صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 21:36
المحور:
الادب والفن
بانتظارك أموت
والوقت لا يموت
بانتظارك لا أموت
وإنما الوقت يموت
لمَ لا تقتليني كما تقتلين الوقت
ساعة بين أحضانك
وساعة في تابوت الوقت
على رفوف صدرك
هل تعلمين،
أن شفتاك تستطيعان أن تجعلا لهذا الأفق مخرجا مشرّفا،
لو تشائين؟
الشمس تُحرق كلّ هذا الفحمْ
كي لا تخرج نارك منّي
أحسّ بكسر عميق في كامل جسمي
إذا كنت خارج أحضاني
أحسّ بكسر عريق
كأن جسمك سلالة جسمي الوحيدة
لم يبقى عظم واحد في جسمي وأنت خارج جسمي
بعض الأيام في الأغلبِ الأعمّ لا أحسبها
فهي لا توجد
وهي تُثقِل على الشوق، تُضايقُ روحي
ما انتظركْ
فاني لو انتظرتك، لن تصلي أبدا
إني أمشي رويدا رويدا وراءك
كالسماء البعيدة وراء الأرض البعيدة
حتى إذا عثرتِ لحظةً على نفسك
أو التفتِّ
وجدتِنِي... بعيدا
هنا...مفتوح الذراعينْ
ما انتظرتكْ
لأنّ قلبكِ يدور إلى الوراء
لا بأس من أن أكون وراء أمامكْ
لا بأس من أن يتعذب اسمي في الشعر
وليكن الشعر جحيما انتقاليّا
هذا أفضل من أن أطلق عليك اسمًا
لماذا لا يموت الحبّ ولا ينتصرْ؟
كيف ينتصر الحبّ على أصحابه باسم الحبّ الأهلي؟
كيف ينتصر الشعر عليّ باسم تعذيبي لنفسي؟
كيف ينتصر الشعر على أعدائه باسم كبريائك؟
أو باسم تعذيبي للشعر بنسيانك؟
أتمنّي بكاء قليل
تحت شجرة صغيرة
لها قامة الريح أو أصغر بقليل
وأن يكون بكائي رطبا وحارا برائحة الفل
وموتا خاطفا لا يطول
وحزنا قصير
لا يعتدي على أحزان غيره
ولا يشبّهها بشيء من عواطفه
أتمنّى بكاء قليل
وأن لا تراني حمامة تعرفني
وتطلب شيئا من عينيَّ
فلا تحزن ولا تطير
وأن لا تراني يمامة تتمنّي شيئا في عينيَّ
فتحزن قليلا
وتكره البحر من أجلي
وأن لا ترى في ظلمة الشمس أكثر من إبرة قنديل
أتمنّى بكاء قليل
وان يموت الوقت
ويترك بعض الحبر
على فراش قلبكْ
تحت شجرة صغيرة
لها قامة الرّيح
أو أصغر بقليل
أتمنّى بكاء قليل
وأن أحبّكِ يوما بعد يومٍ
وأن لا أبكي
بعد قليل
صلاح الداودي،
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟