أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شجاع الصفدي - خمسٌ على هامش الوطن(2)














المزيد.....

خمسٌ على هامش الوطن(2)


شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)


الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 17:10
المحور: الادب والفن
    


(1)

أتقن وصف النهود والأرداف حتى فاق شعره حد الإباحة ، وكلما قرأنا له نصًا جديدًا توسمنا خيرًا بأن يكون حاله قد انصلح وملكة إلهامه عادت لرشدها وعدلت عن مسارها الشهواني .
إلا أن جديده يفاجئنا بوصفٍ أدق .ويدافع شاعرنا عن قصائده أن تلك انزياحات لغةٍ ناضجة و أنه يجسد حقيقة الإنسان العارية ويكسر التابوه المحظور من خلال تجسيد المشهد الجنسي بين الرجل والمرأة.
وعلى ما يبدو إن الرجل قد بلغ من العجز منتهاه فبات يعبر عن معاناته بالكلام ما دام الفعل ليس متاحا . عتبت على مهاجميه بأن عليهم تقدير ظروفه ، فلا يرحمونه ولا يعطونه الفرصة لكي يرحم نفسه بالشعر!.
بلغني أنه سيكتب قصيدة تمدح موقفي وأكون بطلها ، وبدأت أتصور الدور الذي يمكن لشاعر مثله أن يختاره لي في القصيدة .. ( سلّم يا رب )

*****
(2)

رأيته مرةً في فعالية ثقافية من تلك التي تضج بها غزة المصلوبة ، يجادل كصاحب حقٍ ويحاجج كحامل فكرة . صافحته وتعرفت على شخصه ، وبّخت نفسي أني لم أعرفه قبل ذلك .
بعد حين سمعت صاحبنا يلوك الباطل ويمدح القاتل ويركع أمام الشهوات في كل الأحوال ، تجرعت خذلاني وقلت يا نفس ... فردّت : لا توبّخني هذي المرة إذ أخطأتُ ، فالمرء لا يعرف سرائر الناس إلا بعد خوض الصعاب ، ولا ينأى عن السوء إلا بعد اقتراب .
قلت : صدقت ، ومضيت نحو الصواب .

******
(3)

عمل مراسلا في إحدى مؤسسات الثقافة ثم غاب عن المشهد ،بعد سنوات عاد في ثوب الأديب ، يدعي الحكمة والفكر الأريب ، يكتب المقال ويشكو سوء الأحوال ، يمدح العبد ويذم الحر .
وبقدرة قادر قدم نفسه للجمهور ناقدا خبيرا يعلم بواطن الأمور، ويخرج الفكرة من بين الثغور ،
يضرب في الرمل والودع ويعطي الصكوك للشعراء والموهبة للأدباء .
يزهو مختالا في محافل لا تعرف منبته ،وعبثا يحاول أن يبيض صفحته في منابر تعرّيهِ و لا ترى فيه سوى الخواء .

******

(4)

بعد أوسلو أتانا وجهه ضاحكا حتى تكاد وجنتاه لا تظهران في صورته التي تصدرت عمودا في صحيفة يومية ، حدثنا في مقال عريض عن مبانٍ شاهقة وحدائق غنّاء ، قال سيصبح لنا وطن حر .
مدح الاتفاقية حتى تهيأ للناس أن البلاد مقدمة على الكثير من التغيير والتطوير ، وسوف يسودها حسن التدبير . وحين ترسخ النفوذ واستقرت مقاليد الأمور ، عرف من أين تؤكل الكتف فهاجم زيدا وامتدح عَمرا ، حتى تمكن من تبوء منصب رفيع في المؤسسة الثقافية .
بعد الأحداث الدامية في غزة كان الرجل قد أحيل إلى التقاعد ، وبعد أن كان أحد عرابي أوسلو المركزيين، انقلب على عقبيه وبات يهاجم كل ما يمت لماضيه بصلة ويكشف عوراته دون أن يدرك فداحة صدمة الناس به ، إذ تحوّل لمدح أصحاب النفوذ دون أن يعدل في القول أو يتقي شر الميل .
واستبدل صورته الضاحكة التي اعتمدها منذ خمسة عشرة عاما بصورة أخرى صارمة الملامح ليبدو جادا حازما ، مصرا على ما يروّجه وإن كان باطلا .
وبلا شك أن التطور التكنولوجي مزعج جدا أحيانا حيث يجبرنا أن نطالع صورته الساخطة حتى على نفسه في كثير من مواقع الإنترنت دون مفر ، فكان التعقيب واجبا :" اضحك لتكون الصورة حلوة " ، لكنه لم يستجب ، ربما لكونه يؤمن بأن تغيير الصور مرتبط بتغيير المواقف ..!!.

*****
(5)

عرفه الناس رخيصًا، سرعان ما ينحني ليلعق حذاء المسؤول لينال ترقيةً ، أو يرضى بأن يربّت على رأسه كنوع من الثناء حاله حال الكلب الذي يلهث لينال عظمةً من سيّده تعبيرا عن الرضا .
حصل على عظمته ،وكانت درجة مدير ، لكن مطامعه كبرت ، وقبل أن يحقق أهدافا جديدة وقعت المعمعة، وحدثت الفرقة واقتتل الأشقاء حتى صارت بلادنا بلدين ، وحالنا حالين ! .
لم تثنِه الدماء التي نزفت على أرض غزة ، فجرّب دور البطولة الزائفة ، نافق أصحاب المال ، وأعلن الولاء لأسياده ، وتحرّش بالحكام الجدد ليُسجن بضعة أيامٍ فيصبح مقاتلا صنديدا ! .
ولسوء الطالع الذي أحاق بغزة المسكينة، تولّى الرخيصُ أمر الموظف الوطني التعيس ، كتب التقارير ، كاد المكائد ، حبك الدسائس ، وصار رزق العباد بأيدي عبد الفساد ،واستمر الكلبُ على حاله يلعق أحذية الأسياد !.



#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)       Shojaa_Alsafadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة جوال وخدماتها الخاصة جدا !!
- في مرجل الذكرى
- خمسٌ على هامش الوطن
- وعاد لينتظر
- جامعة فلسطين الدولية وسنوات الضياع
- تغطية للجلسة الثانية من ملف القصة القصيرة جدا بغزة
- اسمي - أريدُ-
- ندوة عن القصة القصيرة جدا في غزة برعاية ملتقى الصداقة الثقاف ...
- كقمحٍ يفرُّ نحو الرحى
- غزة بين مصر والجزائر
- بعدك كسرنا سلّم الأحلام
- بين مطرقة التنحي وسندان المرحلة
- عاشقٌ يرثي ظلّه
- صرخة من سجن هشارون
- عتب حول مفاهيم الأدب
- على صفحة الطريق
- ذلك الإرث الثقيل-لروح درويش في مرور عام على غيابه
- ظلّان / نص نثري
- بين ضفتيّ النثر والشعر
- صدور مجموعة شعرية جديدة للشاعر شجاع الصفدي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شجاع الصفدي - خمسٌ على هامش الوطن(2)