوا، فلن يبات، وبمشيئته تعالى، ولا عربي واحد في الشارع.

ومع ذلك كله فأمر زيارة أي بلد أو عدم زيارته، والإقامة فيها، هو شأن شخصي خاص بالمرء لا نلوم أحداً عليه، وهو أمر مكفول بلائحة حقوق الإنسان، ولكن نحن نعلم أن الشيخ الجليل، المشرف العام السابق على موقع إسلام "أوف" لاين (وكالعادة لا يوجد خطأ إملائي هنا)، والمصري الأصل، يقيم في مصر رائدة التطبيع، وقائدة قاطرة السلام والتطبيع وإقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والسفارة الإسرائيلية المحروسة والمصونة جداً تقع في قلب القاهرة حيث ينزل الشيخ، ونجمة داوود الزرقاء ترفرف شامخة، وبكل فخر وخيلاء وغطرسة واعتزاز فيما بين الألف مئذنة، التي يتفاخر خطابه الصحوي البترودولاري بوجودها في عاصمة المعز لدين الله الفاطمي، وعلى مقربة من مقام "سيدنا" الحسين، حسب الخطاب إياه، أيضاً،ويغدو ويروح من هناك عشرات المرات، وحين أفتى بقتل المدنيين العراقيين، وليس الإسرائيليين في القاهرة، كان فضيلته يصرح بكلماته تلك في اجتماع للصحفيين المصريين، وراية العلم الإسرائيلي ترفرف فوق عمامته الشريفة، ولكن من دون أن ينتبه لها على ما يبدو. فما عدا مما بدا يا فضيلة الشيخ الجليل؟ ولماذا نرى القشة في أعين الغير، ولا نرى "عامود" التلفون في أعيننا؟

كما نعلم جميعاً حجم الواسطات، والتوسلات، الهائل، التي منيت بالفشل، وكل الحمد والشكر لله، التي بذلها الشيخ الجليل لرفع اسمه عن قائمة الممنوعين من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأكبر والداعم الأول لإسرائيل، وفيها أكبر وأضخم سفارة إسرائيلية في العالم، مع عشرات "متلتلة"، بالمصري، من القنصليات العبرية، أيضاً، وكل الحمد والشكر لله، المنتشرة في ولايات ومدن أمريكية رئيسية؟ ونفس الأمر بالنسبة لبريطانيا الذي كان وزير خارجيتها اللورد بلفور وراء إطلاق الوعد الصهيوني بإعطاء حق إقامة إسرائيل في تشرين ثاني نوفمبر من العام 1917. وإلى اليوم تعتبر لندن واحد من أهم العواصم التي تقيم علاقات دبلوماسية وتجارية وثيقة مع إسرائيل

وكم كنت نتمنى أن يعلن الشيخ عن عدم رغبته بزيارة موريتانيا حتى يلغى نظام الرق والعبودية وتجارة الأطفال المعمول بها رسمياً في هذه الدولة العرباوية المستعربة، أو حتى تنتفي قوانين الاضطهاد والعبودية والتمييز العنصري والاستبداد والفساد والجهل وسياسات الإفقار الممنهج عموم من المنظومة البدوية وقانون الكفيل الأفحش والأرذل بكثير، برأينا، من مجرد إقامة علاقات دبلوماسية، وذلك أقرب للتقوى، وأكثر قبولاً وتصديقاً وقرباً من المنطق والقلب والعقل، وهو ما قد يرفع، فعلاً، من قيمة واعتبار الشيخ في نظر الجميع، وليس مجرد دغدغة عواطف المساكين والدراويش والبهاليل، بكلام، "لا يودي ولا يجيب".

لا شك أن فضيلة الشيخ الجليل لم يجد ما يقوله في تلك المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً، وهي زيارته للبلد المستعرب، وقادته المستعربين، وأحب ربما أن يمازحنا، أو يتهكم على المستعربين في موريتانيا، إذ يبدو أنه لا يوجد موضوع مهم يطرحه في زيارته التاريخية تلك سوى إلقاء النكات التي لا تضحك، بل تبكي، حد الفجيعة.

نعم لا بد أن الشيخ الجليل كان يمزح.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زحف المغول الثقافي: هل يقضي المهاجرون على الحضارة الأوروبية؟
- اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين فقط!!
- هل كان لدى البدو حمّامات في الصحراء؟
- التعليم الديني للصغار كنمط للإكراه في الدين
- لماذا لا نستبدل حصص التربية الدينية بحصص الموسيقى والفن والب ...
- البورنو الديني في مدن الظلام: وثقافة الجن والعفاريت
- ثقافة الوأد وافتراس الأحياء والصغيرات: آباء أم ذئاب؟
- لا حضارة من غير بشر حضاريين
- طلاق الصغيرات
- هزيمة النقاب ومشروع بدونة أوروبا
- لول: وأعداء الضحك والابتسام
- أجب عن الأسئلة التالية: امتحان كتابي لإرهابي
- الله يستر: مقال يزلزل كيان أكاديمي عروبي
- زلزال الكلمة الحرة يصيب أكاديمياً سورياً !!!!
- أيهما أفضل استعمار البدو أم استعمار الرومان؟
- العربان وهمروجة حزام الأمان
- رحلة مع فكر الظلام وأهله
- هل العالم بحاجة اليوم للحضارة العربية؟ إشكالية العقل والعقال
- لماذا يحتقر البدوي المهن الإنسانية النبيلة؟
- الخطاب البدوي العنصري


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل يمازحنا فضيلة الشيخ القرضاوي؟