أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد حران السعيدي - ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف














المزيد.....

ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 18:37
المحور: الادب والفن
    



الرائد التشكيلي والكاتب المسرحي والناقد والموثق للأغنية الريفية حسين الهلالي دخل في عالم أخر من عوالمه الإبداعية فهو يلج اليوم عالم الرواية عبر درب الحطابات وحديث الأكف .
والعمل الثاني جاء اقرب للحكاية الشعبية منه للعمل الروائي الحديث ,حكاية تميزت بثنائيات تنافرت بتقاطع تام وثقها الراوي بأسلوب سردي جميل كما هو الحال مع الشيخ موزان الذي رعى دخيله العاشق (راهي ) الهارب بمعشوقته الى ديار الشيخ حيث تجلت طيبة موزان الا متناهية في حفظ الدخيل ودفعه من ممتلكاته الخاصة ما طلبه أهل الحبيبة حقنا لدماء العاشق والمعشوقة وإرضاء لكبرياء أهلها الجريح ليكون موته بالصاعقة بعد ذلك وكأنه ضريبة يدفعها المعطاء بإرادة القضاء والقدر ,وتعود الثنائيات المتنافرة في حب عابر ابن الشيخ موزان حيث كان موته المفجع لتلك القصة ليبلغ تنافر هذه الثنائيات حدوده القصوى في حكاية الابن الثاني للشيخ الذي أصبح وحيدا بعد ان فجع بأهله وتركه أبناء عشيرته هربا من النحس الذي لازم هذه العائلة ,ولم يرافقه إلا راهي دخيل والده وصديق شقيقه ...بدر الذي كان الشخصية الرئيسية في هذه الحكاية حيث تقلبت به الأحوال فقرر مغادرة مضارب العشيرة الى المدينة ليحط رحاله هناك مودعا أخر من جادت به الدنيا عليه راهي وعائلته , ليبدأ مشواره مع المعلم (أبو سلام ) الذي لم يبخل عليه بدروس أخرى تختلف عن تلك التي كان يتلقاها في المدرسة ...دروس في كيفية التعامل مع الفواجع والمكاره وتقبل كل ما تأتي به الأيام مما لا طاقة لأمثاله على حمله , وبعد ان فقد كل ما حصل عليه في بيع ما ورثه قرر البحث عن عمل فساقته المقادير الى قرى سوق الشيوخ ليواجه الحب والموت في قرية الشيخ ابو شمس ,حيث الحياة أكثر نعومه ودعه والحس أرهف مما كان يعايشه في مجتمع البداوة .
الهلالي مبدع السهل الممتنع كان دائما وفي جميع فعالياته ونتاجاته مباشرا يخاطب جمهوره بلغة مفهومة ,مسرحياته خالية من الأحاجي والألغاز ,لوحاته مفهومة للعامة بشهادة معرضه الشخصي الذي أقامه في إحدى القرى حيث تعرف فلاحوا المنطقة على تلك اللوحات وعرفوا ما أراد ان يوصل في رسالته لهم ,وثائقياته في عالم الغناء الريفي والشعر الشعبي العراقي سهلة الدخول الى المتلقي لانه دائما يستعمل أدواته المعرفية لتنوير اكبر عدد ممكن بما تختزنه ذاكرته المتوقدة ,ويأتي هذا العمل ليؤكد قدرة الهلالي على صياغة خطاب يتداخل مع أحاسيس الأكثرية ويوثق شيء مما جادت به ارض أجدادهم , ارض الحب العذري والفروسية والنبل والشهامة الريفية والإيمان الفطري بالدين والتمسك بالقيم العروبية ولكن ليس بعيدا عن دور المعلم التنويري متجليا بابو سلام مناضلا عنيدا في ناحية البطحاء ومكتملا بدور جميل المعلم في قرى سوق الشيوخ اللذان لم يبتعدا كثيرا عما أسقطه عليهما الهلالي من شخصيته الواقعية كمعلم مارس هذه المهنة لزمن طويل ,رسم لوحة أخرى بالقلم وليس بالفرشاة عندما قال ان الحب لا يعرف الحدود وان فتاة الحضر يمكن ان تحب شاب بدوي وان ابنة الشيخ يمكن ان تنشد الى شخصية الخادم الجذابة ,فلم تكن هذه الشخصية قد غابت عن عيون الفتاة الباحثة عن فارس الأحلام والمحاطة بأسوار المحافظة وصون العرض عما يدنسه , رسم لوحة أخرى عن مضيف العشيرة في البادية والحضر حيث تحل مشاكل الناس وتمارس طقوس اجتماعية جميلة ويذكر الله كثيرا وبشكل جمعي ليدلل الهلالي على إننا لم نكن أبناء مجتمع وثني كما يقول بعض الغلاة الذين صوروا هذا المجتمع وكأنه دخل في دين الله ترا , لوحة ثالثة للعفة والطهر الظاهر في سلوك من دفعهم الجوع للعمل في ديار بعيدة ومساكن بسيطة قطنوها رجالا ونساء دون تفريط بالشرف ,أما الحب عند الهلالي هو الشرف الذي اضطر احد أبناء الغراف ان يخطب عشيق ابنته من سوق الشيوخ ولكن مع التلويح والتهديد الي حفظ له كبرياءه ولم يخرجه عن الأعراف المقبولة اجتماعيا , اللوحة الأخرى كانت ترسمها ثكلى فقدت ابنها لأنه أحب ابنة الشيخ فتجاوز المسموح فقتله الشيخ فكانت لبدر ناصحة مرشدة مارست معه دور الأم الذي فقدته بقتل وحيدها .
لوحة أخرى رسمها للبدوي اذ يموت موزان وابنيه وللخيول تلازم معهم , فقد احترق موزان بالصاعقة فارسا ومات ابنه عابر في محاولة اللحاق بأهل حبيبته حين كبت به الفرس ,وكان بدر الذي لم يمت بالصحراء كسابقيه لم يختار مكان لموته أفضل من الناعور حيث الحصان يفقد هيبته في قرى الحضر وتشد عيونه ويدور حول محور ثابت ولكنه يظل حصانا لا يجد بدر سواه مما يذكره ببدويته في قرية الحضر ,وتتوالى اللوحات الجميلة المستنبطة من واقع الريف العراقي بكل مثقلاته وموجعاته دائما واشراقاته القلية أحيانا ,وكأنه أراد ان يقول : اقدمه1ا العمل في زمن عودة انتشار الأمية والعزوف عن القراءة وهجر الكتاب ,عله يكون عتبه لبوابات المعرفة وهو يستذكر دخوله لتلك البوابات من خلال ألف ليلة وليلة وعنتر وعبلة وقيس وليلى ...,الخ لتفتح بعدها أمامه أبواب وأبواب حتى أصبح هو نفسه علما من أعلام الإبداع .
انه عمل لم يحاكي تطورات الواقع الاقتصادي والاجتماعي للريف كما في رباعية شمران الياسري ولم يرق الى مستوى بقايا صور لحنا مينا , والحرام ليوسف إدريس , وضوء البيت للطيب صالح ولكنه أعادنا الى تلك الأجواء بقلم محلي متعدد المواهب.



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امال على ابواب الاستحقاق الانتخابي
- اقتلوهم انهم يحلمون
- اقتلوهم أنهم يحلمون
- العراق زراعيا
- جلد الشعب
- نضوب الذاكرة
- أريد...
- مانريده من الديمقراطيه
- احمد الله انه حلم
- عبر الماضي وافاق المستقبل
- النفط وأيدي العابثين
- عبر الماضي وأفاق المستقبل
- الحصة والخصخصة والمحاصصة
- فوبيا المصالحة
- ظلم الطغاة...وأنوار الشهداء
- الأشجار وحياتنا
- كلمه بمناسبة العيد الرابع والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العر ...
- الانتخابات والمأزقه والتوريط والتكتيكات الميكافليه
- العراق,صومعه المثقف وانفتاح الواقع


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد حران السعيدي - ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف