أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفاء ابراهيم - شعب الدولمه














المزيد.....

شعب الدولمه


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 23:06
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أظن ان احدا في العراق يعرف المعنى اللغوي لكلمة دولمه لكن بالتاكيد كلهم يعرفون ما تعنيه عندما توضع امامهم حارة شهية تفوح منها رائحة التوابل ويتصاعد منها البخار
الدولمة كلمة تركية الاصل ولكنها اكلة عراقية بامتياز, ولمن لا يعرفها هي اكلة تتكون من الارز واللحم المفروم والبصل المقطع والكشمش(العنب المجفف) ويلف كل ذلك بعد ان يتبل ويملح باوراق العنب او السلق ويوضع في قدر محكمة الاغلاق على نار هادئة لينضج
هذه الاكلة لايوجد بيت في العراق لايقدمها على مائدته , من الشمال الى الجنوب , في الريف والحضر, العرب والاكراد , المسلمون والمسيحيون والصابئة والايزيديون , كلهم يحبون الدولمه وكلهم يدعي ان براءة اختراع الدولمه تعود له وان الاخرين قد سرقوا منه سر الصنعه
وعندما تريد ام العروس ان تمتدح ابنتها تقول ان الدولمة التي تطبخها( ما ينشبع منها ) وعندما تريد العراقية ان تسلك اقصر الطرق الى قلب زوجها تغديه دولمه , واذا ارادت النساء ان تعير احداهن تقول انها لاتحسن طبخ الدولمه
وبعبارة اخيره فان العراقيين الذين لا يعجبهم العجب ولا يكادون يتفقون على شيء لا يجمعون على امر قدر اجماعهم على حب الاكلة المسماة بالدولمه
لا يتصور القارىء الكريم اني املك مطعما واريد ان اروج لاطيب الاكلات التي يقدمها ولست موردا للطعام المقدم للاقسام الداخلية لطلبة الجامعات او وحدات الجيش واريد ان اعلن عن بضاعتي في هذا الموقع
اريد ان اقول ان العراقيين مثل الدولمه التي يحبونها, تتعدد مكوناتهم لكنهم بمجموعهم فقط يشكلون هذا الوطن المسمى عراق
منذ خمسة عشر قرنا لم يكن العراق بلون واحد, لم يكن عربيا خالصا ولم يكن كرديا او تركمانيا محضا , لم يكن مسلما فقط ولا مسيحيا فحسب ولا صابئيا او ايزيديا فقط, منذ ذلك التاريخ لم يسد فيه دين واحد ولا تمكن من اي من اديانه مذهب واحد
لايوجد في شعب بحجم شعب العراق ما فيه من تنوع وتعدد وسواء أكان هذا التنوع نعمة ام نقمة فهو امر واقع شئنا ام ابينا
قوميات العراق واديانه ومذاهبه وطوائفه كانت منذ ذلك الوقت متعايشه , وسواء كان تعايشها عن قناعة او اضطرار فهو امر واقع شئنا ام ابينا
والمسيحيون في العراق جزء من شعبه منذ ذلك التاريخ وربما ابعد , المسيحيون متوغلون في عمق الشعب العراقي ومندمجون في تركيبته الحضارية مثلما كان تاريخهم فيه موغلا في القدم , وهم يتوزعون على كل خارطة العراق من سهل نينوى حتى البصرة مرورا بالعاصمة بغداد
منهم الشعراء والادباء والفنانون ومنهم الاطباء والمهندسون والتجار واصحاب المهن البسيطة , منهم قوميون ومنهم يساريون , ومنهم من لايتبع منهجا سياسيا معينا, منهم مثقفون ومنهم جهلة , منهم متدينون ومنهم غير ذلك
وخلاصة القول منهم شيء من كل شيء حالهم في ذلك حال بقية ابناء الشعب العراقي ,لا يتميزون في شيء عنهم ولا توجد احياء خاصة بهم بل يسكنون في احياء مختلطه مع غيرهم من العراقيين ولا تعرف المسيحي منهم الا اذا كان يعلق قلادة على شكل صليب وقليل منهم من يفعل ذلك لان القلادة في العراق لا تلبسها الا النساء او تراه يتردد على الكنيسة ايام الاحاد
لم يعامل المسيحيون على مر تاريخهم في العراق بما يعاملون به اليوم من كراهية فلماذا؟ العراقيون هم هم والمسيحيون هم انفسهم ولم يتغير شيء الا نظام صدام حسين الذي اسقطته قوات التحالف فلماذا هذه الانباء التي تتحدث عن التعرض لهم بالقتل والتهجير في الموصل واماكن من بغداد؟
لماذا الان وبين ليلة وضحاها اصبح المسيحيون كفارا يحل قتلهم وتهجيرهم؟ اين كان اصحاب الفتاوى التكفيرية عنهم طيلة اربعة عشر قرنا مضت؟
كيف تكون الموصل موصلا بدون الاكراد والايزيديين والشبك والمسيحيين؟ وكيف يكون العراق عراقا بدونهم؟كيف تكون بغداد من غير المسيحيين؟ وكيف تكون الكرادة من دونهم؟
من المستفيد من هذه الحملة المسعورة لتشويه صورة الاسلام والمسلمين ؟ومن المستفيد من هذه الافعال المخزية التي ترتكب ضد المسيحيين بأسم الاسلام؟ ومن المستفيد من تمزيق لحمة العراقيين التي ضلت متماسكة رغم الماسي التي مروا بها طيلة ما مضى من قرون؟
المسيحيون جزء من شعب العراق وسيبقون , لايمكن لالة القتل التكفيرية المتخلفه ان تفصلهم عنه مهما حاولت , ولايمكن لقوة في الارض ان تسلب منهم عراقيتهم
ومثلما لا تكتمل الدولمه العراقية الا باجتماع مكوناتها ايضا لا يكتمل العراق الا بالمسيحيين لانهم جزء من مكوناته ولا يكون الا بهم...



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطاء الصبيان
- السياسة الامريكية بين الاسقف بوش والشيخ اوباما
- انهيار امريكا....متى سيكون؟
- حضيرة ساركوزي
- ليست دينا من الاديان
- اسماك مشاكسه
- سوار الذهب
- الصراع مع الله
- محاكمة الحمل الوديع
- جريمة مخلة بالشرف
- لا تقتلوا يوسف شاهين
- بسم الرب
- عراق العجم
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفاء ابراهيم - شعب الدولمه