أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان المغوش - هذيان لطاهي السيدة














المزيد.....

هذيان لطاهي السيدة


مروان المغوش

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 16:18
المحور: الادب والفن
    



سأطهو لك ِ

ألسنة الأفاعي الناهشة

كبد الرحيل

راشاً أدمعي على صحنكِ الممزوج

من لحمٍ وليل

يا أيتها الرافضة والراقصة في آن

فوق اهداب القتيل


تفردي في العزف

اجرعي كأسك ِ المملؤ

بأحداق الصغار والحزن العليل

اسحقي حناجر النجمات

كي لا تنمو في عنقي الخرافة

فأعرض ُ بحجم ذلي

وبمدى ألمي أستطيل

تلذذي بتهشيم الأماني

واستحضار الكهولة إلى صباي

قهقهي

ألست ِ من جعلتهم

يرشفون خمرتهم

من همس دماي والحلم الذليل


سأطهو لكِ

بعض الدود القابع

بين لساني والقلم

فهو يطيل الأظافر

وتكفي منه لُقمة

لنفي ألف شاعر

ومد ألسنة الورم

تنزهي فوق أرصفة الضلوع

لا تخلعي الحذاء

دعيه يدوس بقايا العشب

في رحم النداء

كي تكبري بمدامعي النازفة كالسيل

قد يسمع نعل حذائكِ

همهمات الويل

المفترش درب العراء

سأطهو لكِ

إبهامي الأيمن والسبابة

فهما سورة اللاتوبة

في معبد الكتابة

لا ضير بعد ذلك

في بعض الشراب

لفاكهة الأوهام

من كرم السراب

كي تبرعي في العربدة

سأطهو لك ِ

رغم أن الرمل

بين أسناني يقيم العرس

كي أبتهج

سأطهو لكِ

صلصة الأحشاء مع مرق الرؤى

وطبقاً من رجف النهود

المحشوة بأرز الذل

وسأضيف بعض الماء والبهار لقصائدي

كي أصنع الحساء

لعلـكِ تصابين بلعنة الإحساس

أو عدوى الفناء ، لعلكِ


لا أدري صدقيني مالذي أريد

بت ُّ أصفع في المرآة وجنتي

علّني أفيق

وأبصق في ثغر القصيد

والشعر الغريق

لأنني منذ ولدت ُ

أطهو لكِ

رغم أنني لا أطيق

جرعتُ البحر ذات ظمأ

وما ارتويت

فترسبت أكوام الملح

في أحداقي وما اكتويت

سُحقاُ لذاك الساكن

بين أنفي والشفاه

لأنه ينشقني طيف الحياة

كلما ابتسمت

وظننتُ بأنني انتهيت

كي أبقى في قصرك المتعوس
طاهياً

ياليتني من سُمكِ انتشيت


أذكر أنني سأطهو لكِ

وأنا أقرأ الجريدة

وأنني سأضيفُ لِما أطهو خبراُ

عن ثورة ٍ قد أُخصيت

في تلك الأعماق البعيدة

وسأدس ُ لـكِ مقالة جريئة

تكشفُ بأن – مونيكا –

قد كشفت مالا يكشف

للسيد الرئيس

قد تصلين لإجابة سؤالك الخسيس

هل يأتي يوم الجمعة

قبل أم بعد الخميس

وكلاهما يصح

فويلي إن أجبتكِ

وويلي إن بقيت

في قمقمي حبيس

أخبريني سيدتي

إلى متى ستبقين عارية ً

حتى من ورقة التوت

تزنين مع ذلك الإبليس

رغم أنك ِ بكل اليسر

قادرة ً أن تشتري لعهرك العريس

فتخلعين حينها اثواب الدعارة

وأخلع أنا ثوبي الموشى بالقطيع

أتذكر ذات طبخة

وأنا أطهو لكِ

وأقراء في هيجو البؤساء

أنه تسللت لحلتي

إحدى الجباه المرصعة بالطين

فغضضتُ الحرف يومها وفرحت

وقلتُ بيني وبين حَلتي

لعلك تتذكرين بابل أو الليبو

والقدس وجنوب خاصرتي

وجلق وباقي المهرجان

فتذرفين دمعتين على الأذل

كي يورق النسيان

ونسيتُ أن الدمع سيدتي

لا يجهض الحوامل

أو يوقظ الخصيان

وفجاءة نزعت ُ عني ثوب الطهي

وارتديتُ دماي

قفزتُ من نافذة الجرح

محرراُ خطاي

راكضاُ فوق أنّات الأماني

يسقط إلى التراب

كلما عدوت حلماُ من قفاي

وفجاءة اخرى

قفزت تلك الجثة من حلقي

فتحرر نداي

فصرختُ يا إلاهي

هل يستوي الذين يطبخون

ثم لا يأكلوا

والذين يأكلون

ثم لا يحبلوا

وارسلت ُ صرختي في خوفها

مع بعض طابع

وبعد ثلاثة دهور ونصف

عادت صرختي وظرفها

مختوم عليه

لم تستلمها السماء

ينقصها ختم الخضرجي

والمعلمة ــ نوغا ــ أميرة الأزياء

وحافر النتن ياهو مأذون البغاء

فبكيتُ يا سيدتي مبعثراً

حتى منتهى الغناء

لملمتُ كل ما في مأزقي من عار

وأضفته إلى منقوع محنتي

المطعم بمحن الصغار

سكبتُ لكِ وجبة الغذاء

وقدمت ُ لكِ خبزك المسروق

من حقول الماء

لعلكِ تصابين ولو لزورةٍ

بمأزق الشجاعة أو وعكة الإباء

خجلٌ انا سيدتي من التاريخ

أ سأبقى هكذا

يصفعني الصغير والكبير

يبول في سرتي الوضيع والأمير

والغضب في عينيك ممدداً

في قبره لا يستطير

ألستُ انا طاهيكِ

عفواً طاهٍ لكِ

فبمن إذن استجير

أبالماضي الممزق

كمن استجار من الصومعة بالبارِ

أترين َ أنني بتُ المحلق

في فضاءات العدم

ارتدي ثوب الخطيئة

المزين بأزرار الندم

وأكاد أجن

أسمع الآذان

فأتوضأ بالجـِن

أنتحي رُكناً في مرقص الهذيان

لأودي صلاتي في حضرة السيقان

تفوح من امعائي رائحة البلادة

واطلب لمحنتي الغفران

عفواً سيدتي

لنتكلم قليلاً ببعض الغموض

ومنطق الفئران

علّنا نصل بمركبنا المثقوب

إلى قاع الهوان

ألستُ أنا من قـَبـِلَ

أن يطهو لك موائد الأحزان

حتى استطعت ِ ان تكوني العاهرة

وتجهضي الإيمان

إذن كلانا في مواخير التبلد

نرفض ان نوقظ

ذلك المسحوق في دهاليز الرهان .......



#مروان_المغوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جثت عصور الدُنى
- مواسم العشق استفاقت
- ماذا يقول الغيم
- فن العشق وفن الإثارة تؤمان
- في اليوم الألم من السنة الأربعين في قهري
- إلى روح نزار قباني مدرسة الحب
- سنين العمر قد قضمتِ أجملها
- فكم همست في عينيك أشجاراً
- مسكون ٌ بهمستك


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان المغوش - هذيان لطاهي السيدة