أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - البحث عن نموذج جديد للعدالة















المزيد.....

البحث عن نموذج جديد للعدالة


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أيلول / سبتمبر من العام 1998 أعلن الرئيس الأمريكي في حينها " بيل كلينتون " إثر مؤتمر ضم قادة عدد من البلدان الصناعية في العالم قائلاً " لقد إهتدينا الى طريق ثالث " .. مرت سنوات على هذا التصريح حول وجود طريق ثالث أو مخرج لآزمة النظام العالمي الإقتصادية . لكن كل الطرق والحلول إختفت ، تماما مثلما إختفت قصة خارطة الطريق الفلسطينية . فلم تعد هناك لا خارطة ولا فلسطين . مجرد إسمين على الورق . وإحتلال مسلح بجرافة إستيطانية .
اليوم الآربعاء في العشرين من سبتمبر / أيلول ، للمرة الرابعة خرجت النقابات العمالية وأحزاب اليسار ، ومختلف الطبقات الإجتماعية تدافع عن حقها في الحياة في مواجهة القاتل الإقتصادي . في عموم الشارع الأوربي ثمة قلق متصاعد ،لأن الأجراءات التقشفية ليست حلولاً لأزمة النظام الرأسمالي بل هي محاولة لإطالة الحياة في نظام إقتصادي فقد مبرر وجوده على كافة المستويات .
النظام الإقتصادي العالمي في صورته الراهنة ، وممارساته الراهنة هو بالضبط قاتل إقتصادي خارج قفص العدالة البشرية . في الأرجنتين ربما يتذكر القارئ العزيز ما أدت اليه ذات الإجراءات التقشفية التي طبقت على الأرجنتين ، وفي الهند أدت الى تسريح أكثر من مائتي ألف عامل من وظائفهم دون تعويض . وهي ذات الإجراءات التي أدت بهايتي لكي تتحول من دولة مصدرة للسكر الى دولة مستوردة له من أمريكا . أمثلة عديدة أخرى سواء في تجربة البلدان الأوربية التي غادرت الساحة " الإشتراكية " أو في البلدان ذات التوجة الرأسمالي ضمن معسكر الرأسمالية . عندما كان يقال أن الرأسمالية حفارة قبرها بنفسها ، جاءت فورة الصناعة الإستهلاكية من سيارات وأدوات ترفيه ..الخ بطلاء عجائزي ، شبهية بتلك " البودرة " التي يستخدمها زعماء " الأمة العربية " لإخفاء أخاديد الزمن في وجوههم ، وسلوكهم في الحكم . ورغم أنه لا تصلح " البودرة " ما أفسده النظام الإقتصادي العالمي ولا العربي من ممارسات قاتلة للحياة على هذا الكوكب . بيد أن المقولة ثبت صحتها ، الراسمالية حفارة قبرها بنفسها . قد تطول فترة الإحتضار أو تقل . لكنها هي البداية المرهونة بسرعة تخمر عوامل عديدة .
على كل حال الأمور نسبية ، لكنها ليست نزاعاً بين قطبين عالميين . بل هو نزاع مزمن داخل قطب واحد في سياق التحولات والصراعات الجارية في العالم . عندما تصبح البورصة العالمية ، وصندوق النقد الدولي هو المتحكم بمصير مستقبل الإنسان ، ويتحول الإنسان الى عقار أو سند قيمي ورقي قابل للتداول ، يصبح من الخطأ الجسيم إتخاذ موقف اللا مبالاة مما يجري . لأن المطلوب هو غياب النظرة الواعية لخطورة هكذا تحولات تدهور قيمة الحياة الأخلاقية وتقتلها إقتصادياً .
في العقود الثلاثة الماضية شهد العالم صعود " العولمة " وهي تعني بإختصار شديد ، فوضى السوق وسيادة إقتصاد المراهنة من قبل شركات متعددة الجنسيات . وهذا حقيقي الراسمال ليس له وطن . إذن الرأسمالي بلا وطن ، وكل التشدق الفارغ من قبل أغنيائنا " العرب " عن الوطنية والقضايا الوطنية وفلسطين كلام مثل طنين الذباب . ينتمي الى عصر سليمان ومجوهرات السيدة بلقيس ، وذبابها . المهم قلصت العولمة دور الدولة أو بالأحرى صادرته فالحاكم الحقيقي هو مدير البنك . وفي ظل الفكر النيو لبرالي يعني هذا هيمنة الأقوى إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً . وبالتحديد هي سيطرة فئة قليلة من البشر تتركز في يدها عناصر القوة لتجعل من العالم رقعة شطرنج عبر تدجين كافة الأرادات العالمية تحت سيطرتها . إنها صناعة الإحتكار العالمي وتدجين الإنسان عبر كافة وسائل ومغريات الإستهلاك المعتمد على الميديا في خلق الإنسان المستسلم عبر إحداث تغيير في قناعاته ، وأراءه ، وإعادة تركيب صورة جديدة بدلاً عنها . هنا السؤال الذي ينشأ ما هي الوسائل أو الطرق الكفيلة بولادة إستراتيجية جديدة خارج إطار العولمة ..؟
الأزمة الحالية على الصعيد العالمي ، بالتأكيد ستساهم بخفض صلاحية نظرية العولمة ، لكن دون توفر الديمقراطية ونظام عدالة حقيقي ، لن يكون لأي نظرية جديدة أو محاولات إصلاح جديدة قيمة لعملياتها الإصلاحية ، دون توفر الروافع السياسية الجذرية لها . أو الحاملة لتيار البناء الجديد . في وقت يعاني العالم فيه من جوع متزايد بسبب أليات الإفقار المتزايدة المتوحشة من قبل طغيان العولمة . الى أي مدى يمكن أن تساهم هذه الأزمة العالمية بخلق بدائل جدية وجديدة ..؟
نحن هنا لا نناقش الحالة " العربية " فهي على رأي الشاعر اليمني الكبير عبد العزيز المقالح " امة من القطيع " بل نناقش حالة البلدان الأخرى . فمثلاً من الصعب مناقشة الفارق والأسباب بين ديون " دبي " وديون اليونان أو إسبانيا أو البرتغال أو حالة البطالة المتزايدة في عموم العالم . لأن بلاد خير أمة ، تنتمي الى العالم " النائم " أو المخدر . بفعل النص الديني وحذاء الجاويش .
بتقديري الشخصي المتواضع أن هناك نشاطاً فكرياً هام جداً على صعيد الساحة الأوربية يتمحور حول محاولة صياغة إطار فكري جديد بعد سقوط الفكر التقليدي السابق . يقوم على اساس عملية رصد للإحداث الجارية ومحاولة التنبؤ بالمستقبل على ضوء الفشل المتلاحق لنظرية العولمة . تتصارع المصالح وتتصارع الرؤى ،؟ وتتعدد الإجتهادات . لكن أحداً لم يعد يقبل بنظام قائم على السماح لألية السوق بتوجية المجتمع . لأن ذلك يعني بكل بساطة تدمير المجتمع ذاته .
ويبدو أن هناك صحوة جديدة لدور الطبقة العاملة المتحالفة مع كافة الطبقات التمضررة من وحشية النظام الرأسمالي الذي أدى الى حالة إغتراب جديدة للإنسان في مهدة
لأنه نظام متحرر من كل الضوابط القيمية والأخلاقية . فالسيدة الحديدية مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا أيام زمان تقول في إحدى تصريحاتها " مهمتنا بلوغ المجد في سياق اللامساواة ، وأن نرى كافة المواهب والقدرات تجد متنفساً وتعبيراً لها من أجل فائدة الجميع ، ولا فضل للضعفاء، وإن ما يصيبهم يستحقونه " ..؟
هذا نموذج لعقلية العولمة ، لذا من الطبيعي أن يموت الأطفال في أفريقيا بسبب الجوع والمرض الذي سببه النهب الإستعماري لهذه البلدان .. هكذا ببساطة فهم يستحقونة .هذه هي ثقافة الربح السريع في سوسيولوجيا النظام الرأسمالي المصرفي .
في العام 1996 ألف الصحفي الأمريكي " جورج هورجان " كتاباً اسماه نهاية العلم ، معتبراً أن الأسئلة المهمة في هذا الكون قد تمت الإجابة عليها ، وأن ما تبقى من أسئلة حول الطبيعة والعقل ليست مما يقبل إجابة علمية. بعد مرور زمن قصير بدى رأيه هذا نموذجاً للجهل . لأنه لاشئ في حالة ثبات كل شئ متطور . وطالما أن الطبيعة ذاتها متطورة ، فلماذا لا يطور العقل وهو نتاج الطبيعة أشكال جديدة من الأنظمة التي تحافظ على وجودة ..؟ لأن لدينا مسؤلية أخلاقية ليس فقط إتجاه أنفسنا بل إتجاه مستقبل العالم . التفكير في المستقبل هذا هو موضوع الحوار الجديد الذي يدور في الساحة الثقافية الأوربية . والتفكير ليس شيئاً يبزغ أوتو ماتيكياً من حالة صفاء نفسي ، أو خلوة دينية ، بل من خلال الإصغاء الى هموم الناس ومطالبهم والإستماع الى وجهات نظرهم البسيطة والمتواضعة . عندها يصبح التفكير أكثر عمقاً وإبتكاراً للحلول التي تحقق سعادة الإنسان .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاصات ماقبل التغيير القادم ..؟/ اليونان نموذجاً
- مسيرة المليون / شهود على ما حدث في أثينا
- مارغريتا .. آه ..يا مارغريتا
- مشاعية - الجنة الفردوسية - / حرية جنسية - مساواة إجتماعية - ...
- من هي - المومس - المجتمع .. أم بائعة الهوى ..؟
- عندما - يتغوط - العقل / تصاب - المؤخرة - بالصداع ..؟
- إذا كان ( الإله) ليس وهماً.. / فهو ملحد ؟
- قبيلة - الماساي - الأفريقية/ ومعابد - الإلهه- في مالاوي
- عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة
- لماذا إختفى مفهوم الرجعية / من أدبيات اليسار ..؟
- من إسراطين ..الى نيجيريا / حوار هادئ مع الأخ العقيد القذافي
- ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟
- مؤتمر - قمة - العائلات الحاكمة / في العالم العربي
- ببغاء - السيدة مرتا - / وأبونا الخوري..؟
- برج - الأسد -
- إعلان- الجهاد - النووي ..؟
- هل - الملائكة - سعاة بريد / لتوزيع النصائح ..؟
- تلميذ في الإبتدائية .. مدير جمعية تعاونية ..؟
- أنت ... كافر ونص ..؟
- رقص - هز - البدن ..؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - البحث عن نموذج جديد للعدالة