أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - كلنا في النكبة سواءُ














المزيد.....

كلنا في النكبة سواءُ


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني الثانية والستون كسحابة صيف في سماء العالم العربي ، دون ان تطرح أي عمل نضالي ، لم يبق من هذه النكبة سوى موعدها واخراج بعض الصور من ارشيفها واسماء مخيمات اللاجئين المرتبطة بها ، انها كابوس بالنسبة للعديد من الانظمة العربية فاخذت تتجاهلها ، واذا سقطت فوق بعض شفاه المسؤولين او فوق سطور صحيفة هنا او هناك ، فان اجترارها ليس اكثر من باب رفع العتب .
ليست الانظمة فقط من نسيها او تناساها ، فان غالبية الشعوب العربية من شواطىء طنجة وتطوان المنسية الى شواطىء دول المسخ والمهانة في دول الخليج المحسوبة على العرب .
تحل ذكرى النكبة من جديد لتجد دول الشرق الاوسط التي لم يبتليها التاريخ بالعروبة قد تغيرت وتبدلت حتى اصبحت دولاً عظمى ، ايران مثلاً تسابق العصر والتاريخ في تطورها وتقدمها ، كل يوم منظومة جديدة من الصواريخ والرادارات والغوصات تصبح جزءاً من الحضارة الفارسية العريقة ، تركيا تتسع مكانتها السياسية والعلمية والاقتصادية كل يوم ، حتى انها لم تعد بحاجة الى الحلف الاطلسي واسرائيل لان شعبها منبع قوتها السياسية والعسكرية .
اما الدول العربية فمعظمها ترثي حالها ، فهي تعيش في حالة من الانحسارالفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي , غالبيتها منكوبة بحكامها وجهلها وتخلفها كما نكب الشعب الفلسطيني بالصهيونية .
اغتصبت ارادة الشعب الفلسطيني ووطنه من قبل العصابات الصهيونية المدعومة بقوى دوليه التي ارادت ان تكفر عن جرائم النازية فحولت الشعب الفلسطيني الى ضحية كي يدفع الثمن ، اما غالبية الشعوب العربية فهي منكوبة بوجود السلالات الحاكمة ، فالمواطن العربي يعيش في غربة داخل بيته ووطنه ، ارادته مسلوبة وقد وضع عقله في افريز كي يبقى مجمداً .
لكل دولة عربية نكبتها الخاصة ، على مقاسها رغم استقلالها الصوري ، شعوبها تعيش في ضياع ، هدف ابناءها الاسمى اما الهجرة او الحصول على الحد الادنى من لقمة العيش ، كل شيء راكد مكانه او يدور حول نفسه لاشيء يتجدد ويكبر في هذه الدول المنكوبة سوى مضاعفة عدد المرضى والفقراء والعاطلين عن العمل وزيادة عدد المعتقلات والسجون السرية والعلنية ، شيئاً واحداً ترتفع قامته كل سنة مع مرور ذكرى النكبة ، الزحف على البطون باتجاه الطريق الاسرائيلية ، التجديد في العلاقات مع اسرائيل الذي استقبل ذكرى النكبة يخص اكثر من نظام عربي واحد ، مثلاً في دبي -المبحوح المذبوح – عادت واستقبلت مندوباً اسرائيلياً كي يكون عضواً دائماً في وكالة الطاقة – بعد ان اشبعنا ضاحي الخلفان المراجل بملاحقة القتلة من رجال وسيدات الموساد الذين داسوا وخططوا ونفذوا جرائمهم فوق تراب امارته ،– اما امارة قطر فقد اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية بانها استجدت اسرائيل باعادة فتح ابواب التطبيع معها من جديد ، لكن حكومة نتنياهو رفضت هذا الطلب .
اما مصر الحريصة على توثيق العلاقات مع اسرائيل فقد استقبلت ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني هذه السنة بتشديد الحصار على قطاع غزة وتفجير عدة انفاق للفلسطينين قتل خلالها خمسة من العاملين فيها ، كما قامت حكومة نظيف بتجديد عهدها بردة السادات بعد تعينها لواحد من سلالته منسقاً للشؤون الخارجية بسفارة مبارك في تل ابيب ويدعى احمد السادات البالغ من العمر 34 عاما
ان التحاق هذا الفرخ بطريق عمه السادات يؤكد انه لا يخرج من الخطيئة سوى خطيئة اكبر وانه لايخرج من شوك هذه السلالة سوى الشوك . ان حكومة - مبارك نظيف – وفية لنهج السادات الاستسلامي بعد ان حولت مصر الى عمق استراتيجي لاسرائيل وفرطت بكرامتها وسيادتها وعروبتها وثوابتها الوطنية ، اصبحت مصر عصا موسى تضرب الفلسطينين لحماية اسرائيل ، كما تحول جنودها الى نواطير مصر – رحم الله المتنبي - .
قبلت مصر بعزل نفسها عن غالبية الانطمة العربية كي ترضي اسرائيل ، فعلاقتها مع سوريا فاترة لان الاخيرة رفضت المشروع الامريكي الصهيوني ، كما ناصبت مصر موريتانيا العداء لانها قطعت علاقاتها مع اسرائيل بعد العدوان على غزة ، كما حول نظام مبارك مصر الى دولة مواجهة مع ايران ، ارضاءاً لواشنطن وتل ابيب ، هذا اضافة ان مصر اصبحت معزولة داخل القارة الافريقية.
مصر المنكوبة بنظامها الفاسد تحاول اليوم كشف مخازن الاسلحة التابعة للمقاومة في غزة باعتراف وسائل الاعلام الاسرائيلية وباعتراف الفلسطينين الذين تم تعذيبهم في سجونها ، هل يوجد نكبة اكبر من نكبة الشعب المصري ونكبة العرب جميعاً بمصر خاصة في هذه الايام ومصر تقف موقف العاجز الواهن الحاضر الغائب والميت الحي امام ما تقوم به دول حوض النيل بتشجيع اسرائيل وامريكا .
اذا كانت مصر اليوم تعاني من العطش وشح المياه بنيلها الحالي ، كيف سيكون حالها يعد حرمانها من ربع كمية المياه المتدفقة اليها ؟ اليس الشعب المصري منكوباً بنظامه الذي اعترف انه لم يكن يعلم بحقيقة وخطورة السد الجديد الذي اقامته اثيوبيا .
القاسم المشترك بين الشعبين الفلسطيني والمصري ان النكبات تحل فوق رؤوسهم كل يوم .
اذكر هنا قول لاحد الكتاب الفرنسيين ابان الحرب العالمية الثانية الذي قال ان السماح باقامة حفلة راقصة للقادة الالمان في باريس يجسد الاحتلال بكامله ، فماذا يقول المواطن المصري عندما يرى ويسمع ويقرا عن اطلاق اسم تل ابيب على احد ميادين مدينة الغردقة، واطلاق اسم احد الزعماء الصهاينة على شارع في الاسكندرية ، والاحتفال بانتهاء ترميم الكنيس اليهودي بحضور عدد كبير من زعماء الصهاينة في العالم .
ماذا سيقول المواطن المصري عن مقام ابو حصيرة الواقع شمال القاهرة وهو يرى الآف من اليهود يزورونه كل سنة ، انه مستوطنة اسرائيلية في قلب مصر ،وقائمة التنازلات من غاز ونفط وامن وامان للسياح الاسرائيلين داخل مصر وغيرها طويلة جداً ، تصل الى حدود البكاء والياس العربي .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا مًقاطع
- العودة للمفاوضات كالنفخ في قربه مثقوبة
- تغريبة عرب اسرائيل
- صفحات من وجع النكبة
- الصمت العربي يغذي غدد الاستيطان
- عبد الرحيم عراقي ما زال في الذاكرة
- ضرب الحبيب زبيب
- يا ريت ما رجعوا من تونس
- هابي بيرث دي فؤاد
- هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - كلنا في النكبة سواءُ